Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأسلحة الأميركية "تحول حياة الروس إلى جحيم"

قرار جو بايدن السماح باستخدام الأسلحة كان له "تأثير قوي" في قوات بوتين

جنود أوكرانيون يطلقون نيران المدفعية قرب فوفتشانسك، منطقة خاركيف (غيتي)

ملخص

أدى قرار الرئيس بايدن بتوسيع نطاق استخدام الأسلحة الأميركية لتشمل مناطق حدودية روسية إلى تعزيز الدفاعات الأوكرانية، مما أوقف التقدم الروسي وربما ردع مزيداً من الهجمات

يقول عقيد أوكراني إن قرار جو بايدن برفع القيود جزئياً عن استخدام الأسلحة الأميركية داخل روسيا أثمر بالفعل نتائج مذهلة في المساعدة على وقف تقدم قوات فلاديمير بوتين حول منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، وجعل قوات موسكو تفكر ملياً قبل شن هجوم واسع النطاق على منطقة سومي المجاورة.

ويوضح الكولونيل الذي لديه اتصال وثيق مع هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، إن قدرة كييف الجديدة على ضرب نحو 40 كم (25 ميلاً) عبر الحدود إلى داخل روسيا باستخدام الأسلحة الأميركية ساعدت في إيقاف جنود العدو في بلدة فوفتشانسك الحدودية.

ويشير العقيد إلى إن جزءاً كبيراً من البلدة التي شهدت بعضاً من أعنف المعارك في الهجوم الروسي عبر الحدود، كان قد سقط في أيدي القوات الروسية قبل أن تتمكن القوات الأوكرانية من إبطاء تقدمهم ثم وقفه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "لقد دفعتهم قواتنا إلى التراجع جزئياً على رغم أنهم لا يزالون يسيطرون على نحو نصف فوفتشانسك، والتي دمر معظمها الآن. لكنهم استولوا على نحو 70 كيلومتراً مربعاً من الأراضي ولا نعرف متى سنتمكن من دفعهم إلى خلف الحدود".

ويفيد الضابط بأن السماح باستخدام مثل هذه الأسلحة أجبر أيضاً الكرملين على تعليق الاستعدادات التي كان يجريها لغزو منطقة سومي، وفقاً للمعلومات الاستخباراتية الأوكرانية والغربية.

ويقول العقيد الذي لم يرغب في ذكر اسمه "مجرد تخفيف القيود الأميركية كان له بالفعل تأثير نفسي كبير على الروس، وظلوا لأسابيع يحشدون عشرات الآلاف من الجنود والمركبات في منطقة كورسك لشن هجوم على سومي. لكن معرفتهم بأننا نستطيع الآن ضربهم في نقاط تشكيلهم جعلتهم يتراجعون".

ومع ذلك لا تزال روسيا تقاتل بشراسة حول خاركيف، إذ قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن هناك هجوماً روسياً جديداً مستمراً وأن 40 اشتباكاً وقعت مع قوات العدو صباح الثلاثاء الماضي. وتشن قوات بوتين هجمات في أماكن أخرى على طول خط الجبهة البالغ طوله 600 ميل (نحو 1000 كلم)، وتحرز أحياناً بعض التقدم الضئيل.

ويوضح العقيد "في الوقت الحالي يحتفظ الروس بالمبادرة التكتيكية على طول الجبهة، وهم يواصلون هجماتهم في منطقة خاركيف في فوفتشانسك وليبتسي ولوكيانتسي، وكثفوا هجماتهم في شمال وجنوب منطقة دونيتسك [الشرقية]، وبخاصة حول تشاسيف يار وليمان وسيفيرسك وسوليدار، وفي منطقة زابوريزهيا [الجنوبية] حول روبوتين وبوكروفسك".

وكانت أوكرانيا تتوسل لأشهر للسماح لها باستخدام أسلحتها الغربية ومعظمها من الناتو داخل روسيا، لدرء الضربات الصاروخية و"القنابل الانزلاقية" التي لا يكف الروس عن إطلاقها، والتي تطلق من وراء الحدود وبعيداً من متناول معظم الدفاعات الجوية الأوكرانية.

يصعب إسقاط القنابل الانزلاقية وهي قنابل حديدية تقليدية شبيهة بتلك التي تلقى من الطائرات منذ الحرب العالمية الثانية، بمجرد إطلاقها. هذه الأسلحة مزودة بأجنحة للسماح لها بمسار طيران ممتد لمسافة 40 كم تقريباً، وغالباً ما يكون لديها أيضاً نظام توجيه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لزيادة الدقة.

إن أفضل طريقة لأوكرانيا لمواجهتها هي إسقاط الطائرات التي أطلقتها وهي لا تزال على الأرض في قواعدها الجوية.

لكن ذلك كان يقتضي استخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب داخل روسيا، وهو ما كان محظوراً إلى حد كبير بسبب المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى استفزاز موسكو ودفعها إلى "تصعيد" الصراع.

وأثبتت القنابل الانزلاقية فعاليتها الكبيرة ضد مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية، وإلى جانب نقص في الذخيرة التي تمدها الولايات المتحدة للمدفعية والأنظمة الصاروخية بسبب الخلاف السياسي الذي استمر ستة أشهر في الكونغرس الأميركي، ساعدت الأسلحة روسيا على تحقيق أهم انتصار لها هذا العام عندما استولت على بلدة أفدييفكا قرب مدينة دونيتسك في فبراير (شباط) الماضي.

وأجبرت النتائج الصادمة للهجمات الروسية المنسقة في المناطق الحدودية في خاركيف وعلى المدينة نفسها التي تبعد قرابة 70 كيلومتراً على رفع الحظر الأميركي على استخدام الأسلحة داخل روسيا، ولو جزئياً في الأقل.

واستخدمت أوكرانيا قذائف نظام راجمات الصواريخ الأميركية عالية الحركة (هيمراس) لضرب أنظمة الصواريخ الروسية بعيدة المدى ضمن الحدود المسموح بها حديثاً.

ويقول العقيد إن كييف ترغب في استخدام صواريخ "أتاكمز" ATACMS الأميركية بعيدة المدى وفائقة الدقة لضرب أهداف عسكرية في أي مكان ومن دون حدود للمسافة في عمق الحدود، إلا أن توفيرها في الوقت الحالي يشترط استخدامها فقط في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا مثل شبه جزيرة القرم.

ويضيف العقيد "إذا أزيلت القيود المفروضة على استخدام الأسلحة لشن هجمات داخل روسيا بصورة أكبر - وأعتقد أن الأمور تسير في هذا الاتجاه - وأصبح بإمكاننا استخدام صواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ ’أتاكمز‘ عندها يمكننا تحويل حياة الروس إلى كابوس".

الثلاثاء الماضي، رفعت الولايات المتحدة أيضاً حظراً على تقديم الأسلحة الأميركية والتدريب لوحدة عسكرية أوكرانية مثيرة للجدل كانت أساساً في الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية الرئيسة.

وتعد كتيبة آزوف من بين أكثر الوحدات القتالية الأوكرانية فعالية وشعبية، لكنه تعرض لانتقادات بسبب بعض تكتيكاته وأصوله ككتيبة متطوعين استقطبت مقاتلين من دوائر اليمين المتطرف. وكانت الولايات المتحدة قد حظرت على الفوج استخدام الأسلحة الأميركية بسبب ما قالت إنها الأيديولوجية النازية الجديدة لبعض مؤسسيه.

ويرفض الأعضاء الحاليون في كتيبة آزوف التي جرى استيعابها في الحرس الوطني الأوكراني تحت اسم الفرقة 12 من القوات الخاصة الأوكرانية، الاتهامات بالتطرف وأي علاقات مع الحركات اليمينية المتطرفة.

ويحظر القانون الأميركي توفير المعدات والتدريب للوحدات العسكرية الأجنبية أو الأفراد الأجانب المشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها إنها لم تجد "أي دليل" على مثل هذه الانتهاكات في اللواء.

وجاء في بيان نشرته كتيبة آزوف على منصة "إنستغرام"، "هذه صفحة جديدة في تاريخ كتيبتنا. لقد أصبحت كتيبة آزوف أكثر قوة وأكثر احترافية وأكثر خطورة على المحتلين"، مضيفاً "الحصول على أسلحة وتدريبات غربية من الولايات المتحدة لن يزيد من القدرة القتالية لآزوف فحسب، بل الأهم من ذلك أنه سيساهم في الحفاظ على حياة الأفراد وصحتهم".

كان رد فعل موسكو على تخفيف الولايات المتحدة ودول أخرى للقواعد المتعلقة باستخدام الأسلحة داخل روسيا غاضباً. وهدد بوتين ومسؤولون آخرون رفيعو المستوى بالانتقام، بما في ذلك الضربات النووية المحتملة، ضد الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.

ووجه بوتين تحذيراً مخيفاً خلال مؤتمر صحافي في سان بطرسبورغ الأسبوع الماضي، إذ قال بوتين إنه في حال قامت الدول الغربية وبخاصة ألمانيا بتسليح أوكرانيا "لماذا إذاً لا يحق لنا توريد أسلحة من نفس الفئة إلى مناطق العالم، حيث ستوجه ضربات إلى منشآت حساسة لتلك الدول".

وعلى رغم أن روسيا لا تملك القوة البشرية والأسلحة اللازمة لشن هجوم واسع النطاق حول الحدود الشمالية الشرقية في الوقت الراهن، فإن العقيد يقول إن الجيش الأوكراني ووكالات الاستخبارات الأوكرانية تتوقع أن يقوم الروس بذلك في وقت لاحق من هذا الصيف.

ويقول "إنهم يختبروننا في كل مكان، ويبحثون عن نقاط الضعف من أجل اختيار المكان الذي سيضربون فيه. سيحاولون في سومي وغرب سومي في منطقة تشيرنيهيف وعلى طول الطريق إلى الحدود البولندية".

ومع ذلك تعاني كييف من نقص في القوى البشرية، ويقول العقيد إن موسكو التي تجس النبض على طول حدود أوكرانيا البرية مع روسيا وحليفتها المطيعة بيلاروس، ستنهك قوات أوكرانيا على طول الحدود.

ويلفت العقيد إلى إن الروس منذ بداية الغزو في فبراير 2022، استخدموا المجندين المحكوم عليهم والمجندين الجدد غير المدربين تدريباً جيداً كدروع بشرية، كما قاموا بتحسين طرق الاستطلاع.

ويتابع "إنهم يستخدمون مجموعات هجومية صغيرة، لنقل من 12 إلى 15 فرداً، من ثلاثة مستويات مختلفة من الكفاءة. فهم يرسلون أولاً قوات "العاصفة زد" Storm Z من المجندين المدانين. وهؤلاء هم الأكثر استنزافاً... الموجة الثانية من المجندين والكثير منهم غير مدربين تدريباً جيداً... وهم أيضاً يتكبدون خسائر كبيرة في الأرواح، والغرض من هاتين الفئتين الأوليين تحديد مواقع القوات والمدفعية الأوكرانية المخفية أثناء اشتباك القوات.

ويضيف العقيد "ثم يرسل الروس بعد ذلك مسيرات لضرب المواقع المحددة أو يرسلون قواتهم النظامية المحترفة من الجيش النظامي".

ويقول إن قوات كييف تلحق بالروس من ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما يتكبده الأوكرانيون من خسائر في الأرواح. لكن العدد الهائل من الروس الذين يزج بهم في ساحة المعركة وعدم اكتراث الكرملين بعدد الرجال الذين يخسرهم يتسبب في تكبيد أوكرانيا خسائر لا تستطيع تحملها.

ويختم قائلاً "لا تكترث روسيا بعدد رجالها الذين تخسرهم، ومع وجود عدد سكان أكبر من عدد رجالنا بثلاثة أضعاف، فمن الواضح أنه لكي ننتصر علينا أن نطور تقنيات جديدة وأن نكون أكثر ابتكاراً في كل ما نقوم به".

© The Independent

المزيد من تقارير