Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تظاهر الآلاف في فرنسا احتجاجا على اليمين المتطرف

نقابات وجمعيات وأحزاب يسارية دعت إلى "مد شعبي"

من المتوقع تنظيم ما لا يقل عن 150 مسيرة في مدن من بينها مرسيليا وتولوز وليون وليل (أ ف ب)

ملخص

توقع مصدر في الشرطة الفرنسية نزول 300 إلى 350 ألف متظاهر إلى الشوارع بينهم 50 إلى 100 ألف في العاصمة وفي المقابل تمت تعبئة نحو 21 ألف عنصر من الشرطة والدرك.

تظاهر 250 ألف شخص على الأقل اليوم السبت في فرنسا ضد اليمين المتطرف الذي يبدو في موقع قوة مع اقتراب موعد انتخابات تشريعية مبكرة دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يحاول معسكره استعادة زمام المبادرة بوعود بتعزيز القوة الشرائية.

"مد شعبي"

وكانت نقابات وجمعيات وأحزاب يسارية قد دعت إلى "مد شعبي" لدرء فوز جديد يتوقّع أن يحقّقه حزب التجمّع الوطني (يمين متطرّف) في جولتي الانتخابات التشريعية المقررتين في 30 يونيو (حزيران) والسابع من يوليو (تموز) بعد تفوّقه الأحد في الاستحقاق البرلماني للاتحاد الأوروبي في تطور دفع رئيس البلاد إلى حل الجمعية الوطنية.

وأحصت السلطات 250 ألف متظاهر، بينهم 75 ألفاً في باريس (640 ألفاً بحسب الكونفدرالية العامة للعمل)، وأعرب المتظاهرون عن خوفهم من أن يفوز التجمع الوطني ويفرض قائده جوردان بارديلا (28 عاماً) رئيساً للوزراء.

وترددت الشعارات نفسها في حوالى 200 تظاهرة في أنحاء البلاد: "بارديلا إلى الجحيم، الجمهورية ليست لكم" و"الشباب يلعن الجبهة الوطنية" و"لا مكان للفاشيين، لا فاشيين في أحيائنا".

"لحظة مفصلية"

وقالت ماريليز ليون رئيسة "الكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل"، إحدى النقابات الخمس التي دعت إلى التعبئة "نحن في لحظة مفصلية للديموقراطية".

وفي مسعى لقطع الطريق على اليمين المتطرف، سارعت أحزاب اليسار لا سيما "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) والحزب الاشتراكي مروراً بأنصار البيئة (الخضر) إلى تشكيل ائتلاف، وتنحية خلافاتهم خصوصا بشأن أوكرانيا والحرب في غزة.

لكن الائتلاف الجديد الذي أطلقت عليه تسمية "الجبهة الشعبية الجديدة" بدأ يشهد تصدعات السبت مع استبعاد "فرنسا الأبيّة" ترشيح معارضين لزعيمه جان لوك ميلانشون.

وندد النواب المستبعدون بـ"حملة تطهير" واتهموا ميلانشون، المرشح السابق للرئاسة، بحملة "تصفية حسابات". واستنكر آخرون ترشيح أدريان كانتين المقرب من ميلانشون مجدداً على الرغم من إدانته في العام 2022 بعنف منزلي.

الخصم الأول

وفي وقت تشير التوقعات إلى أن ائتلاف الأحزاب اليسارية الذي تشكل تحت تسمية "الجبهة الشعبية الجديدة" سيكون الخصم الأول لـ"التجمع الوطني"، الحزب اليميني المتطرف الذي كان الفائز الأكبر في الانتخابات الأوروبية في فرنسا ويتصدر نيات الأصوات بفارق كبير عن المعسكر الرئاسي، نزل آلاف الأشخاص منذ مساء أمس الجمعة إلى الشوارع في عدد من المدن في تظاهرات تخللتها في ليون (وسط شرق) أعمال عنف أوقعت أربعة جرحى ثلاثة منهم شرطيون، بحسب السلطات المحلية.

 

الخلافات الداخلية

وستكون التظاهرات التي دعا إليها قادة اليسار منذ مساء الإثنين الماضي مؤشراً إلى مدى شعبية "الجبهة الشعبية الجديدة"، ذلك الائتلاف الانتخابي الذي يضم الأحزاب اليسارية الكبرى وفي طليعتها "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) والحزب الاشتراكي.

وبعدما كانت الوحدة بين هذه الأحزاب غير مطروحة قبل الأحد في ظل الخلافات الكبرى في مواقفها، أعلن تشكيل الائتلاف هذا الأسبوع تحت برنامج مشترك اعتبر ماكرون مساء أمس الجمعة أن شقه الاقتصادي يحمل "أخطاراً كبرى" لفرنسا، على غرار برنامج التجمع الوطني.

وقال ماكرون متحدثاً من إيطاليا حيث يشارك في قمة مجموعة السبع "هناك اليوم كتلتان متطرفتان اختارتا برنامجين اقتصاديين لا يدخلان في إطار أخلاقيات المسؤولية ويعدان الناس بهدايا لا تجد تمويلاً".

وانتقد الخلافات الداخلية في صفوف اليسار واصفاً التكتل بأنه "استعراض غير مترابط إطلاقاً". واعتبر أن كل طرف "يفكر بصورة مناقضة" للآخر مضيفاً "أننا عند المجانين وهذا ليس جدياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطرح الجبهة الشعبية الجديدة في برنامجها "قطيعة تامة مع سياسة إيمانويل ماكرون" وفق ما أوضح منسق "فرنسا الأبية" مانويل بومبار، وبخاصة مع إلغاء إصلاح النظام التقاعدي، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 1600 يورو (1715 دولاراً) مقابل 1383 يورو (1482 دولاراً) حالياً، فضلاً عن مكافحة معاداة السامية والتنديد بـ"مجازر ’حماس‘ الإرهابية في إسرائيل"، وهما موضوعان أثارا خلافات كبرى بين أحزاب اليسار خلال حملة انتخابات البرلمان الأوروبي.

ومن جهته علق رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا أمس "الجمهورية في خطر بوجه مهندسي الفوضى هؤلاء الذين يدعون إلى الانقسام".

واعتبر بارديلا المرشح في سن 28 عاماً لرئاسة الحكومة أن "تشكيلين سياسيين" فقط يمكنهما "تشكيل حكومة" وهما التجمع الوطني الذي يتصدر استطلاعات الرأي والائتلاف اليساري الجديد.

وندد بالتظاهرات المقررة مشدداً على أنه "لا يمكن نقض الديمقراطية إلى حد رفض نتيجة صناديق الاقتراع".

وتجري تظاهرات وتجمعات بصورة شبه يومية منذ الأحد الماضي في جميع أنحاء فرنسا.

تعبئة تاريخية

وشهدت فرنسا قبل 22 عاماً تعبئة جمعت نحو مليون متظاهر في الأول من مايو (أيار) 2002 احتجاجاً في ذلك الوقت على انتقال زعيم "الجبهة الشعبية" جان ماري لوبان، والد مارين لوبان التي خلفته على رأس الحركة اليمينية المتطرفة وأعادت تسميتها "التجمع الوطني"، إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

أما اليوم فما يدفع المعارضين للنزول إلى الشارع هو "صدمة الانتخابات الأوروبية" التي حصل فيها اليمين المتطرف في فرنسا على 37,8 في المئة من الأصوات بصورة إجمالية، و"وصول التجمع الوطني إلى أبواب السلطة".

 

 

وندد بارديلا أمس بالدعوات "البالغة الخطورة" إلى "العصيان" مبدياً في الوقت نفسه "تمسكه الشديد بحرية التعبير".

وفي صفوف اليمين التقليدي شهدت البلبلة التي تهز حزب الجمهوريين تقلبات جديدة مع إبطال محكمة باريس أمس قرار المكتب الوطني للحزب إقصاء رئيسه إريك سيوتي بعد دعوته لتشكيل تحالف مع التجمع الوطني، فيما أكد بارديلا أن حزبه سيقدم "مرشحاً مشتركاً" مع الحزب اليميني "في 70 دائرة".

ويتعين على الأحزاب وضع لوائح مرشحيها بحلول غد الأحد، تاريخ انتهاء المهلة لتقديم الترشيحات.

وفي مؤشر إلى الغموض الذي يلف نتائج هذه الانتخابات المبكرة عرفت بورصة باريس أسوأ أسبوع لها منذ مارس (آذار) 2022 مع تسجيل تراجع بلغ 6,23 في المئة، مما ألغى كل المكاسب التي حققتها هذا العام.

المزيد من دوليات