Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين صوت هاريس وصمت أوباما... مناورات الانسحاب والترشيح

سارعت نائبة الرئيس مرشحة الديمقراطيين الجديدة لحشد الدعم وتجنب صخب "المؤتمر المفتوح"

أوباما معانقاً بايدن وتظهر بجانبهما كامالا هاريس في مناسبة سابقة (أ ف ب)

ملخص

كان تجاهل الرئيس السابق باراك أوباما لهاريس صارخاً ومثيراً للتكهنات، ففي بيانه الاحتفالي بقرار بايدن أوضح أوباما بأنه يدعم "عملية" مفتوحة وتنافسية يبرز من خلالها أفضل مرشح

قبل أن يعلن جو بايدن انسحابه من الانتخابات، طفت إلى السطح بعض المطالب لجعل المؤتمر الوطني الديمقراطي "مفتوحاً"، أي أن يذهب الديمقراطيون يوم 19 أغسطس إلى شيكاغو من دون بديل مؤكد. لكن كامالا هاريس لم تنتظر طويلاً أو تقف مكتوفة اليدين بعد تنحي بايدن وتأييده لها، بل سارعت ابنة كاليفورنيا إلى حشد الدعم وأمضت نحو 10 ساعات الأحد الماضي على الهاتف لإقناع أكثر من 100 شخص من قيادات الحزب، وانعكست هذه المساعي في الدعم الذي تلقته من بيل وهيلاري كلينتون ونانسي بيلوسي وغيرهم.

لكن في المقابل، كان تجاهل الرئيس السابق باراك أوباما لهاريس صارخاً ومثيراً للتكهنات، ففي بيانه الاحتفالي بقرار بايدن أوضح أوباما بأنه يدعم "عملية" مفتوحة وتنافسية يبرز من خلالها أفضل مرشح، مشيراً إلى أن "رؤية جو بايدن لأميركا السخية والمزدهرة والموحدة التي توفر الفرصة للجميع سوف تتجلى بشكل كامل في المؤتمر الديمقراطي". كما لم يلق مايك بلومبرغ عمدة نيويورك السابق وأحد أبرز متبرعي الحزب بثقله لتأييد هاريس حتى الآن، بل حث الحزب على عدم التسرع باختيار المرشح.

مناورة هاريس ضد "المؤتمر المفتوح"

لكن الرؤية التي طرحها أوباما أسقطتها هاريس بسرعة عندما انتزعت تعهداً من أكثر من 1976 مندوباً لتأييدها وهو ما يكفي للفوز ببطاقة الترشيح. ومع ذلك، فإن تعهد المندوبين لن يكون ملزماً ونهائياً حتى يدلي المندوبون بأصواتهم رسمياً، وهذا التصويت سيعقد بين 1 إلى 7 أغسطس (آب)، بخلاف ما كان متوقعاً بأن يكون الترشيح الرسمي في المؤتمر الوطني الديمقراطي.

وكانت التوقعات في حال تنحي بايدن تفيد بأن الديمقراطيين سيذهبون إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي في 19 أغسطس ويختارون بديله. لكن بحسب ما أوضحه رئيس المؤتمر جيمي هاريسون، سينظم الحزب تصويتاً لمرشحه لمدة أسبوع بدءاً من 1 أغسطس، على أن يكون إعلان المرشح الرسمي يوم 7 أغسطس، ما يعني أن الديمقراطيين سوف يحضرون المؤتمر الديمقراطي بمرشح توافقي ومؤكد.

وبرر رئيس المؤتمر الديمقراطي التبكير بالتصويت لتجنب الأخطار القانونية التي قد تنجم عن التأخر في اعتماد المرشح، بالتالي تفويت المواعيد النهائية للاقتراع. وقال، "سنعتمد مرشحاً رئاسياً في يوم 7 أغسطس هذا العام". ويضع هذا الإجراء حداً لمطالب البعض بأن يكون المؤتمر مفتوحاً.

ويكشف تجنب قادة الحزب لعقد "مؤتمر مفتوح" يتيح تنافس أكثر من مرشح المخاوف الجدية من تعميق الانقسام داخل الحزب مما قد يضعف فرص فوزهم، بخاصة أن الديمقراطيين للتو طووا صفحة الخلاف الخطير حول بايدن، الذي هدد بتجفيف مصادر تمويل الحملة الانتخابية.

ما خطورة المؤتمر المفتوح؟

تتمثل الطريقة الدارجة في اختيار المندوبين لحضور المؤتمر الوطني على مستوى الولاية والمقاطعة، وتملك كل ولاية ومقاطعة عدداً محدداً من المقاعد، التي يسعى المرشحون إلى انتخاب أنصارهم في هذه المقاعد. وعندما يحين المؤتمر الوطني على المندوبين التصويت للمرشح الذي يفوز بالانتخابات التمهيدية في الولاية.

ولكن في المؤتمر المفتوح، سيتعين على المرشحين الجدد محاولة إقناع المندوبين الذين أيدوا سابقاً بايدن بدعم ترشيحه، وهو ما يهدد بفوضى كبيرة بينما تسعى حملات المرشحين لاجتذاب المندوبين لدعم مرشحيهم، وذلك ما دفع الديمقراطيين على الأرجح إلى استبعاد فكرة المؤتمر المفتوح.

