Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع الطلب على السيارات الكهربائية يدفع شركاتها نحو الإفلاس

سوق "المستعمل" تنتعش مع انخفاض الأسعار نتيجة ركود المركبات

متوسط سعر السيارة "بي أم دبليو" الفئة الرابعة المستعملة عامين هو 37.6 ألف دولار (رويترز)

ملخص

أدى التدهور في سوق السيارات الكهربائية إلى توالي إفلاس شركات ناشئة في القطاع، كان أحدثها الشهر الماضي حين أعلنت شركة "فيسكر" للسيارات الكهربائية إفلاسها بعد فشل صفقة تمويل مع مجموعة كبرى لصناعة السيارات.

تخلت شركة السيارات الألمانية "بورش" عن مستهدف مبيعاتها من السيارات الكهربائية مع تراجع طلب المستهلكين، وحذرت في بيان من أنها قد تضطر إلى "وقف إنتاج بعض أنواع السيارات نتيجة النقص في أجزائها من الألومنيوم".

وكانت الشركة أعلنت من قبل استهدافها تخصيص 80 في المئة من الإنتاج للسيارات الكهربائية، لكنها الآن تراجعت عن هذا المستهدف مما أدى إلى خفض عائداتها المتوقعة لهذا العام من 40 مليار يورو (43.4 مليار دولار) إلى 39 مليار يورو (42.3 مليار دولار)، ومعدل الربح المتوقع لهذا العام من 17 في المئة إلى 15 في المئة.

وتعد شركة "بورش" أحدث شركات السيارات التي تراجع مستهدفاتها السابقة لمبيعات السيارات الكهربائية في ظل ركود السوق نتيجة انخفاض الطلب، بعدما خفضت شركات سيارات كبرى مثل "مرسيدس – بنز" و"رينو" مستهدف إنتاج وبيع السيارات الكهربائية خلال الأشهر الأخيرة.

وحتى شركة "تيسلا" الأميركية، الأكبر في هذا المجال، اضطرت إلى خفض توقعاتها للمبيعات مع إحجام المستهلكين عن التحول من السيارات التي تعمل بالوقود مثل البنزين إلى السيارات الكهربائية، وإن كانت سوق السيارات الهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء معاً، لا تزال متماسكة إلى حد ما.

العودة للبنزين

وفي ظل هذا التراجع المستمر في الطلب، ذكر تقرير لوكالة "بلومبيرغ" هذا الأسبوع أن كبرى شركات صناعة السيارات ستعود لإنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين أكثر من السيارات الكهربائية، وقبل إعلان شركة "بورش" أشار التقرير إلى أن شركات صناعة السيارات الكبرى في الولايات المتحدة وأوروبا "تعمل على تقليص إنتاج السيارات الكهربائية في ظل الطاقة الإنتاجية الزائدة، وتعيد النظر في أهدافها الطموحة لمبيعات السيارات الكهربائية".

وترجع شركات تصنيع السيارات في أميركا وأوروبا ذلك لأن الانتقال إلى وسائل النقل الكهربائية بالكامل سيستغرق وقتاً أطول مما كانت تعتقد".

وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية بوضوح خلال العام الماضي مما جعل شركات صناعة السيارات القديمة في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا تعاني زيادة الطاقة الإنتاجية لطرزها من السيارات الكهربائية، وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أو بي موبيليتي" الفرنسية الموردة لقطع غيار السيارات، إن شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا تنتج حالياً السيارات الكهربائية بمستويات تقل بنسبة ما بين 40 إلى 45 في المئة عن التوقعات السابقة، مضيفاً أن هذا "يعني أن القدرة التي وضعت من قبل عملائنا ومن قبلنا تتطلب تعديلاً مستمراً، ونحن نعمل على تكييف الطريقة التي نعمل بها مع عملائنا".

ونقل تقرير "بلومبيرغ" عن المحلل في شركة "غولدمان ساكس" للأبحاث كوتا يوزاوا قوله إن "المخاوف المتزايدة في شأن كلفة رأسمال السيارات الكهربائية، والشكوك حول عدد من الانتخابات هذا العام، وبخاصة في الولايات المتحدة، إضافة إلى نقص محطات الشحن السريع، هي العوامل الثلاث الرئيسة التي تبطئ زخم السيارات الكهربائية"، إلا أن "غولدمان ساكس" أشارت إلى أن مبيعات السيارات الهجينة تسارعت وقد تتجاوز التوقعات.

 وفي وقت سابق من هذا العام قالت شركة "فورد موتور" إنها ستؤخر الطرح المخطط له لبعض سياراتها الكهربائية من الجيل التالي في وقت تعمل خلاله على توسيع عروض السيارات الهجينة، في أحدث علامة على تباطؤ إقبال المستهلكين على السيارات الكهربائية.

إفلاسات وهبوط أسعار

وأدى التدهور في سوق السيارات الكهربائية إلى توالي إفلاس شركات ناشئة في القطاع، كان أحدثها الشهر الماضي حين أعلنت شركة "فيسكر" للسيارات الكهربائية إفلاسها بعد فشل صفقة تمويل مع مجموعة كبرى لصناعة السيارات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي فبراير (شباط) الماضي أعلن الفرع البريطاني لمجموعة السيارات الكهربائية "أريفال" الإفلاس، أما في العام الماضي فأعلنت شركة "لوردستاون موتور الأميركية" لإنتاج الشاحنات الكهربائية إفلاسها أيضاً.

ويمثل وضع السوق حالياً تحدياً كبيراً أمام عدد من شركات صناعة السيارات الكهربائية الناشئة التي تأسست خلال الأعوام الأخيرة في ظل موجة التفاؤل بالتحول من السيارات التي تعمل بالديزل والبنزين إلى السيارات الكهربائية.

ونتيجة تردي وضع سوق السيارات الكهربائية في ظل انخفاض الطلب تستمر حرب الأسعار بين شركة "تيسلا" والشركات الصينية المنافسة لها والتي بدأت تقتنص حصة أكبر من السوق عالمياً، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الكهربائية في وقت لم تنخفض كلفة إنتاجها مقارنة بإنتاج السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود.

ومع تساوي سعر السيارات الكهربائية تقريباً مع نظيرتها التي تعمل بالوقود، وبخاصة في أسواق السيارات المستعملة، انتعشت مبيعات السيارات المستعملة في بريطانيا كما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها الأسبوع الماضي، إذ عرض بيانات مبيعات السيارات المستعملة من موقع إعلانات السيارات الشهير "أوتو تريدر".

ومن أمثلة انخفاض أسعار السيارات الكهربائية أن متوسط سعر سيارة "بي أم دبليو" الفئة الرابعة المستعملة عامين هو 31.6 ألف جنيه إسترليني (37.6 ألف دولار)، بينما سعر بيع السيارة "تيسلا" "موديل 3" المستعملة عامين أيضاً هو 25.9 ألف جنيه إسترليني (30.8 ألف دولار).

ومع هذا الهبوط الواضح في أسعار السيارات الكهربائية المستعملة زاد الإقبال عليها، وبحسب بيانات الموقع فإن 10 في المئة من السيارات المستعملة لأقل من خمسة أعوام، والمعروضة للبيع حالياً في بريطانيا، هي سيارات كهربائية، على رغم أنها لا تمثل سوى اثنين في المئة من سوق السيارات المستعملة.

اقرأ المزيد