Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يعني فوز شين فين الانتخابي بالنسبة إلى مستقبل إيرلندا الشمالية؟

سيعاني ستارمر كثيراً لو حاول تجاهل الدعوات إلى إجراء استفتاء حول إعادة توحيد الجزيرة الإيرلندية

تعرض الحزب الوحدوي الديمقراطي لصدمة زلزالية عندما خسر إيان بايزلي مقعده في شمال أنتريم (رويترز)

ملخص

هل يؤثر فوز حزب شين فين في الانتخابات في مستقبل توحيد إيرلندا وسط تمنع رئيس الوزراء الجديد في شأن إجراء استفتاء بهذا الصدد وتوطيد علاقة الوزيرة الأولى الجديدة بالملك تشارلز؟

أحد أهم النجاحات التي برزت خلال الانتخابات العامة الأخيرة البريطانية تعود إلى حزب لن يكون ممثلاً في مجلس العموم. بدلاً من ذلك، سيستخدم حزب شين فين هذا الإنجاز التاريخي في حملته الساعية إلى إخراج إيرلندا الشمالية من المملكة المتحدة.

أصبح هذا الحزب القومي الإيرلندي أحد أكبر أحزاب الإقليم الممثلة في وستمنستر. وهو في الأصل أكبر الأحزاب في مجلس ستورمونت وعلى مستوى الحكومة المحلية في البلاد، بعد تشتت غريمه الحزب الوحدوي الديمقراطي بعد الخسارات الفادحة التي مني بها على نطاق غير متوقع.

ففي الانتخابات الأخيرة خسر الحزب الوحدوي الديمقراطي ثلاثة من أصل مقاعده الثمانية التي كان قد أمنها في الانتخابات الماضية. أما الخسارة التي شكلت المفاجأة الكبرى - وهي خسارة رمزية إلى حد كبير - فكانت خسارة السياسي إيان بايزلي جونيور في دائرة شمال أنتريم التي تسيطر عليها عائلته لأكثر من 50 عاماً. في الماضي كانت الدائرة ممثلة من قبل أحد أكثر السياسيين الإيرلنديين الشماليين إثارة للجدل في حقبة الأحداث الإيرلندية، وهو والده والوزير الأول السباق في إيرلندا الشمالية، القس إيان بايزلي.

خسر الحزب أيضاً مقعده عن دائرة لاغان فالي، الذي كان قد أخلي من قبل زعيم الحزب السابق سير جيفري دونالدسون، الذي يواجه اتهامات باعتداءات جنسية، مما أدى إلى تراجع غالبيته الحزبية في أماكن أخرى، إذ كان حزب شين فين على وشك الفوز بمقعد دائرة لندنديري الشرقية بفارق بلغ 179 صوتاً فحسب، وهو كان دوماً مقعد الدائرة التي كثيراً ما كانت وفية للحزب الوحدوي الديمقراطي.

لن يتولى حزب شين فين مقاعده في مجلس العموم، كما كان الوضع عليه على مدى أكثر من قرن من الزمن، بهدف إظهار معارضة الحزب الحكم البريطاني في إيرلندا الشمالية. وبدلاً من ذلك سيستخدم موقع القوة الذي حظي به حالياً للضغط على حكومة حزب العمال الجديدة للموافقة على جدول زمني نهائي لإجراء استفتاء يتعلق بتوحيد الجزيرة الإيرلندية.

وكان سير كير ستارمر قد قال إن تصويتاً من ذلك النوع "لن يحدث في المستقبل المنظور"، وإنه سيطلق حملات تروج لبقاء إيرلندا الشمالية كجزء من المملكة المتحدة في حال اتخذ مثل ذلك القرار خلال السنوات المتبقية من عمره. إلا أن اتفاق السلام في إيرلندا المعروف "باتفاق الجمعة العظيمة" كان قد نص على أنه يمكن الدعوة إلى استفتاء في شأن التوحيد في حال "بدا مرجحاً" أن غالبية في الإقليم تدعم قيام إيرلندا موحدة. لكن القوميين الإيرلنديين يعتقدون أن التاريخ والفرصة السياسية تصب في مصلحة مثل ذلك التوجه حالياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويفيد حزب شين فين بأن التطورات تتسارع في بيئة متحركة وديناميكية. وتصر ميشيل أونيل، التي أصبحت أول مسؤولة من القوميين الإيرلنديين يتم تعيينها في منصب الوزير الأول منذ قيام إيرلندا الشمالية ككيان تحكمه غالبية بروتستانتية في عام 1921، على أن التصويت من أجل توحيد الجزيرة هو أمر محتمل قريباً.

وكانت السيدة أونيل، التي اعتقل والدها بوصفه عضواً في الجيش الجمهوري الإيرلندي، جناح "القيادة الموقتة" الذي كان ابن عمها، وهو أيضاً عضو في الجيش الجمهوري الإيرلندي، قد قتل في إطلاق للنار على يد القوات البريطانية الخاصة SAS في عام 1991، قد تبادلت الرسائل مع الملك تشارلز، وحضرت حفل تتويجه، وكانت قبل ذلك قد حضرت جنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

علاوة على ذلك، أعلنت السيدة أونيل أنه قد: "حان وقت التغيير، وحان الوقت بالنسبة إلى الإيرلنديين لاستعادة حق تقرير مصيرنا. الفرصة سانحة أمامنا اليوم للقيام بشيء أفضل".

في وقت سابق من هذا العام، أفادت أونيل بأنها "تدحض بقوة" استبعاد فكرة إقامة الاستفتاء قريباً. "هناك كثير من الأمور في طور التغيير، كل الأعراف القديمة، وطبيعة الدولة، والواقع بأن القوميين الجمهوريين لم يكونوا في يوم من الأيام ليشغلوا منصب الوزير الأول، وكل ذلك يعكس التغييرات التي هي في صدد التحقق"، بحسب ما قالت.

إشارة إلى أن السكان من الكاثوليك يفوقون عددياً البروتستانت في إيرلندا الشمالية. وعلى رغم ذلك، فإن نتائج استطلاعات الرأي تستمر في الإشارة إلى أن الغالبية قد تصوت لمصلحة البقاء جزءاً من المملكة المتحدة، بدلاً من الانضمام إلى الجمهورية الإيرلندية.

لكن الدعم للقوى الوحدوية الإيرلندية هو اليوم مفتت ويتوزع على ثلاثة أحزاب مختلفة.

لقد قام الحزب الوحدوي الديمقراطي مكان حزب ألستر الوحدوي بوصفه مركز القوة الأساسي، لكنه خسر مقعد دائرة "ثاوث أنتريم"، لمصلحة حزب ألستر الوحدوي مما يمنح الحزب، الذي كان مهيمناً خلال فترة طويلة من تاريخ إيرلندا الشمالية، مقعداً نيابياً واحداً فحسب.

لقد كان حزب الوحدويين الديمقراطيين في إيرلندا الشمالية لاعباً مهماً في برلمان المملكة المتحدة في وستمنستر، عندما دعم الحزب حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي بعد الانتخابات العامة في عام 2017، من خلال مقاعد ممثليه البرلمانية الـ10، وكان يلعب دوراً مؤثراً في النقاشات حول مسألة "بريكست". وكان الحزب قد عارض عملية فرض حدود تجارية في بحر إيرلندا، واصطدم مراراً مع حكومة المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة، وكان ينتظر ما إذا كان سيحصل على صفقة أفضل من قبل أي حكومة جديدة.

لقد خسر [إيان] بايزلي جونيور مقعده النيابي لمصلحة جيم أليستر، وهو من حزب الصوت الوحدوي التقليدي، الذي يعارض بقوة فكرة تقاسم السلطة في إيرلندا الشمالية، ويحاول التأثير في دعم حزب الديمقراطيين الوحدويين. وكان حزب الصوت الوحدوي التقليدي يتلقى الدعم من قبل حزب "ريفورم"، لكن السياسي نايجل فاراج كان قد منح دعمه الشخصي لصديقه المقرب إيان بايزلي جونيور. "أنا ربما موجود هنا على رغم عنك يا نايجل"، قال أليستر في خطاب النصر الذي ألقاه بعد فوزه بالمقعد النيابي.

إن "انهيار هيكل آل بايزلي على رؤوسهم" Fall of the House of Paisley، كما هو متداول اليوم، هو مؤشر واضح على أن الساحة في إيرلندا الشمالية في طور التحول. وعلى رغم أن رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر يبدو متمسكاً بموقفه، فإن الحملة من أجل إجراء استفتاء حول توحيد إيرلندا يقوده الوزير الأول، وهي تتحدر من عائلة خدمت في الجيش الجمهوري الإيرلندي، وقد بنت علاقات ودية مع الملك تشارلز، يمكن أن تفضي إلى تحقيق النجاح في مساعيها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء