ملخص
أثار زعيم حزب الإصلاح البريطاني ناجل فاراج ردود فعل غاضبة نتيجة تصريحاته التي برر فيها الغزو الروسي لأوكرانيا بالقول إن الرئيس فلاديمير بوتين اضطر إلى تلك الحرب بسبب توسع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي نحو الحدود الغربية لبلاده. هذا وانتقد رئيس الحكومة ريشي سوناك وزعيم المعارضة كير ستارمر كلام فاراج واعتبراه مجرد استرضاء لزعيم الكرملين.
قال زعيم حزب "الإصلاح" البريطاني ناجل فاراج إن توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي في شرق القارة العجوز هو السبب وراء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال فاراج في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أمس الجمعة إن خطة انضمام مزيد من دول أوروبا الشرقية إلى "الناتو" سيستفز الرئيس فلاديمير بوتين.
وأثارت تصريحات فاراج ردود فعل حادة في بريطانيا وانتقد مسؤولون في الحكومة وساسة في المعارضة أيضاً ما ورد على لسان الزعيم اليميني المتطرف، الذي يتوقع استطلاع للرأي أن يحل حزبه "ريفورم" أو "الإصلاح" في المرتبة الثانية بعد "العمال" في انتخابات البرلمان المقررة خلال الرابع من يوليو (تموز) المقبل، ويقود المعارضة البريطانية.
وبرأي رئيس الحكومة ريشي سوناك فإن فاراج أخطأ في محاولته استرضاء زعيم الكرملين، لافتاً إلى أن "التهدئة مع بوتين الذي نشر غاز الأعصاب في شوارع المملكة المتحدة ويبرم صفقات مع دول مثل كوريا الشمالية تعد أمراً خطراً ويهدد أمن بريطانيا وحلفائها". أما على ضفة زعيم المعارضة العمالية فقال كير ستارمر إن "كلام فاراج مشين ويجب على كل مرشح للانتخابات البريطانية أن يوضح موقفه من غزو روسيا لأوكرانيا، ويجاهر بقناعته إزاء هذا العمل كفعل عدواني يحتمل وجوهاً أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودان وزير الداخلية جيمس كليفرلي ما سماه "التبرير الدنيء" للغزو الوحشي لأوكرانيا بينما وصف وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية جون هيلي تصريحات فاراج بـ"المسيئة". وقال الأمين العام السابق لحلف الناتو اللورد روبرتسون إن فاراج "يتبع مسؤولي الكرملين في تقديم أعذار للهجوم الوحشي غير المبرر على جيرانهم".
وفاراج يقول إنه "يكره بوتين ولكنه معجب به كسياسي تمكن من إدارة روسيا لأكثر من عقدين وعزز حضورها عالمياً". أما بالنسبة لغزوه أوكرانيا فقد استغل بوتين توسع "الناتو" والاتحاد الأوروبي شرقاً كذريعة لغزو جيرانه، وهو ما تنبأ به فاراج قبل عقد من الزمن عندما قال أمام البرلمان الأوروبي عام 2014 إن "الروس سيقومون بغزو دول أوروبية طالما بقي حلف شمال الأطلسي والأوروبيون يزحفون نحو حدودهم".
وانضمت دول عدة في أوروبا الشرقية إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي منذ تسعينيات القرن الماضي، وبعد غزو روسيا لأوكرانيا اتسعت عضوية الحلف الدفاعي لتشمل فنلندا والسويد، ولكن "الناتو" والاتحاد الأوروبي يرفضان حتى الآن ضم أوكرانيا لهما قبل انتهاء حربها مع روسيا مع دعم كييف عسكرياً وماليا وسياسيا في حربها.
ويقول الكولونيل السابق في الجيش البريطاني ريتشارد كيمب إن فاراج أثبت أنه لا يستحق أن يؤخذ على محمل الجد كزعيم بريطاني يبحث عن دور قيادي في المملكة المتحدة، منوهاً بأن جميع الساسة الأوروبيين يجب أن يقدموا أقصى ما لديهم لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، لأنه يمثل تهديداً للديمقراطية الغربية. أما البحث عن مبررات لبوتين فهو محاولة لاسترضاء "مستبد" يبحث عن إراقة الدماء ومزيد من التوسع في أوروبا.
وقال المرشح للانتخابات البريطانية عن الحزب الحاكم ديفيد سيموندز إن تصريحات فاراج تعكس الفارق بين "المحافظين" و"ريفورم"، فلن تجد عضواً في الحزب الأزرق يبرر للرئيس الروسي غزوه أوكرانيا، بل على العكس جميع المسؤولين في الحكومة وعلى رأسهم رئيس الوزراء يتحدثون دائماً عن زيادة دعم كييف، وكثيراً ما لعبت بريطانيا في عهد "المحافظين" دوراً قيادياً في حشد الدعم الغربي للأوكرانيين منذ فبراير (شباط) 2022.