Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

49 قتيلا بحريق مبنى جنوب الكويت وأمير البلاد: لمحاسبة المسؤولين

شب في أحد المباني التي تضم سكناً للعمال جنوب العاصمة ووزير الداخلية يتخذ إجراءات عاجلة جراء تكدس العمالة

ملخص

تعرض مبنى في منطقة المنقف الواقعة جنوب الكويت إلى حريق كبير أدى إلى وفاة وإصابة عشرات الأشخاص.

أعلنت السلطات في الكويت اليوم الأربعاء تسجيل أكثر من 49 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق هائل شب في أحد المباني التي تضم سكناً للعمال جنوب العاصمة الكويت، من دون أية إشارة بأصابع الاتهام إلى أي أسباب تخريب أو جنائية وإنما "جشع الشركات وأرباب العقارات".

ووجه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح المسؤولين بالمتابعة الفورية للوقوف على أسباب اندلاع الحريق ومحاسبة المسؤولين عن حدوثه حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المؤسف مستقبلاً.

وقال مدير العلاقات العامة في قوة الإطفاء العام العميد محمد الغريب إنه تمت السيطرة على الحريق، مشيراً إلى أن غالبية حالات الوفاة نتجت من الاختناق من الدخان خلال النوم، وجرى إخلاء عدد كبير من قاطني المبنى.

وقال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية في وزارة الداخلية اللواء عيد العويهان في تصريح بثه التلفزيون الرسمي "للأسف تلقينا بلاغاً عن حريق في تمام الساعة السادسة صباحاً (03.00 ت غ) في منطقة المنقف بمحافظة الأحمدي"، مضيفاً أن هناك "أكثر من 35 حالة وفاة في موقع الحريق" قبل تحديث عدد القتلى.

ووفقاً لوسائل إعلام كويتية تفقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ فهد اليوسف موقع الحريق، وقال إنه سيتم التحفظ على صاحب العقار الذي وقع فيه الحريق لحين انتهاء الأدلة الجنائية من عمليات التفتيش والتدقيق والوقوف على الأسباب الحقيقة للواقعة المروعة ومعرفة ما إذا كان هناك أي تقصير أو إهمال.

وتفاجأ وزير الداخلية من عدد سكان العمارة وهو 196 شخصاً بحسب ما قاله شقيق صاحب العمارة. وقال اليوسف إن "العمالة في رقبتك امام الله" ووصف ما حدث صباح اليوم الأربعاء بأنه "كارثة حقيقية"، مبيناً أن الحادثة كانت نتيجة جشع وطمع أصحاب الشركات وأصحاب البنايات.

وذكر مصدر في الإدارة العامة للإطفاء أن الضحايا أصيبوا باختناق بسبب الدخان المتصاعد بعد اندلاع الحريق في الطابق الأرضي.

وقف مسؤولي البلدية

ولاحقاً أعلنت وزيرة الأشغال العامة ووزيرة البلدية نورة المشعان وقف جميع قياديي فرع بلدية الأحمدي عن العمل بسبب الحريق وإحالتهم للتحقيق.

وأفاد مدير عام البلدية سعود الدبوس بإيقاف نائب المدير العام لشؤون محافظة حولي والأحمدي ومدير فرع بلدية الأحمدي بالتكليف ومدير إدارة التدقيق والمتابعة والهندسية ورئيس قسم إزالة المخالفات بالأحمدي عن العمل.

ملاحقات واعتقالات

في غضون ذلك بادرت الجهات الرقابية في الكويت إلى إيقاف عدد من المسؤولين عن رقابة البنايات في بلديات المدن والمناطق المحيطة بموقع الفاجعة مثل حولي والأحمدي، لإجراء التحقيقات اللازمة معهم.

