ملخص
المشكلة ظهرت عند محاولة تحديث برامج "كراود سترايك" على أجهزة كمبيوترات تعمل بنظام "ويندوز" التابع لـ"مايكروسوفت"، بينما لم تتأثر الكمبيوترات العاملة بنظام "ماك" أو "لينوكس".
صدمة في أسواق العالم بعد أن أدى فشل برامج شركة "كراود سترايك" إلى توقف الرحلات الجوية حول العالم وتعطيل أعمال الشركات.
تسبب ذلك في هبوط سهم الشركة بنسبة تتجاوز 11 في المئة في جلسة واحدة في بورصة "ناسداك" الأميركية. وبعدها، بدأ التساؤل حول أهمية هذه الشركة وموقعها اللذين تسببا في كل هذا الدمار الذي ستستمر آثاره وتداعياته فترة طويلة.
ما هي "كراود سترايك"؟
هي شركة أمن سيبراني تعد مورداً رئيساً للبرامج التي تحمي الشركات من هجمات برامج "الفدية"، أو برامج الابتزاز التي يطلقها الهاكرز للحصول على فدية مقابل عدم نشر معلومات أو بيانات حصلوا عليها من اختراق كمبيوترات شركة ما.
وتسيطر شركة "كراود سترايك" على نحو 18 في المئة من سوق الأمن السيبراني العالمية البالغة قيمتها 8.6 مليار دولار، متقدمة على "مايكروسوفت" التي تسيطر على 16.4 في المئة بحسب بيانات شركة "أي دي سي"، التي نقلتها وكالة "بلومبيرغ".
وكانت إيرادات "كراود سترايك" قد نمت بصورة كبيرة بعد أزمة كورونا بسبب لجوء الشركات لخدمات الأمن السيبراني بصورة كبيرة بعد تحول أعمالها أونلاين، وارتفعت الإيرادات 62 في المئة على أساس سنوي في الفترة ما بين يونيو (حزيران) 2021 ويونيو 2022.
اعتمادها من شركات عالمية
ولفترة طويلة، عدت برامج "كراود سترايك" من بين أفضل برامج الدفاع السيبراني التي تقضي على القراصنة الإلكترونيين، إذ دمجت بصورة مبتكرة بين خدمات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني التقليدي، بحيث تمكنت برامجها من التصدي المبكر إلى أي محاولة اختراق.
وتختلف برامج "كراود سترايك" عن البرامج المضادة للفيروسات التي يستخدمها معظم الناس في كمبيوتراتهم، فهي برامج موجهة للشركات بصورة رئيسة وتستخدم الروبوتات أو الذكاء الاصطناعي لفحص الكمبيوترات بصورة آنية مما يصعب اختراقها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لذلك ما حدث كان صادماً للشركة نفسها وللشركات العالمية المعتمدة عليها، إذ أدى تحديث لبرنامج "كراود سترايك" إلى حدوث أعطال متتالية في أنظمة خدمة العملاء لدى شركات الطيران والخدمات المصرفية والرعاية الصحية وتجار التجزئة.
فهذه القطاعات لديها معلومات حساسة عن العملاء، لذا كانت تعتمد على برامج "كراود سترايك" لحمايتها من القراصنة بصورة آلية ولحظية.
كيف حصلت المشكلة؟
والمشكلة ظهرت عند محاولة تحديث برامج "كراود سترايك" على أجهزة كمبيوترات تعمل بنظام "ويندوز" التابع لـ"مايكروسوفت"، بينما لم تتأثر الكمبيوترات العاملة بنظام "ماك" أو "لينوكس".
ومن المفارقة أن الشركتين، على رغم منافستهما في سوق الأمن السيبراني، فإنهما تضطران إلى أن تعمل إحداهما مع الأخرى، إذ تشغل برامج "كراود سترايك" على أنظمة "ويندوز".
فلكي تعمل برامج "كراود سترايك" يجب أن يتم إعطاؤها كل الإمكانات للوصول إلى جوهر تشغيل الكمبيوتر، مثل برنامج "ويندوز"، لكي تتمكن من التصدي لأي محاول اختراق. لذلك عند تحديث برامج "كراود سترايك" لم تستجب برامج "ويندوز" للتحديث، وأدى ذلك إلى ظهور "شاشة زرقاء" لدى الشركات المعتمدة على البرنامجين (ويندوز وكراود سترايك) معاً.
المشكلة في قطاع الطيران
واضطرت هذه الشركات إلى العودة إلى النظام اليدوي لتلبية طلب عملائها، وهو ما لوحظ لدى شركات الطيران التي كتبت يدوياً على تذاكر سفر العملاء.
وفعلياً، المشكلة الكبرى ظهرت لدى شركات الطيران، إذ أعاق عطل البرامج القيام بالاتصالات بين الطائرات وموظفي المراقبة الأرضية، مما اضطر إلى تعليق الرحلات أو تأجيلها لحين إصلاح الخلل، وهو ما أدى إلى ازدحام غير مسبوق في المطارات، وقدر موقع "فلايت آوير" التأخير العالمي لأكثر من 21 ألف رحلة جوية.
مستقبل على المحك
وحاولت شركة "كراود سترايك" إصلاح الخلل لكنها لم تتمكن بسهولة، لكن الجانب الجيد في القصة أن انقطاع الخدمة لم يكن بسبب هجوم إلكتروني أو خرق أمني، وهو ما يعني أن بيانات الناس، خصوصاً البيانات المالية، لدى الشركات المتضررة محمية حتى الآن.
وعن ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة "كراود سترايك" إنه "قد يستغرق وقتاً لإصلاح المشكلة، وهو أمر يضع مستقبل الشركة على المحك".