ملخص
الاتصالات الإسرائيلية باتجاه لبنان تتكرر وهو ما يضعه كثيرون في إطار "حرب الاتصالات" والضغط النفسي الذي تمارسه إسرائيل على لبنان، وجديدها اتصال أحد ضيوف الكوميدي الإسرائيلي إيلي يازبان بشكل مباشر على الهواء مستهدفاً المنطقة الحرة في مطار بيروت.
مرة جديدة شكل لبنان هدفاً لاتصال من برنامج كوميدي إسرائيلي، ولكن هذه المرة كانت وجهته مطار رفيق الحريري الدولي، وتحديداً المنطقة الحرة بداخله.
فقد أجرى أحد ضيوف الكوميدي الإسرائيلي إيلي يازبان مكالمة مباشرة على هواء "القناة 12" الإسرائيلية مع موظفة في المطار وسألها عن الأوضاع الأمنية ومدى صحة وجود مخازن أسلحة لـ "حزب الله".
والضيف الذي غير صوته لصوت امرأة، قال بسخرية "هل من حسومات في المطار... مع شراء 3 صواريخ هل نحصل على صاروخ مجاناً"، وكذلك سأل كم تبعد السوق الحرة عن مخازن السلاح التابعة لـ "حزب الله"؟.
ليس الاتصال الأول
وفي نهاية مايو (أيار) الماضي، اتصل أحد الكوميديين الإسرائيليين أيضاً مباشرة على هواء "القناة 12" بأحد الفنادق في العاصمة اللبنانية بيروت، وطلب خلال الاتصال حجز غرف لـ50 ألف إسرائيلي، في إشارة إلى عدد الإسرائيليين الذين غادروا المنطقة الشمالية في إسرائيل حينها بسبب المعارك مع "حزب الله".
خلال هذا الاتصال لم يفهم موظف الفندق سريعاً الموقف نظراً لغرابته، وعندما سأل مرة ثانية المذيع "من أين تتصل"؟ ليجيب أنه يتصل من إسرائيل، رد الموظف قائلاً "روح على جهنم" وأنهى الاتصال.
ما يحصل يضعه البعض في إطار "حرب الاتصالات" والضغط النفسي الذي تمارسه إسرائيل على لبنان، خصوصاً أن الأشهر السابقة ومع اشتداد القصف المتبادل على جانبي الحدود، شهدت البلدات الحدودية كثيراً من عمليات التشويش على شبكة الاتصال الأرضية والخلوية، كذلك تعطلت تطبيقات عالمية أبرزها نظام تحديد المواقع.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد كشفت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أن مجموعة قرصنة إسرائيلية عملت على اختراق شبكة الاتصالات في لبنان، وذلك قبل أسابيع من إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن "الجيش يعمل بناء على معلومات الاستخبارات ويفحص جميع الوقائع في لبنان بدقة".
وعلقت مصادر في وزارة الاتصالات اللبنانية لـ"اندبندنت عربية" على الاتصال الإسرائيلي الأول بالفندق في بيروت حينها، قائلة إن الاتصالات الدولية تتم عادةً عبر روابط دولية قبل أن تصل إلى البلد المستهدف، مما يعني أن رقم المتصل يمكن أن يتغير قبل الوصول إلى البلد المحدد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحجب وزارة الاتصالات اللبنانية كود الدولة المستخدم لإسرائيل وهو 972+، لذا لا يمكن أن يتلقى أي مواطن لبناني اتصالاً يظهر بهذا الرقم، بالتالي الاتصال الذي يصل من إسرائيل إلى لبنان يتم على الأرجح باستخدام تقنية الـ"سبوفينغ" spoofing بهدف الوصول إلى الشبكة اللبنانية، أو من خلال تغيير الرقم عبر أحد الخوادم الدولية.
إسرائيل وشبكات هواتف اللبنانيين
يؤكد رولان أبي نجم المتخصص في التحول الرقمي وأمن المعلومات أن هذه الحوادث يمكن أن تتكرر وتحصل في أي لحظة، والشبكات في لبنان يمكن أن تلتقط إشارات من أي شبكة ثانية، كذلك فإن الاتصالات التي تحصل من إسرائيل باتجاه لبنان ليس من الضروري أن تحصل عبر شبكة اتصالات رسمية، بل يمكن أن تتم عبر تقنية "الاتصال عبر الإنترنت" والتي تسمح لأي شخص على شبكة الإنترنت بالاتصال بأي رقم يريده وفي أي بلد كان.
ولناحية معرفة اللبنانيين إن كان الاتصال الذي يأتيهم على الهاتف هو من إسرائيل فهذه إشكالية كبيرة، يقول أبي نجم، باعتبار أن الاتصال يمكن أن يأتي عبر الإنترنت، إذ يتم تغيير الكود المتعلق به، فيظهر وكأنه يأتي من دولة أخرى بكود مختلف.
أما عن تقنية الـSpoofing فيوضح أبي نجم أنها تقوم على تغيير الـIP الخاصة به ومن ثم يظهر كأنه في مكان آخر، أي هي نوع من القرصنة والتشويش حتى يتم تضليل الجهة التي يتم الاتصال بها.