Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قبرص نجمة "الهلال الشيعي"

أصبح البحران الأبيض والأحمر مسرح عمليات تدار بأدوات إيرانية مما يفرض تغييراً في تقدير الموقف الأميركي وبصورة أخص "أوروبا المتوسطية"

الأمين العام لـ "حزب الله" هدد بنقل الحرب إلى جزيرة قبرص (رويترز)

ملخص

قبرص "الأوروبية" تتمتع بحماية بريطانيا التي "تملك" قاعدتين بحريتين، أي أن أرضهما تتبعان السيادة البريطانية، ومن غير المستبعد أن تقصف المقاتلات البريطانية قواعد "حزب الله" في البقاع والجنوب إذا أرسل صاروخاً إليها أو قصف سفينة. 

ذريعة "جبهة الإسناد" التي فتحها "حزب الله" في جنوب لبنان إضافة إلى عدم جدواها العسكري في تخفيف الضغط العسكري عن غزة، سقطت حتى في التوصيف الواهي أصلاً "الجبهة" أصبحت جبهات، بعدما هدد الأمين العام للحزب حسن نصر الله بنقل الحرب إلى جزيرة قبرص، وبعد إعلان فصائل عراقية استعدادها للانتقال إلى جنوب لبنان للقتال إلى جانب "حزب الله". هناك نوع من "تأميم" إيراني للبحر الأبيض المتوسط، وتهديد واضح لكل الدول المشاطئة له، يضاف إلى ما يحصل في البحر الأحمر على يد "الحوثيين". 

بمعنى من المعاني أصبح البحران الأبيض والأحمر مسرح عمليات تدار بأدوات إيرانية، مما يفرض تغييراً في تقدير الموقف الأميركي وبصورة أخص "أوروبا المتوسطية". في بداية الحرب اللبنانية عام 1975 قيل إن لبنان يسير على خطا قبرص بعدما احتل الجيش التركي القسم "التركي" من الجزيرة عام 1974، وسادت في لبنان مقولة شهيرة تحذر من شر "القبرصة". بعد نصف قرن بدا لبنان فعلاً في وضع قبرص، ولكن من دون المنافع التي جنتها "قبرص اليونانية". 

اليوم يوجد "دولة قبرص التركية" التي لا يعترف بها أحد، وهي تكاد تكون مماثلة في شرعيتها الدولية لدويلة "حزب الله" المؤتمرة بأوامر إيران، وفي حين سلكت "قبرص اليونانية" طريق الدولة العصرية واستطاعت الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لا تزال "دولة" لبنان رهينة هيمنة الجيوش المتتابعة، وينظر إليها عربياً ودولياً نظرة المغلوب على أمرها. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى قبرص "المنقسمة" لجأ آلاف اللبنانيين وهاجروا من الوطن الذي يتغنى بأنه "أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبلع"، منطقياً لا يوجد شيء لا يقسم ولا يبلع، ولكن يحب اللبنانيون لحس مبارد مغناة الشعارات السياسية هرباً من الحقائق المرة، والحاصل أن لبنان لم يعرف كيف يستبدل الانقسام بالتعدد، وكيف يمنع بقاءه لقمة سائغة للبلع على موائد الصراعات الإقليمية. 

قبرص "الأوروبية" تتمتع اليوم بحماية بريطانيا التي "تملك" قاعدتين بحريتين، أي أن أرضهما تتبعان السيادة البريطانية، وتعاون الجزيرة العسكري مع إسرائيل وأميركا معناه الإستراتيجي أنها ليست "جزيرة معزولة"، ولكن حسن نصر الله لا يقيم وزناً إذا تحولت الجزيرة "جبهة إسناد" مضادة له، ومن غير المستبعد أن تقصف المقاتلات البريطانية قواعد حزبه في البقاع والجنوب إذا أرسل صاروخاً إليها أو قصف سفينة. 

كان من أضغاث أحلام "الحزب القومي السوري الاجتماعي" إقامة دولة دعاها بـ"الهلال الخصيب"، وتمتد من الكويت والأحواز إلى العراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، إضافة إلى قبرص كونها "نجمة الهلال الخصيب"، ويبدو أن دعاة "الهلال الشيعي" يسيرون على المنوال ذاته.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل