Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"هجان" يعود إلى دور السينما في "يوم الإبل" العالمي

حاز الفيلم الذي أنتجته "إثراء" 10 جوائز منذ عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو الدولي 2023

تعمل وزارة الثقافة السعودية على إحياء حضور الإبل بوصفها أيقونة ثقافية تمثل الهوية الوطنية (إثراء)

ملخص

يحكي فيلم "هجان" قصة صبي يتيم تربطه علاقة خاصة مع ناقته، ويعيش الفتى "مطر" في صحراء السعودية الشاسعة الممتدة، إلى أن تحدث مأساة تؤدي إلى تغيير حياته بالكامل، وبعدها يخوض الفتى "مطر" سباق الهجن ليحافظ على ناقته "حفيرة"، وقد تم تصوير الفيلم في صحراء تبوك شمال البلاد.

يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للإبل في الـ 22 من يونيو (حزيران) الجاري مصادفاً للعام الذي سمت فيه السعودية عامها الحالي 2024 بعام الإبل، وهي ترويسة سنوية تحتفي بها البلاد بتراثها ومصدر فخرها وإلهامها.

وفي هذه المناسبة تحتفي الجهات بمختلف اهتماماتها بالمخلوق الذي يسميه العرب "سفينة الصحراء" ومنها القطاع السينمائي، إذ أعلن مسؤولون سعوديون عن إعادة عرض فيلم "هجان" في صالات السينما السعودية لمدة أسبوع، للمرة الثانية بعد نجاح عرضه الأول.

ويندرج هذا العرض والحدث السينمائي في إطار احتفاء البلاد بالإبل، وباليوم العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة من أجل تثمين "المساهمة الأساسية" لهذه الحيوانات التي وُصفت بأنها "بطلة الصحاري والمرتفعات"، والتي تعول عليها "ملايين الأسر التي تعيش في بيئات صعبة في أكثر من 90 دولة".

ووصف وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان الإبل بأنها "ركيزة رئيسة من ركائز هوية السعودية الوطنية الأصيلة"، وأن لها "مكانة عالية في وجدان السعوديين".

وتشير وزارة الثقافة السعودية إلى أنها تهدف إلى "إحياء حضور الإبل بوصفها أيقونة ثقافية تمثل الهوية السعودية وتعكس قيمها الأصيلة الثقافية والتاريخية والحضارية".

هجان

والفيلم الذي حقق نجاحاً لافتاً ونال استحسان كثير من النقاد بدأ عرضه منذ أسبوع مجدداً في دور عرض السينما، هو فيلم روائي طويل من إنتاج مركز "إثراء" الثقافي، وإخراج أبوبكر شوقي.

و"إثراء" هو اختصار لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وهو مبادرة من شركة عملاقة النفط العالمي "أرامكو السعودية"، ويقع قرب موقع بئر الخير، أول بئر نفط ينتج بكميات تجارية في السعودية، في مدينة الظهران، وهو مركز عملاق يضم قاعة للسينما تضم نحو 300 مقعد للسينما إضافة إلى أقسام عدة منها مكتبة عصرية ومختبر للأفكار ومتحف بقاعات عدة ومسرح وسينما ومعرض طاقة وقاعة كبرى لإقامة أكبر المعارض ولاستضافة أبرز الأحداث، ومتحف للطفل.

وحقق فيلم هجان منذ العرض العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2023، أكثر من 10 جوائز سينمائية في مهرجانات محلية وعالمية.

يقول ماجد زهير سمان، وهو يترأس قسم السينما والفنون الأدائية في "إثراء"، "نسعد بأن يكون فيلم ’هجان‘ متاحاً للجمهور السعودي مرة ثانية، وبخاصة بعد الجولة السينمائية العالمية للفيلم التي حاز خلالها على عدد من الجوائز والإشادة النقدية". ويروي هجان وفق سمان "قصة عمق الثقافة المحليّة، بما ينسجم مع سعي مركز ’إثراء‘ الدائم إلى إنتاج أعمال سينمائية بجودة عالمية وقصص فريدة من نوعها". 

ويأتي الفيلم بالتعاون مع المنتج محمد حفظي (فيلم كلينك)، فيما كتب قصته السيناريست مفرج المجفل وعمر شامة، وهو من بطولة الفنانين عبدالمحسن النمر وإبراهيم الحساوي والشيماء طيب وعزام النمري، إلى جانب النجم الشاب عمر العطوي.

قصة الفيلم

يحكي الفيلم قصة صبي يتيم تربطه علاقة خاصة مع ناقته، ويعيش الفتى "مطر" في صحراء السعودية الشاسعة الممتدة، إلى أن تحدث مأساة تؤدي إلى تغيير حياته بالكامل، وبعدها يخوض الفتى "مطر" سباق الهجن ليحافظ على ناقته "حفيرة"، وقد تم تصوير الفيلم في صحراء تبوك شمال البلاد.

ومطلع العام الحالي 2024 عُرض "هجان" على 73 شاشة في دور السينما السعودية، لمدة أربعة أسابيع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما عُرض في مهرجانات ومناسبات عالمية مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وبينالي الدرعية 2024، والمهرجان السينمائي الخليجي، ومهرجان مالمو للسينما العربية، وليالي الفيلم السعودي في المغرب، ومهرجان هوليوود للفيلم العربي، ومهرجان روتردام للفيلم العربي.

الإبل والسعودية

وجاءت تسمية عام 2024 بـ "عام الإبل" في السعودية للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ حتى اليوم، وفق وزارة الثقافة السعودية.

ووعد الأمير بدر بن فرحان في كلمة نشرها موقع وزارة الثقافة السعودية، أن وزارته "ستتولى مع شركائها الفاعلين الاحتفاء بهذا العنصر الثقافي المهم، عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات تقام على مدار العام، تُسهم في مجموعها بالتعريف بالقيمة الثقافية للإبل، كما تلتقي مع الجهود الرامية إلى تطوير قطاع الإبل، وزيادة مستوى مساهمته في التنمية الوطنية".

وتقول الثقافة إن الإبل "كانت وسيلة مهمة لاجتياز المسافات وقطع القفار وتخطي وحشة الطريق، وبها استُفتحت القصائد واختُتمت الحكايات وتشكلت الصور الشاعرية وضُربت الأمثال في رفقتها الطويلة للإنسان ووفائها الشديد له". وباتت اليوم الذود كما يسميها أبناء البادية "شاهداً حياً على الأصالة، وعنصراً ثقافياً أساسياً من عناصر الهوية السعودية".

وفي أبريل (نيسان) الماضي، شاركت السعودية في مسير "العرض المذهل" الذي ينظمه الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبليات في فرنسا وأوروبا بباريس، بمشاركة دولية واسعة بنحو 50 جملاً وحيواناً آخر من السلالة ذاتها.

الجزيرة العربية هي موطن الاستئناس

وبحسب دراسة نشرتها وكالة الأنباء السعودية (واس) عن فريق بحثي سعودي-بريطاني، فإن البصمة الوراثية للإبل ذات السنام أثبتت أن الجزيرة العربية هي موطن الاستئناس الأول لهذا الحيوان الرمزي قبل   7آلاف عام.

وتؤكد الدراسة ما وثقته المرويات الشفهية والنقوش والنصوص الأدبية التي لازمها ذكر الإبل في ظروف مختلفة، ففي الجانب العسكري حضرت الإبل في حروب توحيد السعودية تحت راية الملك عبدالعزيز بصورة واسعة، وكانت وسيلة التنقل والقتال الرئيسة في المعارك، إذ حرص الملك الراحل على اختيار "منقيات" جيشه بعناية، وكان يطلق على منقية جيش الملك عبدالعزيز "ريمات" التي حظيت بعناية خاصة من جلالته بعد ذلك، تقديراً لدورها في حروب التأسيس، بحسب توثيق نشره نادي الإبل السعودي.

وتقدر مصادر سعودية متخصصة أعداد الإبل في البلاد بنحو 2.5 مليون في أقل التقديرات، فيما أنجز مشروع ترقيمها لتوثيق ثروتها حتى الآن 1.6 مليون، بينما ينظر إلى اقتصادها على أنه يناهز 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار)، إلا أن بعض سلالاتها لا تقدر قيمتها المعنوية بأي ثمن.

ويستمر احتفاء السعوديين بالإبل طوال هذا العام بعدما اختير الخط العربي ليكون رمز عام 2021 والقهوة السعودية لعام 2022 والشعر العربي لـ2023، بعدما سنت الجهات الثقافية تسمية الأعوام برموز تنتمي إلى الثقافة السعودية وتعززها بالتعاون مع قطاعات الدولة كافة.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما