Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل فقد جو بايدن ظهيره الهوليوودي؟

عدد من صناع الترفيه علقوا تبرعاتهم للحزب وآخرون تراجعوا عن تأييده بعد أن خذلتهم سياسته فهل ينجح في استمالة تايلور سويفت؟

ليدي غاغا التي غنّت أمامه جو بايدن النشيد الوطني في يوم تنصيبه (رويترز)

ملخص

هوليوود قوة مؤثرة يعوّل عليها المرشحون للبيت الأبيض، لكنّ هناك انقساماً كبيراً في تلك الجبهة، بسبب غياب مرشح يحظى بالحصة الأكبر من التأييد بين المشاهير

يبدو الفرق شاسعاً وملاحظاً بين الدعم الهوليوودي الكبير الذي حظيت به حملة جو بايدن في 2020 وما يحدث الآن، إذ قبل أربعة أعوام دعت غالبية كبار مشاهير الغناء والتمثيل والإعلام الجمهور الأميركي إلى التصويت صراحة لبايدن بطرق متعددة.

لكن اليوم تحاول حملة الرئيس الديمقراطي إقناع نجوم الترفيه بتقديم الدعم المادي والمعنوي، وإن كان عدد منهم أعلن صراحة دعم المرشح للولاية الثانية، وفي المقابل يلتزم عدد كبير من الداعمين السابقين الصمت بصورة غير متوقعة.

التحول اللافت للأنظار أن بعض هؤلاء لم يكتفِ بالوقوف على الحياد والتهرب من الإدلاء برأيه، لكنهم أعلنوا صراحة "سحب الثقة" من بايدن وعدم دعوة متابعيهم للتصويت له، وهي خسارة مدوية لم تكُن تنتظرها حملة بايدن التي اعتذرت لتوّها، بسبب ضغطها على المذيعة أندريا لوفول ساندرز بإحدى محطات الراديو في فيلادلفيا التي اضطرت إلى الاستقالة بعد اكتشاف ما سمّي فضيحة "تلميع اسم بايدن" بعدما طلبت منها الحملة التركيز على أسئلة معينة أعدّت مسبقاً، عقب أداء بايدن الضعيف خلال مناظرته مع غريمه دونالد ترمب.

وعلى ذكر الرئيس الأميركي السابق، فكثير من مناصري بايدن، ومن بينهم إعلاميون ذائعو الصيت مثل سيث مايرز، وقفوا في خندق بايدن خلال الانتخابات الماضية نكاية بترمب الذي لم يكُن يحظى بشعبية في تلك الأوساط كثيراً، بسبب آرائه التي يعتبرونها عنيفة وعنصرية وتنتقص من قدر النساء.

ولاء المشاهير

في حين كانت غالبية هوليوود في معسكر بايدن قبل أربعة أعوام، فإن الأمر لم يعُد محسوماً هذه المرة، إذ إن الانقسام والتأرجح واضحان، ويعي المرشحان جيداً أهمية الفوز بدعم هوليوودي مؤثر لأن قوة هوليوود في الانتخابات الأميركية أمر لا يستهان به، ودأبت الأحزاب المتنافسة منذ عقود طويلة على الارتكاز عليها في الدعاية والحشد.

 

ولا يزال ترمب يحظى بتأييد عدد من المشاهير، من بينهم كانييه ويست ومايك تايسون وكيد روك وجون فويت وآمبر روز، فيما احتفت حملة بايدن قبل أسابيع بمشاركة نجوم كبار مثل جورج كلوني وجوليا روبرتس وباربرا سترايسند والمذيع جيمي كيميل في جمع التبرعات، ليتمكنوا من الحصول على 30 مليون دولار لتمويل الحملة.

وساعدت كوني بريتون نجمة مسلسل "اللوتس الأبيض" في إرسال رسائل نصية إلى أصدقائها تحثهم على المساهمة في التبرعات، وفق ما قالته "بلومبيرغ"، وتبرّع كذلك الممثل سيث ماكفارلن والممثل لين مانويل ميراندا، وأيضاً المنتج جيفري كاتزنبرغ، بينما لا يزال يحظى بدعم بين بلات ولوسي لو وكوين لطيفة ومارك هاميل وأوما ثورمان ومايكل دوغلاس.

تعليق التبرعات

وفي المقابل أعلن عدد من كبار المؤثرين في مجال الترفيه التوقف عن دعم الحزب الديمقراطي إذا لم يُستبدل بايدن بمرشح بديل، ومن بينهم المؤسس المشارك في "نتفليكس" ريد هاستينغز الذي قال إن الحزب "حتماً سيخسر إذا لم يصعّد بديلاً عن بايدن" وفقاً لما ذكرته "نيويورك تايمز"، إذ إن هاستينغر وزوجته تبرعا بمفردهما بـ 20 مليون دولار على مدى الأعوام الأخيرة للحزب، وهو الموقف الذي أعلن عنه بعد الصدى السلبي الذي أحدثته مناظرة الرئيس الأميركي التلفزيونية مع سلفه والمرشح أمامه دونالد ترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفجّرت المناظرة سيلاً من الآراء في عالم المشاهير، وعلى رغم أن غالبيتهم أبدوا صدمتهم مما سمّوه قدرات ترمب غير المحدودة على الكذب والتضليل، لكنهم أيضاً عبروا عن استيائهم من أداء بايدن وتدني لياقته العقلية، حتى إن باربرا سترايسند التي تعتبر من أبرز مؤيدي بايدن (81 سنة)، أيدت موجة الآراء التي أقرت بأن المقابلة كانت مسرحية هزلية ووصفت المشهد كاملاً بأنه غير عادل، فيما جاءت تعليقات نجوم التمثيل والكتاب مثل جيري رايان وستيفن كينغ وجيسي ويليام ونيا لونغ، لتعتبر أن ما حدث كان مهزلة وعاراً ونذيراً بهزيمة مرتقبة لمعسكر الحزب الديمقراطي.

وفقاً لما يجري، كانت مناظرة بايدن وترمب فاصلة في موقف مجموعة من أبرز المشاهير المتبرعين بالمال أيضاً لحملات الحزب، وفي زعزعة الظهير الهوليوودي الذي يساند هذه الجبهة منذ تسعينيات القرن الماضي تقريباً، بحسب ما ورد في تقرير لصحيفة "لو موند" الفرنسية.

وبخلاف المؤسس المشارك في "نتفليكس"، قررت أيضاً المنتجة أبيغيل ديزني تعليق تبرعها للديمقراطيين، مؤكدة في تصريحات لشبكة CNBC أن بايدن إذا لم يتنحَ فسيخسر الديمقراطيون لا محالة سباق انتخابات الرئيس الـ47 للولايات المتحدة وشددت على أن الأخطار مرتفعة للغاية في حال التمسك بترشيحه، مضيفة أنه شخصية جيدة وخدم بلاده بصورة رائعة، لكن الواقع يقول إن أسهمه تنخفض على نحو ملحوظ، بحسب رأيها.

تحوّل في مواقع المشاهير

وفي جانب آخر كان عدد من النجوم أصحاب الشعبية الكبيرة أعربوا عن ندمهم لدعم بايدن في الولاية الأولى، من بينهم دواين جونسون الشهير بـ"ذا روك" الذي قال لـ"فوكس نيوز" إنه دعم بايدن وكامالا هاريس قبل أربعة أعوام، لكنه "غيّر رأيه"، مشيراً إلى أنه لن يعلن عن وجهته السياسية في سباق الانتخابات المرتقب، ولن يدعو جمهوره إلى التصويت لجبهة معينة، إلا أنه لم يعلن أيضاً أنه سيتحول إلى جبهة ترمب.