وتفرض القواعد على المندوبين المنتخبين للمؤتمر الوطني الذين تعهدوا بدعم مرشح أن يعكسوا بصدق مشاعر الناس الذين انتخبوهم لتمثيلهم. ويحتاج المرشح الفائز إلى 1976 صوتاً للفوز، وقد حصل بايدن في الانتخابات الأخيرة على ما يقرب من 4000 صوت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعقد الديمقراطيون آخر مؤتمر مفتوح خلال انتخابات عام 1968 وسط جدل حرب فيتنام، ومنذ ذلك الحين، كان المؤتمر الوطني منصة لتتويج المرشح الفائز في الانتخابات التمهيدية، كما تشير "اندبندنت".

ماذا يعني انسحاب الرئيس؟

يعني انسحاب بايدن أنه تنازل عن أصوات المندوبين الذين انتخبوه، مما يترك لهم حرية دعم الشخص الذي يختارونه وليس ضرورياً الشخص الذي يؤيده بايدن، وإن كان لتأييده تأثير وثقل. ولكن في ضوء ما طرحه أوباما النافذ حول تبني عملية تنافسية لاختيار المرشح، تثار تساؤلات حول ما إذا كان الحزب سيعقد مناظرات بين أهم المرشحين قبل إقامة المؤتمر في 19 أغسطس.

وحتى الآن يبدو أن كثراً من مندوبي الحزب يقفون في صف نائبة الرئيس، إذا وقع عشرات المندوبين الحاليين والسابقين بياناً قالوا فيه إن هاريس هي الشخص الوحيد القادر على هزيمة دونالد ترمب. كما انضم إلى صفها أيضاً العديد من الشخصيات السياسية التي كانت لديها فرصة المنافسة.

وكتب المحلل السياسي بن ديفيس أن تنحي بايدن وضع الديمقراطيين أمام خيارين، الأول وهو الأسهل أن يكون المؤتمر بمثابة تجمع لدعم هاريس، كما كانت جميع مؤتمرات الحزب على مدار الـ40 عاماً الماضية. والثاني هو أن يكون المؤتمر معركة يتنافس فيها المرشحون للفوز بغالبية المندوبين.

ويعتبر الخيار الثاني جذاباً لأنه سيحتم على المرشحين العمل لكسب الدعم من الدوائر الانتخابية الرئيسة، ويسمح لهم بعرض قضاياهم على الجمهور، وهو الحل المفضل لدى المانحين الرئيسيين للحزب، كما يظهر في دعوة بلومبرغ بعدم التسرع في اختيار المرشح.

ومع ذلك، يرى ديفيس أن المؤتمر المفتوح فكرة سيئة في هذا الوقت، إذ يطالب مؤسسات الحزب وقيادته أن تتوحد خلف نائبة الرئيس ضد ترمب، خصوصاً أن الحزب أمضى الأسابيع الثلاثة الماضية مشلولاً وغير قادر على تنفيذ أنشطة الحملة الانتخابية بسبب الضغوط على بايدن.

من هم المندوبون؟

تتوقع إيلين كامارك وهي باحثة في معهد بروكينغز وعضو اللجنة الوطنية الديمقراطية أن يكون هناك نحو 4672 مندوباً هذا العام.

والمندوبون هم متطوعون محليون من المتوقع أن ينفقوا آلاف الدولارات للسفر إلى شيكاغو وحضور المؤتمر. وغالباً ما يعتبر حضور المؤتمر مكافأة للمندوب نظير إخلاصه ونشاطه السياسي، لكن المؤتمر المقبل يبدو أنه لن يكون تقليدياً كما كانت التوقعات.

وقالت كامارك إن انسحاب بايدن أدى إلى "حملة مطاردة" للمندوبين، إذ يطلب المرشحون المحتملون التوقيعات على عريضة للحصول على بطاقة الترشيح.

وقد بدأ أعضاء الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا في الطلب من المندوبين تعبئة نماذج "قوقل فورم" والتعهد بدعم هاريس علناً وفوراً. وتم تداول وثيقة أخرى بين المندوبين تحتوي على نموذج للتعهد بدعم هاريس على عريضة علنية.

وقال كريس ديمبسي، رئيس منظمة مدنية أنه تحدث مع عشرات المندوبين الذين يقولون إن العملية غامضة وإن زعماء الحزب يخفون المعلومات. وشدد على أن منظمته لم تضغط لانسحاب بايدن، بل كانت تحاول إرشاد المندوبين، الذين غالباً ما يكونون متطوعين من دون تدريب قانوني.

المرشح الأوفر حظاً

وأصبحت هاريس المرشحة الأوفر حظاً للفوز رسمياً بترشيح الحزب الديمقراطي، بعدما خبت بوادر المنافسة في وجه الدعم الذي حشدته هاريس بسرعة، خصوصاً بعد حصولها على دعم ما لا يقل عن ستة من محافظي الولايات البارزين ومنهم غريتشن ويتمر التي كان ينظر لها كبديلة لبايدن.

وجمعت هاريس أكثر من 80 مليون دولار في يومها الأول بعد دخولها السباق الرئاسي وهو مجموع ما تبرع به أكثر من 800 ألف مساهم. ولم يقتصر الأمر على المانحين الصغار بل قالت لجنة العمل السياسي المؤيدة لبايدن Future Forward إنها تمكنت من جمع 150 مليون دولار في اليوم الأخير بما يشمل تعهدات جديدة بـ 60 مليون دولار، إضافة إلى90  مليون دولار تم تجميدها سابقاً بسبب التأخر في حسم مصير بايدن.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير