حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المستهدف بتحقيق على خلفية سوء استخدام مزعوم للسلطة، مؤيديه من أنّ "بلادنا معرضة لخطر لم يسبق له مثيل"، وجاء هذا التحذير في فيديو نُشر على تويتر في إطار الهجمات شبه اليومية لترمب ضد الديمقراطيين، الذين أطلقوا في واشنطن الخطوة الأولى في إجراءات عزله بشبهة أنه طلب من نظيره الأوكراني التحقيق حول خصمه السياسي جو بايدة، في حركة نادرة أحدثت زلزالاً في العاصمة الأميركية.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، قائلةً إن الرئيس نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشح بايدن.
"مصير بلدنا على المحك"
وقال الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، متوجهاً الى مؤيديه "الديمقراطيّون يريدون أخذ أسلحتكم، ويريدون أخذ تغطيتكم الصحية، ويريدون أخذ أصواتكم، ويريدون أخذ حريتكم"، مضيفاً "لن ندع ذلك يحدث أبداً، لأنّ (مصير) بلدنا على المحك بشكل لم يسبق له مثيل. الأمر بمنتهى البساطة، هم يحاولون إيقافي لأنني أكافح من أجلكم. ولن أدع ذلك يحدث أبداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تغريدات أخرى، كرر ترمب القول إن التّحقيق الهادف إلى عزله هو عبارة عن "حملة مطاردة" سياسية، معتبراً أنّ النائب الديمقراطي آدم شيف الذي يترأس لجنة داخل مجلس النواب تحقق في تصرفات الرئيس، قد شوّه سمعته. ورأى أنّ عليه أن يستقيل من الكونغرس.
الأدلة واضحة...
وتعهّد الديمقراطيّون بالتحرّك بسرعة في قضية عزل ترمب، معتبرين أن الأدلة واضحة على إساءته استخدام السلطة من خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكراني ومحاولات التستر على مخالفات. وفي أولى الخطوات، طالب ديمقراطيون يرأسون لجاناً نافذة في مجلس النواب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، المقرب من ترمب بتزويدهم وثائق حول قضية أوكرانيا، بغية "تسريع" التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس.
وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجية والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجهوا فيه إلى بومبيو، أنّ "رفضكم الامتثال لهذا المطلب سيُشكل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس" النواب في هذا الإجراء النادر ضد رئيس أميركي. وأظهرت شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات أنّ ترمب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن.
وقدّم المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كورت فولكر استقالته على إثر تلقيه استدعاء من الكونغرس لاستجوابه في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترمب.
كيف التحقيق في أمر نجل بايدن؟
وسط هذه الأجواء الضاغطة بامتياز على الرئيس الأميركي، قال ميكولا أزاروف، رئيس الوزراء الأوكراني السابق في مقابلة مع "رويترز" إن على أوكرانيا التحقيق في أنشطة نجل المرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن لتحديد ما إذا كان دوره في شركة غاز أوكرانية يتماشى مع قوانين البلاد. وأصبح دور هانتر بايدن في شركة بورسيما القابضة المحدودة، محور اهتمام بعدما أصدر البيت الأبيض مذكرة تظهر أن ترمب طلب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اتصال هاتفي في يوليو (تموز) التوجّه إلى الادعاء للتحقيق في أمر أنشطة بايدن، الأمر الذي وافق عليه زيلينسكي.
وقال أزاروف "لا بد من التحقيق في ذلك حتى يتسنى وضع النقاط على الحروف". ورفض متحدث باسم حملة جو بايدن التعليق على دعوة أزاروف إلى التحقيق، فيما لم يقدّم أي من منتقدي هانتر بايدن أي دليل على أنه انتهك القانون الأوكراني.
مطلوب من السلطات الأوكرانية
ووفقاً لوثائق قدمتها الشركة في قبرص حيث سجلت نشاطها، فقد كان هانتر بايدن مديراً وعضواً في مجلس إدارة بورسيما من عام 2014 حتى عام 2018 على الأقل. وأزاروف، الذي كان رئيساً للوزراء منذ عام 2010 إلى عام 2014، مطلوب من السلطات الأوكرانية على خلفية مزاعم بسوء استغلال منصبه، وصدر إخطار أحمر من الشرطة الدولية (إنتربول) عام 2015 يفيد بأنه مطلوب بتهم الاختلاس وسوء الإدارة.
وأوضح أزاروف أنه ليس على علم بأي أدلة توحي أنّ هانتر بايدن ارتكب مخالفة، لكنه قال إن التحقق من أنشطته يصب في صالح أوكرانيا.