Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أونروا" تحذر من "موت صامت" في غزة

استعرض المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة مع "اندبندنت عربية" المعوقات التي تواجه عملهم في تأمين المساعدات لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني

ملخص

قال المسؤول الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الفلسطينيين الذين لم يسقطوا بالقصف الإسرائيلي قد يلقون مصرعهم بالمرض.

حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انتشار وباء الكوليرا في قطاع غزة، بسبب انعدام مقومات الحياة، وموت أصحاب الأمراض المزمنة بسبب عدم تلقيهم العلاج.

واستعرض المستشار الإعلامي لـ "أونروا" عدنان أبو حسنة في حوار مع "اندبندنت عربية" المعوقات التي تواجه عمل الوكالة في تأمين المساعدات لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني.

وقال أبو حسنة إن عمل الوكالة في قطاع غزة "يُمثل شريان الحياة" للفلسطينيين كافة خلال الحرب بعدما كانت تقدم خدماتها إلى 75 في المئة منهم قبل الحرب الذين يصنفون لاجئين".

وأشار أبو حسنة إلى منع إسرائيل شاحنات المساعدات الخاصة بالوكالة من التحرك من جنوب القطاع إلى شماله عبر محور نتساريم، لكن موظفي الوكالة في الشمال قاموا بتوزيع المساعدات التي تدخلها منظمات إنسانية أخرى عبر معبر بيت حانون وزكيم".

 

 

إلا أن تلك المساعدات لا تكفي بحسب أبو حسنة "لسد حاجات 2.3 مليون فلسطيني القطاع، إذ تدخل حالياً 60 شاحنة يومياً في ظل الحاجة إلى إدخال أكثر من 500 شاحنة".

وأوضح مستشار (أونروا) أنه على رغم قلة تلك المساعدات فإن "التنسيق مع الإسرائيليين لإدخالها يحتاج إلى كثير من الوقت والإجراءات، إضافة إلى صعوبة نقلها وتوزيعها في داخل القطاع بعد ذلك"، ونتيجة لذلك فإن أسعار السلع المبيعة ارتفعت بنسبة 500 في المئة وأحياناً 1000 في المئة، بحسب أبو حسنة.

وحول أوضاع المستشفيات في قطاع غزة، أشار أبو حسنة إلى أن المنظومة الصحية "انهارت، و12 مؤسسة منها تعمل حالياً لكنها أشبه بالعيادات"، مضيفاً أن وكالة "أونروا" تستقبل 25 ألف مريض في مراكزها ونقاطها الطبية.

ووفق المتحدث فإن مياه الصرف الصحي وأكثر من 300 ألف طن من النفايات الصلبة تعمل على تلويث المياه الجوفية في قطاع غزة، ويؤدي ذلك إلى "تسرّب مواد سامة في التربة تصل إلى المياه الجوفية فتؤدي إلى تسمّمها في ظل تعطّل محطات الصرف الصحي"، لافتاً إلى أن كل ذلك أدى إلى "جعل قطاع غزة غير صالح للسكن، وإلى تسونامي إنساني وليس فقط كارثة إنسانية".

 

 

ويتركز معظم سكان قطاع غزة في "مساحة لا تتجاوز 50 كيلومتراً مربعاً من مساحة القطاع البالغة 360 كيلومتراً مربعاً، معظمهم وسط القطاع خاصة دير البلح ومواصي خان يونس ورفح، وفق أبو حسنة.

وفي شأن قدرة المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو أو القادمة عبر الرصيف العائم الأميركي على سد حاجات القطاع، شدد أبو حسنة على "أنها لا تفي بالغرض، ولا تُشكّل بديلاً من المعابر البرية".

وكشف مسؤول "أونروا" عن إخلاء النازحين مراكز الإيواء الـ35 الموجودة في رفح إثر بدء العملية العسكرية الإسرائيليية في رفح مايو (أيار، إضافة إلى إخلاء الوكالة مخازنها في المدينة التي تعتبر الأضخم في مناطق عمليات الوكالة في الشرق الأوسط.

واشتكى المستشار الإعلامي للوكالة الدولية  فقدان الفلسطينيين المُصابين بأمراض السرطان والسكري والضغط والكلى للعلاج والأدوية، مشيراً إلى أنهم "يموتون بصمت".

وتسبب تكدّس مئات آلاف النازحين في "ظروف غير صحية، وارتفاع درجات الحرارة، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب في ظهور أمراض لم تكن موجودة في قطاع غزة قبل الحرب، منها الكبد الوبائي والتهاب السحايا"، بحسب أبو حسنة الذي حذر من ظهور وانتشار وباء الكوليرا، بسبب تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، ومياه الشرب الملوّثة"، قائلاً إن "الفلسطينيين الذين لم يسقطوا بالقصف الإسرائيلي قد يلقون مصرعهم إثر إصابتهم بتلك الأمراض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونوه أبو حسنة إلى أن 90  في المئة من أهالي قطاع غزة أصبحوا يعانون سوء التغذية، ومن  ثم فقدان أجسامهم القدرة على التصدي للأمراض، وانخفاض مستوى المناعة لديهم.

