ملخص
غوتيريش يبدي "خيبة أمل كبيرة" بعد تصويت الكنيست ضد قيام دولة فلسطينية وبايدن يتوقع أن يجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع المقبل
أعربت السعودية عن رفضها وإدانتها لتبني الكنيست الإسرائيلي قراراً ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية، كما دانت الرياض اقتحام المسؤولين العبريين للمسجد الأقصى.
وعبرت وزارة الخارجية عن "رفض السعودية وإدانتها بأشد العبارات ما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام مسؤول إسرائيلي المسجد الأقصى، وتبني الكنيست الإسرائيلي قراراً ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية".
وأكدت الرياض أن "تلك الممارسات المتواصلة والعدائية تجاه المقدسات الإسلامية والأنظمة والقرارات الدولية تعبر عن النهج العدواني لسلطات الاحتلال الإسرائيلي"، كما شددت على أن "هذه الممارسات تحول دون تحقيق أي تقدم يهدف إلى حقن دماء الأبرياء وتحقيق السلام العادل والشامل".
انقسام جديد
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنهى قبل قليل جولة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقال نتنياهو من رفح إن "الضغط العسكري يساعدنا في صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد من المحتجزين خلال المرحلة الأولى"، مضيفاً أن "الضغط المزدوج لا يعرقل الصفقة بل يعززها"، ومشيراً إلى أن "السيطرة الإسرائيلية على 'محور فيلادلفيا' ومعبر رفح أمر ضروري".
من ناحية أخرى أعلن مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو ألغى أمراً أصدره وزير دفاعه يوآف غالانت ببناء مستشفى ميداني في إسرائيل لعلاج أطفال غزة المرضى، وجاء القرار ليعطي إشارة جديدة إلى مدى الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو في شأن كيفية التعامل مع الحرب في غزة منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وذلك على وقع انتقادات دولية لتزايد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وأعلن غالانت هذا الأسبوع أنه أمر ببناء "مستشفى موقت" لعلاج الأطفال المرضى في غزة، وذكر بيان حكومي أمس الأربعاء أن غالانت ناقش مسألة المستشفى في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وأفادت تقارير أنه سيتم بناء المستشفى قرب حدود إسرائيل مع غزة لمساعدة الأطفال الذين يعانون السرطان والسكري وأمراضاً أخرى، والذين لا يستطيعون تلقي العلاج في القطاع المحاصر والمدمر.
لكن مكتب رئيس الوزراء أعلن فجأة أن نتنياهو "لا يوافق على إنشاء مستشفى لسكان غزة داخل الأراضي الإسرائيلية، وبالتالي لن يتم إنشاؤه".
وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "وزارة الدفاع طلبت للمرة الأولى من مكتب رئيس الوزراء قبل أسبوعين الإسراع في إجلاء المرضى وبخاصة الأطفال من غزة".
وأضاف، "لم يتم الرد فأصدر الوزير أمراً للجيش بإقامة مستشفى ميداني داخل الأراضي الإسرائيلية كحل فوري للأطفال المرضى".
وأكد المسؤول أن "رئيس الوزراء ألغى الأمر لأسباب سياسية وعرقل التوصل إلى حل إنساني".
وسبق أن أقال نتنياهو غالانت في مارس (آذار) 2023 بعد أن تحدث علناً ضد الإصلاحات القضائية، ونزل يومها آلاف المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً مما اضطر رئيس الوزراء إلى التراجع عن قراره.
"خيبة أمل كبيرة"
بدوره أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الخميس أنطونيو غوتيريش أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة بعد تبني الكنيست الإسرائيلي قراراً يرفض قيام دولة فلسطينية.
وصرح المتحدث ستيفان دوجاريك للصحافيين بأنه "لا يمكن رفض حل الدولتين عبر إجراء تصويت، والأمين العام يشعر بخيبة أمل كبيرة من قرار الكنيست"، مكرراً ان حل الدولتين هو "الطريق الوحيد الموثوق به نحو سلام دائم".
بايدن ونتنياهو
واليوم قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن يتوقع أنه سيجتمع مع نتنياهو الأسبوع المقبل بناء على تعافيه من الإصابة بـ "كوفيد-19".
وفيما سيلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونغرس الأميركي الأسبوع المقبل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لصحافيين "إننا نتوقع أن يحظى الزعيمان بفرصة رؤية أحدهما الآخر حينما يكون رئيس الوزراء نتنياهو في البلاد".
عشرات الضربات
أعلنت "حماس" اليوم الخميس أن عشرات الضربات الإسرائيلية استهدفت قطاع غزة، حيث يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "زيادة الضغط العسكري" على الحركة على رغم دعوات عائلات الرهائن إلى إنهاء الحرب.
وبعد أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لـ "حماس" داخل الأراضي الإسرائيلية، تراوح المفاوضات المباشرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مكانها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اليوم أن "سفك الدماء في غزة يجب أن يتوقف فوراً"، معتبرة أن "أرواح كثير من الأطفال والنساء والمدنيين زهقت في رد إسرائيل على إرهاب 'حماس' الوحشي".
وأضافت فون دير لايين أن "سكان غزة باتوا غير قادرين على التحمل، والبشرية كذلك، ونحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين".
حصيلة القتلى
وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ "حماس" بأن الضربات الليلية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 37 شخصاً، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأعلنت سلطات حكومة "حماس" أن "قوات الاحتلال نفذت عشرات الغارات الجوية التي تركزت على منازل المواطنين ومراكز النازحين في مخيم النصيرات والبريج وخان يونس ورفح وجباليا".
وأكد الجيش الإسرائيلي اليوم القضاء على قائد القوات البحرية في حركة "الجهاد الإسلامي" في مدينة غزة، مشيرة إلى مواصلة العمليات في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، حيث رصدت " فتحات أنفاق عدة وتم القضاء على إرهابيين عدة".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ "حماس" أن حصيلة القتلى منذ بدء الحرب بلغت 38848 قتيلاً معظمهم مدنيون، وقالت في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات 54 قتيلاً خلال الساعات الـ 24 الأخيرة حتى صباح اليوم.
الضغوط على نتنياهو
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول من أمس الثلاثاء بزيادة الضغط على "حماس"، وهو يريد مواصلة الحرب للقضاء على الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 والإفراج عن كل الرهائن.
وأضاف في حفل تذكاري لمناسبة مرور 10 أعوام على حرب "الجرف الصامد" على قطاع غزة، "هذا هو بالضبط الوقت المناسب لزيادة الضغط بشكل أكبر وإعادة جميع الرهائن الأحياء والأموات إلى وطنهم، وتحقيق جميع أهداف الحرب"، مكرراً القول "سنزيد الضغط على ’حماس‘".
ويواجه نتنياهو انتقادات كثيرة في إسرائيل لأنه لم ينجح في إبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن، وقد تظاهر أمس الأربعاء مئات من أقارب الرهائن مجدداً في تل أبيب.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضاً إلى ضغوط من حلفائه في صفوف اليمين المتطرف، وقد نشر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير مقطعاً مصوراً في باحات الحرم القدسي يطالب فيه بعودة الرهائن، لكن ليس عبر "اتفاق استسلام".
ومنذ بدء الحرب اضطر مئات آلاف الفلسطينيين إلى النزوح مرات عدة بسبب المعارك في القطاع البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، والذي يخضع لحصار إسرائيلي محكم، حيث يلجأ كثيرون إلى مدارس وباحات مستوصفات ومستشفيات.
وتندد المنظمات الإنسانية باستمرار بالضربات الكثيفة والعوائق التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات وتوزيعها.
المرافق الصحية تنهار
واليوم قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن كل المرافق الصحية في جنوب قطاع غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا.
وصرح مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وليام شومبورغ في بيان أن "العدد الكبير من الضحايا الناجم عن القتال المستمر تسبب بوصول المستشفى التابع لنا وكل المرافق الصحية في جنوب غزة إلى نقطة الانهيار، وعدم تمكنها من معالجة الذين يعانون إصابات تهدد حياتهم".
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) أن الجيش الإسرائيلي منع أمس كل المهمات من التوجه إلى شمال قطاع غزة والوصول إلى "مئات آلاف الأشخاص المحتاجين".
وأكد الجيش اليوم أن الطريق الذي تسلكه القوافل الإنسانية أغلق لساعات بعد هجوم بقاذفات صاروخية شنته "حماس" على جنود.
واليوم نددت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية بـ "استخدام إسرائيل المياه كسلاح حرب مع تداعيات مميتة"، وقالت إن "قطع إسرائيل الوصول إلى المياه والتدمير المنهجي للمنشآت والتعطيل المتعمد للوصول إلى المساعدات خفض كميات المياه المتاحة في غزة 94 في المئة إلى 4.74 ليتر للفرد في اليوم، أي أقل من ثلث الكمية الموصى بها في حالات الطوارئ".