Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جيل الشباب يقاطع الانتخابات البريطانية

حصري: استطلاع جديد يكشف عن أن الأشخاص ما بين 18 و34 سنة يشعرون بالتهميش والحرمان من حقوقهم من جانب الأحزاب السياسية

اللورد هايوارد، وهو أحد كبار مستطلعي الرأي، يصف الأرقام التي أفضت إليها الاستطلاعات الأخيرة بأنها "مرتفعة" في هذه المرحلة من الانتخابات (غيتي)

ملخص

تبلغ نسبة التأييد لعودة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي 46 في المئة، في مقابل 30 في المئة معارضة ومع ذلك، ظلت مسألة المغادرة البريطانية للكتلة الأوروبية موضوعاً محظوراً في الخطاب الانتخابي

أظهر استطلاع للرأي أجري حصراً لـ"اندبندنت"، أن الشعور بالتهميش والحرمان من الحقوق الذي يطغى على عدد كبير من الشباب في بريطانيا حيال الأحزاب السياسية، يدفعهم إلى الإحجام عن التصويت في الانتخابات العامة المقبلة.  

واستناداً إلى البحث الذي أجرته مؤسسة "تكني المملكة المتحدة"  Techne UK، فإن نحو أربعة من كل 10 أشخاص - 41 في المئة - تتفاوت أعمارهم ما بين 18 و34 سنة، إما لم يسجلوا أسماءهم للتصويت (24 في المئة)، أو قاموا بالتسجيل، لكنهم قرروا لاحقاً عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع في الشهر المقبل (17 في المئة).

اللورد هايوارد وهو أحد كبار منظمي استطلاعات الرأي في بريطانيا، اعتبر أن هذه النسبة "مرتفعة للغاية" في هذه المرحلة من الانتخابات. وقال لـ"اندبندنت": "تعكس هذه النسبة ما يمكن توقعه من إقبال عادي لجهة عدم تصويت الناس. ومع ذلك، علينا أن نتذكر أن من بين الـ59 في المئة الذين قالوا إنهم سيصوتون، قد يقرر عدد كبير منهم في نهاية الأمر عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع".

وفي هذا الإطار، تكشف أرقام جديدة مثيرة للصدمة - وهي الأعلى بين أية فئة عمرية يتم قياسها - عن فجوة ونقص كبيرين في المشاركة والتمثيل الديمقراطي في السياسة البريطانية ضمن "الجيل زد" Gen Z (الأفراد الذين ولدوا في الفترة الممتدة من منتصف التسعينيات إلى أوائل عام 2010) و"جيل الألفية" Millennials (الأشخاص الذين ولدوا ما بين عامي 1981 و1996)، مع فشل الأحزاب في معالجة القضايا المهمة بالنسبة إلى الناخبين من الفئات الأصغر سناً.

على وجه الخصوص، تحظى الرغبة في التراجع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدعم 43 في المئة من السكان مقارنة بـ40 في المئة ضدها (ترتفع إلى 52 في المئة في مقابل 48 في المئة عند استبعاد أولئك الذين لم يقرروا بعد)، ويدعم هذا الشعور بقوة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة.

وضمن هذه المجموعة، تبلغ نسبة التأييد لعودة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي 46 في المئة، في مقابل 30 في المئة معارضة (ترتفع إلى 61 في المئة في مقابل 39 في المئة عند استبعاد أولئك الذين لم يقرروا بعد)، ومع ذلك، ظلت مسألة المغادرة البريطانية للكتلة الأوروبية موضوعاً محظوراً في الخطاب الانتخابي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت أرقام مصدرها "اللجنة الانتخابية" Electoral Commission (وهي هيئة مستقلة تتولى الإشراف على الانتخابات وتنظم مسألة التمويل السياسي في المملكة المتحدة)، أن معدلات التسجيل في قوائم الانتخابات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، كانت نصف النسب المسجلة في فترة انتخابات عام 2019، في حين يهدد الشعور الأوسع باللامبالاة بتقليل نسبة المشاركة الإجمالية هذه السنة.

اللورد هايوارد علق على الموضوع قائلاً إن "المشكلة تكمن في حقيقة أن الأشخاص الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 18 و34 سنة، لا يشعرون بانتماء يربطهم بأي من الأحزاب السياسية الراهنة، ولا يجدون أجنداتها مقنعة. وأشار استطلاع آخر أجرته مؤسسة "سافانتا كومريس" Savanta ComRes لأبحاث السوق أخيراً، إلى وجود انخفاض كبير في دعم حزب العمال بين الناخبين الشباب.

هل ينبغي على الحكومة المقبلة أن تعيد بريطانيا لكتلة الاتحاد الأوروبي؟

الشباب هم  أكثر ميلاً لدعم العودة للاتحاد الأوروبي، في حين أن الأفراد ما فوق سن 55 هم سعداء إزاء قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

| الفئة العمرية     نعم          لا           لا أعلم

|---------------|------|-------------|-------------|

| الجميع             43       40            18        

| 18 - 34 سنة   46       30           24        

| 35 – 44        46       30           24       

| 45 - 54        44       38            18        

| 55 - 65        43       44            14          

| 64+             38       48            14        

استطلاع رأي أجرته شركة "تكني" شمل عينة من 1624 شخصاً بالغاً من سكان المملكة المتحدة، في الـ19 والـ20 من يونيو (حزيران) 2024

الرسم البياني: أليسيا هاغوبيان، المصدر: استطلاع رأي أجرته مؤسسة "تكني" (حصرياً لـ"اندبندنت")

 

دان لوز، رئيس الشراكات في مجموعة تسجيل الناخبين "حياتي ورأيي هما ملكي" My Life My Say (مؤسسة خيرية بريطانية غير حزبية يقودها الشباب) التي قادت "حملة ضع إشارة أكس"  Give an X لتشجيع الشباب على التسجيل للتصويت، رأى أن النتائج "مثيرة للصدمة، وإن كانت غير مفاجئة".

وأضاف في حديث أجرته معه "اندبندنت" أن "ثقة الأجيال الشابة في الأحزاب السياسية والقادة، هي منخفضة بشكل ملاحظ، وزادت حدتها نتيجة أعوام من الفضائح والأزمات".

ولفت إلى الارتفاع الكبير في تسجيل الناخبين في الفئة العمرية ما بين 18 و34 سنة قبيل الموعد النهائي الأسبوع الماضي، حين تم تقديم 355 ألفاً و548 طلباً.

وقال لوز: "إن رسالتنا للشباب واضحة ومفادها: بأنكم ’أنتم أدرى بتجاربكم الحياتية‘. لا تدعوا الآخرين يتخذون نيابة عنكم قرارات حاسمة تتعلق بمستقبلكم".

الرئيسة التنفيذية لشركة "تكني" ميشيلا موريزو اعتبرت أن "الأمر يعد تحدياً كبيراً للديمقراطية في المملكة المتحدة، خصوصاً أن الشباب يمثلون مستقبل بلادنا، فبدلاً من الشعور بخيبة أمل ينبغي عليهم أن ينخرطوا بنشاط في السياسة. وأياً يكن من سيشكل الحكومة المقبلة، عليه أن يعطي الأولوية لاهتمامات الناخبين الشباب في سياساته!".

في بداية الحملة الانتخابية حذر نائب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق اللورد مايكل هيزلتاين من أن هذه الانتخابات يمكن أن تصنف على أنها "إحدى أكثر العمليات الانتخابية افتقاراً للصدق والشفافية" في التاريخ، وذلك بسبب تجنب الحزبين الرئيسين الخوض في مناقشة مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

بيد أن القضايا الأخرى التي تؤثر في الناخبين من فئة الشباب، طغت عليها تلك التي يتردد صداها بقوة أكبر بين الناخبين الأكبر سناً، كالهجرة والمعاشات التقاعدية.

وتبددت آمال قادة الأحزاب في أن تؤثر التطورات الكبرى الجارية في الناخبين الشباب، بسبب النتائج التي أظهرت أن 30 في المئة فقط من ناخبي "الجيل زد" و"جيل الألفية" يمكن أن يتأثروا بالمناظرات التلفزيونية، وبالمقارنة مع الفئات العمرية الأخرى، فإن المتوسط ​​في مجملها بلغ 40 في المئة، و51 في المئة بين المتقاعدين.

المناظرات التلفزيونية لا تترك أي أثر لدى غالبية الناخبين الشباب

هل أحدثت المناظرات السياسية على شاشة التلفزيون أي فارق في طريقة تصويتك؟

| الفئة العمرية          نعم         لا     لا أعلم

|----------------|----------|-------|---------|

| الجميع               40         47     13     

| 18-34 سنة        30        55     16     

| 35-44             34        51     15     

| 45-54             42        44     14     

| 55-64             44        43     13     

| 64+                51        41       9      

استطلاع رأي أجرته شركة "تكني" شمل عينة من 1624 شخصاً بالغاً من سكان المملكة المتحدة، في الـ19 والـ20 من يونيو (حزيران) 2024

الرسم البياني: أليسيا هاغوبيان، المصدر: استطلاع رأي أجرته مؤسسة "تكني" (حصرياً لـ"اندبندنت")

في المقابل، لم يتم إيلاء سوى قليل من الاهتمام لموضوع الإسكان، خصوصاً بالنظر إلى أن كثيراً من الناخبين الأصغر سناً لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء مساكن لهم.

وتم - نتيجة تقديم موعد الانتخابات - إرجاء إقرار مشروع قانون لإصلاح وضع المستأجرين، الذي يهدف إلى توفير الحماية لهم من عمليات الإخلاء المفاجئة في حال عدم ارتكابهم لأي خطأ، ومن زيادة بدلات الإيجار، مما ترك الأفراد الذين يشار إليهم غالباً باسم "جيل الإيجارات السكنية"  Generation Rent، من دون هذه الضمانات، أو الحماية التي كانوا يتوقعونها.

من جهة أخرى، لم يقم أي من الحزبين الرئيسين بمعالجة كلفة رسوم التعليم، أو آثار الديون طويلة الأجل ذات الصلة على الطلاب، حتى أن حزب "العمال" تراجع عن وعده بإلغائها.

وجاءت هذه الأرقام بعدما واجه كل من زعيم حزب "العمال" السير كير ستارمر ورئيس الوزراء ريشي سوناك تحدياً في برنامج "وقت الأسئلة" Question Time الذي بثته محطة "بي بي سي" يوم الخميس، من الناخبين الشباب الذين يشعرون بأن قضاياهم لا تحظى بأولوية لدى أي من الحزبين.

وقام أحد الطلاب بسؤال السير كير في شأن تراجعه المستمر في مواقفه السياسية - بما فيها وعده بإلغاء رسوم التعليم -، وأقر زعيم حزب "العمال" بأن تلك الرسوم هي "باهظة الكلفة للغاية بالنسبة إلى الطلاب"، مشيراً إلى أن "النظام الراهن غير فعال وغالباً ما يترك الطلاب مثقلين بديون كبيرة".

وفيما اعترف بأنه كان قدم تعهداً قبل نحو خمسة أعوام بإلغاء رسوم التعليم، ودافع عن العدول عن قراره بالقول: "كان علي اتخاذ خيار".

وأوضح أنه كان أمام خيارين، إما خفض قوائم انتظار المرضى في مرافق "الخدمات الصحية البريطانية" NHS أو إلغاء رسوم التعليم.

في غضون ذلك، بدا رئيس الوزراء سوناك مفتقداً للثقة وغير مبال بهموم الشباب، عندما سأله أحد الطلاب عن السياسة التي يمكن اتباعها بالنسبة إلى شخص أكبر سناً للانخراط في الخدمة الوطنية، ولا يعتزم شراء منزل خلال السنوات الخمس المقبلة. فأجاب سوناك: "عندما تحصل على وظيفة، سأقوم بخفض ضريبتك".

تجدر الإشارة إلى أن خطة رئيس الحكومة في شأن الخدمة الوطنية - التي تتطلب من خريجي المدارس إما الالتحاق بالجيش أو أداء خدمة مجتمعية - لم تلق قبولاً حسناً من جانب الناخبين الشباب. وخلال جلسة الأسئلة، اقترح سوناك فرض عقوبات على الذين يمتنعون عن أداء الخدمة الوطنية، كحرمانهم مثلاً من الوصول إلى حساباتهم المصرفية، أو الحصول على رخص قيادة سيارة.

إضافة إلى ذلك، شوهد رئيس الوزراء، وبدا عليه الانزعاج أثناء حديثه مع إحدى الشابات من الجمهور، لدى إجابته على سؤالها عن "الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان" European Convention of Human Rights، قبل أن تقوم باتهامه بمحاولة "تقويلها ما لم تقله".

ومن اللافت أن كلا الحزبين يزعم أن لديه سياسات تهم الناخبين الأصغر سناً، بحيث يحاول "المحافظون" تسليط الضوء على البرنامج الذي قاموا بطرحه في شأن مساعدة أفراد هذه الفئة العمرية في امتلاك منازل.

لكن العرض الأكبر الذي تقدم به هذا الحزب استهدف فئة المتقاعدين، الذين تلقوا وعداً بترقية نظام "القفل الثلاثي" Triple Lock (الذي يضمن أن تتماشى زيادات معاشات التقاعد مع متوسط الدخل، أو معدل التضخم، أو بحد أدنى 2.5 في المئة) ليصبح "القفل الثلاثي الإضافي" Triple Lock Plus بحماية إضافية من الضرائب.

أما حزب "العمال" فيخطط لمنح الشباب في سن الـ16 الحق في التصويت، وتنفيذ سياساته المتعلقة بإصلاح الإيجارات. لكن أياً من الخطوات الست الأولية التي يعد بها حزب "العمال"، أو الأولويات الخمس التي تعهد بها رئيس الوزراء سوناك، لا يعالج المسائل التي تخص الناخبين الشباب بشكل مباشر.

© The Independent

المزيد من تقارير