وتعمل إسرائيل على حل وكالة "أونروا" التي أسستها الأمم المتحدة عام 1949 وتجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة ولايتها كل ثلاثة أعوام، وكانت آخر تلك المحاولات مع نهاية مايو الماضي، حينما صوت الكنيست الإسرائيلي بالقرءاة الأولى على مشروع "قانون إلغاء الحصانة والامتيازات الممنوحة" للوكالة ردًا على "وجود روابط بين موظفي ’أونروا‘ وحركة ’حماس‘".

وفي حال صادق الكنيست على مشروع القرار بالقراءات الثلاث فإن إسرائيل ستتعامل مع الوكالة باعتبارها "منظمة إرهابية"، على رغم أنها تعد إحدى منظمات الأمم المتحدة.

وكانت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة رفضت الاتهامات الإسرائيلية بمشاركة 12 موظفاً في وكالة "أونروا" في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، موضحة أن إسرائيل "لم تقدم أدلة على مزاعم ارتباط موظفي في الوكالة بحركة "حماس" أو انتمائهم إلى الفصائل في قطاع غزة"، وأنهت الوكالة عقود عمل 12 موظفاً لديها، بعد الاتهامات الإسرائيلية بضلوعهم في هجوم "حماس".

لكن أبو حسنة شدد على أن التحقيقات برأت أحد هؤلاء الموظفين وستتم إعادته إلى عمله، فيما لم تقدم إسرائيل أي أدلة على مشاركة أربعة موظفين آخرين في تلك الهجمات، وأوضح أن التحقيقات "ستنتهي خلال الأسابيع القادمة، إذ يمكن لأي موظف من المفصولين التظلم على قرار فصله".

وبسبب ذلك أوقفت دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة، تمويلها للوكالة قبل أن تتراجع دول أخرى عن ذلك عدا أميركا التي تعتبر الداعم الأهم للوكالة بإسهامها في نحو 350 مليون دولار سنوياً.

وقال أبو حسنة إن الوكالة تعاني حالياً عجزاً تشغيلياً بقيمة 167 مليون دولار، مشيراً إلى ان الوكالة "تتعرض إلى حملة إسرائيلية منظمة تستهدف تصفيتها، بهدف القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين ومفهوم اللاجئ الفلسطيني".

واعتبر المسؤول الإعلامي أن "أونروا" تتمتع "بأعلى درجات الحيادية، والالتزام بقيم الأمم المتحدة" قائلاً "هذه أول مرة في التاريخ تطالب دولة عضو في الأمم المتحدة بالعمل على تصنيف إحدى منظمات المؤسسة الدولية بالإرهابية".

ومن بين المضايقات الأخرى وفق أبو حسنة "منع إسرائيل مفوض عام الوكالة مرتين من دخول قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، وعدم سماح الجيش الإسرائيلي للوكالة بالتوجه إلى شمال قطاع غزة".

وحذر أبو حسنة من "ضياع مستقبل جيل بأكمله" بسبب حرمان مئات آلاف طلبة المدارس العام الدراسي في قطاع غزة، وتدمير إسرائيل 180 مدرسة كلياً أو جزئياً من أصل 280 تابعة للوكالة، يتلقى 300 ألف طالب تحصيله الدراسي فيها، ورفض التكهن بمصير العام الدراسي المقبل المقرر بدؤه في أغسطس (آب) المقبل، مشيراً إلى أن الوكالة "تعكف على درس ذلك لأن استمرار الحرب يعوق ذلك".

 

 

وأضاف أبو حسنة أنه حتى في ظل توقف الحرب فإن عشرات من مدارس "أونروا" دمرت كلياً أو جزئياً، والنازحون المقيمون فيها هرباً من الحرب وبسبب تدمير منازلهم لا يُعرف مصيرهم.

وتحوّلت مدراس "أونروا" المنتشرة من بيت حانون حتى رفح إلى مراكز إيواء مئات آلاف النازحين منذ بداية الحرب، كما أحاط النازحون بأسوار تلك المدارس "طلباً للأمان والمساعدات".

لكن أكثر من 450 نازحاً فلسطينياً قتلوا في تلك المراكز في غارات للجيش الإسرائيلي استهدفتها، وفق أبو حسنة، مشيراً إلى أنها كانت "كلها ترفع أعلام الوكالة ومعروفة للجيش الإسرائيلي".

وتواجه عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد نهاية الحرب مشكلتين رئيسيتين، الأولى حجم الأنقاض الهائل، والثانية القذائف غير المنفجرة، وقدّرت وكالة "أونروا" وجود "أكثر من 40 مليون طن من أنقاض ركام المنشآت السكنية والتجارية والصناعية جراء التدمير، وبأن ذلك يحتاج إلى اعوام طويلة لإزالته".

وأدى القصف الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة إلى تدمير بنيتها التحتية من شوارع وطرق وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي.

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات