ملخص
في ما يلي مراجعات كاملة لروايتي كيفن باري وكاثرين نيومان، وكتب غير خيالية لآلان إدواردز، كيت هولدن، كيت برادبري، والبروفيسور تيم كولسون
ذات مرة قضيت ساعة ممتعة للغاية في إجراء مقابلة مع ويلي نيلسون. الآن، ومن خلال كتاب "ويلي، وايلون، والأولاد: كيف غير الموسيقيون الدخلاء في ناشفيل موسيقى الكانتري إلى الأبد" Willie, Waylon, and the Boys: How Nashville Outsiders Changed Country Music Forever للكاتب براين فيربانكس (صادر عن دار هاشيت)، اكتشفت كيف حصل هذا الموسيقار المتمرد على لقب "ويلي البندقية". بعد مزاعم بأن لانا، ابنة نيلسون، تعرضت للضرب من قبل زوجها ستيف، قام نيلسون بـ"صفع صهره إلى أن فقد وعيه وهدده بإغراقه، ثم توسل ستيف قائلاً: ’لا تضربني، يا ويلي، أنا مصاب بالقلق‘". تصاعد الخلاف الفكاهي المأسوي، لكن عندما عاد ستيف ببندقية وأطلق النار على نيلسون، أخرج الأخير بندقية بدوره وأطلق النار على شاحنة ستيف أثناء مغادرتها. يكتب فيربناكس: "أصابت إحدى الرصاصات إطاراً... لحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى، ورفضت الشرطة توجيه أي اتهامات. وخلال التحقيق في الحادثة، قال نيلسون بجدية: ’لا بد أنه هو من قاد شاحنته فوق الرصاصة‘".
يحتفى هذا الشهر بمرور 40 عاماً على إصدار ألبوم "مولود في الولايات المتحدة" Born in the USA لـبروس سبرينغستين، ويعاد اكتشاف هذا الألبوم الناجح في كتاب "لم يكن بإمكانك فعل أي شيء: ألبوم ’مولود في الولايات المتحدة‘ لـبروس سبرينغستين و’نهاية هارتلاند‘" There Was Nothing You Could Do: Bruce Springsteen’s ‘Born in the USA’ and the End of the Heartland لـستيفن هايدن (صادر عن دار هاشيت). استمتعت خصوصاً بقصة فيديو كليب برايان دي بالما لأغنية الألبوم الناجحة "الرقص في الظلام" (ذلك الذي يرقص فيه سبرينغستين [الملقب بـذا بوس] مع كيرتني كوكس الشابة)، وكيف حل محل الفيديو الأصلي، الذي كان من الواضح أنه سخيف للغاية لدرجة أن سبرينغستين غادر الموقع أثناء التصوير ولم يعد مرة أخرى.
تصدر مذكرات المتخصص في العلاقات العامة في عالم الموسيقى، آلان إدواردز، في شهر مزدحم بالكتب الموسيقية، التي تشمل دراسة عميقة لآن باورز بعنوان "السفر: على خطى جوني ميتشل" Travelling: On the Path of Joni Mitchell (عن دار هاربركولينز). إضافة إلى كتاب ميتشل، أود التوصية بكتاب نايج تاسيل "البحث عن دكسيس ميدنايت رانرز: آخر عصابة في المدينة" Searching for Dexys Midnight Runners: The Last Gang in Town (عن دار ناين إيت)، إذ يعود الكاتب فيه لتتبع قصة جميع أعضاء فرقة كيفن رولاند التي تربعت على قمة سباقات الأغاني في الثمانينيات. رغب رولاند في أن يكون فان موريسون منتج الفرقة، وتم إقناع الرجل الإيرلندي بالحضور لمشاهدة تدريبات الفرقة في نادي سيدار في برمنغهام. وبحسب ما يتذكر جيف بلايث، عازف الساكسفون في الفرقة "وقف عند الباب لنحو ثانيتين فقط، ثم استدار وخرج. أغلق الباب وهذا كل شيء. كان الموقف مضحكاً جداً، مثل فيلم رعاة بقر. أعتقد أنه كرهنا ببساطة".
أخيراً، وبعيداً من الموسيقى، يحرض كتاب ماثيو لوكوود المقنع والإنساني "هذه الأرض الموعودة: تاريخ اللاجئين والمنفيين" This Land of Promise: A History of Refugees and Exiles (عن دار وليام كولينز)، على التفكير في كثير من المواضيع، إذ يحلل بعض الافتراضات الخطأ حول تاريخ الهجرة في بريطانيا ويسلط الضوء على ماضي البلاد الجدير بالثناء كملاذ للاجئين. وهو يعرض تفاصيل هذا التاريخ الذي يعود إلى عام 1695 ويذكر القراء بهذا الإرث بينما يتناول أيضاً حالة عدم اليقين المقبلة في عالم من المتوقع أن يدفع أكثر من مليار شخص للجوء بسبب الأوضاع المناخية بحلول عام 2050.
في ما يلي مراجعات كاملة لروايتي كيفن باري وكاثرين نيومان، وكتب غير خيالية لآلان إدواردز، كيت هولدن، كيت برادبري، والبروفيسور تيم كولسون.
"القلب في الشتاء" The Heart in Winter لـكيفن باري ★★★★★
في عام 2020 استمتعت كثيراً بقراءة كتاب "موسيقى الكانتري القديمة تلك" لـكيفن باري، لهذا فتحت صفحات "القلب في الشتاء"، وهي أولى تجاربه في الخيال التاريخي، بشغف مماثل، ولم يخب ظني. إنها مدهشة.
تبدأ الرواية في بوت في مونتانا سنة 1891، في بلدة تعدينية "مليئة بالعاهرات والالتهابات الصدرية"، إذ يعيش توم رورك، الشاعر والمغني المعتمد على المخدرات، يعاني الحياة، ويساعد المنقبين في كتابة رسائل الحب لعرائسهم المحتملات.
تندلع الفوضى عندما يهرب توم من البلدة مع بولي غيلسبي، زوجة قائد المنجم الغريب والمتدين، لونغ أنتوني هارينغتون. يستأجر هارينغتون ثلاثة "قتلة مأجورين" فاسدين من كورنوول للانتقام، ويبدؤون مطاردة وحشية لـ"توم" وحبيبته الهاربة.
إلى جانب كونها رواية أصلية بصورة لافتة عن الحلم الأميركي، تعتبر "القلب في الشتاء" أيضاً تأملاً مؤثراً للمؤلف، المولود في ليمريك، في تجربة هجرة الإيرلنديين في أميركا، بخاصة تلك الجماعات الأولى التي "أخرجت من وطنها بقسوة". يجد كثر ملجأ في الإفراط العاطفي وما يصفه باري بـ"تلبس شبح الموت" للإيرلنديين.
تتألق الرواية بوصفها الشعري الخيالي بما في ذلك الرغبات الجنسية المنحرفة وروائح الغرب الوحشي الكريهة والطقس والغرباء المتنوعون (أحدهم "يبدو مبقعاً ومنقوراً") ويتم الجمع بين كل هذه العناصر بعدد من المواقف الممتازة. أحد أقواها هو ذلك الذي حدث بين مدير شرطة بوت المتحفظ وهارينغتون المغرور. ولإضافة اللمسة النهائية، يزيد باري حصاناً غاضباً إلى محاولة توم وبولي اليائسة للوصول إلى سان فرانسيسكو.
يحافظ باري على شدة التوتر بصورة ملحوظة، بخاصة عندما يقترب القتلة الآتون من كورنوول من توم وبولي. هؤلاء المجرمون مروعون حقاً. يصف باري ’زعيمهم‘، جاغو ماراك، بأن "جمجمته كانت برجاً من الخفافيش الناعقة، مثل مستنقع مسكون في غرب البلاد"، وهي عبارة تعكس غرابة التعبير التي يبدو أنها في متناول يدي باري بصورة طبيعية. كما أن وصفه المرعب لتذكر بولي احتجازها كرهينة من قبل مساعد جاغو، وهو أحمق "بلا أسنان" مضطرب يسمنها "كعجل للذبح" لتحقيق رغباته الجنسية الغريبة، هو مشهد لا ينسى ومزعج بالفعل.
هذا الكتاب هو قصة حب لا تندرج تحت التصنيف الاعتيادي وحكاية عن رجال فاسدين بقلوب سوداء. والنهاية قوية ومؤلمة ومناسبة لرواية مدهشة ومتقلبة ببراعة تعيد إحياء الماضي بكل حيوية. إنها بالتأكيد واحدة من أفضل الكتب الصادرة عام 2024.
صدرت رواية "القلب في الشتاء" لـكيفن باري عن دار كانونغيت في السادس من يونيو (حزيران) وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.
"كنت هناك: رسائل من حياة في موسيقى الروك أند رول"I Was There: Dispatches from a Life in Rock and Roll لآلان إدواردز ★★★★☆
في كتابه "كنت هناك: رسائل من حياة في موسيقى الروك أند رول"، يكشف آلان إدواردز عن بعض الحيل المستخدمة في مجال العلاقات العامة للتلاعب بالصحافيين. يعترف بأنه كان يقوم بإطراء كتاب الموسيقى الذين أجروا للتو مقابلات مع ميك جاغر أو كيث ريتشاردز، على سبيل المثال، من خلال إخبارهم بأن مقابلاتهم كانت الأذكى أو الأكثر طرافة التي أجراها أعضاء فرقة رولينغ ستونز في ذلك اليوم. يقول "كان السر جعلهم يشعرون بأنهم حققوا لحظة من التواصل الحقيقي، لأن ذلك سيؤدي إلى مقال أفضل". يا للعجب! ألهذا السبب يقولون أشياء لطيفة؟
على كل حال، وكما يتضح من مذكراته الشيقة للغاية، كان الأمر في كثير من الأحيان ببساطة تزويد الصحافيين العاشقين للكحول في سبعينيات القرن الماضي بكمية وافرة من المشروبات الكحولية القوية المجانية والطعام اللذيذ لضمان الحصول على المدح المعسول.
يوضح إدواردز، مؤسس منظمة "آوتسايد"، مدى خطورة العمل في مجال العلاقات العامة للموسيقى في الماضي. فإن لم تكن مضطراً لرشوة العصابات الأميركية، أو لعب الروليت الروسية مع أحد أعضاء فرقة "هيلز أنجلز" في أمستردام، فستكون تحت رحمة شخصيات متقلبة مثل جاغر، الذي كان يوظف ويفصل من يشاء وبسهولة. حتى إلتون جون، الذي يبدو كشخص كريم بطبيعته، أقال إدواردز بعد خمس سنوات من العمل معاً لأنه ألقى باللوم عليه في مراجعة نقدية نشرتها "اندبندنت" انتقدت إحدى حفلاته. كان جون غاضباً على ما يبدو لأن إدواردز لم يأخذ وقتاً كافياً لاختيار كاتب المراجعة، من دون أن يدرك آلية عمل قسم الفنون في الصحف.
في خضم الحكايات المفعمة بالحيوية عن فرقة "سيكس بيستولز" و"ذا سترانغلرز" و"ديبي هاري" (التي تبدو شخصية رائعة)، يتناول إدواردز حياته الشخصية، بدءاً من سلوكه الطائش في الطفولة وصولاً إلى نوبات الهلع التي عاناها في مرحلة البلوغ. بالتأكيد إنه يتحدث عن عديد من الأمور المحقة والكاشفة في ما يتعلق بالعنصرية في الصحافة. أخبره أحد المحررين بأنهم لا يرغبون في نشر مقالات عن فنان معين لأن "طباعة صور الأشخاص السود لا تنجح على الورق الذي يستخدمونه".
يبرز إدواردز الجانب الغريب والمثير من حياته العملية، والكتاب مليء بالشخصيات الغريبة، من روبرت ماكسويل المغرور إلى برينس غريب الأطوار. تطلبت زيارة المشاهير منه ارتداء قفازات مطاطية لمقابلة برينس في الكواليس، وفي إحدى المرات أجرى برينس محادثة كاملة مع إدواردز عبر حارسه الشخصي. يحوي الكتاب كثيراً من التفاصيل عن عائلة بيكهام المملة، لكن الفصول التي تتناول ديفيد بوي أكثر تشويقاً وفتحاً للمدارك. لا يمكنك سوى الإعجاب برجل يحضر حدثاً مبهرجاً وهو يرتدي خفيه. شخصيات أخرى، بما في ذلك براين فيري "النزق" والمدقق النحوي سايمون لي بون، تبقى مجرد لمحات سريعة.
قد تظن أن الكتاب يخفف من حدة قصصه بعض الشيء (أعتقد أن أكثر الحكايات إثارة أو ضرراً ظلت مخبأة في "الخزنة")، وأنه يتعامل بشكل سطحي مع جدلية "هل يمكنك فصل الفنان عن فنه" في أعقاب "الاتهامات المروعة" المحيطة بعميله مايكل جاكسون. ولكن قوة الكتاب (في رأيي في الأقل) تكمن في القصص الطريفة والذكريات، ولا شيء أكثر إضحاكاً من القصة التي تتحدث عن كيث مون وطاولة المكتب.
رغم كل البريق والاقتراب من النجومية الحقيقية، يظل أهم مبعث للفخر بالنسبة لإدواردز، وعلى نحو يحسب له، لعب كرة القدم مع بوب مارلي (الذي كان لاعباً ماهراً) وحصوله على استحسانه. يقول إدواردز "لم يكن هناك شيء يضاهي الحصول على إشارة إيجابية من بوب مارلي على تمريرة جيدة له".
يصدر كتاب "كنت هناك: رسائل من حياة في موسيقى الروك أند رول" لآلان إدواردز عن دار سايمون أند شاستر في السادس من يونيو وتباع النسخة الواحدة بسعر 25 جنيهاً استرلينياً.
"لعبت في ألمانيا: رحلة كروية عبر روح الأمة"Played in Germany: A Footballing Journey Through a Nation’s Soul لـكيت هولدن ★★★☆☆
أصبحت كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، جزئياً، شيئاً بلا روح، مهووساً بالمال، في حين أن كرة القدم الألمانية، وفقاً لما يرويه كيت هولدن في كتابه "لعبت في ألمانيا: رحلة كروية عبر روح أمة"، ما زالت مكاناً حيث "لا يعتبر مشجع كرة القدم مجرد مستهلك، بل هو جزء من مجتمع".
تم توقيت إصدار الكتاب ليتزامن وبطولة كأس الأمم الأوروبية (التي ستستضيفها 10 مدن ألمانية بما في ذلك برلين) ويتناول في فصوله الثمانية الأندية الإقليمية المختلفة في ألمانيا. أحببت الطابع الغريب للكتاب، بما في ذلك القسم الذي يتحدث عن تميمة الماعز لنادي أف سي كولن (والتي نأمل ألا تكون مرتبطة بملاحظة هولدن أن كولونيا الآن تصنف "المدينة الأكثر تحرراً جنسياً في العالم")، وقصة المدير الفني السابق لنادي بورسيا دورتموند، يورغن كلوب، الذي اعترف بأنه احتفل بصورة مفرطة في عام 2011 بعد قيادته الفريق نحو الفوز بأول لقب في الدوري الألماني الممتاز: البوندسليغا. يروي هولدن: "اعترف كلوب لاحقاً بأنه ثمل بشدة لدرجة أنه ورئيس النادي هانز- يواخيم فاتسكه استيقظا في مرآب الحافلات واضطرا لطلب توصيلة من العابرين كي يعودا إلى المنزل".
هناك أمور إيجابية عديدة حول كرة القدم في ألمانيا، لكن الكاتب لا يتجاهل السلبيات، بما في ذلك التوجهات اليمينية المتطرفة التي لا تزال متجذرة في بعض الأندية، بخاصة تلك التي تنحدر من أصول ألمانية شرقية. يشير الكاتب أيضاً إلى أن ألمانيا لا تزال بلداً يتسامح مع ظهور الكوميديين الذين يتنكرون بألوان سوداء ويستخدمون كلمة "زنجي" في التلفزيون الألماني في أوقات الذروة. يستكشف الكاتب كذلك الدور المشين الذي لعبته بعض الأندية خلال سنوات النازية. على سبيل المثال، قام نادي آينتراخت فرانكفورت بطرد أعضائه اليهود، وكان رئيس النادي خلال الحرب، رودولف غرامليش، يخدم في قوات سرب الحماية وربما ارتكب جرائم حرب. أزال النادي رئاسته الشرفية في عام 2020.
أخيراً، الرسوم التوضيحية في الكتاب جيدة، بخاصة تلك التي تصور مهاجم بايرن ميونيخ، هاري كين، الذي يبدو غير سعيد بارتداء الزي البافاري التقليدي وشرب البيرة في مهرجان أكتوبرفست. سجل كين عديداً من الأهداف في الموسم الأول له في الخارج لكنه لم يفز بأي مباراة، لذا في الأقل جلب نكهة فريق توتنهام معه إلى ألمانيا.
يصدر كتاب "لعبت في ألمانيا: رحلة كروية عبر روح أمة" لـكيت هولدن عن دار داكورث في السادس من يونيو وتباع النسخة الواحدة بسعر 12.99 جنيه استرليني.
"حديقة واحدة في مواجهة العالم: بحثاً عن الأمل في مناخ متغير" One Garden Against the World: In Search of Hope in a Changing Climate لـكيت برادبيري ★★★☆☆
تحكي الصحافية المتخصصة في البستنة، كيت برادبيري، في كتابها الجديد "حديقة واحدة في مواجهة العالم: بحثاً عن الأمل في مناخ متغير" عن محادثة أجرتها مع رجل إنجليزي بعد رحلتها الملهمة إلى أستراليا. قال لها إن حضارة السكان الأصليين "لا تستحق أن تؤخذ على محمل الجد لأنها لم تبن أي مبان شاهقة". استنتجت برادبيري أن المباني الشاهقة ترمز إلى الأنا، وأضافت "لو لم تكن الأنا هي القوة المسيطرة في حضارتنا اليوم، ماذا كنا سنعرف؟ أشك في أننا كنا سنتجه نحو ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار ثلاث درجات مئوية بحلول نهاية القرن". أتفق تماماً مع ذلك.
تتناول برادبيري في كتابها الواقع المرعب لتغير المناخ وكيف أصبح البشر منفصلين عن العالم الطبيعي. إنه كتاب قوي يدعو الناس إلى إقامة علاقة أعمق مع البيئة المحيطة بنا، ومليء بتذكيرات لطيفة للاستمتاع بالأشياء البسيطة. تكتب برادبيري: "صوت المطر وهو يملأ برميل الماء مبهج". وهناك قائمة مفيدة بعنوان "من أين تبدأ" في نهاية الكتاب، جعلتني أرغب في تجربة زراعة عشبة الأوريغانو.
يتضمن الكتاب كثيراً عن كيفية إنقاذ القنافذ (مشاهدة أحدها في حديقتك الخاصة هو بالفعل متعة، وأتفق مع الكاتبة في ذلك) من خلال سرد لكيفية تحويل الكاتبة حديقتها الخاصة إلى ملاذ يرحب بهذه الحيوانات. كما تتحدث بصراحة عن مشاعرها الشخصية (تذكر كثيراً شخصاً تلقبه بـ"صاحب الدرون اللعين") وعن نشاطها، بما في ذلك ذكرياتها عن محاربة تشريع مارغريت تاتشر "البغيض" والمعادي للمثليين المعروف باسم القسم 28.
النثر والأفكار في الكتاب متشابكان ومتشعبان، مثل حديقة مثيرة للاهتمام وفق ما أعتقد، لكنني استمتعت بالكتاب وتعاطفت مع حيرتها واستيائها من الطريقة التي يتعامل بها الناس بلا مبالاة مع تغير المناخ. يحمل الكتاب نبرة إيجابية، لكن سؤالها المركزي يظل قائماً "ما الذي سيبقى؟" إذا استمررنا في كوننا جنساً مدمراً لنفسه؟
يصدر كتاب "حديقة واحدة في مواجهة العالم: بحثاً عن الأمل في مناخ متغير" لكيت برادبيري عن دار بلومزبيري في السادس من يونيو وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني.
"ساندويتش" Sandwich لـكاثرين نيومان ★★★★★
في رواية "ساندويتش" لـكاثرين نيومان، التي تدور أحداثها خلال عطلة عائلية في منزل مستأجر على شاطئ كيب كود في ماساتشوستس، تمتد الأحداث على مدى سبعة أيام (مع فصلين قصيرين معنونين "مقدمة" و"ختام")، وتتمحور حول أم تدعى روكي وزوجها نيك وأبنائهما وشركائهم العاطفيين وجدين، يسافرون جميعاً إلى منزل عطلات كان جزءاً من حياتهم لمدة 20 عاماً.
دعونا نحيي نيومان على هذه الرواية الرائعة التي تبدأ بأسلوب ذكي مع كارثة سباكة وتشبيه مريع. تقول روكي "ينحني نيك فوق المرحاض مع المكبس مرة أخرى، يضغطه كما لو كان يحضر نوعاً من أنواع الزبدة القديمة!".
تشدك الشخصيات، وبخاصة الابنة ذات الميول الجنسية المثلية ويلا، إلى الدراما، ومن خلال روكي، يقدم نيومان تصويراً فجاً ولاذعاً لامرأة في أوائل الخمسينيات من عمرها. تقول "إذا كان سن اليأس مادة فعلية، لتطايرت من عيني!". كما تتناول الرواية الزواج والتحيز الجنسي بأسلوب ساخر ومضحك، مع نكتة ثقيلة عن الرجال الذين يبتلعون "حبوب الانتصاب". تقول روكي متأملة: "رأيت إعلاناً يستهدف الرجال الراغبين في الصمود لفترة أطول. من يريد رجلاً يصمد لفترة أطول؟ أرغب في أن ينتهي. لن يتمكن كتابي الذي استعرته من المكتبة من قراءة نفسه".
"ساندويتش" ذكية ومضحكة، دافئة وحزينة (غالباً في المقطع نفسه)، وتتمكن نيومان ببراعة من رسم كيف يمكن أن تكون مبتهجاً ومرهقاً في الوقت نفسه من الأمومة والأبوة. "ساندويتش" مادة رائعة للقراءة في فصل الصيف.
تصدر رواية "ساندويتش" لـكاثرين نيومان عن دار دابلداي في السادس من يونيو وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.
"تاريخنا الكوني: حكاية 13.8 مليار سنة من الانفجار الكبير وصولاً إليك" The Universal History of Us: A 13.8 Billion Year Tale from the Big Bang to You لـتيم كولسون ★★★★☆
في كتابه "تاريخنا الكوني: حكاية 13.8 مليار سنة من الانفجار العظيم وصولاً إليك"، يعبر تيم كولسون أستاذ علم الحيوان في جامعة أكسفورد، عن رغبته في "إقناعك بإنجازات العلم الرائعة"، وهو طلب كبير قد يبدو للوهلة الأولى صعباً على سدس البريطانيين الذين يعتقدون أن هبوط الإنسان على القمر كان مزيفاً (وفقاً لاستطلاع أجراه كولسون في عام 2019).
يتمتع كتاب كولسون بسهولة قراءته وجمعه بين التثقيف والترفيه بصورة رائعة (على رغم أنه في بعض الأماكن يجعل القارئ غير العلمي -مثلي- يفقد الاهتمام) وفي خضم حديثه عن العلم، ينحرف كولسون إلى مسارات طريفة ليحدثنا عن حياته الشخصية. يعترف بأنه كان "غريباً" بعض الشيء في سنواته المدرسية (وهو ما يبدو صحيحاً بناء على الأدلة، إذ يعترف بأنه كان يرتدي سروالاً خاصاً برياضة الغولف ومعطفاً مطرياً وقبعة خضراء)، لكن حماسه للتعلم واضح، وينقل حماسه الحقيقي تجاه الأحداث العلمية (آلة هيغز لقياس تسارع الجسيمات) بقدر ما ينقله تجاه الأحداث الجيولوجية (سلسلة جبال بانغل بانغلز في أستراليا).
يغطي كولسون كثير في كتابه الممتد على مدار 464 صفحة، إذ يستكشف المواضيع الكبرى مثل نظرية الانفجار العظيم، والوراثة البشرية، والمجرة، وكيفية معرفتنا أن الكون مسطح (تساءلت، في جهل مطبق ربما، ما الذي يوجد فوقه وتحته) والحمض النووي والميكانيكا الكمية، إضافة إلى حقائق مذهلة حول الحقيقة المروعة لما تحتويه حقن البوتوكس، وكيف أن عبقرياً مثل إسحاق نيوتن كان رجلاً صغيراً "مهووساً ويحمل ضغينة".
في الأقسام الأخيرة، إذ يتناول كولسون موضوع الوعي، يضمن بعض الأفكار حول الدين وسبب عدم وجود "أدلة علمية" على الآلهة التي خلقها البشر. يسأل "أنا لا أفهم إذا كان وجودنا له هدف خارج تكرار الوراثة، لماذا استغرق الأمر ما يقارب 13.77 مليار سنة لظهورنا؟ ماذا كانت الآلهة تفعل طوال هذا الوقت؟" ربما، على غرار كاسيميرو، لاعب الوسط في مانشستر يونايتد، يتحرك الله بطرق غامضة وبطيئة جداً.
يصدر كتاب "تاريخنا الكوني: حكاية 13.8 مليار سنة من الانفجار الكبير وصولاً إليك" للبروفيسور تيم كولسون في 13 يونيو عن دار مايكل جوزيف وتباع النسخة الواحدة بسعر 30 جنيهاً استرلينياً.
© The Independent