وشدد الوزير من موقع الحريق على أن الهيئة العامة للقوى العاملة ستتحرك أيضاً في ما يخص تكدس العمالة، وأمهل أصحاب العقارات المخالفة حتى صباح غد الخميس لإزالة أية مخالفات "و إلا سيجدون البلدية وفرق الإزالة موجودة، والإزالات ستعمل في كل مخالفة ومن دون إنذار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت وزارة الصحة قالت إنها تتابع من كثب حالة المصابين الذين ذكرت آخر الإحصاءات أن عددهم نحو 43 شخصاً، وتنسق مع المستشفيات والجهات المعنية في البلاد لتوفير جميع الحاجات الضرورية لضمان تقديم أفضل الخدمات العلاجية، وقامت الوزارة بتشكيل فرق طبية متخصصة لمتابعة حالات المصابين وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ولذويهم.

عمارات غير صالحة

وذكر ضابط كبير في الشرطة للتلفزيون الرسمي أن "الحريق شب في عمارة كانت تستخدم في سكن العمال ووجود عمال بشكل كبير في هذه العمارة. تم إنقاذ عشرات العمال منهم لكن للأسف هناك وفيات كثيرة نتيجة استنشاق الدخان وأيضا هناك مصابين بعدد كبير تم إرسالهم لمستشفيات لإجراء اللازم معاهم".
وتابع قائلا "دائما ننبه ونحذر من استخدام العمارات لسكن العمال وسكن بشكل كبير في هذه العمارات... ووجود عدد كبير في الأدوار وفي ممرات الهروب مما ادى لاختناقهم وصعوبة خروجهم لخارج المبنى".
ولم يقدم تفاصيل عن طبيعة عمل هؤلاء العمال أو جنسياتهم.

وتصدر وسم "حريق المنقف" الترند على منصة "إكس" وأعرب الكويتيون عن حزنهم جراء هذه الفاجعة، متمنيين الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.

ونقلت قناة "العربية" عن مراسلها أن الأسباب الأولية للحريق ترجع إلى وجود بعض عبوات الغاز في الطابق الأرضي من البناية وفق ما أفادت، إلا أن المسؤولين الكويتيين اكتفوا بالتحفظ على أصحاب العلاقة بالمبنى من دون ذكر أي أسباب في الساعات الأولى.

وتعرضت الكويت لأحداث حرائق متكررة في أعوام مضت، إلا أن أياً منها لم يخلف كل هذا العدد من الضحايا المرشحة للزيادة، سوى "حريق عرس الجهراء" الذي اندلع عام 2009 في إحدى خيم الأفراح في محافظة الجهراء، ونجمت عنه خسائر هائلة في الأرواح بلغت 56 شخصاً، أكثرهم من النساء والأطفال.

وكانت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) نقلت عن مدير الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية، اللواء عيد العويهان أن 15 مصاباً نقلوا أول الأمر إلى المستشفيات، وجار الإحصاء الدقيق بعد استكمال المعاينة الفنية المطلوبة.


وقال العويهان في تصريح لتلفزيون الكويت "تلقينا بلاغاً من عمليات وزارة الداخلية في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الأربعاء عن وجود حريق في منطقة المنقف قطعة أربعة شارع 23". وأضاف "توجهنا إلى مكان الحادث وسيطرت قوة الإطفاء على الحريق، ومن ثم بدأت المعاينة من قبل الإدارة العامة للأدلة الجنائية ومن فريق طوارئ مشكل لمثل هذه الأزمات".
وذكر المسؤول الكويتي أن بعض المصابين نقلوا إلى عدد من المستشفيات في العدان والجهراء، مشيراً إلى "أن هناك تعاوناً مع قوة الإطفاء والطوارئ الطبية، وتم التعرف إلى ثلاثة أشخاص وجار التعرف إلى الآخرين".

ولم يتم الإعلان عن جنسيات الضحايا، لكن السفير الهندي قال في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إنه كان في المستشفى لزيارة الناجين.

وكتب وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار عبر حسابه على موقع "إكس" أنه "صدم بشدة من الأخبار" وقدم "أعمق تعازيه إلى الذين فقدوا حياتهم بصورة مأسوية".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار