ملخص
وجه قادة "مجموعة السبع" في اليوم الثاني من قمتهم المنعقدة في إيطاليا سهام انتقاداتهم السياسية والاقتصادية باتجاه الصين منتقدين قدرتها الصناعية الفائضة "الضارة"، بينما أكدوا الاستمرار في الدعم المفتوح لأوكرانيا في حربها مع روسيا وضرورة السماح لمنظمات الأمم المتحدة العمل بحرية في غزة.
انتقد قادة "مجموعة السبع" خلال اليوم الثاني من قمتهم التي انعقدت في مدينة بوليا الإيطالية اليوم الجمعة، القدرة الصناعية الفائضة "الضارة" للصين، وفقاً لمسودة بيان اطلعت عليها "وكالة الصحافة الفرنسية" جاء فيها أيضاً أن القادة أكدوا ضرورة ضمان عمل وكالات الأمم المتحدة من دون عائق في غزة.
وقالت "مجموعة السبع"، "إننا متفقون على أنه من الأهمية بمكان أن تكون الأونروا وغيرها من منظمات وشبكات التوزيع التابعة لوكالات الأمم المتحدة قادرة بصورة كاملة على تقديم المساعدات لأولئك الذين في أمس الحاجة إليها وأداء تفويضها بفاعلية".
وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين والغرب، قال قادة المجموعة في البيان "نعرب عن مخاوفنا في شأن الاستهداف الصناعي المستمر من قبل الصين والسياسات والممارسات التي لا تتناسب مع السوق والتي تؤدي إلى تداعيات عالمية وتشوّهات في السوق وقدرة فائضة ضارة في مجموعة متزايدة من القطاعات".
من جهة أخرى، تطرق قادة "مجموعة السبع" وفق مسودة البيان إلى التوغلات "الخطرة" للصين في بحر الصين الجنوبي، وسط مخاوف من التصعيد في منطقة آسيا-المحيط الهادئ المتنازع عليها.
وورد في البيان "نستمر في معارضة استخدام الصين الخطر لخفر السواحل والميليشيات البحرية في بحر الصين الجنوبي وعرقلتها المتكررة لحرية الملاحة في المياه الدولية".
دعم أوكرانيا
كما تعهد قادة "مجموعة السبع" بتوافر الدعم لأوكرانيا "طالما لزم الأمر" بعدما اتفقوا خلال القمة على قرض جديد لكييف بقيمة 50 مليار دولار.
وجاء في مسودة بيان القمة "نقف متضامنين لدعم أوكرانيا في حربها من أجل الحرية وإعادة بنائها طالما لزم الأمر". وكرس قادة دول "مجموعة السبع" اليوم الثاني من قمتهم اليوم لملف الصين عبر التركيز على كيفية حماية صناعاتهم مع تجنّب اندلاع حرب تجارية مباشرة مع بكين.
وبعد يوم أول هيمن عليه ملف أوكرانيا بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة بريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، اليوم الثاني من قمتهم في بوليا ببحث مسألة الهجرة. لكن الجلسة الرئيسة عُقدت قبل الغداء، وركزت على التجارة المنصفة مع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، لا سيما في ما يتعلق بالتكنولوجيا الصديقة للبيئة.
وكان من المقرر أن يقود المحادثات رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، التي قال مسؤولون في وقت سابق إنها ستتطرق أيضاً إلى كوريا الشمالية والنزاعات على الأراضي بين الصين وجيرانها.
وأفاد مصدر حكومي ياباني "وكالة الصحافة الفرنسية" بأن "دول ’مجموعة السبع‘ متفقة في ما يتعلق بالصين". ووجهت بلدان "مجموعة السبع" رداً مشتركاً على دعم الصين المفترض لتوسع روسيا عسكرياً الذي ترى واشنطن أنه يغذي الحرب في أوكرانيا.
البابا حاضر
ووصل البابا فرنسيس إلى القمة اليوم ليكون أول رأس للكنيسة الكاثوليكية يشارك في اجتماع للمجموعة، ومن المقرر أن يتحدث الحبر الأعظم عن أخطار وفوائد الذكاء الاصطناعي ويعقد 10 محادثات ثنائية مع قادة بلدان عدة بينها الولايات المتحدة والهند وأوكرانيا وتركيا والبرازيل.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني للصحافيين أمس الخميس، "إنه يوم تاريخي لأننا سنستقبل قداسة البابا فهي المرة الأولى التي يحضر فيها بابا الفاتيكان قمة "مجموعة السبع" وأنا فخورة بأن ذلك يحدث أثناء رئاسة إيطاليا للقمة هذا العام".
وسيناقش القادة أيضاً الهجرة وهي مسألة مهمة بالنسبة إلى ميلوني التي تحث أوروبا على مساعدتها في السيطرة على تدفقات الهجرة غير المشروعة من أفريقيا، كما أطلقت خطة لتعزيز التنمية في القارة لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الناس إلى الهجرة.
وشهدت محادثات أمس التي حضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تعبيراً قوياً عن دعم "مجموعة السبع" لكييف في حربها ضد روسيا والاتفاق على قرض جديد بقيمة 50 مليار دولار.
لكن ساد التوتر أيضاً، إذ انتقدت فرنسا والولايات المتحدة إيطاليا التي ذكرت تقارير أنها حاولت تخفيف نبرة البيان الختامي للقمة في شأن حقوق الإجهاض.
واستهل القادة محادثات اليوم في معايدة المستشار الألماني أولاف شولتز الذي بلغ 66 سنة اليوم، وفق مصدر دبلوماسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تدهور العلاقات التجارية مع الصين
ويأتي الاجتماع في ظل تدهور العلاقات التجارية بين الصين والغرب وهو أمر عكسه هذا الأسبوع إعلان الاتحاد الأوروبي عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة على المركبات الكهربائية الصينية.
ونددت بكين بما وصفته بـ"السلوك الحمائي الفج" وأكدت أن من حقها رفع دعوى لدى منظمة التجارة العالمية.
وأعربت الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، الذي يحضر قمم "مجموعة السبع" بوصفه شريكاً ثامناً غير رسمي، عن قلقها حيال "الإنتاج الصناعي الفائض" في الصين. وتفيد هذه الدول بأن حزم الدعم الكبيرة التي تقدمها بكين لقطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا خصوصاً، مثل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، تؤدي إلى إغراق الأسواق العالمية بمنتجات زهيدة الثمن بصورة غير منصفة. ويهدد الإنتاج الفائض الشركات الغربية التي تواجه صعوبة في مواكبة الصين، لا سيما في قطاع التكنولوجيا النظيفة الذي يشهد تطوراً.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين قبيل القمة، "سنواجه سياسات الصين غير المؤاتية للأسواق التي تؤدي إلى تداعيات مضرة عالمياً".
وقللت الصين من أهمية المخاوف لكن واشنطن تضغط من أجل جبهة موحدة في أوساط "مجموعة السبع".
وحذّر وزراء مالية المجموعة مايو (أيار) الماضي من أنهم سيفكرون في خطوات "لضمان فرص متكافئة" للدول كافة.
وركّز القادة اليوم أيضاً على القيود التي فرضتها الصين أخيراً على صادرات المعادن مثل الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت التي تعد أساسية في صناعات مرتبطة بالاتصالات والمركبات الكهربائية.
وتهدد القيود سلاسل التوريد الدولية وتسري مخاوف من احتمال أن تليها قيود على مواد أخرى مثل العناصر الأرضية النادرة اللازمة في صناعة الإلكترونيات.
وتتطرّق القمة أيضاً إلى المخاوف المرتبطة بالأمن والدفاع، بما في ذلك الاتهامات بأن بكين ساعدت في تعزيز قوات الأمن الروسية. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، قال بايدن إن "مجموعة السبع"، "اتفقت على القيام بتحرك جماعي" ضد دور الصين في تزويد روسيا بـ"المعدات التي تحتاجها من أجل آلتها الحربية".
واتهمت واشنطن بكين بدعم قطاع الدفاع في روسيا ومن ثم ضرب أوكرانيا عبر الإنتاج المشترك للمسيّرات وصادرات معدات الآلات اللازمة للصواريخ البالستية. وأفاد زيلينسكي بأنه تحدّث هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي "وعدني" بأنه لن يبيع الأسلحة لروسيا، مضيفاً "سنرى".
وسيغادر عدد من القادة إيطاليا في ساعة متأخرة من اليوم بينهم بايدن. وقالت ميلوني إنهم اتفقوا بالفعل على نتائج القمة، وسيتم إقرارها في نهاية ذلك اليوم.
ومن الممكن أن تعقد اجتماعات ثنائية غداً السبت بين القادة المتبقين في إيطاليا قبل المؤتمر الصحافي الختامي الذي ستعقده ميلوني.