Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كامالا هاريس مرشحة يحسب لها حساب

نظمت ناشطات المجتمع المحلي اتصالاً عبر "زوم" لمناقشة كيفية إيصال سيدة سوداء إلى البيت الأبيض فجمعن تبرعات بلغت مليون دولار من دون أي جهد يذكر.

نائبة الرئيس كامالا هاريس تحظى بدعم الأجيال الأصغر سناً، تماماً مثل باراك أوباما قبلها (أ ب)

ملخص

في إعلان مفاجئ لترشح كامالا هاريس لرئاسة الولايات المتحدة، أشادت النساء السود بمهاراتها القيادية وأطلقن حملة دعم واسعة عبر اجتماعات على تطبيق "زوم" لضمان نجاح ترشيحها والفوز بالانتخابات المقبلة.

فور إعلان تنحي جو بايدن من الترشح لإعادة انتخابه رئيساً للبيت الأبيض، وقع حدث سحري: أوقفت النساء السود في أرجاء البلاد كافة أعمالهن وبدأن بحشد الصفوف.    

وبعد ظهر يوم الأحد نظمت القيادات المحلية على عجل اجتماعاً عبر تطبيق "زوم" لمناقشة الأساليب التي يجب انتهاجها من أجل ضمان اختيار نائبة الرئيس كامالا هاريس مرشحة عن الحزب الديمقراطي الشهر المقبل، وإلحاق الهزيمة بدونالد ترمب. 

في البداية كان من المفترض أن تنضم إلى الاتصال ألف سيدة سوداء، من رئيسات البلدية والمرشحات لمجلس الشيوخ وناشطات وزعيمات المجتمع المدني، للخوض في استراتيجيات جمع التبرعات وتسجيل الناخبين، لكن المبادرة التي كانت في الأساس لفتة دعم شعبية لحملة إيصال سيدة سوداء إلى البيت الأبيض سرعان ما استقطبت 40 ألف مشارك.

وقضت المشاركات أربع ساعات في التعبير عن دعمهن الراسخ لهاريس، كما شاركن قصصاً شخصية عن العمل معها، وسلطن الضوء على مهاراتها القيادية، وأبرزن مؤهلاتها التي لا تشوبها شائبة لكي تتولى منصب الرئاسة الأميركية. قبل توليها منصب نائب الرئيس في إدارة بايدن، كانت هاريس أول سيدة أميركية من أصول أفريقية وأول سيدة أميركية من أصول آسيوية توضع في منصب المدعية العامة لكاليفورنيا (وإن كان هذا الفصل لا يخلو من الجدل، مزيد من التفاصيل لاحقاً).  

عندما انتشر نبأ دعم بايدن لها لخلافته، انهمرت التبرعات على الحزب الديمقراطي، بشكل لم ير له مثيل حتى الآن في هذه الانتخابات حتى الآن. وخلال الاتصال عبر "زوم"، جمعت تبرعات تفوق مليون دولار للحملة التي باتت الآن تسمى "هاريس للرئاسة". وتبع ذلك المليون نحو 50 مليون دولار (38.7 مليون جنيه استرليني) خلال الساعات التالية. (على سبيل المقارنة، خلال الـ24 التي تلت إدانة دونالد ترمب بـ34 تهمة متعلقة بتزوير سجلات تجارية، جمعت حملته الانتخابية 52.8 مليون دولار من صغار المتبرعين في فورة تبرعات). 

صحيح أن هذا الحدث مؤشر دعم لهاريس، لكنه أيضاً يشير إلى الإصرار على عدم تحقق المسار البديل، بعد نجاح ترمب والآراء العنصرية والكارهة للنساء التي يحملها في الوصول إلى البيت الأبيض قررت النساء السود أن يحشدن الصفوف. وولدت عبارة "استمعوا إلى النساء السود" يوم الأحد، إذ شكل الاتصال عبر "زوم" إحياء لعبارة "استمعوا إلى النساء السود".    

يا ليت ذلك حدث منذ نصف عقد مضى، كما قالت النساء السود، نجح ترمب في انتخابات 2016 بدعم من ملايين النساء البيض اللاتي لم ينتخبن هيلاري كلينتون، بل رجلاً "يمسك (بالنساء من) المنطقة الحساسة" شكلت مواقفه السياسية خطراً واضحاً على حقوق المرأة.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحتل النساء السود مكانة فريدة في المجتمع الأميركي، فهن يشكلن نقطة التقاء بين العرق والجنس، مما يسمح لهن بتكوين آراء أشمل عن العالم ويعطيهن وجهة نظر لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها.

تحب هاريس أن تردد جملة احتار كثيرون في معناها، وهي "احتمالات المستقبل من دون عبء الماضي"، واتضحت هذه العبارة أكثر الآن بعد ارتقائها فجأة لموقع السعي إلى انتزاع الترشح عن الحزب الديمقراطي. وهي تستقطب مجموعة أساسية من الناخبين السود واللاتينيين، ولا سيما النساء من بينهن، الذين يرون فيها التحول الذي يحل في أميركا، ذلك البلد المطبوع بتاريخ طويل من العنصرية والعبودية. 

ويطاول هذا التغيير قاعدة الناخبين الأميركيين أنفسهم، منذ انتخابات عام 2020 سجلت أوساط الأميركيين من أصل لاتيني نصف الزيادة الإجمالية في عدد السكان الذين بلغوا سن الاقتراع. وما زالت النساء السود إجمالاً أقرب إلى الحزب الديمقراطي، بيد أن تفانيهن للحزب ما عاد كسابق عهده، إنما إن انتزعت هاريس ترشيح الحزب في مؤتمره الوطني الذي سينعقد في شيكاغو الشهر المقبل فستترسخ تلك القاعدة.  

تتمتع هاريس بدعم الأجيال الأصغر سناً، مثل باراك أوباما قبلها، ولديها ما يكفي من السحر لكي تجذب إليها شخصيات لديها قواعد معجبين ضخمة ومؤثرة: عبرت أريانا غراندي وديمي لوفاتو وجون ليجند بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمهم لها. كما صرحت المغنية البريطانية شارلي إكس سي إكس عن دعمها القوي لها، مع أنها لا تستطيع التصويت في الانتخابات الأميركية، وأعلنت عبر وسائل التواصل أن "كامالا مشاكسة" (وهو مصطلح يوازي Kamala is Brat استخدمته المغنية لتربط اسم هاريس بعنوان ألبومها الجديد في إشارة إلى شابات جيل التسعينيات المغامرات والإيجابيات) وهو ما أضاف إلى رصيد هاريس، وكان السبب في انتشار فيديو ساخر أو ميم جديد عنها على الإنترنت.  

من ناحية أخرى لا شك في أن ترشيح هاريس يصاحبه جدل داخل المجتمع الأسود، فأثناء توليها منصب المدعية العامة في كاليفورنيا توجهت لها انتقادات شديدة بسبب حملة الاعتقالات الحاشدة التي أشرفت عليها، وكان لها تأثير ضخم في مجتمع السود بشكل خاص. إذ دانت نحو ألفي شخص تقريباً بتهم انتهاك قوانين حيازة القنب وسجنت عدداً كبيراً منهم، لكن عندما تسأل عن تعاطيها الحشيش شخصياً في حياتها، تطلق ضحكتها الشهيرة. كما صنعت فسيفساء عن وجه هاريس باستخدام وجوه كل الرجال السود الذين سجنتهم، وظل بعضهم قيد الاعتقال بعد انتهاء فترة سجنهم بفترة طويلة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء