Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلينكن: الـ"ناتو" بدأ إرسال مقاتلات "إف- 16" إلى أوكرانيا

كييف ترفض أي مبادرات سلام من المنظور الروسي وتنفي سيطرة موسكو على بلدة ياسنوبروديفكا في دونيتسك

ملخص

أحدث الهجوم على مستشفى "أوخماتديت" للأطفال صدمة في البلاد وبين حلفاء أوكرانيا حيث الحرب مستمرة منذ أكثر من عامين.

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء، أن دول حلف الـ"ناتو" بدأت ترسل مقاتلات "إف-16" الموعود بها إلى أوكرانيا التي تطالب بتعزيز دفاعاتها ضد روسيا.

وقال بلينكن خلال قمة الحلف في واشنطن، "يجري في هذه اللحظات إرسال مقاتلات (إف-16) من الدنمارك وهولندا".

ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء، بإعلان بلينكن، معتبراً أن المقاتلات "تقرب السلام العادل والدائم".

إشارة للرئيس الروسي

وأعلن رئيس الوزراء النروجي يوناس غار خلال القمة أن أوسلو ستبدأ هذا العام بإرسال ست مقاتلات أميركية من طراز "إف-16" لأوكرانيا.

وتطالب أوكرانيا منذ فترة طويلة بطائرات غربية متقدمة. وأعطى الرئيس الأميركي جو بايدن في أغسطس (آب) الماضي الضوء الأخضر لإرسال طائرات "إف-16" أميركية الصنع إلى كييف على رغم مخاوف سابقة في شأن المدة التي ستحتاج إليها كييف للتدريب على الطائرات.

ولفت بلينكن إلى أن إرسال الطائرات يجب أن يكون إشارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحاً "يوجه ذلك ذهن فلاديمير بوتين نحو التركيز على أنه لن يصمد بعد أوكرانيا، وفي حال استمراره سيتعمق الضرر الذي سيستمر في إلحاقه بروسيا ومصالحها".

وتابع "إن أسرع طريقة للوصول إلى السلام هو عبر أوكرانيا قوية".

من جهة أخرى نقل التلفزيون الأوكراني عن المتحدث باسم الجيش نازار فولوشين قوله إن الجيش الأوكراني نفى اليوم الأربعاء تقارير تفيد بأن القوات الروسية سيطرت على بلدة ياسنوبروديفكا في منطقة دونيتسك الشرقية، مضيفاً أن "المعلومات المتداولة لا علاقة لها بالواقع، وبلدة ياسنوبروديفكا لا تزال تحت السيطرة الكاملة لقوات الدفاع الأوكرانية".

مبادرات مرفوضة

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لنظيره المجري بيتر سيارتو خلال محادثات في واشنطن اليوم إن أية مبادرات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا يجب ألا تستند إلى المنظور الروسي.

ويأتي اجتماع الوزيرين على هامش قمة حلف شمال الأطلسي عقب زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لكييف وموسكو وبكين لإجراء محادثات وصفها بأنها "مهمة سلام".

واقترح أوربان الذي دأب على معارضة تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته النظر في وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 28 شهراً، في مسعى إلى التعجيل بعملية السلام، لكن أوكرانيا رفضت الاقتراح.

وقال كوليبا عبر منصة "إكس" إنه أحاط سيارتو بالوضع الراهن في ساحة المعركة، مضيفاً "شددت على أننا لن نقبل بأية مبادرات سلام تنطلق من المنظور الروسي".

ويرفض مسؤولو كييف فكرة وقف إطلاق النار قائلين إنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الهجمات الروسية لاحقاً، وقالوا إنه لا بديل عن رؤية كييف لتسوية الصراع، والتي تشترط مغادرة القوات الروسية الأراضي الأوكرانية.

وفي رده على مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحها أوربان، عاود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على تخلي كييف عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تتنازل عن أربع مناطق أوكرانية تحتل روسيا أجزاء منها.

منطقة عازلة

وقال الكرملين اليوم الأربعاء إن الجيش الروسي لا يزال يعمل على إقامة "منطقة عازلة" في منطقة خاركيف بأوكرانيا لكن ذلك سيستغرق وقتاً.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في مايو (أيار) الماضي إن روسيا تعمل على إنشاء مثل هذه المنطقة من أجل حماية مناطقها الحدودية وبخاصة بيلغورود المتاخمة لخاركيف من الهجمات الأوكرانية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين حين سئل عن المدة التي ستستغرقها روسيا لضمان أمن بيلغورود "بالطبع يستغرق إنجاز هذه المهمة وقتاً طويلاً، العمل جار في هذا الاتجاه".

في سياق آخر قال بيسكوف إن روسيا سترد إذا سمحت بريطانيا لأوكرانيا بضرب بلاده بأسلحة بريطانية.

وذكرت بلومبيرغ أن رئيس الوزراء البريطاني المنتخب حديثاً كير ستارمر أشار إلى أن أوكرانيا يمكنها استخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.

وقال بيسكوف إن ذلك سيكون خطوة تصعيدية متهورة، كما قال ستارمر للصحافيين أثناء توجهه إلى واشنطن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الذكرى السنوية الـ75 لتأسيسه، إن القرارات المتعلقة باستخدام صواريخ ستورم شادو التي قدمتها بريطانيا لكييف تعود إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

وأضاف ستارمر أن المساعدات العسكرية البريطانية "لأغراض دفاعية، لكن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيف تستخدمها لهذه الأغراض الدفاعية".

ويؤكد هذا التصريح أن حزب العمال يتبع الموقف نفسه في شأن الصواريخ التي تطلق من الجو مثل حكومات "المحافظين" السابقة.

وقفت بريطانيا إلى جانب كييف منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وقدمت لها المال والأسلحة والتدريب.

وكانت بريطانيا أول دولة تقدم أسلحة بعيدة المدى للجيش الأوكراني عندما أعلنت في مايو الماضي أنها ستزوده بصواريخ ستورم شادو.

ويتوقع أن يؤكد ستارمر مجدداً دعم بريطانيا لأوكرانيا و"التزامها الراسخ" تجاه حلف الناتو خلال القمة التي من المقرر أن يلتقي خلالها بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

في وقت لاحق من اليوم قال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف جلادكوف، إن شخصاً قتل وأصيب سبعة آخرون في قصف أوكراني لبلدة شيبيكينو الحدودية الروسية.

وأضاف جلادكوف أن ثلاثة مبان سكنية متعددة الطوابق ومنشآت تجارية ومؤسسة صناعية و20 مركبة أصابها الدمار في القصف.

وتتعرض شيبيكينو ومنطقة بيلغورود لهجوم متكرر بالقذائف والطائرات الأوكرانية المسيرة في الحرب التي دخلت الآن عامها الثالث.

نقلت صحيفة فيردينز جانج اليومية اليوم عن رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره قوله في قمة لحلف شمال الأطلسي بواشنطن إن النرويج ستتبرع بست طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" لأوكرانيا.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن ستوره بأن من المقرر بدء التسليم هذا العام.

هجوم على سفينة حربية

ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية الأربعاء أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي قال إنه أحبط هجوماً على سفينة حربية واعتقل عميلاً لقوات العمليات الخاصة الأوكرانية، بينما قالت القوات الجوية الأوكرانية في وقت سابق إن روسيا أطلقت خمسة صواريخ و20 طائرة مسيرة لمهاجمة أوكرانيا في أثناء الليل وكانت البنية التحتية لميناء أوديسا من بين أهدافها.
ووُجهت انتقادات حادة لروسيا في مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء المتهمة بشن "هجمات منهجية" ضد مرافق طبية في أوكرانيا أوقعت قتلى.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه أمس أمام مركز أبحاث في واشنطن على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، إن عدد ضحايا القصف الروسي الذي استهدف أول من أمس الإثنين العاصمة كييف ومناطق أخرى ارتفع إلى 43 قتيلاً.

وقال زيلينسكي أمام معهد رونالد ريغن إن "43 شخصاً قتلوا" في القصف الصاروخي الروسي الذي دمر خصوصاً مستشفى للأطفال في العاصمة كييف.

وكانت الحصيلة السابقة للقصف 37 قتيلاً، بينهم 31 قتيلاً سقطوا في الغارة التي استهدفت مستشفى الأطفال. وأوضح زيلينسكي أن القصف أوقع أيضاً نحو 200 جريح.

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس ميسويا، إن "تنفيذ هجمات بشكل متعمد على مستشفى محمي (بالقانون الدولي) هو جريمة حرب ويجب محاسبة مرتكبيها". وأضافت "هذه الوقائع هي جزء من نمط مقلق لهجمات منهجية تستهدف مراكز الرعاية وغيرها من البنى التحتية المدنية في كل أنحاء أوكرانيا".

وأعلنت كييف أن مستشفى للأطفال أصيب بصاروخ روسي من نوع كروز مكوناته تم إنتاجها في بلدان أعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وقال مبعوث كييف لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا إن موسكو "استهدفت عمداً ربما أكثر الفئات ضعفاً وعزلاً في أي مجتمع" ليظهر لأعضاء المجلس ما قال إنه دليل على أن صاروخ كروز روسياً استهدف مستشفى الأطفال.

 

ووصفت مبعوثة الولايات المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد الضربات بأنها "تقشعر لها الأبدان". وأضافت "هجوم (الأمس) يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غير مهتم بالسلام. إنه مصمم على نشر الموت والدمار بمواصلته حربه العدوانية".

ووصفت مبعوثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد الضربات الروسية بأنها "جبانة" و"غير أخلاقية"، في حين قال المبعوث الفرنسي نيكولا دي ريفيير إن "روسيا استهدفت عمداً الأحياء السكنية والبنية التحتية للرعاية الصحية".

أما الصين التي تدعو منذ أمد إلى تسوية تفاوضية بين روسيا وأوكرانيا، فقالت إنه يتعين على الجانبين "إظهار إرادة سياسية وملاقاة بعضهما البعض في منتصف الطريق وبدء محادثات سلام في أقرب موعد". وقال مبعوث بكين فو كونغ إن بلاده "ستواصل على نحو فاعل الدفع باتجاه محادثات السلام".

روسيا تتهم أوكرانيا

وأصرت روسيا مجدداً على أن الأضرار التي لحقت بالمرفق الطبي سببها الدفاعات الجوية الأوكرانية، وقال مبعوثها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "لو كانت هذه ضربة روسية، لما بقي شيء من المبنى ولكان جميع الأطفال ومعظم البالغين قد قتلوا".

وأضاف نيبينزيا "نأسف حقاً لأن المجلس قد انجرف إلى حملة كييف الدعائية القذرة هذه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدوره، وجه الكرملين أصابع الاتهام إلى منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية، مؤكداً أنه لا "يضرب أهدافاً مدنية".

وأشارت ممثلة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أوكرانيا دانييل بيل إلى أن الأمم المتحدة تعتقد أن هناك "احتمالاً كبيراً" أن يكون مستشفى الأطفال في كييف أصيب "بضربة مباشرة" بصاروخ روسي.

يوم حداد في كييف

وأعلنت العاصمة الأوكرانية الحداد عقب الضربات التي أودت بحياة العشرات ودمرت أكبر مستشفى للأطفال في البلاد، وهي حصيلة قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث بين الأنقاض.

وتعهد زيلينسكي قائلاً "سنعيد بناء (مستشفى) أوخماتديت، وأنا على اتصال بالحكومة" بشأن هذا الموضوع. وأعلنت عشرات الشركات الأوكرانية عن تبرعات لهذه الأعمال.

وأشارت وزارة الصحة إلى أنه بين 630 مريضاً كانوا يعالجون هناك، نُقل 94 إلى مستشفيات أخرى في العاصمة، فيما اضطر أكثر من 465 شخصاً للعودة إلى منازلهم وبقي 68 في المباني التي لم تتضرر بالهجوم.

وأعلنت بلدية كييف يوم حداد في العاصمة وتم تنكيس الأعلام. وقال قائد القوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي "في يوم الحداد هذا على الضحايا الأبرياء في عاصمتنا ومدن أوكرانيا الأخرى، أنحني مع الشعب الأوكراني". وندد بـ "جريمة حرب" روسية "صدمت العالم بقسوتها" و"نحن الجنود الأوكرانيين لن نسامح عليها أبداً".

اجتماع طارئ لوكالة الطاقة الذرية

ويعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاً الجمعة المقبل بناء على طلب كييف، بعد الهجوم على مستشفى للأطفال يتعاون مع هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة، وفقاً لوثيقة غير منشورة قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها اطلعت عليها.

وكتب الرئيس الحالي للمجلس، السفير الأرجنتيني هولغر مارتينسن "في أعقاب رسالة بعثها لي ممثل أوكرانيا (...)، أبلغ الأعضاء بعقد اجتماع" الجمعة عند الساعة 10:00 (08:00 بتوقيت غرينتش) في مقر المنظمة بفيينا.

وتجتمع هذه الهيئة التي تضم 35 دولة، عادة كل ثلاثة أشهر، لكنها قد تجتمع أحياناً بناءً على طلب إحدى الدول الأعضاء.

وطلب وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو عقد اجتماع "نظراً إلى الوضع في أوكرانيا والهجوم الوحشي الذي شنته روسيا الاتحادية على مستشفى للأطفال في كييف يتلقى معدات ومساعدة فنية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

واعتبر غالوشتشنكو أن الهجوم "لا يعرض الأرواح للخطر فحسب، بل يشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً لمبادئ وقيم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويقوض أسس الأمن النووي الدولي".

في حال عاد ترمب

من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني إنه لا يمكنه التنبؤ بما سيفعله دونالد ترمب إذا فاز بالرئاسة الأميركية مجدداً في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن العالم بأسره بمن في ذلك بوتين ينتظر نتيجة التصويت. وأضاف زيلينسكي أنه يأمل ألا ينسحب ترمب من الحلف العسكري الذي تأسس قبل 75 سنة وأن تستمر الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا للتصدي للهجوم الروسي المستمر منذ أكثر من عامين.

وقال زيلينسكي عن ترمب "لا أعرفه جيداً"، موضحاً أنه عقد "اجتماعات جيدة" معه خلال فترة رئاسته  الأولى لكنه قال إن ذلك كان قبل الحرب الروسي على أوكرانيا في عام 2022. وأضاف "ليس بوسعي إخباركم بما سيفعله إذا تولى رئاسة الولايات المتحدة. لا أعرف".

ودأب ترمب على انتقاد حجم الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا وبلغ نحو 60 مليار دولار منذ بدء الحرب، ووصف زيلينسكي بأنه "أعظم مندوب مبيعات على الإطلاق".

ولدى سؤاله عن آراء بوتين بشأن بايدن وترمب، قال زيلينسكي بحذر "بايدن وترمب مختلفان تماماً، لكنهما يدعمان الديمقراطية. ولهذا السبب أعتقد أن بوتين سيكره كليهما".

المزيد من دوليات