Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كان السنوار هدف عملية خان يونس؟

محللون: إسرائيل تعتقد أن قائد "حماس" يختبئ في أنفاقها لذا شنت أشرس هجوم على المدينة منذ بدء الحرب

بناء على معلومات استخباراتية ترى إسرائيل أن يحيى السنوار لا يزال في خان يونس (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

بشكل مباغت تغولت الآليات العسكرية في مدينة خان يونس، المكان الذي يعتقد الجيش الإسرائيلي أن قائد "حماس" يحيى السنوار يختبئ فيه، فهل تمكنت إسرائيل من الوصول إليه؟

بعد دقائق فقط من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء للمناطق الشرقية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اقتحمت الدبابات والآليات المدرعة تلك البقعة الجغرافية في تحرك عسكري سريع كأن تل أبيب تبحث عن شيء ما في المدينة التي تعتبرها معقل حركة "حماس".

وتزامنت العملية العسكرية الثانية في مدينة خان يونس، مع تداول مسؤولين إسرائيليين أخباراً عن أن زعيم "حماس" يحيى السنوار لا يزال يختبئ في المحافظة الجنوبية التي ولد فيها.

وبحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان" فإن الهجوم الجديد على خان يونس جاء نتيجة معلومات استخبارية مهمة وردت للجيش، فهل تمكنت تل أبيب من الوصول إلى الرأس الذي خطط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؟

هل كان هناك؟

ميدانياً لم يمهل الجيش أهالي خان يونس أي وقت للإخلاء، وبدأ عمليته العسكرية بسرعة كبيرة وشراسة لم يشهد لها مثيلاً منذ بدء الحرب قبل تسعة شهور، إذ أطلقت المدافع قذائفها بمجرد أن وزعت إسرائيل خريطة أوامر الإخلاء، وتبع ذلك قصف عنيف على المنطقة، وبسرعة تقدمت الآليات المدرعة وسط حركة النزوح.

بحسب المتحدث العسكري في الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، فإن العملية الجديدة في خان يونس جاءت نتيجة عمليات إطلاق صواريخ باتجاه المدن العبرية في غلاف غزة، إضافة إلى حصول المؤسسة الأمنية على معلومات استخبارية عن قيام "حماس" بوضع بنى تحتية في المنطقة، لكن أدرعي رفض توضيح إذا ما كانت هذه المعلومات مرتبطة بمكان اختباء السنوار.

يعتقد مراقبون عسكريون أن عملية خان يونس جاءت لتحييد هدف من حركة "حماس" ربما يكون زعيم الحركة يحيى السنوار، ويستدلون على ذلك بنوعية الهجوم على المنطقة وكثافة النيران وآلية الاجتياح البري وطريقة تنفيذه.

يقول الباحث العسكري نضال نوفل "لا يفصح الجيش الإسرائيلي عن الهدف الأساسي لهجومه، هذه حرب والحرب خدعة، كما أن من غير المنطقي عسكرياً أن يقول الجيش خططه، ولكنه يبررها".

ويضيف، "ربما وردت للمؤسسة العسكرية معلومات عن مكان أحد قيادات (حماس)، ومن دراسة نوعية الهجوم قد يكون السنوار، وطبيعي أن تحاول إسرائيل الوصول إليه أو التأكد بنفسها من عدم دقة المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها".

نصف مساحة خان يونس

وفق خريطة العملية العسكرية فإن الجيش الإسرائيلي ينوي الهجوم على أكثر من 50 في المئة من مساحة محافظة خان يونس، التي توقف فيها قتال مكثف قبل ثلاثة شهور كان هدفه تفكيك كتائب "حماس"، بحكم أن المدينة تعد معقل قائد الحركة السنوار، وكان يقيم فيها قبل الحرب.

في أية حال، فإن الجيش الإسرائيلي لم يقل إنه وصل إلى مكان السنوار، لكن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الناطقة باللغة العربية نقلت عن مسؤولين قولهم إن "أحدث المعلومات ترجح وجود يحيى السنوار في أنفاق خان يونس، وليس خارج المدينة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يوضح نوفل أن معاودة اجتياح خان يونس بهذا الحجم من القتل والتوغل الكبير للدبابات وتعزيزها بقوات برية وطائرات من مختلف الأنواع، وتحذير السكان المدنيين بالابتعاد عن أماكن القتال عقب دقائق من توزيع أوامر الإخلاء، يدلل على أن تل أبيب قد تمكنت من الوصول إلى تحيد مكان السنوار.

ويشير إلى أن الإعلان عن عملية عسكرية واسعة في خان يونس أمر طبيعي، فتنفيذ هجمات لتحييد قائد مثل السنوار يتطلب هجوماً مكثفاً، ويدرك الجيش أن مهمته صعبة، وجهز نفسه ليخوض معارك ضارية، إذ من المؤكد أن مقاتلين وربما رهائن إسرائيليين حول قائد "حماس".

على قائمة المطلوبين

في الواقع، وضع الجيش الإسرائيلي يحيى السنوار على رأس قائمة المطلوبين، وكثيراً ما طلب من سكان غزة التبليغ عن مكان وجوده في حال رصده، وخصص مكافأة مالية قيمة لمن يدلي بأية معلومات عنه.

بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، فإن السنوار متهم في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر، إضافة إلى قيادة الحرب الحالية، فضلاً عن احتجازه الرهائن الذين اختطفهم مقاتلو "حماس" من المدن العبرية واتخاذهم دروعاً بشرية، لهذا تريد تل أبيب القضاء عليه، كما يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يخرج بصورة نصر عن طريق القضاء على السنوار أو القبض عليه.

خلال معارك الأشهر التسعة لا يزال مكان السنوار مجهولاً على رغم أن إسرائيل تطارده كشبح من بيت إلى بيت ومن نفق لآخر، وفي تل أبيب هناك تباين كبير في شأن مكان قائد "حماس"، ويعتقد فريق من المؤسسة الأمنية أن زعيم الحركة خارج قطاع غزة من الأساس، وقد تمكن من الهرب عبر الأنفاق تحت محور فيلادلفيا قبل العملية العسكرية في رفح.

لكن فريقاً آخر في الجيش الإسرائيلي يؤكد أن السنوار لا يزال يختبئ في أنفاق تحت أرض خان يونس، وفقاً لما أوردته "تايمز أوف إسرائيل"، ويستدل العسكريون على ذلك بمعلومات استخبارية نقلتها لهم وكالات التجسس الإسرائيلية والأميركية.

سعياً وراء السنوار

تعزز اعتقاد الجيش الإسرائيلي بأن السنوار في خان يونس بعد حصوله على مقطع فيديو قصير يظهر فيه قائد "حماس" في أحد الأنفاق مع عائلته، ووفق الرواية العبرية فإن الجيش حاول الوصول إلى السنوار بعد معلومات استخبارية دقيقة، لكن الترجيحات تفيد بأنه أفلت من مطاردة خطرة.

يقول مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي لهيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن قواته ستقضي على السنوار لأن هذا ما يجب أن يحدث بعد ما فعله، لكنه يؤكد أن ليست لديه معلومات حول مكانه، وما إذا كان الجيش نجح في الوصول إليه أو تمكن من تصفيته.

وتؤكد حركة "حماس" أن قائدها قادر على التخفي حتى الآن، وهو في مأمن من الهجمات الإسرائيلية. بينما يقول المتحدث باسمها حسام بدران "على مدار أيام الحرب الطويلة فشلت إسرائيل في العثور على السنوار"، مضيفاً "هناك دائرة صغيرة فقط لا تتعدى ثلاثة أشخاص هي من تعرف مكانه وتؤمن حاجاته وتوفر له وسائل التواصل مع قيادات الحركة في الداخل والخارج، والسنوار لا يزال على تواصل مع قيادات الحركة، وعلى اطلاع دائم ومستمر على كل ما يجري خصوصاً ما يتعلق بالمفاوضات".

بشكل رسمي يعتبر الجيش الإسرائيلي أن العمليات العسكرية الجديدة في خان يونس هدفها منع "حماس" من إعادة بناء نفسها من جديد، وتجدد هجمات المقاتلين من تلك المنطقة وتدمير بنى تحتية للحركة، إضافة إلى تنفيذ مهمات لها علاقة في معلومات استخبارية مهمة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات