ملخص
استطلاع رأي في بريطانيا يفيد بأن حزب "الإصلاح" يتقدم على "حزب المحافظين" للمرة الأولى.
حقق حزب "الإصلاح" البريطاني بزعامة نايجل فاراج تقدماً للمرة الأولى على حزب "المحافظين" وذلك وفق نتائج استطلاع جديد للرأي العام، أجري في المملكة المتحدة.
ودفع هذا الحزب بـ"المحافظين" إلى المركز الثالث في البلاد ليتخلفوا عنه بنقطة واحدة إذ كانت نسبة التأييد لهم 18 في المئة، مقارنة بـ 19 في المئة حصل عليها "الإصلاح" في الاستطلاع الأخير الذي أجرته مؤسسة "يوغوف" YouGov.
وتشكل هذه النتائج انتكاسة كبيرة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بعد حملة انتخابية كارثية قام بها ويمكن أن تثير مخاوف عدد من أعضاء البرلمان من حزب "المحافظين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونشر نتائج الاستطلاع الأخير قبل دقائق فقط من مشاركة نايجل فاراج في مناظرة على قناة "آي تي في" ضمت زعماء أو ممثلي سبعة أحزاب بريطانية، إلى جانب الوزيرة "المحافظة" بيني موردونت وآخرين.
ومع بدء المناظرة التلفزيونية جاهر فاراج بالقول أمام ملايين المشاهدين "أصبح حزبنا الآن هو المعارضة لحزب العمال".
وواصل فاراج طوال المناظرة التي دامت 90 دقيقة تحدي الوزيرة "المحافظة" في الحكومة بيني موردونت بلا هوادة في ما يتعلق بمسألة الهجرة، وسألها بصورة مباشرة "لماذا يجب على الناخبين أن يصدقوا وعودك الآن؟" وجاء ذلك بعد انتقاده حزب "المحافظين" على فشله في خفض أعداد المهاجرين إلى المملكة المتحدة منذ عام 2010.
وأظهر استطلاع مؤسسة "يوغوف" أن التأييد لحزب "الإصلاح" ارتفع بنقطتين إلى 19 في المئة، فيما ظل "المحافظون" ثابتين عند عتبة 18 في المئة.
وفي ختام المناظرة خاطب نايجل فاراج موردونت قائلاً "إن التصويت لك هو في الواقع تصويت لحزب ’العمال‘".
ومن المرجح أن تثير هذه الكلمات قلق أعضاء البرلمان من حزب "المحافظين"، الذين يرون أن الغالبية التي يتمتع بها حزبهم في البرلمان البريطاني تتراجع، مع تخلي ناخبيهم عن دعم ريشي سوناك لمصلحة حزب "الإصلاح".
ومن المحتمل أن تكون نتائج الاستطلاع قد تأثرت بالمغادرة المبكرة والمثيرة للجدل لرئيس الوزراء البريطاني لاحتفالات "يوم النصر".
من جهة أخرى يتساءل عدد من "المحافظين" الآن عما إذا كان هذا الاستطلاع يشكل حالة استثنائية لا تعبر بدقة عن نبض الناخبين، أو ما إذا كانت هناك استطلاعات أخرى قد تظهر تقدم حزب "الإصلاح" في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الحملة الانتخابية. وإذا ما نجح هذا الحزب في تحقيق تقدم بخمس نقاط أو أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان أقدم حزب سياسي في العالم (المحافظين) السيطرة، ومواجهة انتكاسة كبرى.
واستناداً إلى مؤسسة "يوغوف" لا يزال حزب "العمال" متصدراً تأييد الرأي العام في بريطانيا بـ37 في المئة في حين تراجع معدل التأييد لحزب "الديمقراطيين الأحرار" بنحو نقطة واحدة، ليصل إلى 14 في المئة كما ورد في استطلاع أجرته صحيفة "ذا تايمز".
وكان نايجل فاراج لمح في وقت سابق إلى أن حزب "المحافظين" قد يكون انتهى، وأنه "ربما تكون هذه نهاية رحلته". وأوضح في المقابل أن مثاله السياسي هو الكندي ستيفن هاربر (رئيس وزراء سابق في كندا تولى السلطة في الفترة الممتدة ما بين عامي 2006 و2015)، الذي قام بعملية دمج بين "الإصلاح" وخصومه "المحافظين" لتوحيد فصائل اليمين.
يشار هنا إلى أنه نظراً إلى نظام الغالبية لا يزال من غير المرجح أن يفوز حزب فاراج بأكثر من عدد قليل من المقاعد في برلمان وستمنستر.
إلا أن التقدم على حزب "المحافظين" في استطلاع للرأي العام سينظر إليه على أنه نقطة تحول كبيرة بالنسبة إلى حزب رئيس الوزراء ريشي سوناك.
ويتخوف عدد من أعضاء البرلمان من "المحافظين" من أن يوجه حزب "الإصلاح" الضربة القاضية إلى حزبهم، ليس من خلال الفوز بمقاعدهم بل من خلال شرذمة أصواتهم مما يصب في مصلحة حزب "العمال" أو "الديمقراطيين الأحرار".
وزعم حزب "الإصلاح" أيضاً أنه صنع التاريخ وذلك عبر بث انتخابي للحزب أدى إلى تحويل شاشات التلفزيون إلى اللون الأسود لمدة خمس دقائق تقريباً، لم تعرض خلالها سوى الرسالة التالية "بريطانيا محطمة. بريطانيا في حاجة للإصلاح".
وكان سوناك أثار غضب نوابه في البرلمان بسبب قيادته لما عدت حملة انتخابية كارثية.
ووجهت إلى رئيس الوزراء في نهاية الأسبوع اتهامات بالاختباء بعدما اضطر إلى تقديم اعتذار مذل عن مغادرته مراسم إحياء ذكرى "يوم النصر" في وقت مبكر، للمشاركة في مقابلة تلفزيونية. وتعرض سوناك أيضاً للتهكم بعد حديثه عن أنه في طفولته اضطرت أسرته إلى الاستغناء عن مشاهدة قناة "سكاي تي في" في المنزل.
وسخر فاراج من رئيس الوزراء بعدما استخدمت إحدى المرشحات عن حزب "المحافظين" صوراً له على منشوراتها.
يشار إلى أن صورة فاراج المدافع الشرس عن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي وضعت على المنشورات الانتخابية لليمينية "المحافظة" دام أندريا جينكنز.
وفي المقابل كان سوناك غائباً بصورة ملحوظة ولم تكن هناك أية إشارة إلى حزب "المحافظين" أو استخدام لأي من مواد حملته أو الرسائل العامة.
لكن حزب "الإصلاح" واجه من جانبه مشكلاته الخاصة في هذه الانتخابات. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع انسحب فاراج من مقابلة مهمة على قناة "بي بي سي" عندما واجه حزبه خلافاً حول ما إذا كان ينبغي للمملكة المتحدة أن تنتهج سياسة استرضاء تجاه الزعيم النازي أدولف هتلر.
وكان من المقرر أن يشارك زعيم "حزب استقلال المملكة المتحدة" السابق في حلقة خاصة من برنامج "بانوراما" مع نيك روبينسون، كان من المفترض أن تبث مساء الثلاثاء. لكن تمت إزالتها من الجدولة وأرجئت في وقت واصل فيه فاراج حملته الانتخابية في مقاطعتي بارنسلي ونوتينغهامشير.
وفيما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" في وقت سابق من هذا الأسبوع أن حزب "الإصلاح" يتخلف بنقطة واحدة فقط عن حزب "المحافظين" الذي انخفضت نسبة تأييده إلى 18 في المئة، أشارت أبحاث استقصائية أخرى أجرتها شركات استطلاع مختلفة إلى أن الفجوة بين الحزبين أكبر حجماً.
© The Independent