Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأهيل الدفاعات الجوية أولوية قصوى لإسرائيل قبل التوسع في الحرب

تضع تل أبيب نصب عينيها مهمة حماية المراكز والمنشآت الجوية والنووية وغالانت في واشنطن لضمان شحنات أسلحة

كشف تقرير عن أن منظومة الدفاع الجوي في إسرائيل تواجه صعوبة في اعتراض مجموعة صواريخ ومسيرات في وقت واحد (أ ف ب)

ملخص

استعداداً لسيناريو حرب شاملة بدأت بعض المصانع العسكرية في اتخاذ تدابير من شأنها التقليل من الدمار، وتشمل فصل المركبات وإبعاد خطوط الإنتاج الحيوية عن بعضها بعضاً وعزل تركيزات المواد الخطرة

في أول لقاء له في واشنطن مع نظيره الأميركي لويد أوستن، ومن ثم لقاءاته مع مسؤولين أميركيين كبار، سعى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى منع تعميق الأزمة التي أثارها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تماماً قبيل عقد اللقاء عندما انتقد الإدارة الأميركية لعدم إرسالها شحنات الأسلحة، ثم في تصريحاته لقناة "14" اليمينية بأن إسرائيل قادرة على استمرار القتال في غزة وإن تطلب الأمر في لبنان، بما تبقى للجيش من عتاد وأسلحة بعد تسعة أشهر من حرب "طوفان الأقصى" على جبهتي الجنوب تجاه غزة والشمال تجاه لبنان، أي أن إسرائيل لن تتراجع إذا لم تنقل واشنطن إليها شحنات الأسلحة.

وفيما حذر أمنيون وسياسيون من خطر أزمة في العلاقة مع الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن، تراجع بنيامين نتنياهو عن مقترح صفقة الأسرى الذي صادق عليه الكابينت الحربي وعرضه الرئيس بايدن، وحسم موقفه الرافض لوقف القتال في غزة وقبول صفقة تضمن إعادة قسم من الأسرى، وبعد ذلك يعود الجيش ليقاتل في غزة. وخلافاً للمطالب الأميركية لليوم الذي يلي، وهو موضوع في صلب لقاءات غالانت في واشنطن تحدث نتنياهو عن إدارة مدنية واستمرار سيطرة الجيش.

تصريحات تربك المؤسسة العسكرية

تصريحات نتنياهو اعتبرها سياسيون كانوا لفترة طويلة مقربين لنتنياهو ويدركون سياساته في العمل وتوجهاته، أنها جاءت مقصودة لتتزامن مع وجود غالانت في واشنطن، الذي سافر من دون تنسيق مع رئيس الحكومة إنما بدعوة من نظيره أوستن، وهذه الزيارة الثانية التي يعلم بها نتنياهو بعد تحديدها. هذه التصريحات أربكت المؤسسة العسكرية في إسرائيل وقيادة الجيش وأيضاً الوسطاء في صفقة الأسرى وجهود واشنطن المبذولة لصفقة قريبة، إذ اعتبرت الجهات ذات الشأن حركة "حماس" المعوق المركزي أمام صفقة الأسرى، حتى حسم نتنياهو الأمر وأوضح موقفه مع تأكيد استمرار القتال في غزة وفق ما خطط له، على أن تبقى الجبهة الشمالية ثاني أولوياته في هذه الحرب.

أما حديثه عن استعداد إسرائيل للدفاع عن منشآتها التي يهددها "حزب الله" وإيران، خصوصاً في خليج حيفا ومفاعل ديمونة النووي والقواعد العسكرية وغيرها، فاعتبرها مسؤولون سابقون في منظومات الدفاع الجوية وفي الجيش مجرد تصريحات لطمأنة السكان القلقين من خطر اندلاع حرب تهدد حياتهم.

فالمنظومة الدفاعية في إسرائيل ما زالت غير قادرة على مواجهة نوعيات المسيرات والصواريخ التي يملكها "حزب الله" وكذلك إيران، إذا ما خاضت إسرائيل حرباً مع لبنان قد تتسع رقعتها الجغرافية لتتحول إلى حرب إقليمية.

صبيحة اليوم الإثنين بعد تصريحات نتنياهو حول حماية المنشآت، أعلنت وزارة الأمن تجربة ناجحة لمنظومة مواجهة الصواريخ أطلق عليها "منظومة الدفع الصاروخي"، تهدف بالأساس لمواجهة الصواريخ المنطلقة من لبنان. أما المسيرات بمختلف أنواعها فأكد أكثر من مسؤول سابق في منظومة الدفاع الجوي أن إسرائيل ما زالت غير جاهزة لحرب مع لبنان، تتعرض خلالها لآلاف الصواريخ والمسيرات لعدم توفر منظومات دفاعية لها.

غالانت في واشنطن

في واشنطن سيتطرق غالانت في لقاءاته، ووفق ما أعلن مسؤولون في الوزارة، إلى التنسيق والتعاون في شأن تطوير وتحسين منظومات دفاعية، إلى جانب أهمية تزويد إسرائيل بالأسلحة.

غير أن تحذير رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون من صعوبة تقديم الدعم لإسرائيل للدفاع عن نفسها في حال قامت بشن هجوم على لبنان، أثار من جديد حدة النقاش الإسرائيلي حول مدى القدرة الدفاعية لإسرائيل، في وقت كشف مسؤول سابق في المنظومة الدفاعية عن أن مختلف شركات الصناعات العسكرية في إسرائيل تعمل على تحسين منظومات دفاعية تكون قادرة على مواجهة الصواريخ، خصوصاً قصيرة المدى، وكذلك المسيرات.

براون حذر من خطر حرب على لبنان "قد تتسع إلى صراع أشمل تنجر إليه إيران وأتباعها في المنطقة لا سيما إذا شعر ’حزب الله‘ بخطر وجودي" كما قال، وأضاف "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها إلا أن ’حزب الله‘ يملك قدرات أكثر من ’حماس‘ وإيران ستكون على أهبة الاستعداد من أجل تقديم مساعدة كبيرة لـ’حزب الله‘ في حال نشوب حرب".

حديث براون أكد عليه عسكريون وأمنيون، واعتبروا أنه سيكون من الصعب على إسرائيل مواجهة خطر الصواريخ والمسيرات في حال نشوب حرب مع لبنان، فكيف الحال إذا ما اتسعت المعارك لحرب شاملة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"خطوة متهورة"

القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي عضو حركة "الأمنيين" العميد الاحتياط تسفيكا حايموفيتش حذر من "أية خطوة متهورة" تؤدي إلى حرب على لبنان، "لأن إسرائيل غير جاهزة ولا خطة لديها ولا حتى أي حل لحماية منشآتها في أي مكان وجدت فيه سواء في خليج حيفا أم مفاعل ديمونة أم أي مناطق أخرى، بما في ذلك شبكة الكهرباء"، وقال "الحل اليوم غير كاف وعلى إسرائيل العمل وبشكل فوري على تحسين وتطوير منظوماتها الدفاعية تجاه صواريخ ومسيرات ’حزب الله‘ وأتباعه في المنطقة، فحتى واشنطن أوضحت أن ما نملكه من منظومة قبة حديدية غير كاف لمواجهة هذه التحديات".

وأوضح حايموفتش أنه "لا يلوح في الأفق حتى الآن حل للتهديد الذي تشكله الطائرات من دون طيار لبلدات الشمال يومياً، من كريات شمونة في الشرق حتى نهاريا في الغرب".

الحل لدينا وما نملكه من منظومات غير كاف وغير مرض، وأعتقد أنه لم يفت الأوان بعد لإيجاده، "نحن نتحدث هنا أيضاً عن التعامل مع الجزء الأساسي من تهديد ’حزب الله‘، لأن ’حزب الله‘ يشكل قوة لا يستهان بها، إذ إنها منظمة شبه عسكرية في عالم الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار. أعتقد أن خطر الطائرات من دون طيار ليس الدافع الأساس لشن إسرائيل حرب على لبنان، وذلك لأن هذه الطائرات لا تشكل تهديداً استراتيجياً أو وجودياً".

وإزاء تحذيراته يقول حايموفتش "أعتقد أننا لم نر كل قدرات ’حزب الله‘، و’حزب الله‘ في المقابل لم ير كل قدرات الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو. أعتقد أنه من السابق لأوانه استنتاج ما إذا كنا فوجئنا بما يملكه ’حزب الله‘ من توثيق للأماكن الكثيرة والاستراتيجية لدينا وعلى العسكريين وكبار صناع القرار أن يستعدوا للمفاجآت، لا أعرف حرباً لم تكن فيها مفاجآت. أولئك الذين لم يستعدوا للمفاجآت سيفاجأون".

أما دورون غفيش، الذي شغل في السابق قائد منظومة الدفاع الجوي، فيقول إن ما واجهته إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من صواريخ ومسيرات لم تتمكن من التصدي لها، وهو أمر خطر "خصوصاً تلك التي تصل إلى مناطق حساسة وقواعد عسكرية". ويضيف "المشكلة لدينا أننا نملك منظومات جيدة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى (حيتس)، ولكن تبقى المشكلة في ما نواجهه في المدى القصير لمواجهة الصواريخ والمسيرات، التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً، لذلك أمامنا مهمة كبيرة وتحديات أكبر في ضرورة العمل الفوري على تحسين المنظومات الدفاعية لمواجهة ما نصادفه على أرض الواقع".

"استفزاز"

ووصف تقرير إسرائيلي نشر صبيحة الإثنين، تصريحات نتنياهو حول إمكان استمرار القتال بما يملكه الجيش الإسرائيلي من سلاح في وقت يسعى فيه غالانت لإقناع الإدارة الأميركية بضرورة تحرير شحنات الأسلحة العالقة، بـ"الاستفزاز".

وكشف التقرير عن أن الصناعات الدفاعية تعمل من أجل ضمان عدد من المنشآت الحيوية، بما في ذلك مصانع لصناعة الأسلحة، وذكر "في حال وقوع حرب واسعة مع لبنان فلن يقتصر الأمر على طائرة أو طائرات مسيرة عدة تطلق باتجاه إسرائيل، إنما سيحاول ’حزب الله‘ إطلاق عشرات ومئات الطائرات من دون طيار على صناعات الأسلحة الإسرائيلية، بينما يطلق مزيجاً من الصواريخ والقذائف الدقيقة التي يمكن أن تحمل رؤوساً حربية كبيرة ولديها قدرات تدميرية أكثر بكثير"، كما كشف التقرير عن أن "منظومة الدفاع الجوية في إسرائيل تواجه صعوبة كبيرة في اعتراض مجموعة صواريخ ومسيرات في وقت واحد".

في الأشهر الأخيرة، وفق التقرير، طرحت مسألة حماية صناعة الدفاع على جدول الأعمال بين الشركات ووزارة الأمن، وجاء أن جزءاً كبيراً من منشآت إنتاج الخطوط الجوية الإسرائيلية تقع وسط إسرائيل، ورجح التقرير أن تستهدف هذه المنشآت في حال وقوع حرب شاملة مع "حزب الله"، التي قد تنخرط فيها إيران.

واستعداداً لوضع كهذا، بدأت بعض المصانع العسكرية في إعادة ترتيب وضعها، بطريقة من شأنها أن تقلل من الأضرار والدمار في حال وقوع أي هجوم. وتشمل هذه التدابير فصل المركبات وإبعاد خطوط الإنتاج الحيوية عن بعضها بعضاً، وعزل تركيزات المواد الخطرة وحمايتها بوسائل مختلفة.

ونفذت إجراءات وقائية مماثلة في الأشهر الأخيرة في نظام الدفاع الجوي، في الأقل في بعض المواقع التي تنشر فيها بطاريات الدفاع "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، وجاءت هذه الأعمال في أعقاب محاولات متكررة من "حزب الله" لإلحاق الضرر بأنظمة الدفاع خلال الفترة الأخيرة.

المزيد من تقارير