Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يخطط للانتقال إلى مرحلة الاستنزاف فور انتهاء القتال في رفح

تعتقد صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن يقظة جنودهم تراجعت فيما يبدي مقاتلو "حماس" صبراً ويستخدمون القناصة وينصبون الفخاخ

يقول الجيش الإسرائيلي إنه تمكن من القضاء على نحو 22 كتيبة قتالية لحركة "حماس" من أصل 24 (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

عسكرياً مفهوم حرب الاستنزاف يعني سعي أطراف المواجهة إلى تقويض قوة الخصم من طريق استنزاف القدرات وتكبيد الخسائر وتدمير المعنويات وجرهم إلى دائرة مفرغة من المواجهات

بعد الانتهاء من عملية رفح العسكرية تكون إسرائيل قد قضت على جميع كتائب حركة "حماس" العسكرية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرى أن الوقت مناسب لإنهاء القتال، بل يركز على وجوب استمرار المعركة وتحولها إلى حرب استنزاف.

وفي المقابل استعدت حركة "حماس" لخوض حرب استنزاف طويلة ضد القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة وجهزت مقاتليها لهذا الغرض بعدما أدركت أن هذه المعارك عبارة عن جولات قتال عنوانها "إما البقاء أو الانتهاء".

إسرائيل تريد الاستنزاف

وفيما يستعد الجيش الإسرائيلي إلى الانتهاء من عملياته العسكرية في محافظة رفح أقصى جنوب غزة قال نتنياهو "نحن على وشك الانتهاء من المعارك العنيفة التي نخوضها ضد مقاتلي ‘حماس‘، لكن لن تتوقف الحرب قبل القضاء على الحركة". وتابع "يجب القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لـ‘حماس‘، وهذا يتم من خلال عملية برية، الحرب العنيفة على وشك الانتهاء، ولكن سننتقل إلى معارك محدودة يتم من خلالها تحييد ما تبقى من قدرات للفصائل الفلسطينية".

في المفهوم العسكري فإن الحرب تنتهي بمجرد ما تتمكن القوات من القضاء على خلايا الأعداء، وبحسب الخطط الإسرائيلية فإن الجيش تمكن من القضاء على نحو 22 كتيبة قتالية لحركة "حماس" من أصل 24، لكن إسرائيل ما زالت تواجه مشكلة بقاء القليل من عناصر "حماس"، وهذا يسمى "جيوب الحركة".

وفقاً لما تحدث عنه نتنياهو، فإنه يخطط للانتقال إلى المرحلة الثالثة من حربه على غزة، والتي تتمثل في تنفيذ عمليات عسكرية وفقاً لمعلومات استخباراتية، وهذا ما يعد إحدى صور حرب الاستنزاف التي يريدها رئيس الحكومة الإسرائيلية.

ويرى نتنياهو في حرب الاستنزاف فكرة جيدة لإطالة أمد القتال لأطول فترة ممكنة، بحسب متخصصين في الشأن العسكري، وهذا ما يجعله يحقق أهدافه، سواء التي خصصها للحرب أو تلك الشخصية، ولا تتحقق إلا من خلال تلك العمليات التي تحتاج إلى وقت وصبر.

مفهوم الاستنزاف

عسكرياً، فإن مفهوم حرب الاستنزاف يعني سعي أطراف المواجهة إلى تقويض قوة الخصم، من طريق استنزاف القدرات وتكبيد الخسائر وتدمير المعنويات، وجرهم إلى دائرة مفرغة من المواجهات العسكرية المتقطعة. ويمكن اعتبار الاستنزاف مقياساً لرصد قوة طرفي الحرب ومدى تحمل مواجهة غير محسومة تمتد لفترة طويلة من دون نصر أو هزيمة، وكذلك عدم استقرار ساحات المعارك، ويتركز هذا النوع من القتال على فكرة إطالة أمد المواجهة.

في غزة يبدو أن حرب الاستنزاف قد بدأت بالفعل بين "حماس" وإسرائيل، إذ تدعم جميع الظروف السياسية والميدانية وحتى العسكرية هذا السيناريو، وتشير الدلالات على أرض الواقع أن الفصائل تخلت عن فكرة التصدي للقوات الإسرائيلية ومنعها من التقدم والتحول إلى شن هجمات مباغتة وسريعة في كل منطقة يمكن استنزاف الجيش فيها.

"حماس": حرب الاستنزاف مهمتنا

وبينما تبدو إسرائيل وكأنها تريد الاستنزاف فإن "حماس" هي الأخرى تدفع نحو هذه الصورة من الحرب، إذ قال أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، "تستعد كتائبنا لخوض حرب استنزاف طويلة ضد القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، ولدينا القدرة على الصمود لأعوام طويلة". ويضيف "الجيش الإسرائيلي يدخل الجحيم من جديد في غزة ويواجه مقاومة أشد، في ظل حرب غير متكافئة تسمى الاستنزاف، وفي ظل أدوات وإمكانات متواضعة على رغم فارق القوة، وعلى رغم شحنات أسلحة الإدارة الأميركية".

وبحسب أبو عبيدة فإن "حماس" حريصة على وقف الحرب، لكنها في الوقت نفسه "مستعدة لمعركة استنزاف طويلة يمكن من خلالها سحب القوات الإسرائيلية لمستنقع خطر فيه يتم اصطياد الضباط والجنود"، لافتاً إلى أن حرب الاستنزاف "مهمة سهلة لـ’حماس‘".

وفي السياق ذاته يقول مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "حماس" وليد الكيلاني "إسرائيل أمامها خياران فقط: إما الذهاب نحو صفقة تبادل والتنازل عن أهداف الحرب، أو الاستمرار بالقتال والمضي نحو حرب استنزاف يكون أمدها طويلاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الاستنزاف بدأ

على أرض الواقع يبدو أن حرب الاستنزاف بدأت بالفعل وفق خبراء عسكريين، إذ تعمل "حماس" على استدراج القوات الإسرائيلية واستنزاف قدراتها، وذلك بواسطة الأسلحة الخفيفة، إذ فقدت الحركة كثيراً من مخازن الأسلحة.

وتعتقد صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحليل عسكري لأحداث المعارك في غزة أن اليقظة عند الجنود الإسرائيليين تراجعت، فيما يبدي مقاتلو "حماس" صبراً ويستخدمون القناصة وينصبون الفخاخ ويستدرجون الجنود. ويتم ذلك على رغم أن "حماس" فقدت قوتها الصاروخية إلى حد كبير، لكن الاستنزاف يكون من خلال الأسلحة الخفيفة والقذائف الموجهة والصواريخ المضادة للأفراد، وجميع هذه الوسائل تعد أدوات جيدة لفكرة حرب الاستنزاف.

وعلى رغم أن الاستنزاف فكرة إسرائيل فإن اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك يقول "هذا الأسلوب سيدفع إلى انهيار الجيش والاقتصاد لأنه قائم على إطالة أمد القتال. قتال الاستنزاف أمر خطر لأنه سيكون في أرض قطاع غزة".

تغيير حكومة نتنياهو يوقف الاستنزاف

ويقول الباحث في الشأن العسكري العقيد منير حمد "إطالة أمد الحرب ليس في مصلحة إسرائيل التي لا يمكن لجيشها أن يبقى طويلاً داخل قطاع غزة ويقاتل بهذا الزخم، وكذلك ليس في مصلحة ‘حماس‘ لأن أسلحتها بدأت تنفد بالفعل". ويضيف "تميل ‘حماس‘ إلى حرب العصابات والقتال من بيت وشارع لاستنزاف قدرة الجيش الإسرائيلي، لكن هذا الأسلوب لا ينجح في كسر شوكة الجيش الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى تضاؤل ذخيرة الفصائل مقابل تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة من الولايات المتحدة والغرب".

ويوضح حمد أن الاستنزاف منهك لجميع الأطراف حتى الخارجية، وأبرزها الولايات المتحدة التي ستتأثر مصالحها في الشرق الأوسط بسبب اتباع هذا الأسلوب في حرب غزة، ومن المتوقع أن ترفع يدها عن دعم الجيش حتى يتخذ قراراً سياسياً. كما يتوقع حمد أن تستمر حرب الاستنزاف في غزة حتى يحدث تغيير سياسي في إسرائيل يدفع إلى تولي حكومة جديدة الحكم تتبنى فكرة الانسحاب من غزة وتدفع لترتيب الوضع السياسي في القطاع.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات