Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معاناة نازحي سنجة السودانية تتفاقم ومبادرات لمساعدتهم

أكثر من 55 ألف شخص فروا من المدينة مع امتداد النزاع بين الجيش و"الدعم السريع"

جهز رجال أعمال ومواطنون كميات من الأطعمة ومياه الشرب وغيرها وقدموها للنازحين (مواقع التواصل)

ملخص

أكدت مجموعة "محامي الطوارئ" أن "مئات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من مختلف أنحاء ولاية سنار كابدوا على مدى أربع ليال رحلة نزوح جماعية قسرية إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق هرباً من القتال والانتهاكات التي شهدتها مدينة سنجة عقب استيلاء "الدعم السريع" عليها في مأساة وكارثة إنسانية يغض الضمير العالمي البصر عنها.

فما مصير هؤلاء؟

عاش السودانيون لحظات مؤلمة وهم يشاهدون مقاطع مصورة جرى تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر صراخاً ونداءات لمئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى من شدة الجوع والعطش وآلام السير في رحلة نزوحهم القسري من مدينة سنجة (تبعد 360 كيلومتراً عن الخرطوم) وضواحيها باتجاه مدن شرق البلاد، بخاصة القضارف عقب سيطرة قوات "الدعم السريع" على هذه المدينة في الـ29 من يونيو (حزيران) الماضي بحثاً عن الأمان.

وقضى معظم هؤلاء النازحين ما بين ثلاث وأربع ليال في الطريق سيراً على الأقدام قبل وصولهم إلى وجهة نزوحهم الجديدة، إذ تقطعت بهم السبل في طريق وعر يربط بين مدينتي الدندر والقضارف، لكن سرعان ما تفاعل مواطنو عدد من المناطق، إذ وصل إليها النازحون، مع نداءات الاستغاثة التي أطلقها الناشطون لإنقاذ العالقين في الطرقات والعراء بمدهم بالطعام وماء الشرب والدواء.

 

وقام رجال أعمال ومواطنون بتجهيز كميات من الأطعمة المختلفة ومياه الشرب وغيرها من المستلزمات الخاصة بالأطفال والنساء والمرضى وتقديمها لهؤلاء النازحين الذين بلغ عددهم بحسب حكومة ولاية القضارف التي استقبلت العدد الأكبر منهم 120 ألف نازح سجل وحصر 90 ألفاً منهم عبر التدخل الفوري والسريع من قبل وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية وأكثر من 20 منظمة وطنية دولية.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أفاد في نشرته عن السودان الثلاثاء الماضي بأن أكثر من 55 ألف شخص فروا من مدينة سنجة مع امتداد النزاع بين الجيش و"الدعم السريع".

انتهاكات ومفقودون

ولأن الطريق الذي سلكه النازحون وعر، فضلاً عما حدث من انتهاكات وعمليات سلب للسيارات والممتلكات الخاصة بالفارين من ويلات الحرب فقد عدد من النازحين، وأفادت مبادرة "مفقود" السودانية التي تتابع حالات المفقودين من المدنيين خلال المعارك والاشتباكات بأن عدد الأطفال المفقودين ومن ضمنهم أطفال رضع وحديثو ولادة بلغ 91 طفلاً من أطفال مدينة سنجة. وفاقم هذه المشكلة الانقطاع شبه الكامل لخدمات الاتصالات والإنترنت في ولاية سنار إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي، مما صعب عملية التواصل، بيد أن ناشطين أطلقوا حملة باسم "نداء مفقود من سنجة"، فضلاً عن منصة على "فيسبوك" تتبادل من خلالها المعلومات حول الأسر والأفراد المفقودين ومشاركة أسمائهم وصورهم، وأسهمت هذه الحملة في العثور على عدد من المفقودين نتيجة هذه المشاركات والتفاعل الكبير من قبل عدد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

مأساة كارثية

وفي رصدها لمعاناة هؤلاء النازحين أكدت مجموعة "محامي الطوارئ" أن "مئات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من مختلف أنحاء ولاية سنار كابدوا على مدى أربع ليال رحلة نزوح جماعية قسرية إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق هرباً من القتال والانتهاكات التي شهدتها مدينة سنجة عقب استيلاء "الدعم السريع" عليها في مأساة وكارثة إنسانية يغض الضمير العالمي البصر عنها كما هي الحال على مدى أكثر من 15 شهراً من الجحيم يعيشها الشعب السوداني تحت وطأة الصراع العبثي لجنرالات متعطشين للسلطة". وتابعت المجموعة "مئات من المفقودين وآلاف من الأسر انقطعت سبل التواصل معهم لانعدام شبكة الاتصالات، وتعرض آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى للموت بسبب الجوع وعدم توفر الأدوية على أرصفة الطرق الرابطة بين ولاية سنار وولايتي النيل الأزرق والقضارف، إذ قطعوا عشرات الأميال سيراً على الأقدام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفتت مجموعة "محامي الطوارئ" إلى أن طرفي القتال يفاقمان المعاناة من خلال فرض قيود على المعابر الرئيسة ومنع الفارين من التحرك. وحثت المجموعة المجتمع الدولي على القيام بواجبه بالضغط على الطرفين من أجل وقف الأعمال القتالية والوصول إلى وقف إطلاق نار عاجل ينهي أشنع كارثة إنسانية تعيشها البشرية في العالم اليوم، فضلاً عن دعوتها وسائل الإعلام العالمي والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في حقل الدفاع عن حقوق الإنسان لتسليط الضوء "على أكبر موجة نزوح قسري في العصر الحديث بسبب النزاع المسلح المدمر الذي أجبر أكثر من 12 مليون مدني على النزوح من مدنهم وقراهم إلى المجهول والجوع والمرض".

ودانت المجموعة "تمديد قوات ’الدعم السريع‘ نطاق العمليات العسكرية ليشمل مناطق آمنة توفر الحماية لمئات آلاف النساء والأطفال وكبار السن من المدنيين والتعدي على ممتلكات المدنيين وفرض قيود على حركتهم وانتهاك كرامتهم، إضافة إلى استمرار القوات المسلحة مواصلة النزاع المسلح وتعريض سلامة مئات آلاف المدنيين للخطر والتشرد واستخدامهم دروعاً بشرية"، مطالبة بصورة فورية بفتح جميع المعابر والسماح للمدنيين العالقين بالتحرك بحرية ومن دون قيود، "إذ إن كل مخالفتهم وانتهاكاتهم للقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي موثقة، ولن تسقط بالتقادم، وسيحاسبون عليها عاجلاً أم آجلاً".

نقص الغذاء

يخوض الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ الـ15 من أبريل (نيسان) 2023 حرباً انطلقت من الخرطوم، ثم شملت ولايات عدة بخاصة دارفور والجزيرة وسنار وجزء من كردفان والنيل الأبيض والنيل الأزرق، وخلفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح بينهم 1.7 مليون فروا إلى دول الجوار، بخاصة مصر وتشاد وجنوب السودان وأوغندا وإثيوبيا وكينيا.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي شمل 12 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد.

المزيد من متابعات