Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف خفّضت "أعمدة الضباب" وفيات الحج؟

دراسة سعودية حللت بيانات 40 عاماً تظهر تراجع معدل الضحايا بسبب الإجراءات الوقائية 47 في المئة على رغم ارتفاع درجات الحرارة

مع توافد نحو 1.5 مليون حاج إلى مكة المكرمة يتوقع أن تزداد حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس. (واس)

ملخص

خصصت الصحة 32 ألف كادر طبي وإداري وزعوا على مختلف المنشآت والمراكز الصحية، منهم 5 آلاف طبيب من مختلف التخصصات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة داخل 183 منشأة صحية.

ينتظر الحجاج لهيب صيف حار إلى شديد الحارة، إذ تشير توقعات "المركز الوطني للأرصاد" لطقس المشاعر المقدسة خلال الأيام المقبلة، بأن تتراوح درجات الحرارة العظمى ما بين 45 و 48 درجة مئوية، وبخاصة في فترة الظهيرة.

ومع توافد نحو 1.5 مليون حاج إلى مكة المكرمة يتوقع أن تزداد حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، مما يضع القطاع الصحي في البلاد أمام تحد كبير، فيما تحاول الجهات الخدمية الإسهام في خفض درجات الحرارة المرتفعة عبر تقنيات عدة، مثل الرذاذ وأعمدة الضباب وطلاء المسارات وغيرها.

وأكدت دراسة حديثة أجراها "مركز الأبحاث والابتكار" بمستشفى الملك فيصل التخصصي، حول فعالية التدابير الوقائية التي تنفذها السلطات السعودية للحد من الأخطار الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة على صحة الحجيج أثناء أدائهم المناسك، من خلال تحليل سجلات على مدى 40 عاماً من بيانات الأرصاد، ومعدلات الإصابة بضربة الشمس والإرهاق الحراري أثناء موسم الحج في مكة المكرمة.

ووجدت الدراسة انخفاضاً ملاحظاً في حالات ضربة الشمس للحجاج 74.6 في المئة، وانخفاض معدل الوفيات 47.6 في المئة خلال العقود الأربعة الماضية، على رغم ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة بمعدل 0.4 درجة مئوية كل 10 أعوام.

تحد كبير

وجددت وزارة الصحة السعودية هذا العام دعوتها الحجاج إلى تجنب التعرض المباشر للشمس والحر خلال أدائهم المناسك، وحمل المظلة وشرب كميات كافية من الماء بانتظام، معلنة أنها كثفت استعداداتها للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس المتوقع حدوثها، إذ تعاملت خلال موسم حج العام الماضي مع أكثر من 8 آلاف إصابة متعلقة بأشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة.

وأقر المتحدث باسم الوزارة الدكتور محمد عبد العال بأن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة من أكبر التحديات التي يواجها القطاع الصحي، مشيراً إلى أهمية التزام الحجاج بالإرشادات الصحية بما في ذلك "الراحة بين المناسك لحماية الجسم من الإرهاق والإجهاد الحراري، وشرب الماء الكافي".

وعن الحديث عن الحج في المواسم الأشدة حرارة قال نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية عبدالله المسند لـ"اندبندنت عربية"، إن موسم الحج يجوب الفصول الأربعة كل 33 سنة قمرية ليكمل دورة كاملة، فتارة نحج في فصل الشتاء وأخرى في الصيف، أما شعائر حج هذا العام فتتزامن مع آخر أيام الربيع.

وأرجع الأمر إلى أن السنة القمرية أقصر من نظيرتها الشمسية بنحو 11 يوماً في المتوسط، وشهر ذي الحجة يتزامن مع الشهر الشمسي الواحد لفترة ثلاث سنوات، ثم يخرج منه ليتزامن الشهر مع الذي قبله، وليس الذي بعده، لأن حركة الحج على الأشهر الشمسية تراجعية، وهكذا ليكمل الحج الدورة على فصول العام كل 33 سنة هجرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخصصت الصحة 32 ألف كادر طبي وإداري وزعوا على مختلف المنشآت والمراكز الصحية، منهم 5 آلاف طبيب من مختلف التخصصات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة داخل 183 منشأة صحية تبلغ طاقتها الاستيعابية 6400 سرير موزعة على جميع المستشفيات والمراكز، وتشمل أسرّة العناية المركزة والطوارئ وأسرّة مخصصة لضربات الحرارة.

الإجهاد الحراري

ووفق بيانات الصحة فإن الشخص يصاب بالإجهاد الحراري عندما تزداد حرارة الجسم بصورة بالغة بسبب حرارة الطقس، ويشعر المصاب بالتعب والضعف والدوار والصداع أو زيادة وسرعة في ضربات القلب والجفاف بعد التعرض للحرارة المرتفعة، كما تعتبر ضربة الشمس أكثر خطورة من الإجهاد الحراري وقد تؤدي إلى الوفاة، وتحدث عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة فيصبح الجسم ساخناً جداً تصل حرارته إلى 40 درجة مئوية وأكثر، ويمكن أن يحدث بعد الإجهاد الحراري ويكون لدى المصاب ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويصبح مضطرباً ويفقد الوعي.

تدابير وقائية

إلى ذلك تشير الدارسة التي نشرت مطلع العام الحالي في "مجلة طب السفر العلمية" إلى التدابير التي اتخذتها السعودية، ومنها توزيع أنظمة الرذاذ وأعمدة الضباب المائي لتلطيف الهواء في الأماكن المفتوحة داخل المشاعر المقدسة وتوزيع الماء والمظلات، وتوفير وسائل نقل مكيفة، بما في ذلك تشغيل قطار المشاعر منذ عام 2010 لتوفير نقل مريح لحجاج بيت الله الحرام. 

فيما تحاول الجهات الخدمية في البلاد تلطيف الأجواء وخفض درجة الحرارة من خمسة إلى 20 درجة، من خلال طلاء عدد من الشوارع بصبغة بيضاء يقلل انعكاسها تأثير أشعة الشمس، لتسهم في خفض درجات الحرارة المرتفعة، إضافة إلى طلاء ممرات المشاة بين عرفات ومزدلفة بمواد مطاطية مرنة تعمل على امتصاص الإجهادات وتخفف الضغط على الأقدام، مع توفير طرق مرنة مريحة تجاوز طولها 15 ألف متر مربع.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير