ملخص
بحسب دراسة نُشرت في 2020 وشارك أولشانسكي في إعدادها، كان لجو بايدن فرصة بنسبة 95 في المئة للبقاء على قيد الحياة حتى انتهاء ولايته الأولى، مع الأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع لفئته العمرية وعوامل الخطر الشخصية، أما بالنسبة إلى ولاية ثانية محتملة، فتراجعت فرصته إلى 75 في المئة نظراً إلى تقدمه بالعمر أربع سنوات منذ تلك الدراسة.
أمام زلّات لسان الرئيس الأميركي جو بايدن وصعوبات نطقه وغيرها من العلامات التي يراقبها حالياً كثير، يحذر خبراء علميون من التوصل إلى استنتاجات متسرعة في شأن حاله الصحية، ويوصون مع ذلك بخضوعه لفحوص طبية إضافية.
مخاوف
ويرى هؤلاء الخبراء ضرورة نشر نتائج هذه الاختبارات لوضع حدّ للتكهنات في حال لم تؤكد المخاوف الحالية. ويقولون إنهم يتفهمون المخاوف، لكنهم يؤكدون أن أطباء بايدن وحدهم، يمكنهم إجراء تشخيص صحيح ودقيق له.
فمنذ أدائه الكارثي قبل أسبوعين خلال مناظرة ضد دونالد ترمب (78 سنة) منافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، يُشكك في صوابية ترشيح الرئيس الديمقراطي لولاية ثانية.
مرض عصبي
ويقول طبيب الأعصاب الأميركي دينيس سيلكو إن المسألة الفعلية تكمن في التمييز "بين ما يعتبر جزءاً من العملية الطبيعية للتقدم في السن"، وهو يبلغ 81 سنة و"ما يمثل مرضاً عصبياً". ويضيف الأستاذ في كلية الطب في جامعة "هارفارد" "إن ارتكاب خطأ في قول اسم لا يُعدّ تلقائياً علامة على الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر، حتى لو تكرر ذلك". لكن جو بايدن "يظهر وكأنه في المراحل الأولى من مرض باركنسون" بحسب المتخصص بالأمراض التنكسية العصبية الذي يضيف "ترونه يتكلّم بصوت منخفض ولديه تصلّب في الحركة ويتحرك ببطء".
فحص طبي شامل
وفي فبراير (شباط) خضع بايدن لفحص طبي شامل، واستبعد تقرير نشر لاحقاً إصابته بمرض "باركنسون"، لكن ما لم ينشر حينها كان طبيعة الفحوص التي أُجريت ونتائجها بالتفصيل.
فهل يمكن أنه أصيب بعدها بمرض عصبي تطور خلال الأشهر الخمسة الماضية؟
يقول سيلكو إنه كان يمكن اكتشاف بوادر المرض منذ فبراير لو كانت الاختبارات دقيقة بما فيه الكفاية، وهو ما يجهله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فحص الرؤساء
في مارس (آذار) الماضي دعت مجلة "ذي لانسيت" العلمية إلى اعتماد إجراءات موحدة لفحص الرؤساء الأميركيين من أجل التصدي "للمعلومات المضللة" و"التكهنات"، وجاء في النص الذي نشرته المجلة حينها "في غياب وسيلة فعالة لتقييم صحة الرؤساء، تبقى عامة الشعب في الولايات المتحدة معتمدة على التقارير الصادرة طوعاً عن الأطباء الشخصيين".
من جهته دعا الأستاذ في الصحة العامة في جامعة "إيلينوي" في شيكاغو جاي أولشانسكي إلى "شفافية كاملة"، وقال المتخصص في الشيخوخة "حان الوقت لكي يخضع كلّ من المرشحَين الرئاسيين لاختبار إدراكي" يمكن تضمينه في فحص عصبي أو استخدامه باعتباره فحصاً أولياً.
فحوص إدراكية
ويؤكد بايدن أنه يخضع لفحوص إدراكية يومية لمجرّد أنه رئيس للولايات المتحدة، لكن "الحال ليست نفسها" حسبما يعتقد سولك،. ويوضح "يمكنه أن يتعامل مع تعقيدات الحياة السياسية إذا كان يتمتع بخبرة طويلة، لكن (هذه التعقيدات) تختلف عما يمكن أن نطلبه منه خلال فحص عصبي أو نفسي عصبي"، وهو ما يمكن أن يكون مثلاً تكرار قائمة من كلمات قيلت قبل خمس دقائق.
وفي مؤتمر صحافي أول من أمس الخميس، أكد بايدن أنه سيخضع لفحص عصبي مجدداً في حال رأى أطباؤه ضرورة في ذلك، مضيفاً "لم يقترح علي أحد ذلك حالياً".
بنية الدماغ
ومع تقدّم العمر تطرأ "تغييرات على بنية الدماغ"، تشرح رئيسة مستشفى "بايكريست" المتخصص في الشيخوخة أليسون سيكولر، وفي محاولة لتبسيط المفهوم، تقول إنه مع مرور الوقت "تتراكم الفضلات في الدماغ" و"يتقلّص" حجمها ويمكن للضعف الإدراكي البسيط أن يتحول في ما بعد إلى مرض مثل مرض "الزهايمر"، وتشير إلى أن بايدن كما ترمب "أظهرا صعوبة في ما يتعلق بالقدرة على التركيز على الأسئلة" خلال المناظرة، مضيفة "لكننا في الواقع نتحدث فقط عن واحد منهما لأنه يتوافق أكثر مع الصورة النمطية للشيخوخة لدينا"، وتوصي بأن يخضع كلاهما للفحص.
وينوّه أولشانسكي إلى التمييز "الصارخ" على أساس السن بحق بايدن، خصوصاً بعدما نشرت مجلة "ذي إيكونوميست" الأسبوع الماضي على غلافها صورة جهاز "ووكر" للمساعدة على المشي وعليه شعار الرئاسة الأميركية، غير أن "الذكاء المتبلور" أي القدرة على استخدام المعارف المكتسبة في التفكير المنطقي، "يزداد شدة مع التقدم بالعمر" بحسب المتخصص، لذلك "حُدد حد أدنى لسن تولي منصب رئيس الولايات المتحدة (35 سنة) لكن لم يُحدد حد أقصى".
وبحسب دراسة نُشرت في 2020 وشارك أولشانسكي في إعدادها، كان لجو بايدن فرصة بنسبة 95 في المئة للبقاء على قيد الحياة حتى انتهاء ولايته الأولى، مع الأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع لفئته العمرية وعوامل الخطر الشخصي، أما بالنسبة إلى ولاية ثانية محتملة، فتراجعت فرصته إلى 75 في المئة نظراً إلى تقدمه بالعمر أربع سنوات منذ تلك الدراسة.