Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما من سبب للاحتفال باختيار فانس نائبا لترمب رغم ما يجمعنا

أنا وجيه دي فانس كلانا من الأبالاش من نفس الطبقة العاملة، ولدنا في الوقت نفسه لعائلتين متشابهتين بشكل رهيب. ومع ذلك، وجهات نظرنا - وردود أفعالنا على محاولة الاغتيال هذه - مختلفة جملة وتفصيلاً

فانس كان واحدا من رجال ثلاث مرشحين لمنصب نائب الرئيس ترمب (غيتي)

ملخص

الاعتداء على ترمب يطاول قيم الأمة الأميركية ككل فكفانا الغوص بما يفرقنا بدلاً من التركيز على كل ما يجمعنا.

يوم السبت الماضي، شاهدت في رعب، شأني شأن عدد من ملايين المواطنين، شخصاً كاد أن ينجح في اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب. لم يكن هذا الاعتداء مجرد هجوم عليه وعلى أولئك الأبرياء الذين كانوا ببساطة يمارسون حقهم بموجب التعديل الأول للدستور في حضور تجمع سياسي. ولم يكن مجرد هجوم على الحزب الجمهوري.

بل كان هجوماً على نسيج الديمقراطية الأميركية ذاتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أصبح العنف السياسي قاعدة في أمتنا المنقسمة والمحاصرة، فمن الهجوم على عضوة الكونغرس الديمقراطية غابرييل غيفوردز في عام 2011، إلى إطلاق النار على الجمهوري ستيف سكاليس في عام 2017، إلى الهجوم في العام الماضي على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بول، إلى الهجوم المروع الذي وقع في نهاية هذا الأسبوع وأسفر عن مقتل أحد المواطنين، نحن نحل خلافاتنا لا بأوراق الاقتراع والأصوات، بل بالرصاص والعنف، وذلك بشكل متزايد.

لا يمكن لأي من الطرفين في هذه الحرب الأهلية الباردة، التي تقترب الآن بشكل كارثي من نقطة الغليان، أن يدعي أن له الغلبة الأخلاقية، ليت أحدهم يقول ذلك لابن الأبالاش مثلي، جيه دي فانس.

"إن ركيزة حملة بايدن الأساسية تقوم على أن الرئيس دونالد ترمب فاشي استبدادي ويجب وضعه عند حده بأي ثمن"، هذا ما كتبه السيناتور الشاب عن ولاية أوهايو في تغريدة على "تويتر" الليلة الماضية بعد إطلاق النار في بتلر بولاية بنسلفانيا. "أدى هذا الخطاب مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترمب".

جيه دي فانس جمهوري، أنا ديمقراطي. هو ضد الإجهاض، وأنا مؤيد لأن يكون الخيار متاحاً أمام المرأة. وهو يدعم حركة "ماغا"، وأنا لا أدعمها. هو المرشح الأوفر حظاً حالياً لإعلان ترشحه لمنصب نائب ترمب في انتخابات 2024، وأنا كاتب مستقل أدرس دراسات الأبلاش في جامعة محلية صغيرة. نحن مختلفان، أنا وهو.

لكننا متشابهان بشكل مخيف أيضاً، إذ ولد فانس في عام 1984 ونشأ في ميدلتاون، أوهايو. وأنا ولدت في عام 1986، ونشأت على بعد 30 دقيقة من مكان ولادته في دايتون.

عائلته من مقاطعة بريثيت، كنتاكي. أما عائلتي فهي من منطقة تقع على بعد ساعة من هنا في مقاطعة ليزلي بولاية كنتاكي، حيث تخرجت من المدرسة الثانوية.

لكل منا أم لعبت أدواراً حاسمة في حياتنا، وكلانا أول من حصل في عائلتينا على شهادة جامعية بعد أربع سنوات من الدراسة. كلانا فخور للغاية بتراثنا الأبلاشي وجذورنا الكنتاكية، وكتب فانس كتاباً عنهما (وهو كتاب أختلف مع فرضيته بعمق، لكنه لاقى صدى لدى كثيرين)، وكثيراً ما أكتب عن نشأتي أيضاً.

يجب أن تفوق أوجه التشابه هذه اختلافاتنا بكثير، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن هناك خطأ عميقاً.

كانت أول مقالة كتبتها لهذه الصحيفة منذ ما يقرب من ثماني سنوات، كان دونالد ترمب انتخب للتو، فكتبت أنني لم أعد أتحدث مع أقاربي الذين صوتوا لترمب.

أنا أتحدث معهم الآن، في الواقع كتبت أنني كنت مخطئاً في افتراضاتي الأولية. لدي أصدقاء أحبهم من الجمهوريين، لدي أفراد من عائلتي يعتقدون أن المثلية الجنسية خطيئة. لقد كان الأمر صعباً، لكنني تفهمتهم لأن الروابط التي تربطنا والقيم التي نتشاركها تتخطى مجموع خلافاتنا.

في نهاية المطاف، نحن نعرف من نكون.

نحن أميركيون، لم نتفق من ذي قبل، ومن غير المرجح أن نتفق في المستقبل.

أنا لا أكتب كصحافي، على رغم أنني كذلك. ولا أكتب بصفتي ديمقراطياً، على رغم أنني كذلك أيضاً. لا أكتب بصفتي الرجل المثلي ولا الرجل الاشتراكي، على رغم أنني كذلك.

أكتب اليوم كأميركي لأقول ببساطة: لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال.

إن شعار موطني الجميل والحبيب، كنتاكي، هو "في الوحدة قوتنا وفي الانقسام ضعفنا". إنه شعار نتمسك به بصدق، وإن كان بنحو مأسوي.

فولاية بلو غراس هي ضرب من التناقض الوطني، فنحن جمهوريون بقوة في السياسة الوطنية، ولكننا ننتخب حاكماً ديمقراطياً في غالب الأحيان. كان لدينا نجمة في كلا العلمين خلال الحرب الأهلية. ولد كل من أبراهام لينكولن وجيفرسون ديفيس في كومنولثنا، واحد فقط من هذين الرئيسين نجا من تلك الحرب.

أنا من أشد منتقدي دونالد ترمب وجيه دي فانس، ولكنني أدرك، كما لا يدرك فانس ربما، أن بعض الخطابات التي يستخدمها زملائي أوصلتنا إلى هذه النقطة.

إنني أسعى جاهداً إلى أكون متأنياً ومنطقياً في اختياري للكلمات، لكنني قلت أشياء أندم عليها. وأتصور أن معظمكم قالها أيضاً، هناك لوم يجب إلقاؤه.

لكن الوقت الآن ليس وقت توجيه أصابع الاتهام، تحتاج أمتنا إلى أن تأخذ نفساً عميقاً وتلقي نظرة فاحصة طويلة في المرآة. أحقاً نحن هؤلاء؟ هل هذا ما نريد أن نكون عليه؟

لقد فكر الرئيس لينكولن في هذه الأسئلة بالذات في خطابه الافتتاحي الأول من عام 1861، كانت سبع ولايات جنوبية، من الشواطئ الرملية في ساوث كارولينا إلى الصحاري القاحلة في غرب تكساس، انفصلت عن الاتحاد.

وبحلول نهاية ذلك العام، كان في كنتاكي حكومة اتحادية وحكومة كونفدرالية. أرهبت حرب العصابات الناس في الداخل، حارب الأخ أخاه في كمبرلاند غاب، وفي ميل سبرينغز، وفي بيريفيل، وفي ساحات معارك أبعد من ذلك أصبحت سيئة السمعة في وعينا الوطني: شيلوه وشيكاموغا وغيتيسبيرغ.

دعا أبراهام لينكولن إلى الوحدة في مواجهة الكارثة، واستخدم خطاب تنصيبه كمحاولة أخيرة لدرء الحرب الأهلية، قال لينكولن: "نحن لسنا أعداء، بل أصدقاء"، "يجب ألا نكون أعداء".

يجب ألا نكون أعداء.

هذه هي أخطر لحظة واجهتها جمهوريتنا منذ سقوط حصن سمتر، ربما هاجمنا توغو في بيرل هاربور، وربما أسقط بن لادن برجي التجارة العالميين، ولكن لم يشكل أي منهما تهديداً خطراً لبقاء هذه التجربة العظيمة في ضبط أنفسنا أكثر مما نشكله نحن في هذه اللحظة من الزمن.

وتابع الرئيس لينكولن قائلاً: "على رغم أن الانفعال ربما يكون أجهدنا، إلا أنه يجب ألا يقطع أواصر المودة بيننا". "إن أوتار الذاكرة الغامضة التي تمتد من كل ساحة معركة وقبر وطني إلى كل قلب حي وموقد في كل أنحاء هذه الأرض الواسعة ستظل تجمع كلمتنا على الاتحاد عندما نلمسها مرة أخرى، كما ستلمسها بالتأكيد الملائكة الأفضل في طبيعتنا".

إن الأمة التي تتألم تستغيث بزعمائها ليخرجونا من هذه الأزمة، لا أن يغرقونا في أزمة لم تهتز هذه القارة بمثلها منذ أكثر من قرن ونصف قرن.

يجب ألا نكون أعداء، وأعتقد من كل قلبي وروحي أن الشعب الأميركي يعي ذلك، نحن بحاجة إلى أن يلحق قادتنا بالركب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل