Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سفير إيراني جديد لدى الحوثي بعد فراغ طويل

بين وعود بزشكيان والواقع تبرز تحديات جديدة تؤكد توغل طهران في الشأن اليمني

السفير الإيراني علي محمد رمضاني يقدم أوراق اعتماده لوزير خارجية الحوثيين ( وسائل التواصل)

 

ملخص

على رغم وعد بزشكيان بالعمل على "تعزيز العلاقات الإقليمية والتعاون مع العالم على أسس الحكمة والمصالح المشتركة" فإن الشارع اليمني وبعد أيام من تنصيبه خلفاً لإبراهيم رئيسي، تفاجأ بتعيينه الضابط في الدفاع الجوي للحرس الثوري الإيراني، علي محمد رمضاني، سفيراً جديداً لدى ذراعها الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء.

منذ الوفاة الغامضة للسفير الإيراني السابق لدى ميليشيا الحوثي، حسن إيرلو في اليمن قبل ثلاث سنوات، شهد مؤشر الأزمة اليمنية هبوطاً ملحوظاً بفعل جملة من الجهود الإقليمية المضنية في سبيل التوصل إلى كلمة سواء بين طرفي الصراع كمقدمة تهيئ الظروف لعملية سياسية تنهي النزاع الدامي، كان للتقارب السعودي الإيراني دور بارز فيها.

ومع صعود الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان توقع مراقبون أن يترجم ما وعد بانتهاجه خلال فترة حكمه المقبلة من علاقات إيجابية ودافئة مع المنطقة العربية والعالم، وبطبيعة الحال في طليعتها الملف اليمني الملتهب بفعل الانقلاب الدامي الذي نفذته الجماعة الحوثية المدعومة من نظامه، وما ترتب عليه من تطاير الشرر والنار الإيراني في المنطقة حتى بات يهدد بإشعالها على نحو يصعب تداركه وسط محاولات للتهدئة.

الخطاب وعكسه

وعلى رغم وعد بزشكيان بالعمل على "تعزيز العلاقات الإقليمية والتعاون مع العالم على أسس الحكمة والمصالح المشتركة" فإن الشارع اليمني وبعد أيام من تنصيبه خلفاً لإبراهيم رئيسي، تفاجأ بتعيينه الضابط في الدفاع الجوي للحرس الثوري الإيراني، علي محمد رمضاني، سفيراً جديداً لدى ذراعها الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء، عقب ثلاث سنوات من وفاة السفير السابق والضابط الرفيع في الحرس الثوري، حسن إيرلو في ظروف غامضة داخل اليمن عقب نقله في الـ 19 من ديسمبر (كانون الأول) 2021 بطائرة إجلاء عمانية من صنعاء.

ويكرس الإجراء الإيراني الجديد حال التوغل في اليمن والمنطقة في سلوك دبلوماسي هو الوحيد من نوعه في العالم، ومخالف البروتوكول الدبلوماسي الدولي بالتعامل مع سلطة الميليشيا المنقلبة في عام 2014 بدعم وإشراف مباشر منها وتجاهل تحذيرات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

وأعلنت ميليشيا الحوثي الثلاثاء الماضي تعيين إيران سفيراً جديداً لدى حكومتها "غير المعترف بها"، ووصوله إلى صنعاء لتقديم أوراق اعتماده.

وذكرت وكالة "سبأ" بنسختها الحوثية أن ما يسمى وزير الخارجية جمال عامر، استقبل سفير الجمهورية الإسلامية في إيران الجديد، علي محمد رمضاني، الذي أوفدته بلاده بطريقة لا تزال غير معلومة "سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى الجمهورية اليمنية".

يقول الكاتب السياسي نشوان العثماني إن المشروع الفارسي في المنطقة العربية السنية لا يمكن له أن يتراجع، أو أن يصدق في أي اتفاق سلام محتمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يوضح العثماني أن "إيران تريد تعزيز مصالحها ولديها الآن ثلاث دول عربية ونصف دولة، فنصف اليمن ضمن سيطرتها". ويتساءل "كيف لإيران أن تتخلى عن مشروع الإمامة السلالي، وهو الذراع الأكثر تأثيراً وطاعة لها على أهم ممر دولي في العالم؟". ويتابع "لن تعبأ طهران بأي شيء على الإطلاق إلا بأن تحقق مصالحها، وقد أصبح من السهل جداً أن توصل سفيرها هذه المرة على متن طيران اليمنية الذي انقسم أخيراً بين صنعاء وعدن". ويذهب إلى أن "الشرق الأوسط أصبح لعبة عبثية بيد المشروع الفارسي الشيعي، وفي اليمن لن يجدي أي اتفاق سلام على الإطلاق، والمجدي فقط تحييد هذه النسخة الأخيرة من الإمامة عبر مقاومتها، أو المزيد من تراخي الحكومة اليمنية وحلفائها، وإذا كان السلاليون الحوثيون قد سيطروا كل هذه المساحة المكتظة بالسكان والسلاح يمنياً، فغداً من الممكن أن يصلوا لأبعد من اليمن".

ضابط آخر... وتحد جديد

ووفقاً لمراقبين تأتي الممارسات الإيرانية خلافاً لحال التهدئة التي شهدتها علاقاتها أخيراً مع السعودية، القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة والداعم الأبرز للحكومة الشرعية والشعب اليمني، في حين عده آخرون سلوكاً إيرانياً معتاداً على رغم عدم أهميته الدبلوماسية باعتبارها سلطة غير معترف بها، مع عدم إغفال الدلالات التي قد يكون لها ما بعدها في كواليس المشهد اليمني وخفاياه المستقبلية.

فالسفير الجديد رمضاني كسلفه الراحل، شخصية عسكرية لا دبلوماسية ولا سياسية، وربما يكشف توقيت تعيينه عن مهام ذات طابع عسكري سيشرف عليها لدى ذراعهم الحوثية، سواءً في حال تجدد المعارك داخلياً أو تلك التي تختص بالمناوشات التي يشهدها البحر الأحمر بين فترة وأخرى، في ظل إجماع المراقبين الدوليين على أن الحوثي في واجهة صورتها بينما الاستراتيجية التي تقف خلف كل تلك المشاغبات تصب في خدمة المشروع الإيراني.

ولم تشر الوكالة الحوثية إلى تفاصيل وصول السفير والضابط الإيراني الجديد إلى صنعاء، إلا أن متابعين رجحوا وصوله على متن إحدى الرحلات الجوية القادمة من الأردن.

طبيعة السياسة الإيرانية

وبصورة أشمل على طبيعة الإدارة الإيرانية، فهذه القرارات ربما تأتي بمعزل عن صلاحيات الرئيس الإيراني التي تقتصر على إدارة القضايا الداخلية، كون من يشرف على كل الشؤون والقرارات العسكرية وتحديد السياسات الخارجية هو المرشد الأعلى علي خامنئي، وفي طليعتها تدخلات حرسه الثوري الذي يقع تحت إمرته من دون منافس، وهو من يوجهه ويطلق الأوامر عليه لتنفيذ كل المهام الموكلة إلى كل ذراع في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها.

وفقاً لذلك يقول الباحث السياسي عبد ربه الطهيفي، إن الآمال بتحقيق السلام في اليمن تتبدد بفعل استمرار التدخل الإيراني.

ويرى أن بصيص الأمل الذي أطل على المشهد اليمني مع توارد الأنباء عن الاتفاق على خارطة طريق للسلام تأتي السلوكيات الإيرانية لتعيد الأزمة إلى مربعها الأول، مبددة آمال التفاؤل بانتهاء الصراع الذي أنهك الشعب اليمني وكأننا قدر بيد الحرس الثوري.

هذا القرار، بحسب الطهيفي، "يشير بوضوح إلى أن النوايا الحقيقية لإيران لا تتجه نحو السلام، بل قد تكون تحركاتها الأخيرة مجرد تكتيكات لتحقيق مكاسب سياسية على حساب استمرار المعاناة الإنسانية في اليمن".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات