Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قادة "الناتو" قلقون حيال روسيا والصين ويعززون دعم كييف

بكين تطالب "الأطلسي" بالتوقف عن "التحريض على المواجهة"... وتوافق داخل الحلف على أن أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه" نحو العضوية

ملخص

أعلنت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة واشنطن أمس الأربعاء أنها بدأت ترسل مقاتلات "أف-16" إلى أوكرانيا

 طالبت الصين اليوم الخميس حلف شمال الأطلسي بالتوقف عن "التحريض على المواجهة"، وذلك رداً على إبداء قادة الدول الأعضاء في الحلف "قلقهم العميق" حيال العلاقات الصينية- الروسية الوثيقة واتهامهم الصينيين بتقديم مساعدة حيوية لروسيا في حربها على أوكرانيا، بينما نُقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل جالوزين قوله اليوم إن تعاون أرمينيا مع حلف شمال الأطلسي يخاطر بتقويض أمنها وبزعزعة استقرار جنوب القوقاز. وقال جالوزين إن موسكو مستاءة لمشاركة يريفان في قمة الحلف في واشنطن.

تنديد صيني

من جهتها، اعتبرت البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بيان، "يجب على حلف شمال الأطلسي أن يتوقف عن تضخيم ما يسمى تهديداً صينياً، وأن يتوقف عن التحريض على المواجهة والتنافس، وأن يسهم بشكل أكبر في السلام والاستقرار في العالم".
وإذ أعربت الصين في بيانها عن "استيائها الشديد"، نددت بالبيان الصادر عن قادة الحلف و"المشبع بعقلية جديرة بالحرب الباردة وبخطاب عدائي" و"المليء بافتراءات".
ولطالما دعت الصين إلى إجراء محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، وتعهدت عدم تزويد موسكو بأسلحة، وأكدت تمسكها باحترام وحدة أراضي كل البلدان - بما في ذلك أوكرانيا. إلا أن بكين لم تدن قط تلك الحرب.
وشددت البعثة الصينية في بيانها على "أننا لم نقدم أبداً أسلحة فتاكة لأي من طرفي النزاع، ونحن نمارس رقابة صارمة على صادرات المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك الطائرات المدنية المسيرة".
وتابع البيان "الأزمة الأوكرانية مستمرة منذ فترة طويلة. من يصب الزيت على النار؟ من يؤجّج النيران؟ من يحاول الاستفادة منها؟ الجواب واضح للجميع"، ولم تسمّ بكين الجهة التي تتهمها، لكنها تقصد على الأرجح الغرب وبخاصة الولايات المتحدة التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.

الحلف قلق

وكان قادة دول حلف شمال الأطلسي أعربوا أمس الأربعاء عن "قلقهم العميق" حيال العلاقات الوثيقة الصينية- الروسية، واتهموا بكين بأداء دور رئيسي في مساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا.

وقال قادة دول الحلف في بيان صدر عن قمتهم المنعقدة في واشنطن إن الصين "أصبحت عامل تمكين حاسم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا من خلال ما يسمى شراكة بلا حدود معها، ومن خلال دعمها الواسع النطاق للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية".

وناشد القادة بكين "وقف كل دعم مادي أو سياسي للمجهود الحربي الروسي".

وأوضح البيان أن "ذلك يشمل نقل المواد ذات الاستخدام المزدوج، مثل مكونات الأسلحة والمعدات والمواد الخام التي تستخدم في قطاع الدفاع الروسي".

وشدد القادة في بيانهم على أن الصين "لا يمكنها أن تدعم أكبر حرب في أوروبا في التاريخ الحديث من دون أن يؤثر ذلك سلباً في مصالحها وسمعتها".

وصدر البيان قبل أن يشارك قادة كل من أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية في أعمال القمة اليوم الخميس.

وللعام الثالث على التوالي يشارك في قمة الناتو قادة الدول الأربعة الشريكة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ورفضت بكين بغضب بالفعل اتهامات حلف شمال الأطلسي، وتقول إن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة يبحث عن ذريعة لتوسيع نفوذه شرقاً.

وتدفع الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين منذ سنوات إلى إيلاء اهتمام أكبر للتهديدات التي تشكلها الصين.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ "أعتقد أن الرسالة التي بعث بها الحلف من هذه القمة قوية للغاية وواضحة للغاية، ونحن نحدد بوضوح مسؤولية الصين عندما يتعلق الأمر بتمكين روسيا من الحرب".

تعزيز المساعدات

وأعلنت الدول الأعضاء في الحلف خلال قمة واشنطن الأربعاء أنها بدأت ترسل مقاتلات "أف-16"إلى أوكرانيا.

وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الافتتاح الرسمي للقمة من أن "روسيا في حال حرب" بالنسبة إلى صناعة السلاح بمساعدة الصين وكوريا الشمالية.

وأضاف بنبرة قوية، بعد تساؤلات عن حاله الصحية وقدرته على خوض معركة المعسكر الديمقراطي قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن ندع الحلف بعيداً" من هذا التحدي.

وحتى قبل الافتتاح الرسمي للقمة، أعلنت دول عدة أعضاء في الناتو أنها بدأت بإرسال مقاتلات "أف-16" إلى أوكرانيا.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذه الخطوة، معتبراً أن المقاتلات "تقرب السلام العادل والدائم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال القمة "يجري في هذه اللحظات إرسال مقاتلات أف-16 من الدنمارك وهولندا". وأكد أنها "ستحلق في سماء أوكرانيا هذا الصيف".

وأعلن البيت الأبيض من جهته أن بلجيكا والنرويج التزمتا تقديم أجهزة أخرى لأوكرانيا التي تواجه وابلاً متزايداً من الصواريخ الروسية.

ويجتمع قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ضمن مجلس الحلف الأطلسي، الذراع السياسية العليا لـ"الناتو"، بعد أن أحيوا الثلاثاء الماضي الذكرى الخامسة والسبعين للتحالف العسكري الغربي.

وأكد بايدن مساء الثلاثاء أن الحلفاء سيزودون أوكرانيا ما مجموعه خمسة أنظمة دفاع جوي، بينها أربع بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة خصوصاً في اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية.

وستسهم في توفير هذا الدعم ألمانيا وهولندا ورومانيا وإيطاليا أيضاً.

وكثفت روسيا في الآونة الأخيرة ضرباتها الصاروخية على أوكرانيا والتي أوقعت 43 قتيلاً وأحدثت أضراراً في أكبر مستشفى أطفال في البلاد، في كييف. ودمرت الصواريخ الروسية أيضاً نصف قدرات إنتاج الكهرباء في أوكرانيا.

مع مرور أكثر من عامين على الحرب، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ مساء الثلاثاء إلى أن هذا الدعم "ليس أمراً بديهياً". وأتى كلامه خلال مراسم بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحلف في قاعة أندرو دبليو ميلون، حيث تم التوقيع على معاهدة الأطلسي التي أسست منظمة تحمل الاسم نفسه قبل 75 عاماً.

وقال "ليس هناك خيارات من دون كلفة مع وجود روسيا العدوانية كجارة"، مذكراً بأن "الكلفة الأعلى والأخطار الأكبر ستكون إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا".

"طريق لا عودة عنه"

توافقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة في واشنطن الأربعاء على الإقرار بأن أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه" نحو انضمامها إلى الحلف، وفق ما أكد دبلوماسيون.

وقالت الدول الـ32 في بيان مشترك وضعت عليه اللمسات الأخيرة لكنه لا يزال يتطلب موافقة قادة الأطلسي، "نواصل دعم (أوكرانيا) في مسارها الذي لا عودة عنه نحو اندماج يورو-متوسطي كامل، يشمل انضماماً إلى حلف شمال الأطلسي"، وفق المصادر نفسها.

وسيكرر الإعلان ما ذكر عن أن أوكرانيا ستتسلم دعوة رسمية للانضمام "عندما تتوافق الدول الأعضاء وتستوفى الشروط".

ويدفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نحو ضم بلاده للحلف الأطلسي الذي يعتبر أي هجوم على أحد أعضائه بمثابة هجوم على الجميع.

قادت الولايات المتحدة وألمانيا المعارضة لمنح أوكرانيا عضوية على الفور، إذ تعتقدان أن من شأن ذلك أي يزج الحلف بأكمله في حرب ضد روسيا التي تملك السلاح النووي وتحتل أجزاء من أوكرانيا.

وعبر الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب الذي انضمت بلاده مثل السويد لـ"الناتو" عقب الحرب الروسية ضد أوكرانيا عن "ارتياحه الشديد" للهجة القمة.

وقال "أعتقد أن من الأهمية بمكان توجيه رسالة للكرملين من هنا مفادها أن مسار وجسر عبور أوكرانيا إلى عضوية الناتو لا عودة عنه".

واعتبر ستاب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يفهم سوى "القوة" وسيرى سقوط أحد أهداف غزوه.

ورأى أن بوتين أراد أن يوقف توسع "الناتو"، لكن بدلاً من ذلك "ستصبح أوكرانيا عضواً في الناتو" و"قد أصبحت فنلندا والسويد عضوين في الناتو أيضاً".

المزيد من متابعات