كذلك رأى المراقبون أن بيونسيه تخلت عن دعم بايدن على خلفية تجاهلها لإشارة ميشيل أوباما التي تعتبر هي وزوجها باراك أوباما من أكثر الوجوه المؤثرة في حملة الديمقراطيين، لها في منشور في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، إذ تضمن المنشور فقرة طويلة عن ألبوم نجمة الغناء الشهير "کاوبوي کارتر" الذي رأت فيه ميشيل معبراً حقيقياً عن توحيد الأمة، فوظفت أوباما الحديث عن العمل الفني لدعوة متابعيها إلى التصويت في الانتخابات القديمة، وشاركت بيونسيه في الغناء خلال حفل تنصيب أوباما وهي معروفة بعلاقتها القوية مع العائلة وبتأييدها للحزب الديمقراطي.

أما المغنية كاردي بي التي دعمت بايدن في 2020، فقالت إنها ستعاني الانهيار إذا فاز ترمب، وسحبت أخيراً دعمها لبايدن وظهرت في بث عبر "إنستغرام" لتعدد نقاط ضعف إدارته، ومن بينها ترك الاقتصاد الأميركي يعاني، فيما تصر إدارته على منح الأسلحة والأموال لتمويل حرب أوكرانيا، وكذلك حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين.

 

وتسببت حرب غزة في خسارة بايدن قطاعاً من مؤيديه المشاهير ممن كان حصل على دعهم بالأساس نظراً إلى كراهيتهم لسياسات ترمب (78 سنة)، ومن بينهم جون بول كوزاك الذي حوّل حساباته على الـ"سوشيال ميديا" لانتقاد إدارة الرئيس الأميركي في هذا الشأن، وكان علق على المناظرة مع ترمب بالقول "الموعد كان بمثابة كارثة بالنسبة إلى بايدن، ومن المحتمل أن يكون نذيراً بنهاية آمال الديمقراطيين في التمسك بالبيت الأبيض".

وبسب الموقف من الحرب أيضاً، من المرجح أن يرتبك موقف عدد من النجوم تجاه التمسك بانتخاب بايدن، ومن بينهم كريستين ستيورات وسوزان سارندون وخواكين فينيكس وجينا أورتيغا ومارك روفالو وإيما واتسون، فيما أعلن المغني الأميركي ماكليمور صراحة أنه لن يصوت لبايدن في الانتخابات المقبلة، وشارك في فعاليات عدة مؤيدة للحق الفلسطيني، وطرح كذلك أغنية تنتقد دعم بلاده للحرب على غزة، وقال فيها نصاً "الدماء على يديك يا بايدن".

وأخذت الممثلة هانتر شيفز موقفاً شبيهاً، وهي التي عرفت بدورها في المسلسل الحائز جوائز "إيفوريا" أمام زيندايا، لكن الأمر على العكس بالنسبة إلى النجم مايكل رابابورت الذي أعلن تخليه عن دعم بايدن لرفضه ما سمّاه تأخره في مساندة إسرائيل بالسلاح خلال حربها على قطاع غزة، ورفضه بعض تصريحات إدارته حول اقتحام رفح، وشدد في بيان مصور له على موقع "إكس" على أنه لن يصوت لبايدن مجدداً.

من ينال رضا تايلور سويفت؟

قوة هوليوود كثيراً ما كانت مؤثرة في حملة بايدن، إذ يحب أن يظهر دوماً على أنه الرئيس القريب من هذا العالم الذي يحظى بدعم نجومه، ومن بينهم ليدي غاغا التي غنّت أمامه النشيد الوطني في يوم التنصيب، والأمر ذاته بالنسبة إلى جينفير لوبيز، كما شهدت أجواء الانتخابات حفاوة كبيرة به وبنائبته كامالا هاريس التي التقطت الصور مع عشرات النجوم الذين أبدوا سعادتهم باختيار بايدن لنائبة له من عرق ملون، مما ترك انطباعاً إيجابياً في قرارات المؤثرين في التصويت، ومن ثمّ متابعيهم.

لكن المعادلة التي تغيّرت هذه المرة جعلت المهمة أصعب، والبحث أصبح عن الفنان الذي يمكنه أن يغير رأي متابعيه ويستميلهم بناء على موقفه، بالتالي تركز حملات المرشحين على مؤثر بمعايير معينة يعرف كيف يتواصل مع الكتلة الشابة. المواصفات المثالية هذه تتمتع بها نجمة موسيقى البوب الريفي تايلور سويفت التي غردت قبل أشهر، داعية جمهورها الأميركي إلى التسجيل في إحدى المنصات المتعلقة باللوائح الانتخابية، حيث جرى رصد زيادة بمقدار 35 ألفاً أي 23 في المئة في ذلك اليوم وفقاً لمحللي البيانات.

وتحظى سويفت بتأييد 79 في المئة في الأقل من الشعب الأميركي، واختارتها مجلة "تايم" لتكون شخصية العام، إذ أصبحت الرقم الأكثر صعوبة وقوة في عالم الترفيه، وحققت أكثر من مليار دولار أرباحاً خلال جولتها الغنائية الأخيرة، ورصيدها من المعجبين في تزايد مستمر، من بينهم 283 مليوناً على "إنستغرام" فقط.

 

وتايلور سويفت التي يسعى الجميع إلى نيل رضاها تمتلك قوة التأثير في المتابعين أو في الأقل بنسبة كبيرة منهم، فهم ليسوا مجرد أرقام تزين حساباتها، وبينما لا تزال صامتة فمن غير المتوقع أن تعلن قريباً عن وجهتها في الانتخابات التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذ تعتبر الصيد الثمين الذي يحلم كلا الفريقين بنيل تأييده.

ويبدو أن سويفت تدرك حجم هذه المسؤولية وتفضّل عدم الدخول صراحة في السياسة، وكان لها تعليق نادر بأن ترمب يؤجج نيران العنصرية بين البيض والملونين، وهو التعليق الذي فسّر على أنه بمثابة تأييد صريح لفريق بايدن الذي حصد نتيجته بالطبع في نتيجة الانتخابات الماضية.

بينما تزداد التكهنات حول سعي حملة بايدن إلى استمالة سويفت، فإن ترمب قال إن لديه يقيناً من أن المغنية البالغة من العمر 34 سنة لن تدعم الديمقراطيين بأي حال، وتابع وفقاً لوكالة "بلومبيرغ"، "لقد وقّعت وكنت مسؤولاً عن قانون تحديث الموسيقى الذي استفادت منه تايلور سويفت وجميع الموسيقيين الآخرين، أما جو بايدن فلم يفعل أي شيء من أجلها". وتحدث ترمب أيضاً عن صديقها لاعب كرة القدم الأميركي ترافيس كيلسي، مؤكداً أنه معجب بموهبته الرياضية.

ومع ذلك اتهم مؤيدو ترمب بالترويج لنظرية مؤامرة خيالية، تشير إلى أنه جرى الاتفاق سراً على منح الفوز لفريق كيلسي "كانساس سيتي تشيفز" خلال مباراة الـ"سوبر بول" لإرضاء حبيبته تايلور سويفت، بالتالي منح ثقتها لجبهة بايدن، وهي العملية التي نفتها وزارة الدفاع الأميركية تماماً.وعلى ما يبدو أن انتشار تلك النظرية يأتي بسبب أن فريق بايدن يعول كثيراً على الكتلة التصويتية التي يمكن أن يحصل عليها المرشح إذا ما أعلنت سويفت دعمها له، فمن الممكن أن تعيد الثقة التي يفتقد إليها يوماً بعد آخر، ونُسبت إلى إدارة بايدن أيضاً ممارسة الضغط لإزالة صورها الفاضحة الشهيرة المعدلة بالذكاء الاصطناعي، أملاً في الفوز بدعمها.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات