Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سينفق ترمب التبرعات التي تفوق بجمعها على بايدن؟

يبدو أن الزيادة الهائلة في جمع التبرعات للرئيس الأميركي السابق مرتبطة بإدانته الجنائية

التبرعات التي جمعها الرئيس دونالد ترمب لحملته الانتخابية، ارتفعت بعد محاكمته، متجاوزة تلك التي جمعها الرئيس جو بايدن (رويترز)

ملخص

تظهر أرقام الحملة المسجلة أن بايدن و"اللجنة الوطنية الديمقراطية" جمعا معاً مبلغ 85 مليون دولار، مقارنة بـ141 مليون دولار جمعها ترمب و"اللجنة الوطنية الجمهورية" .

حقق الرئيس الأميركي السابق والمرشح للرئاسة في الولايات المتحدة دونالد ترمب، تفوقاً واضحاً على خصمه الرئيس جو بايدن في جمع التبرعات لحملته الانتخابية خلال شهر مايو (أيار). وتظهر أرقام الحملة المسجلة أن بايدن و"اللجنة الوطنية الديمقراطية" Democratic National Committee جمعا معاً مبلغ 85 مليون دولار، مقارنة بـ141 مليون دولار جمعها ترمب و"اللجنة الوطنية الجمهورية" Republican National Committee.

قد لا يكون من الصعب معرفة السبب وراء تفوق ترمب في جمع التبرعات. ففي اليومين الأخيرين من شهر مايو الماضي، قررت هيئة محلفين إدانته بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية، وذلك كجزء من مؤامرة للتأثير في انتخابات عام 2016. وفي اليوم التالي للإدانة، أعلنت حملته عن جمع 34 مليوناً و800 ألف دولار خلال 24 ساعة فحسب. وأفاد موظفون بأن 485 ألف شخص أسهموا في تلك التبرعات، منهم 29.7 في المئة من الذين تبرعوا للمرة الأولى على موقع "وين ريد" WinRed، وهو المنصة المفضلة لدى الحزب "الجمهوري" لجمع الأموال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجدر الإشارة إلى أن مايو كان الشهر الثاني على التوالي الذي يتقدم فيه دونالد ترمب على جو بايدن. ففي أبريل (نيسان)، تمكن الرئيس السابق والحزب "الجمهوري" من جمع 76 مليون دولار، متجاوزاً مجموع التبرعات التي حصل عليها بايدن والتي بلغت 51 مليون دولار.

غني عن القول إن هذا التحول مثير للقلق بالنسبة إلى بايدن. فعلى رغم أن الرئيس الأميركي تخلف بشكل مستمر في استطلاعات الرأي، فإنه كان بإمكانه الاعتماد على أنه طالما تفوق في السابق على ترمب في جمع التبرعات - حتى الآن. هذه الديناميكية الجديدة في جمع التبرعات تسبق المناظرة الحاسمة التي يتبارز فيها الرجلان الأسبوع المقبل في مدينة أتلانتا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نظم بايدن حملة لجمع التبرعات، شارك فيها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والمقدم الكوميدي جيمي كيميل، مما قد يعزز الآمال في أن يتمكن من استعادة تقدمه في جمع التبرعات.

إلا أن مقداراً كبيراً من التأثير الإيجابي لهذه الحملة تلاشى بعدما اضطر فريقه إلى معالجة مشكلة تسبب بها نشر مقطع فيديو "مزيف ودنيء" على الإنترنت، يظهر فيه بايدن متسمراً في مكانه. وعلى رغم جهود الرئيس الأميركي في جمع التبرعات، فإن المحتوى المضلل لهذا النوع من مقاطع الفيديو - التي يتم التلاعب بها والتي تصوره على أنه شخص عجوز مصاب بالخرف - يمكن أن يقوض الخطاب السياسي لبايدن قبل أن تتمكن حملته من استخدام تلك الموارد والاستفادة منها بشكل فعال.

وكانت نائبة الرئيس كامالا هاريس قد حضرت مساء الخميس الماضي حفل جمع تبرعات لـ"صندوق انتصار بايدن" Biden Victory Fund في إحدى الضواحي الراقية في واشنطن العاصمة، إذ قالت إن فريق جو بايدن "يحقق الفوز".

وأوضحت قائلة: "نحن فائزون - ليس فقط كإدارة، بل كحزب"، مؤكدة أنه على رغم الترجيحات التي تتحدث عن خسارة "الديمقراطيين"، فإن الحزب تحدى توقعات النقاد في الانتخابات النصفية في عام 2022 وأثبت العكس.

وأشارت بسخرية إلى تلك التوقعات قائلة: "تحدثوا عن موجة حمراء، لكنها كانت في الواقع قطرة حمراء". لا بد من التذكير هنا بأن الأداء الجيد الذي أظهره "الديمقراطيون" في الانتخابات النصفية عام 2022، كانت له علاقة بإسقاط "المحكمة العليا" Supreme Court قرار قضية "رو ضد ويد" Roe v Wade أكثر من ارتباطه بإنجازات بايدن.

وعزز قرار "المحكمة العليا" إلى حد كبير نجاحات "الديمقراطيين"، ليس فقط في الانتخابات النصفية التي أجريت في عام 2022 بل أيضاً في انتخابات أخرى. فبفضل هذا الزخم، فاز حزب الرئيس بايدن بالسيطرة على "المحكمة العليا" في ولاية ويسكونسن، وتمكن من الاحتفاظ بمنصب حاكم "ديمقراطي" في ولاية كنتاكي، وهي الولاية التي ينتمي إليها زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. والواقع أن الناخبين، حتى في الولايات الموالية لـ"الجمهوريين" والمحافظة بشدة مثل أوهايو، أيدوا تدابير حماية حقوق المرأة في الإجهاض.

ولهذا السبب يصر "الديمقراطيون" على إدخال تعديلات على حقوق الإجهاض في ولايات أرجوانية (مختلطة بين الحزبين) مثل أريزونا، وفي ولايات "جمهورية" واضحة، مثل فلوريدا، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة.

وبالطبع، فإن الطريقة التي يختار بها كل من بايدن وترمب إنفاق أموال حملتهما الانتخابية، لا تقل أهمية عن المبالغ التي تمكنا من جمعها.

وأشارت كامالا هاريس إلى أن حملة بايدن أنشأت أكثر من 200 مكتب في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى ذلك، أعلنت الحملة عن استثمار إعلاني كبير، بحيث أنفقت ملايين الدولارات على الإعلانات باللغتين الإنجليزية والإسبانية خلال بطولة "كوبا أميركا" Copa América لكرة القدم. وتعد هذه البطولة من الأحداث الأكثر مشاهدة في العالم، خصوصاً بين الناخبين من أصول لاتينية، وهم المجموعة الديموغرافية التي سعى جاهداً للوصول إليها.

يبقى أن السؤال المطروح في الوقت الراهن بالنسبة إلى دونالد ترمب، هو كيف سيخطط لإنفاق أمواله؟ فخلال جزء كبير من حملته، كان في وضع غير موات من الناحية المالية مقارنة ببايدن، وكان مشغولاً أيضاً بإجراءات محاكمته الجنائية. لكن الآن بعدما أصبح بإمكانه التجول بحرية عبر البلاد، فإن قراراته المتعلقة بإنفاق أموال حملته يمكن أن تحدد بشكل كبير النتيجة النهائية للسباق الانتخابي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير