Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصطلح "قلب أرض إسرائيل" لمنع إقامة دولة فلسطين

تقف الصهيونية الدينية القومية وراء هذه المفاهيم

مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية حوارة جنوب نابلس (أ ف ب)

ملخص

قطع قرار "الكنيست" الأخير الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية بالقول إن الضفة الغربية هي "قلب إسرائيل، وإن إقامة دولة فلسطينية ستشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وستؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".

لم يكن استخدام "الكنيست" الإسرائيلي في قراره المعارض لإقامة دولة فلسطينية مصطلح "قلب أرض إسرائيل" عادياً، لكنه جاء محملاً بالدلالات الدينية اليهودية التوراتية التي تعد الضفة الغربية جوهر المشروع الصهيوني، وليست الأراضي التي أقيمت عليها إسرائيل عام 1948.

واعتبر القرار الذي صدر فجر الخميس الماضي أن "قيام دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل سيشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيؤدي إلى تمديد النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".

اليمين الإسرائيلي

ويمثل القرار ترسيخاً قانونياً وسياسياً لمفاهيم اليمين الإسرائيلي المتطرف، إذ تعد الضفة الغربية (يهودا والسامرة) "أرض الآباء والأجداد، والتي عاد إليها اليهود لإعادة تأسيس الدولة".

وتقف الصهيونية الدينية القومية التي تجمع بين الديانة اليهودية والحركة الصهيونية وراء هذه المفاهيم، في ظل انتقال الصهيونية الدينية من هامش الحياة السياسية في إسرائيل إلى مركزها، فحزب الصهيونية الدينية الذي يترأسه بتسلئيل سموتريتش وحزب العظمة اليهودية برئاسة إيتمار بن غفير، يشاركان في حكومة بنيامين نتنياهو الحالية.

دولة فلسطين

ويعمل سموتريتش على تنفيذ خطة لمنع إقامة أية دولة فلسطينية بين نهر الأردن والبحر المتوسط بسبب "استحالة إقامة تطلعين قوميين متعارضين في أرض إسرائيل".

ولم يكن قرار "الكنيست" الأول من نوعه، فقبل ست سنوات أقرت إسرائيل قانون القومية الذي يعد أن "أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وأن ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي". ويعد الحاخام اليهودي تسفي يهودا كوك الزعيم الروحي لتيار الصهيونية الدينية، وخلفه حاييم دروكمان المرشد السياسي والروحي لسموتريتش.

ووفق يهودا كوك فإن "هذه البلاد هي لنا. وهي بكل حدودها التوراتية تعود للحكم الإسرائيلي"، مضيفاً "نحن مجبرون أن ندافع عنها حتى الموت، وألا نقوم بتسليمها".

اتفاق أوسلو

وعارضت الصهيونية الدينية بتشكيلاتها المتنوعة كافة اتفاق أوسلو ونظمت احتجاجات واسعة رفضاً "للتنازل" عن أراض من الضفة الغربية وغزة تحت شعار "هذه أرضنا". وجراء ذلك، اغتال أحد طلبة معاهد الصهيونية الدينية إيغال عمير رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين سنة 1995 بحجة "تفريطه في أرض إسرائيل"، عقب تنفيذ المتطرف باروخ غولدشتاين مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994.

وقطع قرار "الكنيست" الأخير الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية بالقول إن الضفة الغربية هي "قلب إسرائيل، وإن إقامة دولة فلسطينية ستشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وستؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحزاب الائتلاف الحكومي

وجاء القرار بمبادرة من أحزاب الائتلاف الحكومي المكون من "الليكود"، و"شاس" و"الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" و"يهودية التوراة" إلى جانب أحزاب "إسرائيل بيتنا" و"اليمين الرسمي" المعارضة.

واعتبر المحاضر في جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية مردخاي كيدار أن "غالبية اليهود تعد الضفة الغربية الوطن الحقيقي للشعب اليهودي" مضيفاً أن الجبال بين الخليل والقدس شكلت مملكة يهودا إلى جانب مملكة السامرة في شمال نابلس، وأشار كيدار إلى أن السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط لم يكن جزءاً من مملكة يهودا، في إشارة إلى عدم أهمية مدن تل أبيب وهرتسليا بالنسبة إلى الصهيونية الدينية، وأوضح أن مؤتمر "سان ريمو" الذي عقد في شمال إيطاليا سنة 1920، وأقرت قرارته عصبة الأمم بعد ذلك "أيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كما ورد في إعلان بلفور في سنة 1916".

الضفة الغربية

ورأى رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية أحمد رفيق عوض أن الصهيونية الدينية تعد الضفة الغربية التي تطلق عليها "يهودا والسامرة"، "أراضي الدولة التوراتية وليس السهل الساحلي"، وأوضح عوض أن الصهيونية الدينية تعد الخليل "مدينة الآباء والأجداد"، كما ترى أن القدس "درة التاج"، مضيفاً أن "التيارات الصهيونية يتعزز موقعها في منظومة الحكم الإسرائيلية بصورة مستمرة". وأشار إلى أن الرؤية الصهيونية الاشتراكية لفلسطين "تتلاشى لمصلحة الصهيونية الدينية في ظل تغيير عميق بالساحة الداخلية الإسرائيلية"، ووصف الصهيونية الدينية بأنها "تيار يتبنى المفاهيم التوسعية العنيفة العنصرية الخلاصية.

واعتبر الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية أنطوان شلحت أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعد أن الضفة الغربية "جزء من الوطن القومي لإسرائيل، وبأنه لا يحق للشعب الفلسطيني تقرير مصيره فوقها"، وأوضح شلحت أن مصطلح "قلب أرض إسرائيل يستخدم لاعتبارات دينية بهدف القيام بمزيد من إجراءات ضم إسرائيل للضفة، ومأسسة الفصل العنصري، وتكثيف الاستيطان"، مشيراً إلى أن إسرائيل "تستغل الحرب في قطاع غزة لتنفيذ ذلك"، وقال أيضاً إن "مبررات الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة أصبحت دينية بعد أن كانت سياسية أمنية اقتصادية". وتابع شلحت أن "تديين المشروع الصهيوني بدأ مع عودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم سنة 2009، وتفاقم خلال السنوات الماضية، في ظل انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف".

الإجماع الإسرائيلي

ورأى الباحث في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد أن مصطلح "قلب أرض إسرائيل" "يحظى بأهمية لأنه يخلق حالة من الإجماع الإسرائيلي بأن الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن كلها جزء من إسرائيل، وينزع أي شرعية للحديث عن مستقبل آخر لها مع الآخرين". وأوضح شديد أن الصهيونية الدينية تريد التأكيد أن إسرائيل ليست فقط الواردة في قرار التقسيم لعام 1947، لكنها كل المنطقة من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط، وأشار إلى وجود تيارات صهيونية دينية تعد أن "حدود إسرائيل تقع بين نهري النيل في مصر والفرات في العراق".

الحكم الذاتي للفلسطينيين

وجاء قرار "الكنيست" لمنع إقامة دولة فلسطينية بمبادرة من أحزاب يمينية مشاركة بالحكومة وأخرى معارضة، كما حظي بدعم حزب الوحدة الوطنية بقيادة الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس.

وطالب زعيم حزب اليمين الرسمي جدعون ساعر بإعادة طرح قضية الحكم الذاتي للفلسطينيين التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغين في نهاية سبعينيات القرن الماضي "بعيداً من فرض سيادة أجنبية على غرب الأردن، كل منطقة ننسحب منها تصبح منطقة إرهاب".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط