Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصة عائلتين: آل ترمب وآل بايدن أمام محاكمتين جنائيتين

خلال عام انتخابي يتواجه فيه الرئيس الحالي مع سلفه يظهر الفرق الشاسع بين طريقة التعامل مع المحاكمات الجنائية التي تؤثر في العائلتين

 اتخذت عائلة بايدن مقاربة في مؤازرتها لهانتر الذي يواجه محاكمة جنائية تختلف عن تلك التي تبنتها عائلة ترمب مع دونالد (غيتي/ أ ب/ رويترز)

ملخص

يبدو التفاف أفراد العائلة الأولى حول بعضهم لافتاً في الوقت الذي نأى فيه كثير من أفراد عائلة ترمب بأنفسهم عن المحاكمة

لم تغب السيدة الأولى جيل بايدن سوى يوم واحد عن محاكمة ابنها هانتر بايدن بتهم فدرالية متعلقة بحيازة سلاح الأسبوع الماضي، وذلك بسبب سفرها إلى فرنسا رفقة زوجها لحضور الاحتفال بالذكرى الـ 80 لإنزال الـ "نورماندي"، وحضرت السيدة جلسة المحاكمة يوم الأربعاء قبل أن تغادر إلى الـ "نورماندي" لتعود للمبنى الفيدرالي في ويلمينغتون، ديلاوير صبيحة يوم الجمعة.

ولم تكن وحدها، فقد أحاط أفراد العائلة بالنجل الأصغر للرئيس بايدن على مدى أيام محاكمته التي انطلقت الأسبوع الماضي، إذ يدخل هانتر ممسكاً بيد زوجته المتألقة ميليسيا كوهين بايدن إلى المبنى كل صباح قبل المحاكمة، وإلى جانبه أيضاً كل من شقيقته آشلي وعمته فاليري وعمه جيمس بايدن وخالته بوني جيكوبز، أما ابنته نعومي فقد حضرت بدورها لكن باعتبارها شاهدة عن الدفاع.

ويبدو التفاف أفراد العائلة الأولى حول بعضهم لافتاً، ولا سيما مع ظهور تفاصيل حميمة ومحرجة لدرجة مؤلمة أحياناً من خلال الشهادات حول تداعيات إدمان هانتر على الكوكايين.

أثناء شهادة نعومي في شأن توتر علاقتها بوالدها بسبب إدمانه، أمسك أفراد عائلة بايدن بأيدي بعضهم بعضاً فيما بكى بعضهم أحياناً، وهذا الدعم والولاء الأُسري المعنوي استقطب الأنظار بشكل خاص لأنه جاء في أعقاب محاكمة جنائية أخرى تصدرت العناوين، وهي محاكمة دونالد ترمب في قضية "المال مقابل الصمت"، فخلال الفترة الأكبر من محاكمة الرئيس السابق التي استمرت ستة أسابيع في نيويورك، حضر ترمب إلى مبنى محكمة مانهاتن الجنائية من دون أفراد عائلته، فيما أحاط به محاموه وتناوب على الحضور كذلك مجموعة من حلفائه السياسيين.

نأى كثير من أفراد عائلة ترمب بأنفسهم عن المحاكمة، وظهر دونالد ترمب جونيور للمرة الأولى بينما كان الدفاع ينهي مرافعته، بينما ظهرت تيفاني ترمب وزوجها مايكل بولس لفترة وجيزة للمرافعات الختامية.

 

أما ابنة ترمب البكر، إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، فلم يحضرا أبداً، واللفتة العلنية الوحيدة التي قامت بها إزاء إدانة والدها كانت نشر صورة من طفولتها تجمعهما على قصة صفحتها على "إنستغرام" وذيلتها بعبارة "أحبك يا أبي".

كان إريك ترمب الفرد الوحيد في العائلة الذي انتظم في حضور الجلسات، والوحيد الذي وقف خلف والده عندما سلمت هيئة المحلفين حكمها بإدانته، كما كان الفرد الوحيد من أفراد الأسرة الذي مد الرئيس السابق يده ليصافحه عندما غادر قاعة المحكمة في ذلك اليوم.

وفي المقابل لوحظ غياب شخصية بارزة أخرى من عالم ترمب وهي السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترمب، وبرز غيابها بشكل خاص في قاعة المحكمة عندما أدلت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها حول علاقتها الجنسية المزعومة بترمب عندما كان متزوجاً أساساً بميلانيا.

 

وكانت العلاقة مع دانيالز محورية في القضية التي دين فيها ترمب بتزوير 34 سجلاً تجارياً، وفي شهادتها كشفت دانيالز تفاصيل العلاقة الجنسية التي جمعتها بالرئيس السابق لليلة واحدة، وقالت إنه أخبرها بأنه لا يتشارك غرفة نوم واحدة مع ميلانيا التي كانت حينها قد أنجبت ابنهما بارون قبل فترة قصيرة، لكن ترمب نفى إقامة هذه العلاقة.

واضطرت زوجة هانتر، ميليسا، أيضاً إلى تحمل الاستماع إلى شهادات صعبة من صديقات زوجها السابقات، بما في ذلك زوجة أخيه السابقة هالي بايدن التي أدلت بشهادتها حول سلوك هانتر المتهور أثناء إدمانه الكوكايين، على رغم أن هذا حدث قبل زواج ميليسا وهانتر عام 2019.

 

ودافعت ميليسا عن زوجها بشراسة حتى أنها صرخت في إحدى المرات على أحد مساعدي ترمب السابقين في ردهة المحكمة ودعته بالـ "الحثالة النازي"، ويتواجه هذا المساعد السابق وبايدن الابن في دعوى قضائية تتعلق بحاسوب بايدن المحمول الذي استخدم دليلاً خلال محاكمته بتهمة حيازة السلاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تبنت أسرة ترمب كذلك موقفاً دفاعياً خلال محاكمته، لكنها صبت جام غضبها على النظام القضائي ورددت المزاعم الكاذبة التي قالها الوالد، ففيما اعتبر إريك ترمب المحاكمة "حرباً سياسية"، قال دونالد ترمب الابن إنها "مطاردة ساحرات" [أي أن التحقيق أو المحاكمة غير عادلة ومدفوعة بدوافع سياسية وليس لأسباب قانونية حقيقية]، ويبدو أن أسرة بايدن تعتمد مقاربة موزونة أكثر، فقد صرح الرئيس جو بايدن قبلاً بأنه لن يسامح ولده إذا ثبت ذنبه في القضية، لكنه أضاف "باعتباري أباً أشعر بحب لا ينضب تجاه ابني، ولدي ثقة لا متناهية فيه واحترام لصلابته، فقد خاض أفراد عائلتنا تجارب كثيرة مع بعضهم بعضاً وسنواصل، جيل وأنا، دعمنا لهانتر ولعائلتنا من خلال حبنا ومؤازرتنا لهم".

وتظهر نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أن الناخبين غير مهتمين بنتيجة محاكمة ترمب الجنائية في ما يخص خيارهم الانتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وليس من الواضح بعد إن كانت محاكمة هانتر بايدن ستؤثر في حملة والده لإعادة انتخابه، لكن فيما يتركز الانتباه على الاثنين، ولا سيما خلال هذا العام الانتخابي، وجهت الجماعتان البارزتان رسالة إلى الأميركيين في شأن المؤازرة في أوقات الشدة.

ويثير حضور العائلة، كما غيابها، سؤالاً من العدل طرحه: إن لم تكن عائلتك مستعدة لدعمك في وقت حاجتك فمن يساندك؟

© The Independent

المزيد من متابعات