Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطر "أزمة مالية" وتراجع اقتصادي إثر الانتخابات في فرنسا

ماكرون يرفض استقالة أتال طالبا البقاء في منصبه

ملخص

تجمع آلاف الأشخاص في ساحة الجمهورية في باريس للاحتفال بخسارة اليمين المتطرف الاستحواذ على الغالبية المطلقة في الانتخابات التشريعية الفرنسية.

 حذر وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير من خطر "أزمة مالية" و"تراجع اقتصادي" يطرحه "المعطى السياسي الجديد" في فرنسا الناجم عن انتخابات تشريعية لم تنبثق عنها أي غالبية.
ورأى برونو لومير الذي يتولى هذه الحقيبة الوزارية منذ العام 2017 عند وصول إيمانويل ماكرون إلى الرئاسة، عبر منصة اكس أن "تطبيق برنامج الجبهة الشعبية الجديدة" التي تصدرت انتخابات الأحد "سيقضي على نتائج السياسة التي طبقناها في السنوات السبع الأخيرة".

في المقابل، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين من رئيس الوزراء غابريال أتال الذي أتى لتقديم استقالته، البقاء في منصبه "في الوقت الراهن لضمان استقرار البلاد" على ما أعلن القصر الرئاسي. وأضافت الرئاسة غداة الانتخابات التشريعية التي شهدت فوز تحالف اليسار أمام المعكسر الرئاسي ومن بعده اليمين المتطرف، أن ماكرون "شكر أتال على قيادته حملتي الانتخابات الأوروبية والتشريعية".

المفاجأة

بعد المفاجأة التي أتت بها نتائج الانتخابات التشريعية مفرزة جمعية وطنية مشرذمة بين ثلاث كتل تبدأ الطبقة السياسية الفرنسية اليوم الإثنين المداولات لبناء غالبية مجهولة المعالم وتعيين رئيس للوزراء.

كان يتوقع أن يتصدر اليمين المتطرف الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، إلا أنه حل ثالثاً، بعد أن تشكلت "جبهة جمهورية" من جانب اليسار والوسط في الفترة الفاصلة بين الدورتين الانتخابيتين، حرمته من الوصول إلى السلطة. إلا أنه حقق تقدماً لافتاً مع توقع حصوله على 135 إلى 145 نائباً.

ومن دون حصول أي طرف على الغالبية المطلقة وحلول تحالف يساري هش في الصدارة يتعين عليه الصمود أمام تحدي وحدة الصف، ومعسكر رئاسي استطاع إنقاذ ماء الوجه، لكنه لا يمكنه الاستمرار بمفرده، تجد فرنسا نفسها اليوم الإثنين في أجواء غير مسبوقة مطبوعة بعدم اليقين.

اليسار يكسر التوقعات

تحدت الجبهة الشعبية الجديدة التوقعات وأصبحت القوة الأولى في الجمعية الوطنية مع 177 إلى 198 نائباً متقدمة على المعسكر الماكروني، وإن كانت تبقى بعيدة من الغالبية المطلقة المحددة بـ289 نائباً، إلا أنها قد تثبت سريعاً أنها قوة لا يمكن الالتفاف عليها.

إلا أن الحزب الرئيس فيها "فرنسا الأبية" الذي ينتمي إلى اليسار الراديكالي هو محور توترات كثيرة فيما زعيمه جان لوك ميلونشون الاستفزازي لكنه يتمتع بكاريزما معينة ينفر حتى البعض في صفوف معسكره.

مرشح رئاسة الوزراء

ودعت النائبة عن "فرنسا الأبية" كليمانتين أوتان نواب الجبهة الشعبية الجديدة إلى الاجتماع اليوم الإثنين "في جلسة عامة" لاقتراح مرشح لرئاسة الوزراء على ماكرون "لا يكون (الرئيس السابق الذي انتخب نائباً أمس الأحد) فرنسوا هولاند ولا جان لوك ميلونشون". وتمنت أن "تكون الجبهة الشعبية الجديدة على تنوعها قادرة على القول إنها قبة الميزان التي تسمح بالحكم".

أما النائب فرنسوا روفان الذي انفصل نهائياً عن "فرنسا الأبية" فدعا من جهته إلى الحكم "بلطف"، في انتقاد مبطن لميلونشون الذي سبق وترشح ثلاث مرات للانتخابات الرئاسية، والذي يصفه بأنه من أنصار "الغوغاء والغضب".

 

وتشير كريستيل كرابليه من معهد "بي في أي" لاستطلاعات الرأي في هذا الإطار إلى "عدد من نقاط عدم اليقين. هل هناك هيمنة لـ"فرنسا الأبية"؟ هل هناك إعادة ضبط في صفوف الاشتراكيين؟ من يرغب بالحكم وعلى أساس أي برنامج؟".

وحققت الغالبية الرئاسية التي حلت ثانية بعد أن صمدت بصورة غير متوقعة 152 إلى 169 نائباً.

ماكرون يتريث

وأعلن قصر الإليزيه مساء أمس الأحد أن ماكرون الذي لم يعلق رسمياً بعد سينتظر "تشكيلة" الجمعية الوطنية ليقرر من سيعين في منصب رئيس الوزراء.

وقال رئيس الوزراء غابريال أتال إنه سيقدم استقالته اليوم الإثنين، لكنه مستعد للبقاء في منصبه "ما دام الواجب يستدعي"، خصوصاً مع استضافة باريس دورة الألعاب الأولمبية قريباً. ورحب بنتائج الانتخابات قائلاً "لا يمكن لأي من المتطرفين قيادة غالبية مطلقة".

وحذر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من أن الغالبية المنتهية ولايتها ستضع "شروطاً مسبقة لأي نقاش" من أجل تشكيل غالبية جديدة ذاكرا العلمانية والبناء الأوروبي ودعم أوكرانيا.

وختم بقوله إن ميلانشون "والبعض من حلفائه لا يمكنهم حكم فرنسا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اليمين يفقد الغالبية

أما "التجمع الوطني" فقد حقق تقدماً في البرلمان إلا أنه تخلف كثيراً عن الغالبية النسبية أو المطلقة التي كان يحلم بها.

وأعلنت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن "نصرنا مؤجل فحسب. المد يرتفع. لم يرتفع بالمستوى الكافي هذه المرة، لكنه يستمر بالصعود"، مضيفة "لديَّ خبرة كبيرة تكفي لكيلا أشعر بخيبة أمل بنتيجة ضاعفنا فيها عدد نوابنا". أما رئيس "التجمع الوطني" جوردان بارديلا فقد حمل على "تحالف العار" الذي شكلته الجبهة الجمهورية في وجه معسكره.

والتجمع الوطني هو القوة الوحيدة التي حسمت اليوم الإثنين أنها ستكون في معسكر المعارضة، لكن مع صوت أقوى داخل الجمعية الوطنية. ولا تزال مارين لوبن تضع نصب عينيها الانتخابات الرئاسية في عام 2027، لكن عليها في الوقت الراهن أن تدرك أن غالبية من الفرنسيين لا تزال ترفض أن يتولى اليمين المتطرف الحكم.

احتفال بهزيمة اليمين

ومساء أمس الأحد تجمع آلاف الأشخاص في ساحة الجمهورية في باريس للاحتفال بهزيمتها في أجواء فرح مع إطلاق ألعاب نارية واحتفالات صاخبة فيما غنى البعض النشيد الوطني.

وفي ساحة أخرى شرق باريس عبر ناشطون ومناصرون لليسار عن فرحتهم وارتياحهم، وقد بكى بعضهم.

وقال دليل دياب الموظف في النقل اللوجيستي خلال تجمع لـ"فرنسا الأبية"، "ما زلت متأثراً، الأمر لا يصدق، ثمة أمل كبير في مستقبل فرنسا. ما يحدث تاريخي. إنه بمثابة تحرر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات