Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر تسابق الزمن لإنتاج الهيدروجين وعينها على أوروبا

تستهدف استثمار من 20 إلى 25 مليار دولار لتنفيذ مشاريعه و15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية حصيلة متوقعة بحلول 2035

برز الاهتمام بمشاريع إنتاج الهيدروجين في سعي للانضمام إلى السباق العالمي نحو إنتاج ذلك النوع من الوقود (أ ف ب)

ملخص

تراهن الجزائر في استراتيجيتها على قربها الجغرافي من الأسواق الأوروبية، مع بنية تحتية مناسبة من خطوط الأنابيب وغيرها، إضافة إلى إمكانات هائلة لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بخاصة الطاقة الشمسية.

بات الاهتمام بإنتاج الهيدروجين لافتاً في الجزائر، لا سيما ما يتعلق بمجال تصديره، إذ يشكل نقل هذه المادة من الجزائر إلى أوروبا أحد المحاور الرئيسة في استراتيجية تحول الطاقة في القارة العجوز وتلبية جزء كبير من حاجاتها من وقود المستقبل.

وتبرم الجزائر معاهدات وتوقع اتفاقات وتنظم لقاءات وندوات ومؤتمرات، وتسارع الخطى من أجل التحول إلى خيار الطاقة النظيفة، وبرز الاهتمام بمشاريع إنتاج الهيدروجين في سعي للانضمام إلى السباق العالمي نحو إنتاج ذلك الوقود، سواء لاستهلاكه في السوق المحلية أو تصديره للخارج.

وتتحدث أرقام وزارة الطاقة عن أن الجزائر تستهدف استثمار بين 20 و25 مليار دولار لتنفيذ مشاريع الهيدروجين الأخضر، وبلوغ إنتاج نحو 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2035.

وتراهن الجزائر في استراتيجيتها على قربها الجغرافي من الأسواق الأوروبية، مع بنية تحتية مناسبة من خطوط الأنابيب وغيرها، إضافة إلى إمكانات هائلة لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، بخاصة الطاقة الشمسية.

إيطاليا مهتمة بقوة

وليست الجزائر وحدها من يهتم بإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، بل إن الدول المستقبلة تمنح استيراده أولوية كبيرة على اعتبار أنه يخفف تبعيتها لروسيا التي تسيطر على السوق الأوروبية في مجال الطاقة، إذ أوضح رئيس مكتب المغرب العربي في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية فيليبو كولومبو أن مشروع الممر الجنوبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر ونقله إلى إيطاليا وألمانيا عبر تونس يجسد مبدأ المقاربة المبنية على المصالح المشتركة في إطار مخطط "ماتي"، والاهتمام بتنويع مصادر الطاقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في منطقة المتوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد المسؤول الإيطالي، خلال ندوة نظمتها رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي في إطار أشغال جمعيتها العامة الـ32 حول "الطاقة والسياحة من أجل التنمية المستدامة في البحر الأبيض المتوسط"، على أن مخطط "ماتي" يهتم بمسائل التغيرات المناخية ويعمل على تطوير الطاقات المتجددة مع شركاء من الضفة الجنوبية للمتوسط لا سيما الجزائر وتونس، قائلاً "نعكف حالياً على تنفيذ استراتيجيتنا وهذا النوع من الشراكة مع إطلاق دراسات تقنية لهذا المشروع الطموح".

وأوضحت شركة "إيني" الإيطالية أن إيطاليا ستتوقف عن استيراد الغاز الروسي بحلول شتاء 2024-2025، مؤكدة أن "لدينا بالفعل اتفاقاً في شأن الهيدروجين، ونعمل دائماً على توسيعه من خلال مصادر الطاقة المتجددة مع إمكان بناء خطوط أنابيب لنقل هذه المادة لأن تلك التي تنقل الغاز غير متوافقة تماماً".

ويشكل ممر الهيدروجين الجنوبي، وهو خط أنابيب مخصص وجاهز للهيدروجين بطول 3 آلاف و300 كيلومتر، امتداداً لخطط نقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا، ويهدف المشروع المتوقع أن يعمل بكامل طاقته بحلول عام 2030 إلى ربط أفريقيا مع إيطاليا والنمسا وألمانيا، على نحو يسمح بإمداد المستهلكين في أوروبا بالهيدروجين الأخضر المنتج في شمال أفريقيا، إذ بإمكانه توفير نحو 40 في المئة من الهدف الذي حددته استراتيجية الاتحاد الأوروبي، مع قدرة استيراد تزيد على 4 ملايين طن سنوياً.

تنافس على مركز الطاقة

في السياق، يعتبر الباحث في شؤون الطاقة أحمد صخري أن الجزائر من المصادر المهمة بالنسبة إلى الأوروبيين في ما يتعلق بالهيدروجين بدليل الاتفاقات التي باتت تبرمها مع إيطاليا وألمانيا خصوصاً، وأبرز أن أوروبا تحتاج إلى استيراد 10 ملايين طن سنوياً وإنتاج الكمية نفسها داخلياً لضمان حاجاتها من هذه المادة، لذلك تعمل على دعم مشاريع البنية التحتية الخاصة بتطوير ممر الهيدروجين.

وأردف أن بلاده تسعى إلى إنتاج وتصدير ما يفوق مليون طن من الهيدروجين، مشدداً على أن الاهتمام الإيطالي يستهدف التحول إلى مركز للطاقة وجسر بين أوروبا وأفريقيا، وهي في تنافس مع ألمانيا التي تمنح أولوية كبيرة لهذه الطاقة.

 وأوضح أن الشراكة لا يجب أن تنحصر في الإنتاج والتصدير بالنسبة إلى الجزائر، بل يجب أن تتعداهما إلى البحث عن الدعم التكنولوجي، على اعتبار أن البلاد في مرحلة الانتقال الطاقوي.

"الاندفاع" الألماني كشف عنه منذ أسابيع وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، عندما صرح بأنه يجري التحضير لإنجاز مشروع تجريبي بين الجزائر وألمانيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسعة 50 ميغاواط، تسهم فيه برلين بـ20 مليون يورو (21.68 مليون دولار).

وأضاف عقب مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقات مع نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد وحماية المناخ روبرت هابيك أنه تم وضع خطة عمل بخصوص تطوير الهيدروجين بين الجزائر والحكومة الألمانية، منها مشاريع عدة لإنتاج هذه المادة في الجزائر وتسويقها نحو ألمانيا وإلى أوروبا عبر مشروع الممر الجنوبي.

وأكد هابيك أن بلاده بحاجة إلى العمل مع الجزائر والبحث عن تطوير فرص تجسيد استثمارات مشتركة في مجالات اقتصادية عدة، لا سيما في الطاقة المتجددة وإمدادات الغاز، منوهاً بضرورة بناء بنية تحتية جديدة مشتركة.

وقال إن الجزائر تعد شريكاً متميزاً لألمانيا وأوروبا بفضل إمكاناتها الممتازة وتمتعها ببنية تحتية مهمة على غرار أنابيب نقل الغاز الطبيعي عبر البحر الأبيض المتوسط.

وبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، أصبح الغاز والنفط باهظي الثمن، وتراجعت كميات الغاز الواردة من روسيا، مما فتح الطريق أمام الجزائر للتموقع على اعتبار أنها أحد أهم مزودي أوروبا بالغاز الطبيعي من خلال خط أنابيب يمر عبر البحر المتوسط.

ويوضح صخري أن صحراء الجزائر تتمتع بنحو 3000 ساعة من أشعة الشمس سنوياً، مما يسمح بإطلاق مشاريع الطاقة الشمسية من أجل توليد كثير من الكهرباء، وبذلك إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين.

اقرأ المزيد