ملخص
تقدم زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر على رئيس الحكومة ريشي سوناك في المناظرة الثانية لهما قبل الانتخابات وبحسب استطلاع للرأي بدا ستارمر أكثر قبولاً لدى الحضور ومشاهدي المناظرة عبر شاشة "سكاي نيوز"، بينما تعالت الأصوات المطالبة داخل "المحافظين" باستبدال سوناك قبل فتح صناديق الاقتراع بعد ثلاثة أسابيع.
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" أن زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر انتصر على رئيس الوزراء ريشي سوناك في المناظرة التي جمعتهما على شاشة "سكاي نيوز" ليل أمس الأربعاء، ولم يتواجه السياسيان على غرار ما جرى في المناظرة الأولى قبل أكثر من أسبوع على قناة "Itv"، ولكن الاستطلاع الذي أجري مباشرة بعد انتهاء الحدث يؤكد أن ستارمر كان أكثر إقناعاً لدى المشاركين في الاستوديو وخارجه.
حاورت "الشبكة الإعلامية البريطانية" لمدة 45 دقيقة كلاً من سوناك وستارمر على حدة، وبعد كل حوار ترك الباب لأسئلة الحضور مدة مشابهة، فكان نصيب كل من السياسيين 90 دقيقة في مكاشفة صعبة جداً مع البريطانيين داخل وخارج الاستوديو، حول ملفات داخلية كثيرة مثل الضرائب والخدمات الصحية والتعليم والهجرة وكلفة المعيشة.
الضرائب هي أكثر ما أحرج ستارمر خلال المناظرة الجديدة لأنه لم يبدد الاعتقاد السائد أن "حزب العمال" ينوي زيادة بعض أنواعها إذا وصل إلى السلطة عبر الانتخابات المقبلة، أما سوناك فبدا وفق وصف الإعلام المحلي "هشاً" و"ضعيفاً" في معظم الملفات وبخاصة تلك التي فشل "المحافظون" أكثر من مرة في الوفاء بتعهداتهم خلفها، وعلى رأسها ضبط الهجرة وتقليص قوائم الانتظار الطويلة على خدمات الصحة الوطنية.
زعيم "العمال" بدا أكثر ثقة ووضوحاً من المناظرة الأولى التي رجح فيها استطلاع لـ"يوغوف" ذاتها انتصار سوناك على خصمه. صحيح أن ستارمر ترك تفصيل بعض النقاط للبرنامج الانتخابي الذي أعلنه اليوم في مدينة مانشستر شمال إنجلترا، ولكن في المجمل كان تعاطف الحضور معه أكثر وضوحاً، على رغم أن المذيعة بدأت حوارها معه بالسؤال عن أسباب تقلبه في المواقف وتبديله سياسات الحزب وخططه بصورة مستمرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عانى رئيس الوزراء أيضاً ليل الأمس خطأ مغادرته احتفالات ذكرى الحرب العالمية الثانية التي احتضنتها فرنسا أخيراً، وبدا واضحاً من الحضور أن الاعتذار الذي قدمه سوناك بعد رحيله المبكر من الفعالية بحجة إجراء مقابلة تلفزيونية لم يغفر له ما فعل بل على العكس جدد سخط الشارع على ما وصفه الإعلام المحلي بـ "استهزاء" رئيس الحكومة من تضحيات البريطانيين في تلك الحرب بينما يفاخر بحرص حزبه على حماية الأمن القومي للدولة ونيته زيادة الإنفاق العسكري إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلي.
رئيس الوزراء وقف بحرج أمام مستضيفته عندما سئل عما يدفع الشارع نحو تصديق وعوده اليوم بعدما فشل وحزبه في تحقيق تعهدات سابقة بالملفات ذاتها، وتلعثم أيضاً في الإجابة عن سؤال يستوضح الأسباب التي قد تجعل البريطانيين يصدقون أن سوناك نفسه سوف يبقى على رأس الحكومة إذا فاز "المحافظون" في الانتخابات المقبلة، إذ إن الحزب الحاكم بدل زعيمه ثلاث مرات منذ الاستحقاق الماضي عام 2019.
بعد المناظرة الأخيرة كشفت صحيفة "اندبندنت" عن مراسلات لمجموعة "واتساب" تضم نحو 3 آلاف عضو من حزب "المحافظين"، تعكس حال نقمة كبيرة داخل الحزب الحاكم على سوناك، ومطالبات بإقصائه قبل فتح صناديق الاقتراع في سبيل تقليص حجم الخسارة المتوقعة أمام "العمال" في الاستحقاق المقبل. أما البديل فيفضل أن يكون من الشخصيات ذات الشعبية بين أوساط اليمين وبخاصة في أقصى درجات تشدده وتطرفه.
آخر استطلاعات الرأي تقول إن المعارضة متقدمة على الحزب الحاكم في نوايا التصويت بأكثر من 20 نقطة وهذا يعني أن "العمال" قد يحصد أكثرية مطلقة في البرلمان المقبل بينما يتراجع "المحافظون" إلى نحو 100 مقعد فقط، وهذه خسارة لم يعرفها الحزب الأزرق منذ تأسيسه في 1834 وتقل عن 2019 بـ 260 مقعداً.