Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تضمن هاريس ترشيح الديمقراطيين أم تواجه تحديات؟

يحتاج أي مرشح إلى دعم 300 من المندوبين لينافس كامالا في المؤتمر الوطني الديمقراطي

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أثناء فعالية في متحف للفضاء والعلوم في كالامازو بولاية ميشيغان، في 17 يوليو 2024 (أ ف ب)

ملخص

مع فشل هاريس في حل قضية اللاجئين على حدود المكسيك وتسميتها من قبل الجمهوريين قيصر الحدود وافتقارها للجدية اللازمة كمسؤولة وابتسامها وضحكاتها بمناسبة ومن دون مناسبة يشعر البعض بأنها لا تمتلك الشخصية الكاريزمية التي يمكن أن تجتذب الناخبين، كما أن الجمهوريين يسيل لعابهم للعودة إلى الهجمات القديمة ومقاطع الفيديو الخاصة بإجاباتها.

الآن، بعد أن انسحب جو بايدن من السباق الرئاسي لعام 2024 وأيد نائبته كامالا هاريس لتكون المرشحة سيكون الأمر في النهاية متروكاً لمندوبي المؤتمر الوطني الديمقراطي لاختيار مرشح جديد رسمياً لحزبهم، لكن على رغم دعم عديد من قيادات الحزب هاريس فإن بعض القيادات الديمقراطية والمانحين لا يزالون غير واثقين في قدرتها على هزيمة الرئيس السابق دونالد ترمب، ولهذا لم يمنحوها دعمهم، فهل يشهد الديمقراطيون انقساماً وتواجه هاريس تحدياً من مرشحين آخرين، أم يصطف الحزب خلفها ويتمنى الفوز؟

ثلاث مزايا

بعد ساعات قليلة من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي قبلت نائبته كامالا هاريس تأييده وأعلنت أنها ستسعى إلى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي وتوحيده لمواجهة دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وهزيمة أجندته المتطرفة على حد قولها، غير أن قرار بايدن المهم يحرك الفرسان المحتملين للحملة التمهيدية الديمقراطية لعام 2028 التي تضم مجموعة واسعة من النجوم الصاعدين في الحزب، والذين لديهم طموحات واضحة في المنصب الرئاسي، لكن البداية المفاجئة والجدول الزمني المختصر على موعد الانتخابات الذي لا يزيد على 15 أسبوعاً، يمنح هاريس ثلاث مزايا هائلة لا تتوفر لغيرها، أولها جهاز حملة سارع بتغيير اسم حملة بايدن إلى حملة هاريس باعتبارها الشخص الثاني في حملة قائمة بالفعل، وثانيها ملايين الأموال التي يمكن أن ترثها حال تأكيد ترشيح الحزب لها رسمياً، إضافة إلى الميزة الثالثة التي تجلت في تأييد سريع من قطاعات واسعة من الحزب الحريص على الاستقرار بسرعة على مرشح رئاسي في وقت قصير.

هل من منافس؟

ليس من الواضح أن أي ديمقراطي بارز سيتحدى هاريس فيما يمكن أن تكون عملية غامضة لاستبدال بايدن على رأس الحزب الديمقراطي، وإذا اتحد الحزب حولها، فقد يصبح بعض هؤلاء المرشحين الرئاسيين المستقبليين متنافسين فيما بينهم كي تختار هاريس أحدهم نائباً لها في مواجهة الخصمين الجمهوريين دونالد ترمب ونائبه جيه دي فانس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو أن هاريس تعمل للحصول على حشد الدعم من جميع المرشحين المحتملين خلفها، على رغم أنها لم تنجح في عد في تأمين دعمهم جميعاً، ففي حين أيد البعض هاريس بسرعة، مثل حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية نورث كارولاينا روي كوبر، وحاكم ولاية كنتاكي أندي بشير، ووزير النقل بيت بوتيجيج، وسيناتور ولاية أريزونا مارك كيلي، تحوم إشاعات أخرى حول إمكانية إقدام بعضهم على المنافسة، إذ امتنع معظمهم عن مناقشة من ينبغي أن يخلف بايدن كمرشح للحزب الديمقراطي مثل حاكمة ولاية ميشيغان غريتشين ويتمر التي لم تذكر هاريس في بيان أصدرته للإشادة بقرار بايدن، وحاكم ولاية إلينوي جيه بريتزكر الذي أصدر بياناً أشاد فيه ببايدن، دون مناقشة البدائل المحتملة، وحاكم ولاية ميريلاند ويس مور، الذي وصف بايدن بأنه نموذج للقيادة الحقيقية، دون ذكر هاريس أو مناقشة مرشح بديل.

حسابات وتدقيق

لا شك أن قرار الرئيس بايدن دعم هاريس من شأنه أن يضعها تحت تدقيق واسع، فبينما يقول بعض الديمقراطيين إنها الشخص الوحيد الذي يمكنه تحدي ترمب بصورة فعالة في هذه المرحلة المتأخرة من الانتخابات، وأن لديها فرصة لصنع التاريخ مرة أخرى كأول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة إذا فازت، بينما يجادل آخرون بأن الحزب الديمقراطي يجب أن يتجنب تمرير الشعلة الرئاسية بشكل تلقائي لشخص محدد لمجرد أنه نائب للرئيس، وأن يترك الأمر للآلية الديمقراطية أن تتفاعل عبر مؤتمر مفتوح، بخاصة في ضوء نقاط الضعف السياسية التي تعانيها هاريس على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية.

وفي مواجهة دعم هاريس من الرئيس السابق بيل كلينتون، وزوجته هيلاري المرشحة الديمقراطية لانتخابات عام 2016 التي هزمها ترمب، والنائبة براميلا جايابال رئيسة التجمع التقدمي، لا يزال عدد من أكبر المؤثرين والنافذين في الحزب الديمقراطي غير داعمين لهاريس مثل الرئيس السابق باراك أوباما الذي قال إنه واثق من أن قادة الحزب سيخلقون عملية يخرج منها مرشح متميز، ومثل النائبة الحالية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة، التي قالت إنها تفضل عملية تنافسية.

وكان عديد من الديمقراطيين بدأوا مبكراً في مناقشة كيفية استبدال بايدن، إذ كانوا قلقين من أن اختيار مندوبي المؤتمر لمرشح آخر غير الرئيس الذي تعهدوا التصويت له، قد يبدو غير ديمقراطي وغير شرعي، بخاصة أن اللجنة الوطنية للحزب كانت تعتزم تصويت المندوبين افتراضياً لترشيح بايدن رسمياً قبل السابع من أغسطس (آب) المقبل، ومن غير المعروف ما إذا كانت ستفعل ذلك مع هاريس أم ستنتظر عقد مؤتمر مفتوح خلال المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو يوم الـ19 من أغسطس، إذ يتعين على أي مرشح أن يحصل على تأييد 300 مندوب في الأقل كي يدخل المنافسة على ترشيح المؤتمر الوطني للحزب.

وزعم رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أن استبدال المؤتمر لبايدن سيكون خطأ وغير قانوني، إذ كان من المقرر أن يتم ترشيح بايدن رسمياً من قبل 3939 مندوباً، في الـ19 من أغسطس في شيكاغو.

وبحسب المتخصص في مجال العلوم السياسية والحكم بجامعة هاميلتون فيليب كلينكنر ستكون هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً التي يتم فيها اختيار مرشح حزب رئيس خارج العملية الديمقراطية للانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية، نظراً إلى أنه لم ينسحب أي رئيس أميركي من السباق في وقت متأخر جداً من الدورة الانتخابية.

لماذا هاريس؟

يتداول الديمقراطيون استطلاعات الرأي الداخلية في الحزب التي تظهر أن هاريس ستكون في الأقل أكثر فائدة في تعزيز حماسة الديمقراطيين والمساعدة في تقليل فرصة عقد سباقات للاقتراع، إذ سيكون الضغط مرتفعاً للتوحيد بين أجنحة الحزب بعد الشهر الأخير من الاقتتال الداخلي، كما أن أي شخص يمكن أن ينافسها سيخاطر بإسقاط سمعته مع القاعدة في انتخابات تمهيدية محتملة عام 2028.

وحظيت هاريس بقدر واسع من الإعجاب بالطريقة التي تعاملت بها مع هذه الأسابيع المشحونة من الأزمة بين الديمقراطيين، إذ لم تخطط لأن تكون بديلاً لبايدن، حتى في المحادثات الخاصة، وبدلاً من ذلك أظهرت إخلاصها للرئيس الأميركي في سلسلة من التجمعات الانتخابية، وهي الوريث الطبيعي الذي يجب أن يلتف حولها الحزب على الفور لتولي المسؤولية، لأن القيام بخلاف ذلك سيكون بمثابة إهانة مدمرة لها من النوع الذي آلم بايدن نفسه كثيراً عندما ساند الرئيس السابق باراك أوباما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل انتخابات عام 2016. وهذا يعني دعم نائب رئيس من الأميركيين الأفارقة كي يحظى بدعم مباشر من الناخبين والقادة من أصل أفريقي بما في ذلك نائب ساوث كارولاينا جيم كليبيرن، الذي قال مراراً إنه يريد هاريس تترشح من الحزب الديمقراطي.

ومن المرجح أن يؤدي هذا النوع من الدعم إلى المزيد، وهو ما سيكون مقنعاً للمندوبين والناخبين على حد سواء، ويجعل التغلب على هاريس أصعب حتى مع تاريخها الحافل بحملتها الفاشلة عام 2020 والبداية الصعبة في منصب نائب الرئيس.

وتشير نائبة حاكم ولاية كاليفورنيا ومندوبة الحزب الديمقراطي في المؤتمر إيليني كونالاكيس، والتي تعد جزءاً من لجنة القواعد واللوائح الداخلية، إضافة إلى كونها صديقة قديمة لهاريس، إلى أنه من المهم أن نتذكر أنه مع خروج بايدن من السباق أنه كان خلال فوزه بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي كان يتحدث دائماً عن إنجازات بايدن - هاريس، وعندما صوت الناس لصالحه كمرشح، كانوا يصوتون لهذه البطاقة الانتخابية، لذا فإن أفضل طريقة للتحقق من صحة تصويت الناخبين الأساسيين هي دعم هاريس كمرشحة للحزب.

قوة استقرار

ويبدو أن الخطوط الأمامية للحزب الديمقراطي تعرف أكثر من أي شخص آخر قوة الاستقرار لأنه عندما تكون هناك فوضى، فإنهم يعانون العواقب، إذ يخشى السياسيون الديمقراطيون وكبار المساعدين أن يؤدي إطلاق العنان لعملية مفتوحة في المؤتمر إلى حدوث فوضى، مما يؤدي إلى إطالة أمد دراما الحزب وتراجع الدعم من الكتلة السوداء القوية في الكونغرس، وهي قوة لحشد الدعم الشعبي وزيادة الحماسة في نوفمبر.

ولا يرى بعض الأعضاء الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب الذين يتطلعون لإعادة انتخابهم في المناطق المتأرجحة، سوى قليل من التقدم إذا انخرط الحزب في اختبار وجه جديد له، وهذا يفترض أن أي شخص قد يرغب في تحدي هاريس، عليه المخاطرة بمستقبله السياسي إذا لم ينجح في هذه المنافسة.

نقاط الضعف

غير أن الأشخاص الذين كرهوا هاريس لفترة طويلة لم يغيروا رأيهم ولم يفقدوا الذاكرة فجأة عند الحديث عن نقاط ضعفها أو مشكلاتها السابقة، وعلى سبيل المثال فإن عضو مجلس النواب عن ولاية تكساس فيسنتي غونزاليس، الذي يرشح نفسه لإعادة انتخابه في سباق صعب، فوجئ بمدى سرعة تحول المحادثة من أشخاص قالوا قبل بضعة أشهر فقط إن هاريس ستكون بمثابة عائق على البطاقة الانتخابية مع بايدن وأن الرئيس ربما يفكر في استبدالها، وهو ما يجعل الانتقال إلى فكرة أنها يجب أن تتصدر القائمة أمراً مستغرباً.

ومع فشل هاريس في حل قضية اللاجئين على حدود المكسيك، وتسميتها من قبل الجمهوريين بقيصر الحدود، وافتقارها للجدية اللازمة كمسؤولة وابتسامها وضحكاتها بمناسبة ومن دون مناسبة يشعر البعض بأنها لا تمتلك الشخصية الكاريزمية التي يمكن أن تجتذب الناخبين، كما أن الجمهوريين يسيل لعابهم للعودة إلى الهجمات القديمة ومقاطع الفيديو الخاصة بإجاباتها، ومن خلال سؤالها عما تعرفه ومتى عرفته عن صحة بايدن وتأثيرات الشيخوخة، ويضغطون على بايدن للاستقالة من الرئاسة، لإحداث مزيد من الفوضى وإبعادها عن المسار أكثر، كما أنهم لا يشككون فقط في شرعية اجتيازها أي عملية مستعجلة يتم اختيارها من الديمقراطيين، لكن أيضاً ما إذا كان من الممكن قانونياً استبدالها من الاقتراع، وهو ما يعود إلى عام 2020، عندما وضع بايدن هاريس على بطاقة الانتخاب وذهب البعض إلى ما هو أبعد من مجرد نطق اسمها الأول بصورة خاطئة عمداً، بل هددوا برفع دعاوى قضائية حول ما إذا كانت مؤهلة دستورياً للخدمة، وربطوا ذلك بأن أياً من والديها لم يولدا في أميركا.

ليسوا الوحيدين

ولا يبدو أن الجمهوريين فقط هم من لا تروق لهم هاريس، إذ قالت عضو مجلس النواب الأميركي ألكسندريا أوكازيو كورتيز على "إنستغرام" مساء الخميس الماضي "إذا كنت تعتقد أن هذا سيكون انتقالاً سهلاً، فأنا هنا لأخبرك أن عدداً كبيراً من فئة المانحين، وعدداً كبيراً من النخب، وعدداً كبيراً من الداعمين لعدم ترشيح جو بايدن، هم أيضاً غير مهتمين برؤية نائبة الرئيس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي".

وفي الوقت نفسه قال بعض التقدميين خلف الكواليس إنهم يثقون في أن يكون بايدن أكثر توافقاً مع أجندتهم من هاريس وهذا أحد أسباب تمسك كثر به قبل تنحيه.

المزيد من تقارير