Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من تخفيف الأحمال إلى الأعطال... المصريون والكهرباء في مواجهة قائمة

الحكومة بررت الانقطاعات الأخيرة بالإشكالات المفاجئة وارتفاع درجات الحرارة

يقدر رئيس الوزراء حاجة مصر إلى 1.18 مليار دولار لإنهاء العمل بخطط تخفيف الأحمال (أ ف ب)

ملخص

ناشد المتحدث باسم وزارة الكهرباء جميع المواطنين ضرورة مراعاة الجوانب الاستهلاكية للطاقة الكهربائية والحد من أنماط الاستخدام غير المخطط لها بما يسهم في رفع معدلات كفاءة استهلاك الطاقة.

على رغم إعلان الحكومة المصرية وقف العمل بخطط تخفيف أحمال الكهرباء، تسببت مجموعة من الأعطال في توسع انقطاع التيار في عدد من المناطق على مستوى الجمهورية في أول يوم كان من المقرر أن توقف فيه الحكومة العمل بجداول تخفيف الأحمال ووقف انقطاع التيار الكهربائي.

وفيما أثارت موجة الانقطاعات التي شهدتها البلاد أول من أمس الأحد حالة من الاستياء والسخرية بين المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، سارعت الوزارات المعنية بتبرير ما حدث. وفي بيان أعلنت وزارة البترول والثروة المعدية نجاح القطاع في تلبية حاجات محطات الكهرباء من الوقود بجميع أنواعه، استكمالاً للخطة التي وضعتها الحكومة لإيقاف تخفيف الأحمال اعتباراً من الـ21 من يوليو (تموز) الجاري. وقال وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، إنه تابع مع غرف المتابعة بالوزارة وهيئة البترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيغاس" على مدار الساعة انتظام إمداد الوقود للمحطات وكذلك المخزونات.

وشهدت مصر أول من أمس، تسجيل رقم قياسي في استهلاك الوقود لمحطات الكهرباء خلال أشهر الصيف من الغاز الطبيعي والوقود البترولي السائل، الذي بلغ نحو 165 مليون متر مكعب مكافئ يومي للوقود بأنواعه. وتقدر قيمة واردات الغاز الطبيعي المسال والمازوت اللازمة لوقف خطة تخفيف الأحمال موقتاً بنحو 1.2 مليار دولار، وتسلمت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية خمس شحنات من الغاز الطبيعي المسال، من إجمالي 21 شحنة أرست الحكومة مناقصات لها، بسعة إجمالية 155 ألف متر مكعب، ومن المقرر إعادة تحويل الشحنات إلى حالتها الغازية بإحدى وحدات التخزين والتغويز العائمة التي يمكن لمصر استخدامها لتضخ بعد ذلك في الشبكة الوطنية.

انقطاع مفاجئ بسبب الأعطال والحرارة

وفي تعليقه، كشف المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة في مصر أيمن حمزة، أن ما حدث لا يتعلق بخطط تخفيف الأحمال، وأنه يعود إلى عوامل منها الأعطال الفنية وزيادة الأحمال الناتجة من ارتفاع درجات الحرارة. وأشار إلى أن تخفيف الأحمال الذي كان يعد أحد العوامل المساهمة في انقطاع الكهرباء، سينتهي العمل به حتى نهاية الصيف. وأوضح أنه يمكن أن تتعرض بعض المناطق لانقطاع مفاجئ وغير مخطط له في التيار الكهربائي، سواء لأسباب فنية أو لأعطال طارئة في الشبكة القومية لتوزيع الكهرباء.

وقبل أيام، كشف رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، إيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال 2024، وانتهاء قطع الكهرباء 2024 خلال فترة الصيف، على أن يكون ذلك بداية من الأحد الماضي، على جميع أنحاء الجمهورية، ويستمر العمل بهذا القرار حتى منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل. وأوضح خلال مؤتمر صحافي أن هذه الأزمة ستنتهي نهائياً بحلول نهاية العام الحالي، ولفت إلى أنه سيجرى استيراد شحنات كبيرة من الوقود لتنفيذ خطة وقف تخفيف الأحمال.

