برلين: ترهيب "الاغتيالات" الروسي لن يخيفنا

قالت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة إن برلين تأخذ التقارير عن مؤامرة لاغتيال الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال لتصنيع الأسلحة على محمل الجد، مضيفة أنه لن يخيفها الترهيب الروسي.

وكانت شبكة "سي أن أن" وصحيفة "نيويورك تايمز" ذكرتا أمس الخميس أن الاستخبارات الأميركية اكتشفت خطة روسية لاغتيال أرمن بابيرغر الرئيس التنفيذي للشركة، التي تصنع قذائف مدفعية ومركبات عسكرية لأوكرانيا.

وأشارت الشبكة إلى أن ذلك يأتي ضمن خطط روسية لاغتيال تنفيذيين في صناعة الدفاع بأنحاء أوروبا لدعمهم أوكرانيا في الحرب، مضيفة أن واشنطن أخطرت برلين وأن الأمن الألماني تمكن من حماية بابيرغر.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر "لن ترهبنا روسيا، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمنع التهديدات الروسية في ألمانيا".

حرب عدوانية هجينة

وانتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك موسكو بعد نشر الاتهامات، قائلة إن "روسيا تشن حرباً عدوانية هجينة". وأضافت "من خلال التخريب والهجمات الإلكترونية وشل نظام تحديد المواقع العالمي، إذ لم تعد طائرات البلطيق قادرة على الهبوط في بلدان مجاورة".

وأكدت بيربوك "رأينا أن هناك هجمات على أشخاص على أراض أوروبية، وكانت هناك هجمات على مصانع".

ولم تؤكد شركة راينميتال التقارير على نحو مباشر، لكنها قالت في بيان إن "الإجراءات الضرورية تتخذ دائماً" لتحقيق الأمن عبر تشاور منتظم مع السلطات الأمنية.

ومن ناحيته قال المتحدث باسم "راينميتال" أوليفر هوفمان إن الشركة "لا تستطيع التعليق على القضايا المتعلقة بأمن الشركة".

وتنتج شركة "راينميتال" قذائف مدفعية عيار 155 ملمتراً وتخطط لبدء تصنيع مركبات مدرعة في أوكرانيا، وفقاً لـ"سي أن أن".

نفي روسي

ونفى الكرملين التقارير ووصفها بأنها زائفة، وقال إنها اعتمدت على مصادر مجهولة ولا يمكن أخذها على محمل الجد.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "كل ذلك قدم بأسلوب الأخبار المضللة، لذا لا يمكن أخذ مثل تلك التقارير على محمل الجد".

وأضاف "من الصعب جداً بالنسبة إلينا أن نعلق على تقارير لوسائل إعلام مختلفة لا تحوي على أية حجج جدية، وتستند إلى مصادر مجهولة".

من هو بابيرغر؟

ويعد بابيرغر رأس حربة في جهود ألمانيا في دعم كييف بالأسلحة، فشركة راينميتال تعد أكبر وأنجح شركة ألمانية مصنعة لقذائف المدفعية من عيار 155 ملمتراً، التي أصبحت السلاح الحاسم في حرب الاستنزاف الطاحنة في أوكرانيا، ومن المقرر أن تفتتح الشركة مصنعاً للمركبات المدرعة داخل أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، مما يثير قلقاً عميقاً في روسيا وفق مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية.

وذكرت "سي أن أن" أن سلسلة المؤامرات التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، تساعد في تفسير التحذيرات المتزايدة الحدة من مسؤولي "الناتو" حول خطر هذه الحملات التخريبية، التي يعتقد بعض كبار المسؤولين أنها تهدد باندلاع صراع مسلح في أوروبا الشرقية.

عواقب استراتيجية

وقال مسؤول كبير في حلف "الناتو" للصحافيين الثلاثاء الماضي "إننا نشهد أعمال تخريب، ونرى مؤامرات اغتيال وحرقاً متعمداً وأفعالاً لها كلفة على الأرواح البشرية"، مشيراً إلى أن "الأنشطة الروسية التخريبية لها عواقب استراتيجية".

وفيما رفض مجلس الأمن القومي الأميركي التعليق على وجود المؤامرة الروسية والتحذير الأميركي لألمانيا، قالت المتحدثة باسمه أدريان واتسون "إن حملة التخريب المكثفة التي تقوم بها روسيا أمر نأخذه على محمل الجد للغاية وركزنا عليه باهتمام خلال الأشهر القليلة الماضية".

وأضافت "تناقش الولايات المتحدة هذه القضية مع حلفائنا في ’الناتو‘ ونعمل معاً بنشاط لكشف هذه الأنشطة وتعطيلها، وأوضحنا أيضاً أن تصرفات روسيا لن تردع الحلفاء عن مواصلة دعم أوكرانيا".