Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق صيني - أميركي خارج الكوكب وقوده القطاع الفضائي الخاص

يرى متخصصون أنه خلال 5 أعوام ستبدأ "سبايس إكس" باستشعار ضغط شركات بكين مثل السيارات الكهربائية

لحظة إطلاق الصاروخ الصيني قبل وصوله إلى القمر ضمن رحلة ممتدة حتى نهاية يونيو (أ ف ب)

ملخص

تمتلك الصين محطة فضائية وسبق أن أنزلت مركبات على القمر والمريخ في حين تخطط لإرسال رحلات مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 وإلى المريخ بحلول 2033.

يشكل الإنجاز غير المسبوق في العالم الذي حققته الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي والمتمثل بجمع مسبارها عينات من الجانب البعيد من القمر، مؤشراً إلى التقدم الكبير الذي حققته في المجال الفضائي الدولة الآسيوية التي تأمل في أن تصبح شركاتها الخاصة قادرة على منافسة "سبايس إكس" الأميركية المملوكة لإيلون ماسك.

ولا شك في أن الشركات الناشئة الصينية متأخرة جداً عن مثيلاتها الأميركية العملاقة مثل "سبايس إكس"، التي نفذت أول من أمس الخميس الرحلة التجريبية الرابعة لصاروخها "ستارشيب" الأكبر في العالم.

ولكن الفارق بين الجهتين آخذ في التقلص، لأن الصين تدعم بصورة نشطة راهناً قطاعها الفضائي الخاص وتسمح له بتعزيز قدراته، وفق ما يؤكد متخصصون لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويقول المتخصص في البرنامج الفضائي الصيني تشين لان "في غضون خمسة أعوام، ستبدأ ’سبايس إكس‘ باستشعار الضغط".

ويوضح أن "الوضع الحالي في سوق السيارات الكهربائية قد يتكرر في قطاع الفضاء"، في إشارة إلى شركة "تيسلا" المملوكة أيضاً لإيلون ماسك والتي تفوقت عليها من حيث المبيعات أخيراً منافستها الصينية "بي واي دي".

ويرى أن "الأسد" الكبير "سبايس إكس" قد يضطر كما حصل مع "تيسلا" إلى مواجهة "قطيع من الذئاب"، متمثلاً في الشركات الصينية الخاصة.

وفتحت الصين قطاعها الفضائي أمام رؤوس الأموال الخاصة في نهاية عام 2014. وسارعت مذاك مئات الشركات إلى هذا المجال.

وعلى سبيل المثال، أطلقت شركة "غالاكتيك إنرجي" أول من أمس الخميس صاروخها "سيريس 1" محملاً بثلاثة أقمار اصطناعية إلى المدار، وهي واحدة من عشرات عمليات الإطلاق المماثلة المرتقبة خلال هذا العام في الصين.

 

 

ويقول مؤسس شركة "أوروبيتال غيتواي كونسالتينغ" بلين كورسيو "إن قطاع الفضاء التجاري الصيني مدهش من حيث الحجم والعمق"، مشيراً إلى أن "’سبايس إكس‘ في حال بقيت متقدمة بفارق كبير" عن القادة الرئيسيين في القطاع الخاص الصيني "فيحتمل أن تكون الصين متقدمة" بين الشركات الثانوية.

وتمتلك الصين محطة فضائية، وسبق أن أنزلت مركبات على القمر والمريخ في حين تخطط لإرسال رحلات مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 وإلى المريخ بحلول 2033.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونجحت الدولة الآسيوية الأسبوع الماضي في سحب عينات من الجانب البعيد من القمر، وهو إنجاز غير مسبوق عالمياً. ويرتقب أن يعود المسبار الذي أنجز هذه المهمة إلى الأرض في نهاية يونيو (حزيران) الجاري.

ويصب القطاع الخاص الصيني حالياً اهتمامه على إطلاق أقمار اصطناعية في المدار، في الوقت الذي تتمتع الشركات الصينية بقدرة كبيرة فيما يتعلق بعمليات الإطلاق، وهو أمر ضروري لتمكين المشاريع الحكومية من إنشاء مجموعات ضخمة من الأقمار الاصطناعية، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية (CCTV) في أبريل (نيسان) الماضي.

وتبتكر الصين شبكتين من هذا النوع هما "غوانغ" و"جي 60 ستارلينك". ويفترض أن تضم الأولى 13 ألف قمر اصطناعي والثانية 12 ألفاً، فيما يصل عدد الأقمار الاصطناعية الصينية الموجودة راهناً في المدار إلى مئات الآلاف.

وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية إلى أن سرعة نشر الأقمار الاصطناعية مسألة مهمة جداً، لأن المشاريع الصينية تواجه منافسة دول أخرى وقيوداً تتعلق بعدد المركبات الفضائية في المدار والترددات المتاحة.

فصواريخ "فالكون 9" من شركة "سبايس إكس" تستخدم حالياً من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فيما تغطي كوكبة الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" عشرات البلدان.

ويشكل الفضاء موضوع تنافس حاد بين واشنطن وبكين، وتتهم كل منهما الأخرى بالرغبة في إخفاء أهداف عسكرية وراء تطوير هذا المجال.

وكان مسؤول أميركي سابق قال أخيراً إن العقد المقبل سيكون "الأكثر أهمية" في التاريخ من ناحية المنافسة مع الصين في المجال الفضائي، وأضاف "يجب ألا نسمح بالخسارة".

ويشير كورسيو إلى "روابط وثيقة" بين الدولة والشركات الخاصة في الصين، لأن عدداً كبيراً من هذه الشركات أسسها موظفون سابقون في وكالات رسمية أو باحثون في معاهد حكومية.

ويؤكد أن العلاقة لم تكن دائماً بسيطة "لأن الدولة مترددة في التخلي عن احتكارها" لهذا القطاع، وأن لنطاق عمل الشركات الخاصة حدوداً.

لكن خلال اجتماع لكبار القادة الصينيين في ديسمبر (كانون الأول) 2023، دعا هؤلاء إلى "تنمية" قطاع الفضاء الخاص، واصفين إياه بـ"الاستراتيجي".

 

 

ونفذت شركات تجارية صينية ما مجموعه 26 عملية إطلاق خلال عام 2023 بحسب وسائل إعلام رسمية، من بينها العملية التي نفذها صاروخ Zhuque-2 من تصميم شركة "لاند سبايس" الخاصة، وهو أول صاروخ في العالم يصل إلى المدار بمحركات تعمل بالميثان السائل، وهي تكنولوجيا واعدة تساعد على خفض الكلف.

ويشير تشين لان إلى أن "الخطوة الكبيرة التالية" للشركات الصينية الخاصة "ستكون تصميم صاروخ من نوع فالكون 9 ’مثل سبايس إكس‘ وإتقان تقنية إعادة استخدام الطبقة الأولى" من الصاروخ.

ويتوقع أن يحقق عدد كبير من الشركات هذين الهدفين خلال العام الحالي.

ومن المنتظر أن ينفذ القطاع الخاص عام 2024 نحو 30 من قرابة 100 عملية إطلاق مخطط لها في الصين.

وعلى سبيل المقارنة، نفذت "سبايس إكس" خلال العام الماضي 98 من أصل 109 عمليات إطلاق أميركية بحسب عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل، مما يؤكد التفوق الأميركي في هذا القطاع خلال المرحلة الراهنة.

المزيد من علوم