وفي حديثه ناشد المتحدث باسم وزارة الكهرباء جميع المواطنين ضرورة مراعاة الجوانب الاستهلاكية للطاقة الكهربائية والحد من أنماط الاستخدام غير المخطط لها بما يسهم في رفع معدلات كفاءة استهلاك الطاقة. وذكر أن الدولة تعمل على تحسين جودة وكفاءة التغذية الكهربائية وتقديم خدمة طاقة تتسم بالاستدامة والاعتماد عليها بصورة متزايدة، مضيفاً أن متابعة الأعطال وإصلاحها يجري بإشراف مباشر من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال إن هناك خطة لتوفير الوقود اللازم خصوصاً مع احتمالية أن يزيد حجم الاستهلاك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، موضحاً أن الإثنين من الأسبوع الماضي كان الأعلى من حيث الاستهلاك، لافتاً إلى أن تغير أسلوب الحياة تسبب في زيادة حجم استهلاك الكهرباء. وأعلن حمزة أن الساعة السابعة من مساء السبت الماضي ستكون آخر مرة لانقطاع التيار الكهربائي، ولن يكون هناك أي تخفيف للأحمال حتى نهاية الصيف، مثلما وعد رئيس الوزراء خلال مؤتمر صحافي قبل أيام. وأكد أن هناك جهوداً مستمرة بين وزارتي الكهرباء والبترول تحت متابعة رئيس الوزراء لتحقيق هذا الهدف. وفيما أكد انتهاء العمل بجدول تخفيف الأحمال، لكنه أشار إلى إمكانية حدوث أعطال أو تحتاج بعض المناطق للصيانة.

1.18 مليار دولار لحل الأزمة

وبداية الشهر الجاري كشف المتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية حمدي عبدالعزيز أن إنتاج البلاد من الغاز يبلغ حالياً 5.7 مليار قدم مكعبة يومياً. وأوضح أنه "جرى الاتفاق على 21 شحنة من الغاز المسال ستصل إلى مصر خلال فصل الصيف، إضافة إلى كميات وشحنات أخرى من المازوت".

وأفاد بأن أول شحنة غاز وصلت في الثاني من يوليو الجاري و"جرى تفريغها لإمدادها في الشبكة القومية للغازات".

وكانت مصر أرست في يونيو (حزيران) الماضي، مناقصات لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال في أكبر عملية شراء الوقود المنقول بحراً، بهدف تغطية الطلب الكبير في الصيف من يوليو حتى سبتمبر المقبل. وتضاءلت إمدادات الغاز الطبيعي الذي يساعد مصر في توليد الكهرباء في وقت أدى فيه تزايد عدد السكان والتنمية الحضرية إلى زيادة الطلب على الكهرباء، وعندما ترتفع درجات الحرارة، يزيد استخدام مكيفات الهواء استهلاك الطاقة.

وفي الشهر الماضي قال رئيس الوزراء المصري، إن بلاده تحتاج إلى استيراد ما قيمته نحو 1.18 مليار دولار من الغاز الطبيعي والمازوت لإنهاء انقطاع الكهرباء المستمر الذي تفاقم بسبب موجات الحر المتتالية. وتابع، "أعد مجلس الوزراء الدراسات اللازمة، التي تضمنت حجم الكميات المطلوبة"، وأفادوا بأنهم في حاجة لمنتجات بقيمة 1.18 مليار دولار.

وأضاف، "بناء على هذا العرض ومراجعة هذا الرقم مع الوزراء، وجه وزير البترول بالبدء الفوري في التعاقد على هذه الشحنات حتى نستقدمها بصورة فورية حتى نتجاوز فترة الصيف، كما جرى التنسيق مع وزير المالية من أجل تدبير المبالغ بالجنيه المصري، وأيضاً التنسيق مع محافظ البنك المركزي لتدبير المعادل لهذه المبالغ بالدولار".

اقرأ المزيد