ملخص
بعد أن حسمت أربعة منتخبات تأهلها إلى دور الـ16 في بطولة "يورو 2024" تتصارع إيطاليا مع كرواتيا على وصافة المجموعة الأقوى خلف إسبانيا، وألبانيا لم تفقد الأمل
قبل بداية اليوم الـ11 من منافسات دور المجموعات ببطولة "يورو 2024" التي تستضيفها ألمانيا بين الـ14 من يونيو (حزيران) الجاري والـ14 من يوليو (تموز) المقبل، حسمت أربعة منتخبات هي ألمانيا وسويسرا وإسبانيا والبرتغال تأهلها إلى دور الـ16، ليتبقى 12 مقعداً يتم حسم هوية الفائزين بها خلال ما تبقى من مباريات الجولة الثالثة التي تستمر حتى بعد غد الأربعاء.
وتقام اليوم الإثنين مباراتان في المجموعة الثانية، إذ حجز المنتخب الإسباني أولى بطاقات الدور المقبل بعد فوزه في أول مباراتين على كرواتيا وإيطاليا ليجمع ست نقاط، ويواجه مساء اليوم ألبانيا صاحبة المركز الثالث برصيد نقطة واحدة على أمل إنهاء الدور الأول بالعلامة الكاملة.
لكن اللقاء الأهم والأكثر إثارة وتنافسية هو الذي سيجمع المنتخب الإيطالي وصيف المجموعة برصيد ثلاث نقاط، ونظيره الكرواتي متذيل الترتيب برصيد نقطة واحدة، في استاد "آر بي أرينا" بمدينة "لايبزيغ".
المنتخب الإيطالي حامل لقب النسخة الماضية "يورو 2020" استهل مسيرته في البطولة الحالية بتحقيق فوز صعب على ألبانيا بنتيجة (2-1) ثم خسر بصعوبة من إسبانيا بهدف عكسي سجله مدافعه ريكاردو كالافيوري في مرماه من طريق الخطأ. أما المنتخب الكرواتي صاحب المركز الثالث والميدالية البرونزية في نهائيات كأس العالم 2022 فقدم نتائج سلبية مفاجئة بالخسارة من إسبانيا (0 - 3) ثم التعادل بصعوبة مع ألبانيا (2-2)، ليجمع نقطة وحيدة وتصبح مهمته في التأهل للدور التالي في غاية الصعوبة، إذ يجب عليه تحقيق الفوز على إيطاليا.
وسبق أن التقى المنتخبان الإيطالي والكرواتي في تسع مباريات رسمية وودية، انتهت خمس منها بالتعادل، وثلاث مباريات بفوز كرواتيا مع انتصار وحيد للإيطاليين في مباراة ودية يرجع تاريخها إلى الخامس من أبريل (نيسان) 1942.
ويبدو أن مدرب المنتخب الإيطالي لوتشيانو سباليتي سيغير من تشكيلته الأساسية ضد كرواتيا بعد أن أبقى عليها ثابتة في أول مباراتين، وقال للصحافيين "بعد مباراة كهذه فكرة إجراء تغييرات واردة، لأنني ربما ارتكبت خطأ بعدم التغيير من قبل بالنظر إلى الأداء أمام إسبانيا".
"لكن الفريق أمام ألبانيا بدا في حالة جيدة جداً، لدرجة أنني عددت أي تغيير سيكون بمثابة مقامرة، الآن وبعدما لاحظت بعض الإرهاق سيطرأ تغيير بالتأكيد".
وأثارت الخسارة أمام إسبانيا نقاشاً في المعسكر الإيطالي خلال الأيام الماضية، لكن وقت الحديث قد ولى.
وقال سباليتي "حللنا الأمر وتحدثنا في شأنه، تراجعنا في ما يتعلق بما رأيناه في المباريات التي سبقت ذلك اللقاء... أتوقع أن نستخلص بعض الدروس من مباراة إسبانيا على رغم أننا لعبنا بصورة سيئة وعانينا بسبب الطريقة التي انتهت بها، الآن يجب أن نضع الحقائق أمامنا وننحي الكلمات جانباً".
وحال خسارتها أمام كرواتيا ستتراجع إيطاليا وستكون فرص تأهلها مرهونة بكونها ضمن أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث أو قد تودع المسابقة إذا فازت ألبانيا على إسبانيا.
وعلى الجانب الآخر من المواجهة المنتظرة أقر مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش بأن فريقه لم يصل إلى المستوى المعتاد لكنه سيحتاج إلى أن يكون في أفضل حالاته ضد إيطاليا.
وقال داليتش "لم نبدأ البطولة جيداً، لم نكن في مستوانا المعتاد لأننا استقبلنا كثيراً من الأهداف... لقد استقبلنا هدفاً واحداً فقط في دور المجموعات في قطر 2022، واستقبلنا خمسة أهداف حتى الآن هنا... تقدم اللاعبون في السن وأوقعتنا القرعة أمام منافسين أقوياء، ربما المشكلة الرئيسة هي أننا بدأنا في استقبال أهداف كثيرة هذه المرة". وأضاف "نعلم أنها ستكون بمثابة مباراة خروج المغلوب غداً، ولن يكون هناك أي وقت إضافي، ويجب علينا ببساطة الفوز بالمواجهة... إنه أمر لا مفر منه، وأي نتيجة أخرى ستعيدنا إلى ديارنا، لا نريد العودة إلى ديارنا بهذه السرعة، لذلك سنحاول منعهم من تحقيق هذا التعادل، سنحاول الحفاظ على هدوئنا حتى لا نفقد أعصابنا أو قدرتنا على التفكير، أي شيء يمكن أن يحدث ليلة الغد لكننا على استعداد لتحمل المسؤولية مرة أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستحوذت كرواتيا على الكرة في أول مباراتين بنسبة تزيد على 60 في المئة، كما يجيد الفريق صناعة الفرص، إذ تظهر الإحصاءات أنهم يتصدرون مقياس الأهداف المتوقعة ويحتلون المركز الثاني بعد ألمانيا من جهة التسديدات، لكن كرواتيا كافحت لترجمة هذه الهيمنة إلى أهداف ويتعرض الفريق لضغوط كبيرة لتقديم أداء جيد أمام إيطاليا.
وقال داليتش "نعم، هناك ضغوط وهذا يرجع إلى النتائج التي حققناها حتى الآن وأيضاً إلى ألوف المشجعين الذين سافروا لمؤازرتنا، لذلك نواجه ضغوطاً لرسم البسمة على وجوههم ومحاولة تحقيق نتيجة جيدة لبلدنا، ونحن في حاجة إلى إظهار مستوانا الحقيقي منذ بداية المباراة لتصحيح المسار".
ويبدو أن الصراع على بطاقة التأهل الثانية من المجموعة لن يقف عند المباراة الكبرى بين إيطاليا وكرواتيا، لكن منتخب ألبانيا الذي ظهر بمستوى جيد حتى الآن لا يزال يحلم بالعبور من هذه المجموعة التي لقبت بـ"مجموعة الموت".
وقال المدرب البرازيلي للمنتخب الألباني سيلفينيو، أمس الأحد، إن بطولة "يورو 2024" لم تنته بالنسبة إلى فريقه، وإن الفوز على إسبانيا ليس مستحيلاً مع سعي فريقه إلى صنع التاريخ والتأهل لأدوار خروج المغلوب للمرة الأولى على الإطلاق.
وقال سيلفينيو لاعب أرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني السابق "اعتقد كثير من الناس قبل خمسة أشهر أن ألبانيا ستستقبل ثلاثة أو أربعة أهداف في المباراة الأولى وخمسة أهداف في المباراة التالية، والمباراة الأخيرة (في المجموعة) قد لا تعني أي شيء... نحن جميعاً سعداء حقاً بأن نكون في مجموعة الموت وأن يكون لدينا ما نلعب من أجله، سنسعى إلى تحقيق ذلك". وأضاف "فعلنا كل شيء للوصول إلى هنا، وسنحاول القيام بشيء آخر. نحن نحلم ونعلم أن بإمكاننا تحقيق الحلم، في 90 دقيقة يمكن أن يحدث أي شيء".
لكن التعادل مع إسبانيا قد يكون كافياً لألبانيا للتأهل، على رغم أن ذلك سيتركها تحت رحمة نتيجة مباراة كرواتيا مع إيطاليا والحسابات الصعبة التي ستؤدي لأماكن في دور الـ16 لأربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث.
وشهدت آخر مشاركة لألبانيا في بطولة أوروبا عام 2016 خروجها من دور المجموعات بعد حصدها لثلاث نقاط من انتصار واحد إضافة لهزيمتين.
وأردف سيلفينيو أنه لم يكن يهتم بالتعقيدات المرتبطة بالتغييرات في التشكيلة، لأن اللعب من أجل التعادل يخالف معتقداته. وقال "عندما تلعب مباراة، فإنك تحاول الفوز بها، حتى لو كنت الطرف الأقل وتلعب أمام فريق رائع، فهذا لا يهم، إذا أردنا التأهل علينا الفوز على إسبانيا، لن يكون الأمر سهلاً، لأن إسبانيا ستكون منافساً قوياً حتى لو لم تشارك بالتشكيلة الأساسية المعتادة". وتابع "سنجرب الأمر، لدينا مجموعة من اللاعبين الشجعان الذين يتسمون بالطموح حقاً، نحن متحمسون".
