Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستوطنون إسرائيليون يسعون إلى إقناع ترمب بالتخلي عن حل الدولتين

يتقربون من اليمين الديني الجمهوري عبر زيارات متبادلة بين الضفة وأميركا

صورة جوية لبمستوطنة النبي دانيال في الضفة الغربية (رويترز)

ملخص

أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب في مايو (أيار) الماضي أنه داخل إسرائيل نفسها يظل حل الدولتين هو الأكثر تأييداً في سبيل تحقيق السلام، على رغم انخفاض التأييد لهذا الحل إلى 33 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع مقارنةً بنسبة 43 في المئة قبل السابع من أكتوبر.

تعقد روث ليبرمان، المستوطنة اليهودية التي تعيش في الضفة الغربية، العزم على مجابهة الضغوط الدولية الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وتقول إن أصدقاءها من الجمهوريين الأميركيين البارزين من اليمين الديني للحزب يساعدونها على ذلك.

وتظهر سجلات مجلس الشيوخ أنه بعد مرور أسابيع على هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي نفذته حركة "حماس"، استضافت ليبرمان السيناتور المحافظ المؤيد لإسرائيل مايك لي، وهو من طائفة المورمون، على وجبة السبت في منزل عائلتها.

وأوضحت ليبرمان خلال مقابلة في منزلها بمستوطنة ألون شفوت أن الحديث مع السيناتور لي عرج على إقامة الدولة الفلسطينية وأنها أخبرته بأن الهجوم أدى إلى زيادة المعارضة الإسرائيلية لهذه الفكرة. ولم يردّ لي على طلبات للتعليق. وتقع المستوطنة قرب بيت لحم داخل جوش عتصيون، وهي واحدة من أكبر الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية.

وأضافت ليبرمان، وهي مستشارة سياسية كثيراً ما تستضيف وفوداً أميركية تزور المستوطنات، أن هذه الزيارات تساعد في التوفيق بين آراء كبار مسؤولي الحزب الجمهوري والمستوطنين وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر.

وفي حديثها عن لي ورئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، وهو مسيحي إنجيلي زار عائلتها في فبراير (شباط) 2020 خلال رئاسة دونالد ترمب، وقبل وقت طويل من توليه منصب رئيس مجلس النواب، تقول "وجود أصدقاء وأصوات كهذه في مناصب رفيعة جداً في الولايات المتحدة يساعدنا"، ولم يردّ جونسون على طلبات للتعليق.

موقف ترمب

وتكثف ليبرمان وآخرون جهودهم منذ السابع من أكتوبر على أمل التأثير في موقف الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل التي ربما تعيد ترمب إلى السلطة.

وذكر بيان صدر عن وفد من مسؤولي المستوطنين زار واشنطن الشهر الماضي، أن ليبرمان وأعضاء الوفد ناقشوا هذه القضية في اجتماعات مع جونسون ولي وآخرين خلال الزيارة.

وزارت وكالة "رويترز" مستوطنتين في جوش عتصيون وأجرت مقابلات مع نحو 24 إسرائيلياً وفلسطينياً في الضفة الغربية وإسرائيل وثلاثة مساعدين حاليين وسابقين لترمب وثلاثة زعماء إنجيليين في الفترة بين مارس (آذار) ويوليو (تموز) الماضيين.

وقال المتحدثون إلى "رويترز" إن مجموعات من المستوطنين وأعضاء اليمين الديني في إسرائيل والمسيحيين المحافظين يعملون على إقناع ترمب والحزب الجمهوري بالتخلي عن الدعم الأميركي لإقامة الدولة الفلسطينية والمستمر منذ فترة طويلة، ويعتبرون أن ذلك سيكون بمثابة مكافأة على أعمال العنف التي وقعت في السابع من أكتوبر.

وبينما أشار ترمب إلى احتمال تغير السياسة الأميركية، فإنه لم يوضح وكذلك الحزب ما سيكون عليه موقفهما تجاه إقامة الدولة الفلسطينية إذا حققا الفوز في الانتخابات.

ولم تردّ المتحدثة باسم الحملة كارولين ليفيت على أسئلة حول آراء ترمب إزاء المستوطنات ومستقبل الفلسطينيين، مردفة أن إسرائيل لم تحظَ بصديق أفضل من ترمب في البيت الأبيض.

 

آراء الإسرائيليين

ودعمت الولايات المتحدة اتفاقات أوسلو التي رسمت الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية قبل 30 عاماً، وتساند كذلك ما يعرف بحل الدولتين.

ويقول الفلسطينيون ومعظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تنتهك القانون الدولي في شأن الأراضي المحتلة وتمثل تعدياً مستمراً يعوق طموحات إقامة الدولة.

وقضت محكمة العدل الدولية أمس الجمعة بأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والمستوطنات المقامة عليها غير قانونيين وأنه يتعين على إسرائيل إنهاء وجودها في تلك الأراضي في أسرع وقت ممكن. وفي رد سريع، وصفت تل أبيب الحكم بأنه "خاطئ جوهرياً" ومنحاز وأكدت موقفها أن التسوية السياسية في المنطقة لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال المفاوضات.

وأحيت حرب غزة الضغوط، ومنها ضغوط مارسها الرئيس الأميركي جو بايدن علناً، من أجل إقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل عبر مفاوضات، ويريد الفلسطينيون أن تشمل دولتهم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب في مايو (أيار) الماضي أنه داخل إسرائيل نفسها يظل حل الدولتين هو الأكثر تأييداً في سبيل تحقيق السلام، على رغم انخفاض التأييد لهذا الحل إلى 33 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع مقارنةً بنسبة 43 في المئة قبل السابع من أكتوبر.

غير أن ضم إسرائيل للضفة الغربية والحد من حقوق الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، وهو الخيار الذي يفضله بعض المستوطنين، حظي بتأييد 32 في المئة من الإسرائيليين مقارنة بنسبة 27 في المئة منهم قبل السابع من أكتوبر، وأظهر الاستطلاع أن المشاركين رأوا أن هذا الخيار يزداد ترجيحاً.

وقال النائب عن حزب الصهيونية الدينية الذي يعيش في جوش عتصيون أوهاد طال إن قادة المستوطنين الذين يسعون إلى ضم أراضي الضفة الغربية بصورة دائمة يتطلعون على نحو متزايد إلى ترمب ومؤيديه من المسيحيين الإنجيليين للحصول على الدعم. وأضاف متحدثاً عن المسيحيين الإنجيليين أن "أحد أهدافنا الرئيسة الآن هو تعزيز العلاقات مع هذه المجموعات... نخوض المعركة ذاتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حافظوا على أرض الرب"

كثيراً ما دعا الحاخام الإسرائيلي بيساش ووليكي إلى التعاون بين التيار اليميني الديني في إسرائيل ومن يصفهم بالصهاينة المسيحيين في أميركا، وهم مسيحيون إنجيليون يرون أن نبوءة تتحقق بعودة اليهود ليهودا والسامرة المذكورة في الكتاب المقدس والتي يقع معظمها في الضفة الغربية واحتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وقال ووليكي إنه ابتداءً من مساء السابع من أكتوبر، بدأ بجمع الزعماء من أصحاب الفكر المماثل معاً في حملة أطلقوا عليها اسم "كيب جادز لاند" أو "حافظوا على أرض الرب"، تهدف إلى التأثير في ترمب والحزب الجمهوري ليرفضا حل الدولتين واستخدام وسائل الإعلام الأميركية ذات التوجهات الدينية والمؤتمرات لحشد الدعم ضد دعوة بايدن إلى إقامة دولة فلسطينية.

وتذكر منظمة "حافظوا على أرض الرب" أنها نمت لتصبح تحالفاً يضم أكثر من 1000 من الزعماء الدينيين اليهود والمسيحيين.

وأوضحت ريتشيل مور التي استقبلت أيضاً وفوداً من أعضاء الكونغرس وتعيش بمستوطنة النبي دانيال في جوش عتصيون أن النزعة المحافظة وحجم المجتمع الإنجيلي الأميركي الذي يضم عشرات الملايين يجعله حليفاً مهماً لليمين الإسرائيلي، مضيفة أن "هناك تصوراً بأن المجتمع المسيحي فقط هو من يفهم ذلك"، في إشارة إلى المسافة السياسية التي يشعر بعض الإسرائيليين اليمينيين بأنها تفصلهم عن الموقف الليبرالي لكثير من اليهود الأميركيين، خصوصاً بالنسبة إلى الاستيطان المستمر في الضفة الغربية.

وتجعل المخاوف من مساعي المسيحيين لتحول اليهود إلى اعتناق المسيحية مثل هذا التقارب مثيراً للجدل في إسرائيل.

 

التوفيق بين المسيحيين واليهود

ويُعدّ القس المعمداني الجنوبي توني بيركنز، رئيس مجموعة "مجلس أبحاث الأسرة" الإنجيلية الحقوقية، من الشخصيات المهمة أيضاً في التوفيق بين المسيحيين والإسرائيليين المحافظين، وظهر في فعاليات منظمة "حافظوا على أرض الرب"، وباعتباره مندوباً في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، يسعى بيركنز إلى إبقاء إسرائيل أولوية في الحملة الانتخابية.

وقال إن تأييد الإنجيليين للمستوطنين ارتفع بعد هجوم "حماس" الذي تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين واحتجاز نحو 250 رهينة، فيما تتحدث وزارة الصحة في غزة عن الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع رداً على الهجوم أسفرت عن مقتل ما يقارب 39 ألف فلسطيني.

وخلص استطلاع أجراه مركز "بيو" في فبراير الماضي إلى أن 33 في المئة من البروتستانت الإنجيليين ذوي البشرة البيضاء في الولايات المتحدة يؤيدون فكرة دولة واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية، بزيادة أربع نقاط مئوية عن عام 2022 مع وصول متوسط من يدلون بإجابة في الاستطلاع إلى المثلين.

وقالت هيذر جونستون، المتخصصة في مسألة إسرائيل في نبوءات الكتاب المقدس والرئيسة التنفيذية لجمعية التعليم الإسرائيلية – الأميركية، إن بيركنز الذي زار جوش عتصيون في مارس والتقى أيضاً بنتنياهو، كان من أوائل المدافعين عن زيارة أعضاء من الكونغرس إلى مستوطنات الضفة الغربية.

وخلال الأعوام الأخيرة، نظمت مجموعات من بينها تلك التي تقودها ليبرمان وجمعية التعليم الإسرائيلية – الأميركية رحلات ممولة تمويلاً خاصاً لعشرات من أعضاء الكونغرس، معظمهم من الجمهوريين، إلى المستوطنات التي كان نادراً ما يزورها المسؤولون الأميركيون في السابق.

"يهودا والسامرة"

اجتمعت حركة "حافظوا على أرض الرب" في الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي في المقر الرئيس لمؤسسة التراث، وهي مؤسسة فكرية محافظة في مبنى الكابيتول هيل بواشنطن.

وكان من بين المتحدثين السيناتور وحاكم فلوريدا السابق ريك سكوت، والنائب الإسرائيلي طال، وعضو الكونغرس كلوديا تيني التي قدمت في مارس مشروع قانون إلى مجلس النواب لاستخدام الاسم التوراتي يهودا والسامرة في الوثائق الأميركية الرسمية بدلاً من الضفة الغربية.

وأحيل مشروع القانون إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، و"يهودا والسامرة" هو المصطلح المفضل لدى الإسرائيليين اليمينيين.

ولم يستجِب مكتب سكوت لطلبات التعليق، وأحجم متحدث باسم تيني عن التعليق.

ومنذ السابع من أكتوبر، تمضي حكومة نتنياهو بأسرع وتيرة منذ 30 عاماً في خطط البناء على أراضي الضفة الغربية بما يشمل جوش عتصيون، وفقاً لمنظمة "السلام الآن" غير الحكومية، وهي منظمة إسرائيلية تتعقب وتعارض مستوطنات الضفة الغربية.

وقالت جولييت بنورة، إحدى سكان بيت لحم والباحثة في شؤون المستوطنات، إن هذا التوسع له "هدف واحد وهو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم".

وتفيد الأمم المتحدة بأن عدد الإسرائيليين في الضفة الغربية ارتفع بنحو الثلث ليصل إلى 700 ألف في العقد الماضي، أي نحو 10 في المئة من السكان اليهود في إسرائيل.

وتفجر عنف المستوطنين خلال العام الماضي، مما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على أشخاص وكيانات يتهمانهم بالتصعيد، وندد جميع الأشخاص الذين تحدثت إليهم "رويترز" بهذا العنف.

ديفيد فريدمان الذي طور خطة ترمب لإقامة دولة فلسطينية محدودة بصفته سفيراً لدى إسرائيل عام 2020، يدعو الآن إلى دولة إسرائيلية واحدة موسعة من دون منح حقوق المواطنة الكاملة للفلسطينيين، وهو ترتيب شبهه في مقابلة بوضع بويرتوريكو، وقال إنه لم يناقش الخطة مع ترمب.

ويعدّ سكان بويرتوريكو، وهي منطقة أميركية فقيرة، مواطنين أميركيين لكن ليس لهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية.

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن حرمان الفلسطينيين من دولة لهم سيشعل مزيداً من الصراعات، مؤكداً أن "لا سلام ولا أمن لأحد من دون قيام دولة فلسطينية وفق الشرعية الدولية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير