Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
انتهاء التغطية المباشرة

الأمم المتحدة تحمل إسرائيل مسؤولية استعادة النظام في غزة

قطر تؤكد مواصلة جهودها بهدف "ردم الهوة" بين "حماس" وتل أبيب وسط احتدام القتال

ملخص

مقتل 45 فلسطينياً في الأقل بغارات إسرائيلية على غزة وجيش تل أبيب يقول إنه عثر على أنفاق للمسلحين برفح

حملت الأمم المتحدة الجمعة إسرائيل مسؤولية استعادة النظام العام والسلامة في الأراضي الفلسطينية.

قالت الأمم المتحدة الجمعة إن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة في قطاع غزة مسؤولة عن استعادة النظام العام والسلامة في الأراضي الفلسطينية حتى يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هناك "انعداماً تاماً للأمن" في غزة حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة تطل بوجهها على السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأضاف غوتيريش للصحافيين الجمعة "معظم الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية داخل غزة تتعرض الآن للنهب"، وأن إسرائيل منعت الأمم المتحدة من استخدام الشرطة المدنية الفلسطينية لتأمين المساعدات. ومضى يقول "هناك فوضى تامة في غزة ولا توجد سلطة بمعظم القطاع".

وقال الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي إنه سيطبق وقفاً يومياً لهجماته خلال النهار على طول الطريق الرئيس في جنوب غزة، الذي تستخدمه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة للوصول إلى معبر كرم أبو سالم من إسرائيل.

لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قال الجمعة إنه إلى جانب القتال بين إسرائيل و"حماس"، فإن خطر الجريمة "يمنع فعلياً وصول المساعدات الإنسانية" إلى المناطق الحيوية، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم.

وأضاف حق "يتعين على السلطات الإسرائيلية استعادة النظام العام والسلامة قدر الإمكان وتسهيل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية حتى تصل المساعدة إلى المدنيين المحتاجين".

وامتنع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان عن التعليق.

وتولت "حماس" السلطة بقطاع غزة عام 2006 بعد انسحاب الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في 2005، لكن الأمم المتحدة ما زالت تعتبر القطاع منطقة تحتلها إسرائيل. وتسيطر إسرائيل على إمكانية الدخول إلى غزة.

وقال غوتيريش "نواجه صعوبة شديدة في التوزيع داخل غزة، يتعين أن تكون هناك آلية تكفل توافر الحد الأدنى من القانون والنظام الذي يسمح بإجراء هذا التوزيع". أضاف "لهذا من الضروري جداً وقف إطلاق النار حتى يتحقق التنظيم الملائم وتنفيذ خطة لهذا الغرض".

مقتل مدني إسرائيلي

من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إن مدنياً إسرائيلياً قتل بالرصاص في بلدة قلقيلية الفلسطينية بالضفة الغربية اليوم السبت.

وأضاف الجيش أن القوات وصلت إلى المنطقة بعد وقت قصير من الواقعة وتحقق في ما حدث، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل ولم يصدر بعد أي تعليق من الجانب الفلسطيني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان)، أن الرجل قتل بالرصاص بعدما قاد سيارته إلى قلقيلية، وأضافت أن سيارته أضرمت فيها النيران في وقت لاحق.

وكانت أعمال العنف تتزايد بالفعل في الضفة الغربية قبل اندلاع الحرب في غزة عقب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

لكن زادت حدة العنف مع تكثيف الجيش الإسرائيلي للمداهمات فضلاً عن أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون والهجمات التي يشنها الفلسطينيون في الشوارع.

وقالت الشرطة الإسرائيلية أمس الجمعة إن قواتها قتلت بالرصاص مسلحين فلسطينيين اثنين في تبادل لإطلاق النار خلال مداهمة في الضفة الغربية.

جهود "ردم الهوة"

من ناحية أخرى، أكدت الحكومة القطرية الجمعة أنها تواصل جهود الوساطة التي تبذلها بهدف "ردم الهوة" بين إسرائيل وحركة "حماس" والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدريد مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس "واصلنا جهودنا (في إطار الوساطة) من دون توقف خلال الأيام الأخيرة".

وأضاف "هناك اجتماعات عدة مع قيادة حماس في محاولة لردم الهوة بين الجانبين والتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن" الإسرائيليين الذين تحتجزهم "حماس" منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في غزة.

 

والجمعة قال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية "سنتعامل مع أي ورقة أو مبادرة تؤمن مطالب وأسس موقف المقاومة، لأن لدينا أولوية وقف الحرب الإجرامية على شعبنا".

وفي كلمة ألقاها دعا هنية مجدداً إلى وقف دائم لإطلاق النار قبل النظر في أي صفقة تبادل يتم خلالها الإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء.

وتستند المفاوضات الراهنة إلى خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في الـ31 من مايو (أيار)، تنص في مرحلة أولى على وقف لإطلاق النار لستة أسابيع يواكبه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، والإفراج عن بعض الرهائن وعن فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.

وتابع رئيس الوزراء القطري "الجهود مستمرة ولكن، حتى الآن، لم نتوصل إلى صيغة نراها الأكثر ملاءمة والأقرب إلى ما تم طرحه". وقال أيضاً "ما إن يتم إنجاز ذلك سنتواصل مع الجانب الإسرائيلي لمحاولة ردم الهوة والتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت".

تحذير إسباني

من جهته حذر ألباريس من "خطر تصعيد إقليمي"، آملاً في أن تتيح المشاورات القائمة إعادة إرساء السلام "في كل أنحاء الشرق الأوسط"، خصوصاً في لبنان حيث تكثف خلال الأيام الأخيرة تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" الموالي لإيران والمتحالف مع "حماس".

وصرح الوزير الإسباني "سنبذل ما في وسعنا لمنع" هذا التصعيد، مندداً بـ"التهديدات" التي أطلقها "حزب الله" الأربعاء ضد قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي.

وقال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله الأربعاء "يجب أن تحذر الحكومة القبرصية من أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءاً من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب".

وباتت إسبانيا خلال الأشهر الأخيرة الصوت الأكثر انتقاداً داخل الاتحاد الأوروبي للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. وتنشر مدريد كتيبة من 650 جندياً في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي يقودها أيضاً جنرال إسباني.

احتدام القتال

ميدانياً، قال سكان والجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية قصفت مدينة رفح بجنوب قطاع غزة الجمعة ومناطق أخرى في أنحاء القطاع، مما أدى إلى مقتل 45 فلسطينياً في الأقل، كما اشتبكت بشكل مباشر مع مسلحين من حركة "حماس".

وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية تحاول على ما يبدو استكمال سيطرتها على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر وهي محور هجوم إسرائيلي منذ أوائل مايو.

وتشق الدبابات طريقها إلى الأجزاء الغربية والشمالية من المدينة، بعد أن استولت بالفعل على شرق المدينة وجنوبها ووسطها.

وأطلقت القوات الإسرائيلية النار من طائرات ودبابات وسفن قبالة الساحل، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة من المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، اضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 25 فلسطينياً في الأقل قتلوا في منطقة المواصي غرب رفح وأصيب 50 آخرون. وقال فلسطينيون إن دبابة أصابت خيمة تؤوي عائلات نازحة بقذيفة.

وقال أحد السكان "اعتلت دبابتان التلة المطلة على منطقة المواصي وأرسلت بحمم نيرانها باتجاه خيام النازحين المساكين في المنطقة".

وقال الجيش الإسرائيلي إن الحادثة قيد التحقيق مضيفاً في بيان "يشير تحقيق أولي إلى أن الجيش لم يشن ضربة في المنطقة الإنسانية بالمواصي".

وكان الجيش قد ذكر في وقت سابق أنه ينفذ عمليات "دقيقة مبنية على معلومات استخباراتية" في منطقة رفح حيث خاضت قواته اشتباكات مباشرة وعثرت على أنفاق يستخدمها المسلحون.

وذكر الجيش أيضاً أنه استهدف خلال الأسبوع الماضي جامعة قال إنها مقر لـ"حماس" وأطلق المسلحون النار منها على جنوده، مضيفاً أنه عثر على أسلحة وبراميل متفجرة، ولم يذكر اسم الجامعة.

وفي منطقة النصيرات بوسط غزة، قال الجيش إنه قتل عشرات المسلحين خلال الأسبوع الماضي وعثر على مستودع أسلحة يحتوي على قذائف "مورتر" وعتاد عسكري تابع لحركة "حماس".

وصرح بعض سكان رفح بأن وتيرة الهجوم الإسرائيلي تسارعت خلال اليومين الماضيين وأن أصوات الانفجارات وإطلاق النار لم تتوقف تقريباً.

كارثة إنسانية

بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب في غزة يتركز التقدم الإسرائيلي الآن على المنطقتين الأخيرتين اللتين لم تسيطر عليهما القوات حتى الآن، وهما رفح جنوب قطاع غزة والمنطقة المحيطة بدير البلح في وسط القطاع.

وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي في بيان نقلته وسائل إعلام تابعة لـ"حماس" الجمعة إن "مدينة رفح بأكملها تعتبر منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية". وأضاف "المدينة تعيش كارثة إنسانية والناس يموتون في خيامهم بسبب القصف الإسرائيلي".

وأوضح الصوفي أنه "لا يوجد مستشفى أو مركز صحي يقدم خدمة طبية في المدينة حالياً" وأن "سكان المدينة والنازحين بلا أي مقومات حياة منذ أكثر من 45 يوماً".

وتظهر بيانات فلسطينية وأخرى صادرة عن الأمم المتحدة أن أقل من 100 ألف شخص ربما ظلوا في أقصى غرب المدينة التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل بدء الهجوم الإسرائيلي في أوائل مايو.

وفي خان يونس القريبة قال مسعفون إن ثلاثة أشخاص، بينهم أب وابنه، قتلوا في غارة جوية شنتها إسرائيل الجمعة.

 

وواصلت القوات الإسرائيلية بالتوازي مع ذلك توغلها من جديد في بعض أحياء مدينة غزة بشمال القطاع واشتبكت مع مسلحين تقودهم "حماس".

وقال الدفاع المدني في القطاع إن خمسة أشخاص، بينهم أربعة عمال من بلدية مدينة غزة، قتلوا في ضربة جوية شنتها إسرائيل الجمعة على منشأة تابعة للبلدية. وأضاف أن فرق الإنقاذ تبحث بين الأنقاض عن ضحايا آخرين مفقودين.

وفي مخيم الشاطئ القريب، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أدت إلى مقتل سبعة أشخاص في الأقل.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 45 فلسطينياً في الأقل قتلوا في ضربات إسرائيلية في أنحاء غزة الجمعة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مكتبها في غزة تضرر بسبب مقذوفات ثقيلة العيار سقطت في محيطه، وهي منطقة يقطنها المئات من النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام.

وأضافت اللجنة في منشور على موقع "إكس" الجمعة "هذا الوضع الأمني الخطر هو واحد من حوادث عدة وقعت في الأيام القليلة الماضية، إذ وصلت رصاصات طائشة في السابق إلى بنايات اللجنة الدولية للصليب الأحمر". "نندد بهذه الوقائع التي تعرض حياة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين للخطر".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط