ملخص
قد تشكل عودة ترمب للبيت الأبيض عبئاً كبيراً على كاهل الاتحاد الأوروبي أو دول "الناتو" بحسب ما يقول الطه.
قال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد" للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات وضاح الطه إن التوجه السياسي نحو اليمين المتطرف في أوروبا سيؤدي إلى سياسات جديدة عندما تتولى أحزاب اليمين المتطرف مقاليد الحكم بعد فوزها في الانتخابات. وأضاف الطه أن هذه الأحزاب ستحاول تغيير البرامج، لكن إحدى السمات الأساسية لتلك الأحزاب هي النزعة القومية المتشددة أكثر من النزعة الجماعية الأوروبية نحو الاتحاد الأوروبي، وهذا قد يقود إلى عمليات إنفاق داخلية تعزز العجز في الموازنات، مشيراً إلى أن العجز إذا تجاوز ثلاثة في المئة، وهو الحد الأقصى وفقاً لقوانين الاتحاد الأوروبي، سيعد مخالفة، وذكر أن المخالفة قد تصل إلى حد الغرامة إذا استمرت الدول في تجاوز الحد الأقصى للعجز.
تدابير متشددة
أضاف الطه في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أنه سيكون هناك إنفاق داخلي على الفئات الأكثر ضعفاً والمتضررة، ولتعزيز هذا الإنفاق من المتوقع أن تتخذ هذه الحكومات تدابير أكثر تشدداً تجاه الصين لكبح التوسع الصيني في مجالات متعددة، وآخرها مجال السيارات الكهربائية.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض بصورة تحفظية منذ أيام قليلة رسوماً جمركية قد تبلغ 38 في المئة على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة قبل قرار نهائي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذ اتهمت المفوضية الأوروبية بكين بأنها دعمت بصورة غير قانونية مصنعي هذه الآليات، لذا يرى الطه أن الحكومات اليمينية المتشددة القادمة قد تفرض ضرائب على السلع الصينية، وهذا قد يغضب الصين.
أميركا هي المستفيد
وقال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد" للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات "في النهاية المستفيد الأساس هو الولايات المتحدة، فمنذ اشتعال الحرب الروسية - الأوكرانية جرى استبدال مصدر الطاقة الرئيس، وهو الغاز من روسيا التي كانت تستحوذ على 33 إلى 40 في المئة من سوق الغاز الأوروبية، ففي ألمانيا نحو 40 في المئة من سوق الغاز كان روسية بالتالي، هذه العملية استبدلت بصورة كبيرة بمصادر أميركية ودفعت أوروبا فاتورة ضخمة نتيجة الهرولة خلف الولايات المتحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف المتخصص الاقتصادي "مثل هذه السياسات قد تضعف كتلة اليورو، وأيضاً ستصب في مصلحة أميركا، في حين سيكون المتضرر هو الاتحاد الأوروبي".
عودة ترمب
ويرى الطه أن عودة دونالد ترمب للرئاسة الأميركية قد تثير مواضيع أخرى تتعلق باتفاقات دولية، وقد يفرض ترمب شروطاً على أوروبا مثل زيادة المساهمة النقدية لدول الاتحاد الأوروبي في حلف "الناتو" على سبيل المثال، بالتالي قد تشكل تلك العودة عبئاً كبيراً على كاهل الاتحاد الأوروبي أو دول "الناتو".
وختم الطه بالقول، "من المتوقع أن تكون هناك تغييرات مع قدوم اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في عديد من الدول الأوروبية".