Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زعماء الـ "ناتو" يتجهون نحو واشنطن بينما أنظارهم على ترمب

يسعى قادة الدول الأعضاء وغيرهم إلى إيجاد لغة مشتركة مع الرئيس السابق الذي تزداد فرص عودته للبيت الأبيض

 أعلن ترمب أنه سينهي الحرب بمفرده من خلال إجبار كييف وموسكو على التوصل إلى اتفاق سلام  (أ ف ب)

ملخص

تواصل المسؤولين الغربيين مع حملة ترمب أصبح معتاداً، ويقول كيث كيلوغ الذي تقلد مناصب قيادية كبرى في مجلس الأمن القومي بين عامي 2016 و2020، ومن المتوقع أن يلعب دوراً في إدارة ترمب الثانية، إنه "منذ نوفمبر 2023 كان لدينا ما يزيد على 160 اتصالاً مع مسؤولين أجانب، بما في ذلك سفراء ووزراء خارجية ودفاع".

بينما يتجه زعماء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى واشنطن اليوم استعداداً لقمة استثنائية للاحتفال بمرور 75عاماً على تأسيس الحلف العسكري الذي نشأ بهدف تأمين دفاع مشترك عبر الأطلسي في مواجهة الاتحاد السوفياتي، تخيم الانتخابات الأميركية على القمة إذ يتطلع قادة ومسؤولو الدول الأوروبية إلى التفاهم مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب الذي تزداد فرص عودته للبيت الأبيض في ظل ضعف منافسه الرئيس الحالي جو بايدن.

ووفق وسائل إعلام أميركية فإن قادة الدول الأعضاء في التحالف يسعون إلى إيجاد لغة مشتركة مع ترمب الذي أثار استياء حلفاء الولايات المتحدة خلال فترته الرئاسية السابقة بين عامي 2016 و2020، مشككاً في جدوى حلف الـ "ناتو" ومطالباً بمساهمات مالية أكبر من قبل الدول الأوروبية في موازنة الحلف، حتى إنه أثار أخيراً احتمال عدم تقديم الحماية للدول التي لا تسهم بشكل كاف في موازنة الدفاع. 

كما تتعلق المخاوف الأكثر إلحاحاً للحلفاء بحرب أوكرانيا بعدما أعلن ترمب أنه سينهي الحرب بمفرده من خلال إجبار كييف وموسكو على التوصل إلى اتفاق سلام قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، ومع مطالبة موسكو أوكرانيا بالتخلي عن مساعيها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي والتنازل عن مساحات واسعة من أراضيها، يخشى بعض أعضاء الحلف من أن يحاول ترمب إرغام كييف على الاستسلام، أو قد لا يستمر في إرسال الأسلحة اللازمة إلى الجيش الأوكراني لمواصلة القتال.

تواصل قادة العالم مع ترمب

ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن قادة الدول الأوروبية ومسؤوليهم يسعون إلى التواصل مع ترمب وحملته، فمنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تلقى مسؤولو حملته والدائرة المحيطة ما يزيد على 160 اتصالاً أجنبياً، ومن بين هؤلاء رئيس بولندا أندجي دودا الذي التقى الرئيس السابق في عشاء جمعهما في برج ترمب بنيويورك خلال أبريل (نيسان) الماضي، وقال إنه تحدث مع ترمب في شأن الأهمية الإستراتيجية لأوكرانيا، وإضافة إلى الإفصاح عما تناولاه سوياً من "لحم مشوي لذيذ"، قال دودا "أوضحت له وجهة نظري وتقييمي للوضع"، مضيفاً أنه عمل بنجاح مع ترمب خلال إدارته السابقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول كيث كيلوغ الذي تقلد مناصب قيادية كبرى في مجلس الأمن القومي خلال إدارة ترمب ومن المتوقع أن يلعب دوراً في إدارته المستقبلية، إن تواصل المسؤولين الغربيين مع حملة ترمب أصبح معتاداً، مضيفاً أنه "منذ نوفمبر 2023 كان لدينا ما يزيد على 160 اتصالاً مع مسؤولين أجانب، بما في ذلك سفراء ووزراء خارجية ودفاع، ولقد تحدثنا معهم جميعاً ببساطة، ومن الناحية السياسية فهم يقومون بالتحوط في شأن رهاناتهم".

وتقول الصحيفة إن عدم القدرة على التنبؤ بترمب جعل مهمة التواصل معه من قبل الحكومات أكثر صعوبة، بخاصة وأن الحملة لم تحدد رسمياً أشخاصاً بعينهم لتمثيله في السياسة الخارجية، ومع محدودية الرؤية حول من سيؤثر فيه من الحكومة الجديدة، تستفيد بعض الدول من أية اتصالات لديها أو تتواصل مع ترمب نفسه.

ودعا المستشار الألماني أولاف شولتز أعضاء من الكونغرس مؤيدين لترمب لتناول العشاء معه خلال زيارته لواشنطن في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكذلك في الشهر التالي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، كما قام كبير مساعديه وولفغانغ شميدت بزيارات عدة لواشنطن منذ الغزو الروسي، تضمنت العمل على بناء شبكة علاقات مع مؤيدي ترمب تشمل المانحين وأعضاء الكونغرس والمسؤولين السابقين في إدارته.

طي صفحة ضم أوكرانيا للـ "ناتو" 

ومع ذلك يقول مراقبون إن العلاقة الشخصية بين القادة قد لا تكون كافية للتغلب على الخلافات مع ترمب في شأن الـ "ناتو" الذي يتحرك أعضاؤه هذا الأسبوع لإعادة تأكيد هدفهم طويل المدى المتمثل في ضم أوكرانيا إلى الحلف، وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن إن بيان قمة الـ "ناتو" سيتضمن إشارات قوية للغاية لدعم الحلفاء لأوكرانيا في طريقها نحو التكامل الأوروبي الأطلسي.

وعلى النقيض من ذلك ألقى ترمب باللوم على الوعود الغربية بضم أوكرانيا إلى الـ "ناتو" في استفزاز روسيا لغزو البلاد في المقام الأول، وقال خلال مقابلة أجريت معه في يونيو (حزيران) الماضي مع البرنامج الإذاعي "All-In"، "أعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي وراء بدء هذه الحرب"، وخلال مناظرته مع الرئيس بايدن قال ترمب إنه إذا انتخب في نوفمبر المقبل فإنه سيسوي الحرب قبل أن يتولى منصبه في الـ 20 من يناير 2025، ولم يقدم ترمب تفاصيل حول كيفية خططه لإنهاء الصراع على رغم أنه قال إنه لن يقبل مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإقليمية.

لكن كيلوغ أوضح طريقة واحدة محتملة وصفها مراقبون بأنها تمثل انفصالاً جذرياً عن إستراتيجية التحالف الحالية، وكتب المسؤول السابق لمجلس الأمن القومي في إدارة ترمب الأولى كيلوغ وفريد ​​فليتز في ورقة بحثية نشرها "معهد السياسة الأميركية الأولى" أن الولايات المتحدة يجب أن تضغط من أجل وقف إطلاق النار، وإخراج عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي من طاولة المفاوضات لفترة ممتدة، ومن ثم دفع كييف وروسيا للتفاوض على السلام لوقف القتال.

وقال كيلوغ، "سنبلغ أوكرانيا أنها ما لم تقبل هذه الصفقة فإن دعمنا سيتوقف، وسنبلغ الروس أنهم ما لم يقبلوا بصفقة تفاوضية فسنمنح أوكرانيا كل شيء عسكري، ولم توافره الولايات المتحدة قبلاً بشكل كاف". 

والأسبوع الماضي أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ترحيبه بتصريحات ترمب في شأن السعي إلى تسوية لإنهاء القتال في أوكرانيا، على رغم نفيه أنه على علم بتفاصيل الخطة.

الـ "أندوباسيفك" أيضاً

ولا يقتصر التواصل الأجنبي مع ترمب على جيران الأطلسي، فوزير المالية الياباني السابق تارو أسو الذي يمثل الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي الحاكم في اليابان، التقى الرئيس الأميركي السابق أيضاً داخل برجه في أبريل الماضي، فاليابان التي من المتوقع أن يشارك رئيس وزرائها في قمة الـ "ناتو" مع شركاء آخرين، ترغب في ضمان ألا يفرض ترمب تعريفات جمركية على بضائعها، كما تسعى إلى تأمين الحفاظ على التحالف الأميركي - الياباني، ويرتبط مستشار الأمن القومي الياباني السابق شيغيرو كيتامورا بعلاقات تجارية مع نظيره السابق في إدارة ترمب روبرت أوبراين.

كما اتخذت أستراليا بالفعل خطوات يبدو أنها تستعد لعودة ترمب المحتملة للبيت الأبيض، إذ التقى رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون ترمب في مايو (أيار) الماضي، مما أثار تكهنات بأنه قد يصبح سفير أستراليا المقبل لدى الولايات المتحدة إذا عاد حزبه الليبرالي الذي ينتمي إلى "يمين الوسط" للسلطة خلال الانتخابات المقبلة

المزيد من تقارير