ملخص
إخفاقات الحكومة وأزمة غلاء المعيشة واشتداد العنصرية في بريطانيا كلها أسباب تدفع الشباب المهاجرين من الأقليات إلى مغادرة البلاد، مما قد يلقي بثقله على الاقتصاد البريطاني.
تشير دراسة جديدة إلى أن واحداً من كل سبعة شباب بريطانيين من السود والآسيويين يضعون خططاً ملموسة لمغادرة المملكة المتحدة بسبب إخفاقات الحكومة والعنصرية والمخاوف الاقتصادية.
ووجد استطلاع أجرته مؤسسة "وورد أون ذا كيرب"Word on the Curb الاستشارية البحثية أن 15 في المئة من الشباب الذين تراوح أعمارهم ما بين الـ18 والـ34 سنة من هذه الفئة العمرية يبحثون بصورة حثيثة عن خيارات للهجرة، في حين قال 51 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم فكروا أخيراً في الانتقال إلى الخارج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن بين الأسباب الرئيسة المذكورة وراء الرغبة في المغادرة أشار 39 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إلى أزمة غلاء المعيشة، و28 في المئة إلى عدم رضاهم عن الحكومة الحالية، بينما قال 19 في المئة منهم إن عدم المساواة العرقية كان عاملاً من عوامل الهجرة. وقد أججت هذه الأرقام المخاوف من أن يؤدي "نزوح" الشباب البريطانيين من الجيل الأول والثاني من المهاجرين إلى توجيه ضربة أخرى للاقتصاد البريطاني، بحسب "وورد أون ذا كيرب".
وقالت عائشة، البالغة من العمر 26 سنة، التي تخطط لمغادرة المملكة المتحدة إلى دبي، لصحيفة "اندبندنت" إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة غلاء المعيشة أسهما في قرارها بالهجرة. وأضافت "هناك سلسلة من الأحداث التي أدت إلى اتخاذ قراري بالانتقال، وقد كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو السبب الحقيقي.
"أعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أكثر الأمور حقداً وكراهية للأجانب التي فعلتها حكومتنا تجاه الشباب، والتي حرمتنا من مزايا وجودنا في الاتحاد الأوروبي وفرصة التنقل بحرية في جميع أنحاء القارة".
"ومنذ ذلك الحين أخذ كل شيء يزداد سوءاً في العام الماضي أو نحو ذلك، من حيث جودة حياة الشباب".
وأوضحت عائشة التي تشعر بالإحباط بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات وغلاء المعيشة، مستلهمة من إحدى صديقاتها التي تركت بريطانيا بحثاً عن فرص أفضل، أن هذه عوامل إضافية تدفعها إلى مغادرة البلاد أيضاً. وأضافت "لا يمكنني تحمل كلف العيش في لندن بعد الآن. لا يمكنني العيش في المكان الذي نشأت فيه، وهذا ما يزعجني. يجب أن أذهب بعيداً جداً جداً".
"أرى أن كثيراً من سكان لندن ينتقلون إلى أماكن مثل ميدلاندز، وهذا يؤدي إلى تشريد الناس في ميدلاندز، لأن الإيجارات ترتفع، لذا نحن ننزح ونتسبب في نزوح أشخاص آخرين، وهو أمر لا يعجبني".
يهدف مدير المشاريع فولو البالغ من العمر 33 سنة إلى العثور على مكان يمكنه أن يزدهر فيه على الصعيدين المهني والشخصي بعيداً من المشهد الاجتماعي المتدهور الذي يتسم باشتداد العنصرية والمشاعر المعادية للمهاجرين في المملكة المتحدة.
وتظهر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات أن جرائم الكراهية العرقية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز قد زادت بنسبة 190 في المئة في السنوات الـ10 الماضية.
وقال فولو "إذا كانت هناك مشكلة رئيسة واحدة تجعلني أرغب في مغادرة البلاد، فهو مستوى العنصرية". وأضاف "أصبح الأمر ملموساً عندما أجرينا استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم أصبح واضحاً كالشمس عندما وقعت حادثة جورج فلويد، و’حياة السود مهمة‘".
وفي إشارة إلى مشروع قانون رواندا قال إن المهاجرين "يتعرضون للإذلال" في المملكة المتحدة.
ووجد تقرير "الجنيه الأسود" الذي نشر عام 2022 أن حصة شرائح المستهلكين السود والآسيويين ومتعددي الأعراق في المملكة المتحدة من الدخل السنوي القابل للإنفاق تبلغ 4.5 مليار جنيه استرليني مع 375 مليون جنيه استرليني متاح للإنفاق شهرياً.
وتحذر "وورد أون ذا كيرب" من أن نزوح الشباب البريطانيين السود والآسيويين يعني أن الاقتصاد سيخسر جزءاً كبيراً من هذه القوة الشرائية.
وقال الرئيس التنفيذي ندوبويزي أوتشا "عبر المشاركون عن مخاوفهم من الأزمة الاقتصادية في البلاد وإعاقة الحراك الاجتماعي والاقتصادي إلى المخاوف في شأن تربية الأطفال في المدن الكبرى وأزمة الإسكان المحبطة".
"هذه التجارب غالباً ما تهمش الشباب البريطانيين من الأقليات وتؤثر سلباً في صحتهم النفسية والعاطفية".
واستطلعت "وورد أون ذا كيرب" آراء 1600 شخص من الأقليات العرقية، إذ وصف أكثر من ثلثي الشباب البريطانيين الذين شملهم الاستطلاع جودة الحياة في المملكة المتحدة بالمتدنية. وكان هذا الموقف واضحاً بصورة خاصة في أوساط المثليين ومجتمع الميم.
وتشمل الوجهات المفضلة للانتقال للعيش خارج المملكة المتحدة، أوروبا (33 في المئة)، وآسيا (30 في المئة)، وأميركا الشمالية (24 في المئة)، والشرق الأوسط (22 في المئة).
ويسلط بحث "وورد أون ذا كيرب" الضوء أيضاً على المخاوف الأوسع نطاقاً داخل مجتمعات السود والآسيويين والأقليات.
وفي حين ينظر إلى الاقتصاد وأزمة غلاء المعيشة على أنها أهم القضايا التي يجب على الحكومة معالجتها (45 في المئة) سلط الضوء على الرعاية الصحية (21 في المئة) والإسكان (27 في المئة).
إضافة إلى ذلك يشعر أكثر من ربع المشاركين في الاستطلاع (27 في المئة) بالشك حيال نتائج الانتخابات المقبلة.
© The Independent