Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضابط بريطاني مرشح للانتخابات: حزب "العمال" هو محل الثقة

حصري: الكولونيل أليستر كارنز تخلى عن فرصته ليصبح أحد أصغر عمداء المؤسسة العسكرية في المملكة المتحدة من أجل الترشح على لوائح حزب كير ستارمر في بيرمنغهام

"جيش كير" من العسكريين السابقين ينضم إلى زعيم حزب "العمال" في مانشيستر (غيتي)

ملخص

ترك الكولونيل أليستر كارنز وهو ضابط في مشاة البحرية الملكية مسيرته العسكرية للترشح للبرلمان كمرشح عن حزب العمال، مؤكداً أن الأخير هو الطرف السياسي الوحيد الذي يمكن الوثوق به في قضايا الدفاع عن المملكة المتحدة

أكد عقيد بارز في "مشاة البحرية الملكية" البريطانية ترك الخدمة العسكرية للترشح لعضوية البرلمان، أن "حزب العمال وحده الذي يمكن الوثوق به في قضايا الدفاع" في المملكة المتحدة.

والعقيد أليستر كارنز أحد 14 ضابطاً من قدامى المحاربين الذين يتنافسون في الانتخابات العامة الشهر المقبل على قوائم حزب "العمال" المعارض، مما يدل على تحول واضح [في النظرة إلى الحزب] منذ مرحلة زعيمه السابق جيريمي كوربين عام 2019.

وكان من المقرر أن تتم ترقية العقيد كارنز إلى رتبة عميد وهو في ال44 من عمره، مما كان يجعله أحد أصغر الضباط سناً في بريطانيا الذين يصلون إلى هذه الرتبة. لكنه فضل دخول معترك السياسة بدلاً من ذلك، وهو يقوم الآن بحملة ليصبح نائباً في البرلمان عن دائرة "بيرمنغهام سلي أوك" Birmingham Selly Oak.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتحدث البطل العسكري الحائز أوسمة عدة في مقابلة حصرية مع "اندبندنت" عن الأسباب التي حدت به إلى اتخاذ قراره دخول المعترك السياسي.

وقال كارنز "نحن في حاجة إلى قيادة [حقيقية] ومن دون أدنى شك، أعتبر أن كير ستارمر هو الشخص الذي يمكنه تجسيدها. ففي مجال الدفاع عن بلادنا لا يمكن الوثوق إلا بحكومة من حزب ’العمال‘".

وأضاف "إن إحدى أهم النقاط بالنسبة إلى هي التزام حزب ’العمال‘ إعادة الاستثمار في مجال الأمن القومي، وهو أمر أساس في بيانه الانتخابي. والسبب ببساطة هو أنه لا يمكن أن يكون لدينا اقتصاد متنام وآمن من دون حماية الأمن القومي في هذه الأوقات الخطرة. إن هذه [القضايا] مترابطة بصورة جوهرية، كما هي الحال بالنسبة إلى سياستنا الخارجية".

ويخوض العقيد كارنز حملة ترشحه للبرلمان وسط انتقادات تعرض لها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لمغادرته المبكرة احتفالات "إنزال نورماندي" (المعروفة باسم "دي داي") D-Day، في وقت كان يحاول فيه جعل الإنفاق الدفاعي والأمن قضية رئيسة للناخبين في الانتخابات المقبلة.

ورأى كارنز أن "المغادرة المبكرة لرئيس الحكومة كانت خطأ فادحاً. فنحن مدينون بحريتنا للمحاربين القدامى الذين حضروا. وقد لا يكون كثير منهم على قيد الحياة للاحتفال معنا بالذكرى السنوية المقبلة، وهم يستحقون أن نقدم لهم أقصى الاحترام لتضحياتهم".

واعتبر أن "مغادرة الاحتفال في وقت مبكر في وقت كان فيه قادة العالم حاضرين - بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن - هو خطأ جسيم. وكان ينبغي على رئيس الوزراء أن يبقى حتى انتهاء الاحتفال".

وقد سعى حزب "المحافظين" إلى اتخاذ موقف قيادي فيما يتعلق بقضايا الدفاع، لكنه واجه انتقادات بسبب نشره موقفاً هجومياً على وسائل التواصل الاجتماعي يوحي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون، يأملون في أن يحقق حزب "العمال" فوزاً في الانتخابات البريطانية.

ولفت أحد العسكريين البريطانيين المتمرسين إلى أنه منذ حكومة رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون عام 2010، خفضت الإدارات المتعاقبة لحزب "المحافظين" موازنات الدفاع، في وقت كانت تتحدث فيه عن أهميتها. يضاف إلى ذلك أن نحو ستة وزراء دفاع توالوا على المنصب في الأعوام الستة الأخيرة.

وأعرب الكولونيل كارنز الحائز على وسام "الصليب العسكري" على خدمته في أفغانستان عن اعتقاده أن "المحافظين" هم الذين يشكلون خطراً على الجهوزية العسكرية للمملكة المتحدة. وأبدى في هذا الإطار انزعاجه من مداهنة عدد من أعضاء البرلمان من حزب "المحافظين" لنايجل فاراج زعيم حزب "إصلاح المملكة المتحدة" Reform UK [اليميني الشعبوي]، على رغم أن فاراج يلقي علناً باللوم على الغرب في غزو بوتين لأوكرانيا.

ومضى الكولونيل كارنز يقول "من المؤكد أن تعليقات فاراج أثارت قلقاً [داخل القوات المسلحة]. فتفسيره للوضع وتاريخ العلاقة بين روسيا وأوكرانيا خاطئ تماماً". وأكد أنه "خلال محادثاته مع الأشخاص [الناخبين] على أبواب منازلهم في إطار حملته وجد دعماً قوياً للوقوف إلى جانب أوكرانيا، وهو موقف يتماشى مع سياسة حزب ’العمال‘".

وانتقد أولويات الإنفاق العسكري في المملكة المتحدة خلال الأعوام الـ14 الماضية، مؤكداً رغبته في المساعدة على إحداث تغيير في هذا الملف.

وقال "إننا نشهد صورة جديدة للغاية من صور الحرب. على سبيل المثال الاستخدام واسع النطاق لمئات لا بل آلاف الطائرات بلا طيار، القادرة على تدمير مركبات قتالية... هل نتكيف بالسرعة اللازمة لمواكبة الطبيعة المتطورة للصراع؟ وإذا ما ذهبنا إلى الحرب غداً، فهل نحن مستعدون لها بما يكفي؟".

يذكر أن السير كير ستارمر التزم الحفاظ على برنامج "ترايدنت" Trident [برنامج ردع نووي يغطي تطوير وشراء وتشغيل الأسلحة النووية في المملكة المتحدة ووسائل إيصالها] كجزء من "القفل الثلاثي للردع النووي" في بريطانيا، مع إبقاء "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) في صلب الاستراتيجية العسكرية للمملكة المتحدة، ومواصلة الدعم المسلح لأوكرانيا، وزيادة الإنفاق الدفاعي ليصبح في حدود 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي عندما يسمح الاقتصاد بذلك.

والحق أن الكولونيل كارنز ليس الشخصية العسكرية السابقة الوحيدة التي تشعر الآن بالثقة في ترشحها على قوائم حزب "العمال" بعد التغيير في قيادة هذا الحزب.

في بداية الحملة الانتخابية أكد مايك تاب مرشح حزب "العمال" عن دائرة دوفر لـ"اندبندنت" أنه لم يكن ليدعم الحزب المعارض لو كان كوربين زعيماً له.

وأضاف بلهجة حازمة "لم أكن لأترشح في ظل الإدارة السابقة. وبما أنني آت من خلفية عسكرية فإن الدفاع والأمن لهما أهمية كبيرة بالنسبة إلي، وأن الثقة في الحكومة في هذين الشأنين تعد أمراً بالغ الأهمية".

وأوضح "أي تردد في ما يتعلق بالردع النووي أو بموضوع ’حلف شمال الأطلسي‘ هو في رأيي غير مناسب".

وركز السير كير حملته الانتخابية على موضوع "التغيير" سواء لجهة التحول الذي أحدثه داخل حزب "العمال" وإعادة وضعه على سكة الاتجاه السائد في السياسة البريطانية، أو لجهة التغييرات التي يهدف إلى إدخالها في جميع أنحاء البلاد.

وفي الثالث من يونيو (حزيران) الجاري، التقى السير كير 10 من المرشحين العسكريين الـ14 على قوائم حزبه في مدينة مانشستر، لإطلاق مرحلة جديدة لحزب "العمال" والمملكة المتحدة "في عصر انعدام الأمن" كما قال، الذي مثلته الحرب في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط.

وفي رفضه لادعاءات حزب "المحافظين" بأن الأمن القومي لن يكون آمناً في ظل قيادة حزبه، أشار إلى أن الجيش البريطاني أصبح الآن في أصغر حجم له منذ حقبة نابليون. وقال زعيم حزب "العمال" إن "الأمن القومي هو القضية الأكثر أهمية في عصرنا، وستكون في صلب مسؤوليتنا الرسمية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير