Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي يبحث مع ولي العهد السعودي "سبل جعل أوكرانيا قريبة من سلام فعلي"

واشنطن تفرض عقوبات على 300 كيان روسي بهدف إعاقة المجهود الحربي لموسكو

ملخص

تشكلت وحدة "آزوف" في عام 2014 كوحدة تطوعية تقاتل "الانفصاليين" الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. ثم تم دمجها في الحرس الوطني الأوكراني على شكل فوج ثم أصبحت وحدة.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إنه أجرى محادثات "مثمرة وحيوية" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالتركيز على "قمة السلام" التي تنعقد هذا الأسبوع في سويسرا وعلى تحسين العلاقات الثنائية.

وتهدف كييف إلى حشد الدعم الدولي لخطة سلام اقترحها زيلينسكي وتتضمن الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا والعودة إلى حدود عام 1991 بعد الحقبة السوفياتية.

أوكرانيا "ممتنة للسعودية"

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا "ممتنة للسعودية على دعمها. نقدر جهود سموه في المساعدة في إيجاد وسيلة سريعة للعودة إلى السلام".

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن ولي العهد أكد "حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية" على حل الصراع الأوكراني - الروسي وبحث سبل تخفيف أثره الإنساني.

وأعلن الرئيس الأوكراني أنه بحث مع ولي العهد السعودي في التحضيرات للقمة حول أوكرانيا المقررة هذا الأسبوع في سويسرا والتي يأمل عبرها بالحصول على مزيد من الدعم.

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس" أنه عقد اجتماعاً مع ولي العهد السعودي خلال زيارة غير معلنة للسعودية، مضيفاً "ناقشنا التحضيرات لأول قمة عالمية من أجل السلام والنتائج المتوخاة منها وإمكان تنفيذها، إضافة إلى سبل جعل أوكرانيا قريبة من سلام فعلي".

حشد الدعم

ووصل الرئيس الأوكراني إلى السعودية اليوم الأربعاء، بحسب ما أفاد لإعلام الرسمي، في أحدث زيارة له إلى الرياض التي سعت إلى البقاء على الحياد في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

وذكرت "واس" أن زيلينسكي وصل إلى مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر في رحلة غير معلنة، وكان في استقباله مسؤولون سعوديون.

ووصل زيلينسكي إلى جدة اليوم في إطار جولة تتضمن دولاً عدة لحشد الدعم قبل قمة بشأن أوكرانيا من المزمع عقدها يومي 15 و16 يونيو (حزيران) في سويسرا.

ولم تُدع موسكو إلى القمة ولن تحضر الصين.

اتفاق أمني

من ناحية أخرى أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيوقعان اتفاقاً أمنياً ثنائياً خلال قمة مجموعة السبع المقررة غداً الخميس في إيطاليا، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافيين الذين يرافقون بايدن إلى إيطاليا إن "الرئيسين سيوقعان اتفاقاً أمنياً ثنائياً، يشير بوضوح إلى أن دعمنا سيستمر لوقت طويل مستقبلاً".

يأتي ذلك بينما فرضت الولايات المتحدة اليوم رزمة من العقوبات تهدف إلى إعاقة المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا عبر زيادة الضغوط على البنوك الأجنبية التي تتعامل مع روسيا، قبل محادثات زعماء مجموعة السبع هذا الأسبوع.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم فرض عقوبات جديدة على أكثر من 300 كيان وفرد، من بينهم عشرات الموردين الصينيين، بهدف منع حصول روسيا إلى المنتجات والخدمات التي تحتاج إليها لتعزيز الإنتاج العسكري اللازم لحرب أوكرانيا.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن "إجراءات اليوم تضرب الطرق المتبقية لديهم للحصول على المواد والمعدات في السوق الدولية، بما في ذلك اعتمادهم على الإمدادات الحيوية من دول ثالثة"، وتضم القائمة أكثر من 300 هدف، بما في ذلك بورصة موسكو.

وعبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم البالغ إزاء قدرة روسيا على شراء أشباه موصلات متقدمة ومعدات بصرية وسلع أخرى لازمة لإنتاج أنظمة أسلحة متقدمة على رغم العقوبات المفروضة عليها من قبل، وتستهدف العقوبات شركات وكيانات خارجية تضم عشرات من موردي الأجهزة الإلكترونية في الصين، ولم يصل هذا الإجراء إلى حد فرض عقوبات ثانوية على بنوك في الصين ودول أخرى، بعد أن حذرت وزارة الخزانة من أن المعاملات مع كيانات روسية قد تمنع هذه البنوك من الحصول على الدولار.

لكن الوزارة قالت إنها عدلت العقوبات المفروضة على بنوك روسية من قبل، مثل في.تي. بي وسيبر بنك لتشمل فروعاً وشركات تابعة لهذه البنوك في الصين والهند وهونغ كونغ وقرغيزستان ومناطق أخرى.

وتعهدت موسكو اليوم الرد على العقوبات "المعادية" الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة بهدف الحد من القدرات الروسية في أوكرانيا التي تشكل أيضا ضغطاً على المؤسسات المالية التي تتعامل مع الاقتصاد الروسي، وذلك عشية قمة لمجموعة السبع في إيطاليا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كما نقلت عنها وكالة "تاس" الرسمية للأنباء إن "روسيا على جاري عادتها في حالات مماثلة، لن تدع الأفعال المعادية للولايات المتحدة من دون رد".

9 قتلى بقصف روسي

أدى قصف روسي استهدف مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جنوب أوكرانيا اليوم الأربعاء إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة 24 آخرين في الأقل، وفق ما أفاد به مسؤولون.

ونشر زيلينسكي لقطات فيديو من مكان الهجوم في كريفيي ريغ تظهر عناصر إنقاذ وهم يبحثون بين الأنقاض عن ناجين وسط تصاعد الدخان من مبنى مدمر، وقال مكتب المدعي العام الأوكراني في بيان عبر تطبيق "تيليغرام" إنه "بلغ عدد قتلى الهجوم المعادي على كريفيي ريغ تسعة أشخاص"، وأضاف أن "29 شخصاً أصيبوا بينهم خمسة أطفال، وما زالت عمليات البحث والإنقاذ مستمرة".

ودعا زيلينسكي في منشوره حلفاء أوكرانيا إلى تكثيف عمليات تسليم بطاريات الدفاع الجوي المتطورة لصد الهجمات الجوية الروسية، وكتب "منظومات الدفاع الجوي الحديثة يمكنها توفير أقصى قدر من الحماية للأشخاص ولمدننا ومواقعنا، نحن في حاجة إليها قدر الإمكان".

وتستهدف القوات الروسية كريفيي ريغ التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 635 ألف نسمة، وتقع كريفيي ريغ في منطقة دنيبروبتروفسك الصناعية التي أفاد مسؤولون أيضاً بأنها تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة روسية ليلاً أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بينهم فتى يبلغ 13 سنة.

أسلحة أميركية

تعتزم الولايات المتحدة إرسال نظام دفاع جوي من طراز باتريوت جديد إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة، حسبما أفادت وسائل إعلام أميركية نقلاً عن مسؤولين مدنيين وعسكريين كبار لم تذكر أسماءهم.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجدداً الثلاثاء خلال بداية أسبوع دبلوماسي مكثف مع حلفائه الغربيين، إلى تزويد بلاده بمزيد من المضادات الجوية.

وطالب بالحصول على أنظمة باتريوت إضافية، بما في ذلك نظامان للدفاع عن منطقة خاركيف (شمال شرق البلاد) حيث نفّذت روسيا أخيراً هجوماً جديداً.

وقال الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي في برلين مخصص لإعادة إعمار أوكرانيا "الميزة الاستراتيجية الكبرى لروسيا على أوكرانيا هي تفوّقها في المجال الجوي. إن رعب الصواريخ والقنابل هو الذي يساعد القوات الروسية على التقدّم على الأرض". وأضاف أن "الدفاع الجوي هو الحل".

من جهتها، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن نظام باتريوت الجديد المخصص لأوكرانيا منصوب حالياً في بولندا، حيث يحمي وحدة أميركية من المقرر أن تعود إلى الولايات المتحدة. ويعدّ هذا ثاني نظام باتريوت على الأقل ترسله واشنطن إلى كييف.

بدوره، حث المستشار الألماني أولاف شولتز الذي كان يتحدث خلال المؤتمر الصحافي ذاته مع زيلينسكي الثلاثاء، حلفاء كييف على الاعتماد على ترساناتهم "لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا بكل ما هو ممكن".

وحتى الآن، زودت ألمانيا أوكرانيا بثلاثة أنظمة باتريوت.

و قال الجيش الأوكراني الأربعاء إنه أسقط خمسة من بين ستة صواريخ و24 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا فوق ست مناطق خلال هجوم الليلة الماضية.

وأعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية أن روسيا شنت هجوماً جوياً على كييف في وقت مبكر من اليوم الأربعاء، وأن أنظمة الدفاع الجوي شاركت في صد الضربات.

وقال شهود لـ "رويترز" إن عدة انفجارات سمعت في كييف ومحيطها. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، عبر "تيليغرام" إن الانفجارات المدوية التي سمعت في المدينة كانت بسبب عمل أنظمة الدفاع الجوي التي شاركت في صد الهجوم.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن سماع دوي أكثر من 10 انفجارات قوية في كييف هزت مباني وسط العاصمة. وأكدت الإدارة العسكرية أن شظايا من حطام صواريخ روسية تم اعتراضها، سقطت في عدد من مناطق كييف وطاول بعضها مباني سكنية. وأعلن كليتشكو انقطاع التيار الكهربائي في عدد من مناطقها.

وجاء الهجوم الصاروخي في أعقاب هجوم بطائرات مسيرة شنته روسيا قبل ساعات قليلة. وأدى حطام الطائرة إلى اندلاع حريق في مبنى سكني بإحدى مناطق العاصمة.

أوكرانيا تنشد المساعدة لحمايتها

طالبت أوكرانيا وحلفاؤها خلال مؤتمر في برلين أمس الثلاثاء‭ب ‬تقديم الدعم اللازم لها لحماية مدنها من الصواريخ الروسية، وسط مناشدات للشركات الدولية بضخ مليارات الدولارات لإعادة إعمار المدن المدمرة بعد الحرب.

وتأمل كييف في أن يسهم المؤتمر في دعم مساعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي في المستقبل، وهو ما سوف يجعلها مؤهلة للحصول على مبالغ ضخمة لتمويل إعادة الإعمار حتى مع استمرار القوات الروسية في تحقيق تقدم بطيء في شرق أوكرانيا.

وتستضيف سويسرا قمة مطلع الأسبوع المقبل لمناقشة سبل تحقيق السلام في أوكرانيا، لكن الصين رفضت المشاركة في هذه القمة التي وصفتها روسيا بأنها مضيعة للوقت.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو يقف إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز، إن روسيا دمرت بالفعل بنية تحتية للطاقة تكفي لإضاءة مدينتي برلين وميونيخ مجتمعتين.

 

وقال شولتز إنه يجب أن يُعرض على الشركات دراسة جدوى للاستثمار في أوكرانيا، مشيراً إلى تقديرات للبنك الدولي أوضحت أن أوكرانيا قد تحتاج إلى 500 مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وأضاف أن ألمانيا سترسل مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي لتعزيز الدفاعات الأوكرانية في مواجهة وابل من الهجمات الروسية على المدن والبنية التحتية الحيوية، بعد أكثر من عامين من شن روسيا هجوماً واسع النطاق.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن برلين سترسل 100 من صواريخ باتريوت المستخدمة في الدفاع الجوي ضمن مبادرة مع الدنمارك وهولندا والنرويج.

رفع الحظر الأميركي عن وحدة "آزوف"

أعلنت وحدة "آزوف" الأوكرانية أمس الثلاثاء أن واشنطن قررت منحها مساعدات عسكرية، بعد حظر دام عشر سنوات بسبب مخاوف من صلاتها بالدوائر القومية المتطرفة.

وتُقدر هذه الوحدة في أوكرانيا لمشاركتها في الدفاع عن مدينة ماريوبول في الأشهر الأولى من الهجوم الروسي، لكنها مكروهة من روسيا التي تتهم عناصرها بأنهم "نازيون" ارتكبوا جرائم حرب.

وقالت الوحدة على "تيليغرام"، "أكدت السفارة الأميركية في أوكرانيا أن الوحدة الثانية عشرة الخاصة "آزوف" التابعة للحرس الوطني الأوكراني اجتازت التفتيش الذي يقتضيه القانون الأميركي ويحق لها الحصول على المساعدة من الولايات المتحدة". وأشادت الوحدة في منشورها بـ"صفحة جديدة" في "تاريخها".

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية هذا القرار، لافتة إلى أنها أجرت "مراجعة شاملة" و"لم تجد أي دليل على وقوع انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان" من قبل هذه الوحدة الأوكرانية.

 

وتشكلت "آزوف" في عام 2014 كوحدة تطوعية تقاتل "الانفصاليين" الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. ثم تم دمجها في الحرس الوطني الأوكراني على شكل فوج ثم أصبحت وحدة.

واكتسب مقاتلوها سمعة أبطال بين الأوكرانيين جراء دفاعهم بحزم عن مصنع "آزوف ستال" للصلب خلال حصار الجيش الروسي لمدينة ماريوبول في عام 2022، على رغم عدم تحقيقهم نجاحاً في نهاية المطاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2016، اتهمت منظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" أعضاء وحدة "آزوف" بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب.

ومع ذلك، اعتبرت واشنطن أن وحدة "آزوف" الحالية مختلفة عن ميليشيات المتطوعين التي أُنشئت قبل عشر سنوات، وسلطت الضوء على "دورها البطولي" في الدفاع عن ماريوبول.

وغذت الروابط بين "آزوف" والدوائر القومية الأوكرانية رواية الكرملين الذي يدعي أنه شن هجومه خصوصاً "لتطهير" أوكرانيا.

وندد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس، بالقرار الأميركي. وقال بيسكوف للصحافيين "مثل هذا التحول المفاجئ في موقف واشنطن يظهر أنهم لن يتوقفوا عند أي أمر في محاولتهم سحق روسيا، مستخدمين أوكرانيا والشعب الأوكراني كأداة، وحتى أنهم مستعدون لكسب ود النازيين الجدد".

أصول روسية مجمدة

قال البيت الأبيض الثلاثاء إنه سيتم خلال قمة مجموعة السبع التي ستعقد هذا الأسبوع في إيطاليا الإعلان عن خطوات لمساعدة أوكرانيا باستخدام أصول روسية مجمدة وعن فرض عقوبات جديدة وقيود على الصادرات لروسيا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في تصريح لصحافيين، "سنعلن عن خطوات جديدة نحو تحرير قيمة الأصول السيادية الروسية المجمدة لفائدة أوكرانيا". وأضاف "أعتقد أنكم ستشهدون إجماعاً هنا في مجموعة السبع في ما يتعلق بالعمل على استخدام هذه الأصول المجمدة لمساعدة أوكرانيا في إعادة الإعمار".

ويأمل قادة المجموعة بالتوصل لاتفاق بشأن استخدام أرباح الفوائد على أصول مجمدة للمصرف المركزي الروسي بقيمة 300 مليار يورو (325 مليار دولار) لمساعدة كييف، والآلية لذلك هي استخدام الأرباح ضمانة لقرض تصل قيمته إلى 50 مليار دولار.

إلى ذلك، قال كيربي إنه سيتم الإعلان عن "مجموعة عقوبات جديدة ذات تأثير كبير وإجراءات لضبط التصدير"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وسيعقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني الخميس في إيطاليا اجتماعاً ثنائياً سيعقبه مؤتمر صحافي مشترك، وفق كيربي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن أعضاء مجموعة السبع سيبحثون أيضاً في ما توفره الصين من "دعم للصناعة الدفاعية الروسية" وسيتصدون لسياسات بكين التجارية غير المنصفة.

الهجوم الروسي وتحطم الرحلة "أم أتش17"

من جانب آخر، تنظر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء في أربع شكاوى ضد روسيا قدمتها كل من أوكرانيا بشأن العمليات التي نفذتها موسكو منذ فبراير (شباط) 2022 وفي عام 2014 في دونباس، وهولندا بشأن إسقاط الرحلة "أم أتش17" MH17 في يوليو (تموز) 2014.

وسيدرس الشكاوى 17 قاضياً خلال جلسة استماع في ستراسبورغ.

وسيسمح لـ26 دولة بينها كل أعضاء الاتحاد الأوروبي تقريباً القيام بمداخلات في إطار هذا الإجراء وتقديم ملاحظات مكتوبة، إضافة إلى الكثير من المنظمات غير الحكومية. وفي المقابل لن يكون هناك أي ممثل عن الحكومة الروسية.

ومع أن روسيا طُردت من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في سبتمبر (أيلول) 2022 نتيجة هجومها على أوكرانيا قبل بضعة أشهر، إلا أنها تبقى مسؤولة عن انتهاكاتها للاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان المرتكبة قبل هذا التاريخ.

وأكد مصدر من داخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن "روسيا، منذ خروجها، لم تتابع أي قضية، ولا تستجيب للملاحظات، وتمارس سياسة الكرسي الفارغ".

وتتعلق شكاوى أوكرانيا بـ "الانتهاكات الخطرة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان" التي ارتكبتها روسيا على الأراضي الأوكرانية منذ بدء هجومها في 24 فبراير 2022، وكذلك بـ "الهجمات العسكرية غير القانونية" التي نفذتها في شرق البلاد، خصوصاً في دونباس "منذ ربيع 2014".

وتتعلق الشكوى الثالثة بـ "الاختطاف المزعوم لثلاث مجموعات من الأطفال" في صيف عام 2014 ونقلهم موقتاً إلى روسيا.

وقالت مارهاريتا سوكورينكو من وزارة العدل الأوكرانية لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الهدف الرئيسي من جلسة الغد هو أن نظهر للمحكمة والعالم مدى وحجم الانتهاكات المنهجية الخطرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها روسيا ضد جميع الأشخاص على أراضي أوكرانيا"، متحدثة عن جلسة استماع "غير مسبوقة".

وقدمت هولندا الشكوى الرابعة بعد إسقاط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي كانت تجري الرحلة "أم أتش17"، في 17 يوليو 2014، من أمستردام إلى ماليزيا، وأُسقطت بصاروخ روسي الصنع في منطقة دونيتسك، في دونباس، ما أسفر عن مقتل 298 شخصاً.

ورحبت الحكومة الهولندية بجلسة الاستماع، معتبرة أنها "تشكل خطوة مهمة نحو كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة، وتحقيق العدالة لجميع الضحايا وأحبائهم".

وقال بيت بلوغ الذي فقد شقيقه وزوجة شقيقه وابنهما في الكارثة بينما يرأس حالياً جمعية لأهالي الضحايا، "آمل بأن تحكم المحكمة العليا بأن روسيا مسؤولة عن تدمير الرحلة أم أتش17". وندد بممارسة موسكو "الإنكار واللامبالاة والتضليل" منذ وقوع المأساة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، حكمت محكمة هولندية غيابياً على ثلاثة رجال هم روسيان وأوكراني، بالسجن مدى الحياة بتهمة تفجير الرحلة "أم أتش17".

وكذلك تدرس المحكمة 7500 طلب فردي قدموا بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

علاج نفسي قسري

من جهة أخرى، أيّدت محكمة في موسكو أمس حكماً بإخضاع شاب يبلغ من العمر 19 سنة احتج على العملية العسكرية في أوكرانيا، إلى علاج نفسي قسري، في استعادة لممارسة كانت شائعة في الاتحاد السوفياتي.

ونفّذت روسيا حملة أمنية واسعة ضد معارضي عمليتها العسكرية، لكن خطوة إحالة متهمين على خلفية الحرب إلى مستشفى الأمراض النفسية نادرة من نوعها، علماً بأنها استُخدمت ضد المعارضين إبان الحقبة السوفياتية.

وذكرت منصة "سوتا" الإعلامية المستقلة أن محكمة منطقة موسكو رفضت الاستئناف، وقضت بأنه يتعيّن على مكسيم ليبكان الذي تم توقيفه بينما كان يخطط لتظاهرة في فبراير (شباط) من العام الماضي أن يبقى في منشأة للعلاج النفسي.

كان ليبكان يبلغ من العمر 18 سنة عندما تم توقيفه في فبراير 2023 بتهمة نشر معلومات "كاذبة عن الجيش الروسي".

ويحمل هذا القانون الذي تم تبنيه بعد فترة قصيرة من إرسال الكرملين قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير 2022، عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.

وكان ليبكان حينها يخطط لتظاهرة في موسكو لمناسبة الذكرى الأولى للهجوم الروسي بعدما وصفه بـ"عام من الجحيم".

لكن في فبراير 2024، أسقطت محكمة التهم عن ليبكان قائلة إنه كان مريضاً سريرياً "عندما وقعت الجريمة"، وسيخضع بالتالي لـ "إجراءات طبية إجبارية" في مستشفى للأمراض النفسية.

وأحيل ليبكان بالفعل إلى مستشفى للأمراض النفسية بمنطقة موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ولم يكن حاضراً لدى بدء محاكمته.

وأدرجت منظمة "ميموريال" الحقوقية الروسية ليبكان على قائمتها للسجناء السياسيين. وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "راديو فري يوروب/ليبرتي"، وصف الشاب بوتين بأنه "مجرم حرب".

وقال إنه احتج على العملية العسكرية بسبب "تأثره الشديد بضحايا الأمة الأوكرانية".

المزيد من دوليات