Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقص أدوية الحروق يسبب تشوهات دائمة للمصابين في غزة

يعانون ندرة في المراهم والضمادات وارتفاع درجات الحرارة يزيد من أوجاعهم ومعاناتهم

أوقف توريد مراهم الحروق إلى سكان غزة نتيجة إغلاق معبر رفح (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

ارتفعت نسبة الإصابات بالحروق نتيجة الحرب وأرجعت وزارة الصحة ذلك إلى استخدام تل أبيب أسلحة ذات إشعاع حراري تسببت في إحداث كتلة لهب تؤدي إلى حرق أجساد الأشخاص في مكان الاستهداف

إلى خيمة منظمة "أطباء بلا حدود" وصلت شيماء مصابة بحروق شديدة في منطقة الوجه واليدين، وبمجرد ما عاين الطبيب حالتها تأكد أن حروقها من الدرجة الرابعة، أي تهتكت أنسجة الجسم لديها، وهي في حاجة إلى مراهم فعالة وقوية لكن ذلك غير متاح في قطاع غزة.

بسبب كتلة اللهب الناجمة عن صاروخ إسرائيلي أطلق من الطائرات المقاتلة صوب هدف في غزة أصيبت شيماء بحروق شديدة نتيجة الانفجار، ونقلت إثر ذلك إلى المستشفى الميداني لتلقي العلاج، لكنها لم تجد أدوية تناسب حالتها.

ارتفاع نسبة إصابات الحروق

منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع وأغلقت المعابر عقب الهجوم المركز على المدينة، لم يدخل إلى المرافق الصحية أية أدوية أو مستلزمات طبية، ولعل أبرز العلاجات التي نفدت بسرعة من القطاع تلك الخاصة بالحروق، مما ينذر بتشوهات.

وبحثت شيماء عن مراهم الحروق في جميع مستودعات وزارة الصحة ومخازن المنظمات الطبية الدولية العاملة في القطاع، وزارت غالب الصيدليات ولم تجد أي مرهم، وبذلك يضاف نفاد الأدوية والعلاجات اللازمة لأصحاب الحروق إلى الأزمات العميقة التي يعيشها سكان غزة منذ بدء الحرب.

وبسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ارتفعت نسبة الإصابات بالحروق، وأرجعت وزارة الصحة ذلك إلى استخدام تل أبيب أسلحة ذات إشعاع حراري تسبب إحداث كتلة لهب تؤدي إلى حرق أجساد الأشخاص في مكان الاستهداف.

حروق شديدة

وبحسب رئيس قسم الجروح في وزارة الصحة أحمد المخللاتي فإن 70 في المئة من جرحى الحرب مصابون بحروق مختلفة الدرجات في أجسادهم، أي يمكن القول إن هناك 22 ألف شخص في حاجة إلى علاجات للحروق.

وفقاً لحديث المخللاتي فإن الحروق وصلت إلى عظام المصابين وتسببت في إذابة الجلد والأنسجة، ولمعالجة هذه الحالات لا بد من حصول وزارة الصحة على أدوية ومراهم فعالة وقوية حتى يتماثل هؤلاء الجرحى للشفاء، ولكن غالب هذه المستلزمات غير موجود في غزة.

وتقول شيماء وهي تحاول استخدام إناء بلاستيكي لأغراض التهوية "أعيش حالياً في خيمة ترتفع فيها درجات الحرارة مما يسبب ألماً شديداً لي في مناطق الحروق، ولا توجد ضمادات طبية للجروح ولا مراهم. أنا أصارع البقاء على قيد الحياة بواسطة إناء بلاستيكي أستخدمه لتبريد المكان".

55 حالة يومياً

وفي حالة أخرى يقضي فايز يومه جالساً على سريره ويده المحروقة معلقة في الهواء الطلق، في محاولة لإبعادها عن أشعة الشمس التي تزيد لهيبها، ويقول "وجعي يكاد يقتلني وأحياناً أتمنى الموت، لقد أصبت بحروق شديدة من الدرجة الثالثة وهي مثل كتلة لهب تنهش في جسدي".

ووصلت الحروق في جسد فايز إلى الأنسجة العميقة في الوقت الذي لم يتلق أي نوع علاج لمداواة ألمه، وبسبب عدم تلقيه أي مراهم انتفخ مكان الحرق في جسده وامتلأ بالصديد وبات يحتاج إلى عملية جراحية.

وفقاً لحديث نائب المنسق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في قطاع غزة محمد أبو مغصيب فإن هناك زيادة ملحوظة في حالات الحروق نتيجة الحرب، وتتعامل فرقهم مع نحو 55 حالة جديدة يومياً، ولكن لا يتوافر لهؤلاء المصابين أية أدوية أو مراهم أو مضادات حيوية ولا حتى مسكنات آلام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا مراهم في غزة

وأمام عيادات الأمم المتحدة ينتظر عدد كبير من الجرحى المصابين بحروق شديدة في أجسادهم في طابور طويل للحصول على مراهم مخصصة، لكن ساعات الانتظار هذه بلا فائدة إذ نفدت جميع كميات العلاجات والمراهم الخاصة بالحروق من قطاع غزة.

ويقول المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران "على أمل إدخال مراهم الحروق، تصلنا يومياً عشرات آلاف الاستفسارات حول دخول أدوية خاصة لهذه الحالات، لكن المستشفيات الحكومية والمراكز الأممية وحتى المستشفيات الميدانية الدولية تعاني نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية الخاصة بالحروق".

ويضيف "كان القطاع الصحي في غزة قبل اجتياح معبر رفح يحصل على أدوية ومراهم للحروق على صورة مساعدات طبية دولية، وتعمل وزارة الصحة على تزويد العيادات الصحية والمستشفيات القليلة العاملة بهذه الكميات، لكن على مدى نحو شهر لم نسلم أي نوع من الأدوية".

تشوهات مستقبلية

ويقول رئيس قسم الأمراض الجلدية محمد حسونة "ما كان يحصل عليه مصابو الحروق في غزة عبارة عن مراهم قليلة الفاعلية، ولا نتائج لها مع الحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وهذه الفئة كانت في حاجة إلى مراهم مصنوعة من الأعشاب الطبيعية وذات فعالية قوية".

ويضيف "رصيد الأدوية والعلاجات اللازمة لجرحى الحروق صفر حقيقي، وهذا الأمر سيدخل الغزيين في أزمة صحية غير مسبوقة. إن نقص المراهم التي تعالج الحروق له أثر سلبي وبخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة".

ويوضح حسونة أن إصابات الحروق التي يشاهدها في هذه الحرب خطرة جداً، وأن هناك أنواع حروق يجب التعامل معها بطريقة معينة من خلال استخدام بخاخات طبية مخدرة وغيرها، وهناك حالات تحتاج إلى مراهم تحوي مضادات حيوية نظراً للتفاعل الحاصل بين الحروق وأشعة الشمس، ولكن لا أدوية لعلاج هذه الحالات.

ويعتقد حسونة أن يصاب سكان غزة بتشوهات جسدية طويلة الأمد نتيجة عدم علاج حروقهم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات