Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة لـ"الناتو" في واشنطن وسط غموض سياسي دولي

مواجهة روسيا ودعم أوكرانيا وعودة ترمب تتصدر أجندة قمة الأطلسي

الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن (أ ف ب)

ملخص

تستمر أعمال قمة حلف شمال الأطلسي حتى الخميس المقبل بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس "الناتو"

يتهيأ الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء لبدء أعمال قمة حلف شمال الأطلسي التي تستضيفها واشنطن وترمي إلى إظهار عزم في مواجهة روسيا وإبداء دعم لأوكرانيا، لكن الاجتماع تطغى عليه جهود يبذلها سيد البيت الأبيض للحفاظ على تأييد حزبه الديمقراطي لترشحه لولاية ثانية.

وسيحاول بايدن البالغ 81 سنة طمأنة الحلفاء خلال الاجتماع المستمر حتى الخميس المقبل بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف، حيال القيادة الأميركية وقدرته الشخصية على البقاء في الحكم وسط تزايد الدعوات التي تطالبه بالانسحاب من السباق الانتخابي.

حتى الآن، قاوم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية الضغوط التي يمارسها عليه حتى بعض من أعضاء حزبه، وذلك بعد مناظرة كان أداؤه فيها كارثياً في مواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترمب الشهر الماضي وأثار تساؤلات حول قدرته العقلية والجسدية على البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية.

وسيفتتح الرئيس الأميركي القمة بخطاب في القاعة التي تم فيها توقيع المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي في العام 1949، ومن المتوقع أن يسلط الضوء على جهود بذلها لتعزيز هذا التكتل وتقويته.

ويبدو قادة التكتل تواقين للالتفاف حول مضيفهم، وقد شدد المستشار الألماني أولاف شولتس لدى مغادرته برلين الثلاثاء متوجها إلى واشنطن على أنه "غير قلق" إزاء الوضع الصحي لبايدن.

عودة ترمب

لكن في ظل الشكوك المحيطة بقدرة بايدن على الحكم، تدرس الدول الأخرى في التحالف المؤلف من 32 عضواً بقلق احتمال عودة ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخلال حملته الانتخابية، هدد نجم تلفزيون الواقع السابق بالقضاء على مبدأ الدفاع عن النفس بموجب المادة الخامسة من معاهدة إنشاء الحلف والتي تنص على أن أي هجوم تتعرض له دولة عضو يعتبر هجوماً على جميع الأعضاء.

لكن السياسة الأميركية لن تكون وحدها محط الاهتمام في القمة.

الحكومة الفرنسية المرتقبة

فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في الاجتماع في حين يواجه صعوبات في تشكيل حكومة بعد انتخابات تشريعية لم يحصل أي معسكر فيها على الغالبية، فيما سيشكل حضور رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر أول رحلة دولية له منذ تسلمه منصبه الأسبوع الماضي، في وقت يصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد أيام من اجتماع مثير للجدل عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبينما يصارعون حقل ألغام السياسة الأميركية، سيتعين على قادة دول الناتو أن يظهروا أنهم لم يصرفوا انتباههم عن واقع ساحة القتال في أوكرانيا.

زيلينسكي في قمة "الناتو"

يحل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القمة وسيلتقيه بايدن الخميس وفق البيت الأبيض. وقال زيلينسكي لدى وصوله إلى واشنطن عبر الفيديو "نحن نفعل وسنفعل دوما كل شيء لجعل الإرهابيين الروس يخسرون".

وأضاف "نناضل من أجل الحصول على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي. أنا واثق من أننا سننجح".

 

وحض "الولايات المتحدة وأوروبا على اتخاذ إجراءات حاسمة من شأنها تعزيز قدرات محاربينا".

وتجلى ضعف القوات الأوكرانية أمام ضربات روسية هزت أمس الإثنين عدة مدن أوكرانية.

من جهته قال الكرملين إنه يتابع القمة "باهتمام بالغ. واللهجة التي ستسود المحادثات والقرارات التي ستتخذ".

ومن المتوقع أن يكون الوعد بتقديم المزيد من الأسلحة أكبر انتصار يحصل عليه الرئيس الأوكراني في وقت تسعى قواته بصعوبة للحفاظ على مواقعها بعد عامين ونصف من بدء الغزو الروسي.

ووسط قلقهما من جر حلف شمال الأطلسي إلى حرب مع روسيا، سدت الولايات المتحدة وألمانيا الطريق على أي حديث عن منح أوكرانيا دعوة واضحة للانضمام إلى التكتل الدفاعي.

لكن دبلوماسيين يقولون إن طريق كييف إلى العضوية النهائية في إعلان القمة قد يوصف بانه "لا رجعة فيه"، قائلين إن كييف "على جسر" الانضمام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع أن يتعهد أعضاء الحلف بمواصلة دعم أوكرانيا أقله بالوتيرة نفسها المعتمدة منذ بدء الهجوم العسكري الروسي أي بما قدره 40 مليار يورو سنوياً، لعام إضافي على الأقل.

وسيتفقون كذلك على تعزيز دور الحلف في تنسيق عمليات تسليم الجيش الأميركي أسلحة لأوكرانيا في خطوة تهدف للمساهمة في حماية الإمدادات بمعزل عن أي تغييرات سياسية في واشنطن في حال فوز ترمب بالرئاسة.

الإنفاق الدفاعي الأوروبي

وزادت بلدان أوروبية منضوية في حلف شمال الأطلسي إنفاقها الدفاعي ردا على الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، ويسعى التكتل إلى تسليط الضوء على هذا الأمر لإقناع واشنطن بأنها ليست وحيدة في تحمل الأعباء المادية.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء سيوقعون تعهداً بشأن زيادة الإنفاق العسكري في مسعى لدفع شركات الصناعات الدفاعية لزيادة قدراتها.

وفي حين يعتبر حلف شمال الأطلسي روسيا أكبر تهديد له، يولي التكتل اهتماما أكبر للتحدي الذي تشكله الصين ويتهم بكين بأداء دور أساس على صعيد الإبقاء على قدرات موسكو الحربية من خلال إمداد قوات الكرملين بالتقنيات التي يحتاجها.

وطلبت السويد من الحلف تعزيز الجهود في ملف الصين لضمان دعم الولايات المتحدة حيث يوجه المرشح الجمهوري للرئاسة انتقادات للتكتل على هذا الصعيد.

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم "إذا أردنا أن ينظر شريكنا في أمور نعتبرها مشكلة، فعلينا أن نبدي التزاما إزاء مشاكله"، معتبرا أن التهديد الصيني يثير قلقا أكبر لدى الأميركيين مما يثيره التهديد الروسي.

وسيحضر قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية إلى واشنطن لتعزيز الروابط مع التحالف.

ونددت وزارة الخارجية الصينية بحملة "تشويه وهجمات" ضد بكين يقودها حلف شمال الأطلسي، وقالت إن التكتل يبحث عن ذريعة لتوسيع نطاق نفوذه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات